آلاف الشهداء والمصابين فى مجازر مروعة فى جباليا ورفحالاحتلال يواصل حصاره المستشفيات ويستخدم المعتقلين كدروع بشرية فى الأنفاقتل أبيب تستعد لغزو لبنان برياً.. وصواريخ المقاومة تعيد 5 ملايين مستوطن للملاجئ

تحولت كل الطرق فى غزة إلى شواهد للمقابر الجماعية، وأصبحت الطرق معبّدة بالشهداء، بات الشهيـد يدفن على الأسفلت وعلى الرصيف، وتحت الشجرة، فى السوق، وفى البيت ولا توجد الآن غرفة عمليات واحدة فى شمال القطاع.

واصلت قوات الإجرام الصهيونية مجازرها ومحارقها فى اليوم الـ74 لحرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض تزامنا مع استمرار استهدف الصحفيين والإعلاميين لطمس الحقيقة وجرائم الكيان الصهيونى، وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 97 صحفيا بارتقاء الصحفى عادل زعرب، استهدف الاحتلال منزل عائلته فى رفح جنوب قطاع غزة فيما واصل ارتكاب المجازر فى جباليا وحربه على المستشفيات، حيث اقتحم مستشفى العودة شمال القطاع محولاً إياه على ثكنة عسكرية.

أكدت مصادر طبية، أن العشرات ارتقوا فى حصيلة غير نهائية، لاستهداف الاحتلال عدة منازل مأهولة ومكتظة بسكانها ونازحين إليها، وإصابة العشرات، فضلاً عن أعداد من المفقودين مازالوا تحت الأنقاض، واستشهد عدد كبير فشلت طواقم الإسعاف فى إحصائه فى استهداف الاحتلال منزلاً فى «البلوك C» داخل مخيم جباليا.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها صحفيون حجم المجزرة المروعة التى لم يسلم منها المارة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال التى أغارت على المخيم عدداً من المدنيين أثناء مرورهم فى الشوارع، ما أدى إلى عدد من الشهداء والمصابين.

ووثقت السلطات فى قطاع غزة تدمير وقصف طائرات الاحتلال الصهيونى لجميع المستشفيات فى مدينة غزة وشمالها، مما تسبب فى استشهاد وإصابة وفقد عشرات الآلاف من المرضى الذين كانوا يعالجون داخل تلك المستشفيات.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قوات الاحتلال دمرت آخر أقسام مستشفى الشفاء، الذى كان يعد أكبر مستشفيات قطاع غزة، وهو قسم الجراحة الذى قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلى، مما أدى إلى استشهاد المئات من النازحين، كما دمرت مستشفى كمال عدوان فى شمال القطاع، وذلك بعد حصار استمر 10 أيام، وكان الاحتلال الإسرائيلى قد دمر قبل عدة أسابيع مستشفى الإندونيسى بعد حصاره لعدة أيام، ومستشفى العيون والأطفال غرب مدينة غزة.

وأكدت الصحة الفلسطينية، أنه بعد تدمير قوات الاحتلال لمستشفيات شمال قطاع غزة، تم افتتاح عيادة صحية فى جباليا، لاستقبال الشهداء والجرحى، وذلك لإنقاذ حياة المصابين الذين يصلون بالمئات لتلك العيادة الصحية الوحيدة فى شمال القطاع، مؤكدة أن هذه العيادة لا يتوافر فيها الأجهزة الطبية والوقود ولا الكوادر الطبية المتخصصة فى الجراحات.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن عدد الصحفيين الذين استشهدوا فى حرب غزة خلال هذه الفترة القصيرة يفوق عدد القتلى فى أى نزاع شهده العالم منذ 30 عامًا على الأقل.

ونشر موقع «ميدل إيست آي» البريطانى شهادة لفلسطينى تم الإفراج عنه مؤخرا وصف فيها قيام قوات الاحتلال الصهيونى بتقييده وربطه بحزام متفجرات قبل أن تجبره على الدخول إلى نفق فى غزة، تشتبه فى كون حركة «حماس» تستخدمه.

وشرح الفلسطينى «حكيم» صاحب الـ30 عاما، للموقع البريطانى قيام عناصر الاحتلال باستخدامه كدرع بشرى أثناء بحثهم عن رجال المقاومة تحت الأرض.

 وأشار إلى كونه واحدا من عشرات الرجال الذين ظهروا فى الصور ومقاطع الفيديو مقيدين ومجردين من ملابسهم الداخلية من قبل القوات الإسرائيلية.

