بوابة الوفد:
2024-11-16@14:41:45 GMT

التوقيت خطأ! «1»

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

فى زمن الحرب، من يخالف أوامر القيادة ويشذ عن خطط أو هدف مواجهة العدو والتصدى له وضربه بكل قوة، من يخالف هذا يُعاقب بأشد العقوبات، ويمكن أن يصنف خائنًا، وفى بعض الحالات يتم تصفية المخالف جسديًا، حتى لا تسود روح العصيان العسكرى داخل هذا الجيش المحارب فى دولة أو أخرى ولا تنتشر روح الانهزامية والخذلان، وأبسط العقوبات إقصاؤه عن مهامه وسجنه سجنًا مشددًا.

فى زمن الحرب لا وقت للخلافات بين أبناء الوطن الواحد، لا وقت لتصفية الحسابات، أو كشف المستور من هذه الخلافات وتعريتها أمام العدو، فى زمن الحرب يجب أن تتوحد قوى كل أبناء الوطن لدحر الأعداء وتحقيق الانتصار سواء بتحرير الأرض وتحقيق الاستقلال، أو صد العدو المعتدى وإيقافه عند حدوده.

وللأسف نطالع جميعًا ما يحدث الآن فى فلسطين بكل أنفس جريحة وقلوب نازفة على أبناء غزة وباقى مدن فلسطين المستهدفة من تساقط الشهداء والجرحى ضحايا الوحشية العسكرية الإسرائيلية، وضحايا خطط استلاب كل الأرض الفلسطينية وتهجير أهلها منها استكمالًا لتاريخ بدأه اليهود بمساعدة عصابات «الهاغاناه» والتى تعنى «فرقة الدفاع والعمل» منذ عام 1920، تلك العصابات التى نجحت فى تشكيل منظمة عسكرية إسرائيلية كان لها دورها الكبير فى تأسيس إسرائيل عام 1948، وارتكبت فى سبيل ذلك أعمالا إرهابية وجرائم حرب فى حق الفلسطينيين وقد انتظم فى صفوفها عدد كبير من المهاجرين اليهود الذين أصبحوا لاحقا قادة لهذا الكيان الإسرائيلى السرطانى، وشكلت هذه العصابات بحكم متانة تدريبها وتسليحها النواة الأولى للجيش الإسرائيلى الرسمى.

أذكر لأؤكد أن عصابات وجماعات يهودية متفرقة من شتى بقاع العالم وحدتها مصلحة الاستعمار والاستيلاء على أراضى الغير، وحدتها الأطماع فى تكوين دولة لهم من لا دولة على أرض ليست أرضهم، وصاروا بهذه السطوة والجبروت بمرور العقود، فيما أصحاب الأرض، الأخوة الفلسطينيون يتفرقون شيعًا وفصائل، لا تجمعهم قوة واحدة ولا كلمة موحدة، أقول هذا وأنا وغيرى نطالع التراشق وتبادل الاتهامات بين السلطة الفلسطينية، وبين فصائل المقاومة، خاصة حركة حماس، يتم تبادل الاتهامات وإلقاء تبعات ما تعانى منه غزة بين الجانبين بصورة معلنة إعلاميًا، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، وبل على الجروبات الخاصة التى شكلتها مجموعات متنافرة من الفريقين.

ينشر المنتمون للسلطة الفلسطينية من حركة فتح لقطات صور وفيديوهات بها صرخات استغاثة من فلسطينيين خاصة من النساء يتهمن فيها حماس بالتسبب فى إحراق أرض غزة بما فعلوه يوم 7 أكتوبر، وتسببهم فى قتل أهلها على هذا النحو، بل ولقطات وفيديوهات أخرى يتهمون فيها فصائل المقاومة بالاستيلاء على المعونات الإنسانية التى تصل إلى القطاع لأنفسهم دون المواطنين، وبيع بعضها بأسعار مبالغ بها للمنكوبين فى المخيمات ومناطق الملاذ التى فروا إليها من جحيم القصف الإسرائيلى، رغم كونها معونات ترسلها الدول عبر معبر رفح للأهالى المنكوبين فى غزة.