وقال الفلسطينى، والذى أطلق سراحه يوم 13 ديسمبر الجارى، إن الصهاينة ألبسوه حزاما مليئا بالمتفجرات، ووضعوا كاميرا على رأسه كما ربطوه بحبل على خصره.

ليدفعوه بعد ذلك إلى داخل أحد الأنفاق لاستكشافه ومعرفة إذا ما كان هناك مقاتلو «حماس» بالداخل.

وقال حكيم «كانوا مستعدين لتفجير النفق باستخدام جسدى إذا أظهرت الكاميرا المثبتة على رأسى أى مقاتلين بداخله». وأضاف «كنت متأكداً بنسبة 100% من أننى سأقتل فى تلك اللحظة، لكنهم أخرجونى من النفق عندما لم يجدوا شيئاً بالداخل». وأشار إلى طفل فلسطينى عمره 15 عاما تعرض لنفس المعاملة من طرف الاحتلال، أى ربطه بالمتفجرات وإرساله داخل الأنفاق مع الاستعداد لتفجيره، مؤكدا وجود معتقلين فلسطينيين لا يزالون محتجزين لدى الاحتلال ويجهل مصيرهم.

وصرح حكيم بأنه أثناء أسره، وإضافة لاستخدامه لاكتشاف الأنفاق مع التهديد بتفجيره، أنه والمعتقلين الفلسطينيين الآخرين تركوا دون طعام لأيام. وقال «كان يتم إعطاؤنا الماء للشرب فى بعض الأحيان، وكنا نتعرض للإهانة بأسوأ الكلمات التى يمكن أن تخطر على بالنا»، ومن بين هؤلاء الفلسطينيين المعتقلين، الزميل الصحفى الفلسطينى ضياء الكحلوت الذى اعتقلته قوات الاحتلال فى غزة قبل أن تقتاده لوجهة مجهولة.

وقصفت المقاومة المستعمرات الصهيوينة بالداخل الفلسطينى برشقات صاروخية، وقال الزميل إلياس كرام مراسل قناة الجزيرة إنه فى اليوم الـ74 للحرب وكأننا فى اليوم الأول للحرب، الرشقة الصاروخية كبيرة جداً واستهدفت مدنا كبيرة وكثيرة وكأننا فى بداية المعركة، الرشقة أدخلت أكثر من 5 ملايين إسرائيلى الملاجئ.

وكشفت تقارير إعلامية بريطانية أن إسرائيل تخطط لغزو جنوب لبنان لإبعاد حزب الله اللبنانى عن حدود فلسطين الشمالية، المحتلة وسط وابل من الهجمات الصاروخية التى تتعرض لها تلك المنطقة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة.

وقال ضابط إسرائيلى بارز لصحيفة «تايمز» البريطانية، إن «ما حدث فى الجنوب (عملية طوفان الأقصى ضد مستوطنات غلاف غزة) لا يمكن مقارنته بما يمكن أن يحدث هنا شمالا، مضيفا أن «عقيدة إسرائيل هى نقل الحرب إلى الجانب الآخر».

وبحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإنه بعد أسابيع من تبادل إطلاق النار عبر الحدود، يقال إن إسرائيل حريصة على شن هجوم برى على جنوب لبنان يهدف إلى دفع الجماعة إلى ما وراء نهر الليطانى.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التوترات الحدودية تصاعدت خلال السبعين يوماً الماضية، لتعيد إحياء ذكرى الحرب التى خاضها حزب الله ضد إسرائيل فى يوليو عام 2006.

 

مصر تقترب من وقف الحرب.. وتل أبيب تخضع تحت ضغط أهالى الرهائن

واصلت مصر أمس جهودها لوقف الحرب المسعورة فى قطاع غزة للشهر الثالث على التوالى وسط أنباء مؤكدة داخل الأوساط الإسرائيلية عن تراجع لغة التشدد فى الاستمرار فى القتال تحت ضغوط أهالى الرهائن الصهاينة لدى حركة حماس.

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن رئيس «الموساد» سيجتمع مع مسئولين مصريين، خلال وجوده فى أوسلو، من أجل التفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى التى يفترض أن تشمل وقف إطلاق النار، والإفراج عن سجناء فلسطينيين بسجون الاحتلال، مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن الموجودين لدى «حماس» من 7 أكتوبر.

 وأجرى رئيس الموساد الإسرائيلى، بصفته المفاوض فى ملف الأسرى الإسرائيليين فى غزة، مع رئيس الوزراء القطرى محمد بن عبدالرحمن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز فى أوروبا، بهدف التوصل إلى صيغة جديدة تفضى إلى إطلاق الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى حركة حماس.

كما كشفت وسائل الإعلام العبرية عن اختلافات داخل المجلس الحربى الإسرائيلى حول جدوى استمرار الحرب فى غزة، وقال عضو فى المجلس السياسى والأمنى الإسرائيلى، «الكابينيت» الوزير هيلى تروبر إن «الحاجة لإطلاق الرهائن أصبحت أكبر من القضاء على حماس».

وعلق «تروبر» على المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى، قائلا إنه «يمكننا القضاء على حماس فى المستقبل، لكن إطلاق الرهائن ضرورة ملحة أكبر، لأنه ليس من المؤكد أننا سنتمكن من إطلاقهم فى المستقبل».

وأضاف «تروبر»: «نحن نفهم أن الصفقة الجديدة ستكون معقدة، وأنه ستكون هناك أثمان، لكن الأمر المؤكد هو أننا لن نتمكن من وقف الحرب».

أجمعت تقديرات محللين عسكريين وسياسيين على أن الاحتلال الإسرائيلى فشل فى تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، وأن حكومة بنيامين نتنياهو تجد صعوبة فى حسم قرار سير العملية البرية، وآليات تحرير المحتجزين لدى حركة المقاومة حماس.

وتأتى قراءات الجانب الإسرائيلى، مع تعزز القناعات بأن الخيار العسكرى لم يفض إلى تحرير -ولو حتى- محتجز واحد، ولم يسهم بتقويض حكم حماس أو ترسانتها العسكرية، بل كبد جيش الاحتلال خسائر فادحة فى الجنود قتلى وجرحى، وفى العتاد العسكرى.

كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، تحت عنوان «حان الوقت للنزول من الشجرة»، فى اعتراف ضمنى أن قوات الاحتلال لم تحقق أهداف الحرب، وأن حكومة نتنياهو تتخبط بشأن الحسم بملف المحتجزين، فى ظل تعقيدات الحرب والتوغل البرى تزامنا مع اعتصامات ينفذها أهالى الأسرى الإسرائيليين أمام وزارة الحرب الإسرائيلية، وعقب أيام من إعلان الاحتلال أنه قتل جنودا أسرى عن طريق الخطأ فى حى الشجاعية.

 

71% من أهالى القطاع يصارعون الموت جوعاً115شخصية دولية يوقعون عريضة «إعلان الضمير» بشأن الإبادة الجماعية

أكد المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أن أكثر من 71% من عينة دراسة أجراها فى قطاع غزة، أفادوا بأنهم يعانون مستويات حادة من الجوع، فى ظل استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين.

 وقال المرصد، فى بيان، له إنه أجرى دراسة تحليلية شملت عينة مكونة من 1,200 شخص فى غزة للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية التى يعانيها سكان القطاع فى خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضى، وأظهرت نتائجها أن 98%من المستطلعة آراؤهم يعانون عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64% منهم بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج ومنتهى الصلاحية لسد الجوع.

ورصدت الدراسة أن معدل الحصول على المياه، بما فى ذلك مياه الشرب والاستحمام والتنظيف، يبلغ 1,5 لتر للشخص الواحد يومياً فى قطاع غزة، أى أقل بمقدار 15 لتراً من متطلبات المياه الأساسية لمستوى البقاء على قيد الحياة وفقاً للمعايير الدولية.

وأوضح بيان المرصد أن 66% من عينة الدراسة يعانون أو عانوا خلال الشهر الحالى من حالات الأمراض المعوية والإسهال والطفح الجلدى.

وتخللت الدراسة نقل المرصد الأورومتوسطى شهادات لأطباء، تحدثوا عن ارتفاع فى معدل الوفيات بالسكتات القلبية والإغماء فى مناطق مدينة غزة وشمالها، وتشهد تدهوراً أشد بالأزمة الإنسانية ومعدلات الجوع.

واتخذت «حرب التجويع» الإسرائيلية منحنيات خطيرة، بحسب الدراسة، التى أشارت إلى قطع كل الإمدادات الغذائية وقصف وتدمير المخابز والمصانع والمتاجر الغذائية ومحطات وخزانات المياه.