وفيديوهات واستغاثات أخرى تتهم حركات المقاومة بالتقاعس والاختباء فى الأنفاق، وترك الأهالى فى العراء تحت قصف الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوحشة، وأنهم ليسوا سوى أذرع لإيران، وأنهم يتقاضون أموالًا طائلة فيما شعب غزة يموت من الجوع، وفى المقابل تخرج إلينا فيديوهات وصور من قادة وعناصر المقاومة تتهم فتح بالتعاون الأمنى والسياسى مع إسرائيل، وبعمل مواءمات خاصة وأن رواتبهم تأتى من السلطة الإسرائيلية من استقطاعات الضرائب بموجب اتفاقات السلام، حيث تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية فيما يعرف بأموال المقاصة، وهو ما يثير خلافات مستمرة بين فتح وفصائل المقاومة.

فأي مشهد فلسطينى هذا فى زمن هذه الحرب الوحشية الصهيونية على قطاع غزة وعلى مدن السلطة الفلسطينية!، وأى تفرق هذا وأى تشرذم!، ما يتم تبادله الآن من تراشق واتهامات بين الإخوة الفلسطينيين ليس وقته أبدًا، إنه توقيت خاطئ للصيد وتحقيق المكاسب، فالماء عكر، بل احمر بدماء إخوتكم وأبنائكم الفلسطينيين، وللحديث بقية.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد شعب غزة فى زمن

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: الحرب الإسرائيلية على لبنان لن تتوقف حتى تولي ترامب السلطة

قال عبد الله نعمة، الكاتب والباحث السياسي، إنه إذا كانت هناك رغبة لدى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تطبيق القرار الأممي 1701، لكان طبقه قبل أن تتأزم الأمور، مشيرًا إلى أن نتنياهو يناور بهذا القرار ويتبع نفس الاستراتيجية التي اتبعها في قطاع غزة، من خلال الإيهام باللجوء إلى القرارات الأممية والانخراط في المفاوضات، وحينما يحدث توافق في العملية التفاوضية، يُصعد أكثر ويُفشل المفاوضات.

إسرائيل تمارس سياسية «الضغط تحت النار»

وأضاف «نعمة»، خلال مداخلة بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن القرار 1701 يخدم لبنان، وإذ تم تطبيقه سيكون ذلك انتصار للدولة اللبنانية، لاسيما أن القرار ينص على الانسحاب من قرية «الغجر» ومن مزارع شبعا، وإسرائيل لن تقبل بذلك، وما يحدث حاليًا فيما يخص التفاوض يندرج تحت مظلة المناورات الإسرائيلية لكي تزعم أن من يعرقل المفاوضات هو لبنان.

الحرب ستستمر حتى عودة ترامب للبيت الأبيض

وأوضح الكاتب والباحث السياسي، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة التفاوض تحت النار للحصول على تنازلات في العملية التفاوضية، لاسيما وأنهم يتحدثون حول أنه لن تتوقف الحرب قبل انتخاب رئيسًا للدول اللبنانية، فيما رد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني بأنه بعد وقف الحرب سيتم الدعوة إلى انتخاب رئيس في المجلس، لكن إسرائيل ليست جادة، وكل ما يحدث يندرج تحت سياق المناورة، ومن غير المحتمل أن يطرأ جديد أو وقف إطلاق النار، حتى استلام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مهام عمله رسميًا في الـ 20 من يناير المقبل.

وشدد «نعمة» على أن إسرائيل غير جادة جادة في المفاوضات، لاسيما أنها تعمل على تدمير مدينتي صور وبيروت بمنهجية، وليس أدل على ذلك من أن الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية تتعرض يوميًا لما لا يقل عن 20 غارة جوية.

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: الحرب الإسرائيلية على لبنان لن تتوقف حتى تولي ترامب السلطة
  • المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات العدو في مدينة نابلس
  • المقاومة الفلسطينية تقضي على 3 جنود للاحتلال في بيت لاهيا
  • مسيرات جماهيرية ووقفات تضامنية حاشدة في حجة تأكيداً على استمرار دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية
  • الصامت المتحكم
  • سيمفونية القذائف وصافرات الإنذار!
  • بن آند جيري: يونيليفر أسكتتنا عن دعم الفلسطينيين بعد الحرب على غزة
  • تفاصيل لقاء بايدن وترامب.. والموعد الرسمي لانتقال السلطة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف نقطة في نابلس وحزب الله يقصف مستوطنات الجليل الأعلى
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!