وعمدت إسرائيل إلى استهداف المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية التى تعتمد عليها منشآت تجارية ومطاعم ومؤسسات مدنية من أجل الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من عملها، بحسب بيان المرصد الأورومتوسطى.

وأضاف أن هجمات إسرائيل طالت تدمير المنطقة الزراعية شرقى غزة ومخازن الدقيق وقوارب الصيادين، إلى جانب مراكز التموين للمنظمات الإغاثية، لا سيما وكالة الأونروا، أكبر مصدر للمساعدات الإنسانية فى القطاع.

وأكد البيان أن «نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن تجويع المدنيين عمدا بحرمانهم من المواد التى لا غنى عنها لبقائهم، بما فى ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية، يرتقى إلى جريمة حرب».

ودعا المرصد إلى تحرك دولى حاسم لفرض وقف إطلاق النار فى قطاع غزة ومنع تدهور الوضع لحياة المدنيين بشكل أكبر عبر إتاحة الوصول العادل وغير المقيد من المواد الأساسية والإغاثية إلى قطاع غزة بأكمله، وإتاحة الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان.

ووقعت 115 شخصية سياسية بالإضافة لمسئولين أمميين عريضة بعنوان «إعلان الضمير واهتمام المثقفين العالميين بشأن الإبادة الجماعية فى غزة» وطالبوا بإدانة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، ودعت الحكومات لتحمل مسئولياتها لوقف العنف فى غزة الآن.

وأعربت عن أسفها لدعم الحكومات الغربية نوايا إسرائيل فى مواصلة القتال بغزة الذى ينطوى على ارتكاب جرائم حرب خطرة نحث الحكومات على حظر ووقف جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحفي الفلسطيني غزة جرائم الكيان الصهيونى الإبادة الجماعیة قوات الاحتلال شمال القطاع فى قطاع غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين

بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لمواقع الحوثيين في اليمن، لا يخفي الاحتلال أنه أمام عدو من نوع مختلف، بزعم أنه ليس لديهم، وهم المشبعون بالدوافع الأيديولوجية، ما يخسرونه، ومستمرون في إطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية، ما يحفزهم بعد كل ضربة للاستمرار في استهداف الاحتلال.

وفي مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، زعم الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم أبحاث جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دينيس سيترينوفيتش، أنه: "بقي الحوثيون يقودون "محور المقاومة" ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية".

وأوضح سيترينوفيتش، "بعد وقف إطلاق النار في لبنان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بتشكيلات حزب الله، وفي ظل تردد القيادة الإيرانية بشأن الانتقام من الهجوم الإسرائيلي، بقي الحوثيون يقودون -محور المقاومة- ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية، وواصلوا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه، وتجاه السفن المختلفة في مضيق باب المندب".

وأضاف: "الحوثيين يواصلون التهديد بأنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى تقف الحرب على غزة، حيث يرون في هجماتهم وسيلة لوضع أنفسهم ضمن محور المقاومة كعامل إقليمي لا يمكن تجاهله، ورغم أن الهجوم الإسرائيلي عليهم ألحق أضرارا بإمدادات الكهرباء في صنعاء".

"وربّما أدى إلى شلّ ميناء الحديدة لفترة زمنية غير معروفة، فمن المشكوك فيه جدا أن الحوثيين سيوقفون الهجمات ضد إسرائيل نظرا لعوامل عديدة" بحسب سيترينوفيتش.


وزعم أن: "الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه، والمفارقة أن الهجمات الإسرائيلية عليهم تؤدي لتعزيزهم وتصميمهم، مما يعني أن الضربات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي لا تترجم فعلياً لإنجاز استراتيجي يتمثل بوقف الصواريخ من اليمن، ولا تسفر عن إعادة فتح الممرات الملاحية في باب المندب".

واسترسل: "ما يستدعي من الاحتلال التفكير في استراتيجية مختلفة أهمها التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول المنطقة بهدف تنفيذ حملة مستمرة تلحق أضرارا جسيمة بقدرة الحوثيين".

إلى ذلك، أبرز أن: "إيران هي مورّد أسلحة مهم للحوثيين، لكن الغريب أن تأثيرها على عملية صنع القرار لديهم محدود للغاية، ولذلك من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مهاجمة إيران سيغير نمط عملياتهم في البحر الأحمر".

وأردف: "في نهاية المطاف، حتى لو توقفت حرب غزة، فمن المشكوك أن يوقفون هجماتهم بشكل كامل تجاه إسرائيل أو مضيق باب المندب، بل قد يجدوا مختلف الذرائع لمواصلة ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة".

وختم بالقول: "بالنظر للمستقبل، لن يكون هناك خيار سوى العمل على إسقاط الحوثيين، ومثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية أخرى لمحور المقاومة، وتزيد الضغط على إيران، صحيح أن هذا ليس حدثاً بسيطاً، لكن هناك قدراً كبيراً من الشك إذا كان هناك خيار آخر لتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر، ووقف الصواريخ تجاه إسرائيل، حتى لو عادت وهاجمت مواقعهم للبنية التحتية في المستقبل أيضاً".


من جهته، أكّد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، أنّ: "الضربات الجوية الإسرائيلية لن تهزم الحوثيين، ولذلك فقد حان الوقت لاستخدام ذراع أكثر ملاءمة ضدهم، لأنه منذ اللحظة التي فرضوا فيها حصاراً بحرياً على إسرائيل، أعلنوا الحرب عليها، لكن من الواضح أنها لم تعلن بعد الحرب عليهم، زاعما أنه حان وقت الاغتيالات في صفوفهم".

وأضاف هايمان، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "الهجوم الإسرائيلي في اليمن رد مناسب على الحوثيين، لكنه ليس كافيا لتغيير الواقع في أقرب وقت، خاصة عقب إعلانهم حصارا بحريا ضد الاحتلال، مع أنه من المناسب رفعه بأسرع وقت ممكن من خلال قدرات الجيش".

"مع التركيز على سلاح البحرية، ولكن بسبب العبء الثقيل على المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، والرغبة بإعطاء فرصة للتحالف الدولي للتحرك ضد الحوثيين، امتنع الاحتلال عن الردّ عليهم لعدة أشهر" بحسب هايمان.

وأوضح أنّ: "الاحتلال في الشهور الأخيرة هاجم الحوثيين مرتين، تركزت بتدمير بناهم التحتية للطاقة والتجارة، فيما تقتصر ضربات التحالف الدولي الواسع على قدراتهم العسكرية، بغرض إزالة التهديدات وحماية الممرات الملاحية".

واستطرد: "لكن شيئين أساسيين غابا تماما عن الطريقة التي تجري بها الحملة ضد الحوثيين، أولهما مهاجمة المرسل والممول، وهي إيران، والروح الحية التي تقف وراء السهام القادمة من اليمن، وبالتالي فإن التحالف الدولي وإسرائيل يردان مباشرة على الوكيل، وليس على اليد التي تهز المهد".

وأشار إلى أن: "الشيء الثاني الغائب عن الضربات الإسرائيلية الدولية للحوثيين هو عدم التركيز على القيادة والسيطرة، أي أنه لا توجد حملة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بطريقة تؤدي لضغوط متزايدة، كما حدث ضد حماس وحزب الله في الحرب الحالية".


وبيّن أنّ: "الأمر الذي يستدعي القيام بالشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ضدهم، وهو حملة مستمرة، وليس عملية واحدة، وهي بحاجة لقدرات استخباراتية وهجومية أخرى".

إلى ذلك، زعم أن "الاحتلال مطالب ببناء القدرة التشغيلية التي تسمح بقدر أكبر من المرونة والدقة، ومثل هذه القدرات، وعلى هذه المسافة من إسرائيل، تتطلب جهازا مختلفاً يقودها، وينسق بين القوات الجوية والبحرية".

وأردف: "على أن تتمتع البحرية بميزة كبيرة في هذه الحرب، ولكن بعيداً عن القدرات التكتيكية، فإن الاحتلال مطالب بحملة عسكرية تعمل ضد الحوثيين كمنظومة عسكرية، مع التذكير بأن نهاية حرب غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين".

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: إسرائيل تريد إطالة أمد المفاوضات وتعطيلها مع حماس (فيديو)
  • إسرائيل تقر بمسؤوليتها عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية
  • جيش الاحتلال يعلن مقـ.تل 3 عسكريين إسرائيليين شمال قطاع غزة
  • مجـ.زرة جديدة في جنوب غزة.. والأونروا تؤكد انتهاك إسرائيل لقواعد الحرب
  • «الصفقة المحتملة» لتبادل الأسرى مع حماس تثير انقساما بين وزراء الاحتلال والمعارضة
  • مجزرة جديدة جنوب غزة والأونروا تتهم إسرائيل بانتهاك قواعد الحرب
  • ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة