لجريدة عمان:
2024-09-17@14:14:55 GMT

الشباب يفقدون الثقة في الديمقراطية

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

نحن في مرحلة لا ينبغي أن نستغرب من عدم انزعاج أنصار دونالد ترامب من أي شيء يصدر منه، بغض النظر عن مدى فظاظة ما يقول.

تحدثت زميلتي ماريان ليفين إلى الجمهور في إحدى فعاليات ترامب في ولاية (آيوا) يوم الأربعاء الماضي حول وعود الرئيس السابق بأنه سيعود للحكم، وسيكون استبداديًا يسعى للانتقام إذا عاد إلى البيت الأبيض.

لم يعيروا كلامي أي اهتمام، بل إنّ بعضهم قالوا: إنهم سيرحبون برجل قوي يدوس على الديمقراطية. وهذا أمر مثير للقلق.

وبالنسبة للبعض، كان هذا مجرد أسلوب ترامب المعتاد. وإن تعهده المتكرر بالحكم «كديكتاتور ليوم واحد» كان مجرد مزحة أو أمرا يهدف منه أن يسبب حالة من الذعر في وسائل الإعلام الرئيسية، وهو ما حدث بالفعل، بينما ردد آخرون ادعاء ترامب بأن الرئيس بايدن هو التهديد الحقيقي للديمقراطية.

وكما عبّرت عضوة الكونجرس السابقة (ليز تشيني)، في انتخابات عام 2024.ومن المشكوك فيه إلى أي مدى قد يكون صدى التحذيرات العاجلة مؤثرا من أن البلاد قد «تسير نائمة نحو الدكتاتورية»

يقول (مات بينيت) من مركز أبحاث يسار الوسط المسمى (الطريق الثالث) إنه «من غير المرجح أن يكون هذا النقاش ذا تأثير، وسيكون مجرد جزء من الخطة التي يستعملها فريق بايدن لإيجاد خيار آخر، بدلا من السماح بأن تصبح الانتخابات استفتاء على الرئيس الحالي، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين غير متحمسين له».

ولكن دعونا نغيّر السؤال المعتاد حول مدى أهمية كل هذا في نوفمبر المقبل، ونفكر في سؤال مختلف: ما مدى اهتمام الأمريكيين حقا بالديمقراطية؟

الجواب المزعج هو أن اهتمامهم يتضاءل أكثر فأكثر، خاصة بين الشباب، الذين تعدّ مشاركتهم حاسمة لإعادة انتخاب بايدن.

يقول (إريك بلوتزر) الذي يدير مركز «مزاج الأمة» التابع لمعهد (ماكورتني) للديمقراطية بجامعة ولاية بنسلفانيا: «على مدى العقود القليلة الماضية، كان هناك تآكل ضئيل ولكنه مستمر في دعم نموذج الديمقراطية، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم».

ووجد الاستطلاع الأخير، الذي أُجري في نوفمبر 2022 ونُشر في يناير أن 78% ممن شملهم الاستطلاع قالوا: إن الديمقراطية هي «أفضل نظام سياسي في جميع الظروف». ولكن من بين مجموع ما يسموا بجيل الإنترنت (وهم الذين ولدوا ما بين 1990 إلى 2010)، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عامًا، أجاب نصفهم تقريبًا إما أنه «لا فرق» عندهم سواء كانوا يعيشون في ظل ديمقراطية أو دكتاتورية وهؤلاء يشكلون 28 بالمائة، أو أن «الدكتاتورية يمكن أن تكون جيدة في ظروف معينة وهؤلاء يشكلون 19% بالمائة. وقد وافق أكثر من ثلث جيل الألفية، الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و41 عامًا، على إحدى هذه العبارات.

ويشير (بلوتزر) إلى أن هذا يتوافق مع استطلاعات الرأي التي طرحت أسئلة مماثلة في التسعينيات. وقال: «كان الشباب دائما أقل حماسا بشأن الديمقراطية. لكن الفجوة بين الأجيال اتسعت بالفعل».

ويعود جزء من التفسير إلى أن الناخبين الأصغر سنا لم يعيشوا الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة، عندما كان الاستبداد على وشك أن يهدد بقاء الكوكب. وبدلا من ذلك، واجهوا نظامًا سياسيًا عاجزا غير قادر على تقديم حلول للمشاكل التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم، سواء كانت تغير المناخ أو إطلاق النار في المدارس أو عدم قدرة الكثيرين على شراء منزل بالسهولة التي اشترى بها آباؤهم منازلهم.

صحيح أن هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير 2021 لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد أوضح ما سيحدث عندما يتم تقويض العمليات الأساسية للديمقراطية. لكن بالنسبة للأميركيين، بما في ذلك الشباب، الأقل مشاركة في النظام السياسي وأكثرهم من أصابه خيبة الأمل فيه، فإن العواقب المترتبة على ما يتحدث عنه ترامب، مثل تسليح وزارة العدل ضد أعدائه والأمر بالفصل الجماعي لموظفي الخدمة المدنية، تبدو افتراضية ومجردة.

ومع ذلك، فقد رأينا مؤخرًا كيف يمكن للقضايا الملموسة أن تدفع الناخبين الشباب إلى الواجهة. ففي انتخابات نوفمبر التي جرت في ولاية أوهايو، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» أن الشباب قدموا دعماً أقوى بكثير من كبار السن لجعل الإجهاض حقا محميا في دستور ولايتهم ولتشريع الاستخدام الترفيهي للماريجوانا.

وقال مسؤول في حملة بايدن: إن فريق الرئيس يعلم أن الديمقراطية تصبح قوية فقط عندما يشعر الناخبون أنها ستسهم في انتزاع حقوقهم، كما حدث مع قضيّة الإجهاض، وذلك بفضل القضاة الذين عينهم ترامب في المحكمة العليا.

وأضاف قائلا: إن المأساة في قضية الإجهاض هي أن هناك بالفعل الكثير من القصص الحزينة التي يمكن روايتها، وقضية الإجهاض ما هي إلا تدريب على رواية القصص الأخرى.

إنّ ترامب يروي قصة أيضًا، فمن الصعب توقع ما سيحاول القيام به إذا أتيحت له الفرصة. إنّ الديمقراطية قد تبدو ممزقة إلى حد كبير هذه الأيام، ولكن يتعين على الأمريكيين أن يكونوا جادين في تحمّل مسؤوليّة الحفاظ على ما تبقى منها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحكيم: الدستور والقضاء المرجع الأساس في النظم الديمقراطية

15 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: شدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، على صيانة واحترام الدستور والقضاء.

وقال الحكيم في بيان بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية، تلقت {الفرات نيوز} نسخة منه، أن “طبيعة النظام الديمقراطي وما تبعه من استقرار سياسي في العراق، كان نتاجا لتضحيات الشعب العراقي في مواجهة الديكتاتورية والإرهاب وبناء تجربته الجديدة، ما يحتم على جميع القوى الوطنية الإسهام في تعزيز وترسيخ هذه التجربة، وتشجيع السلطتين التشريعية والتنفيذية على الإفادة من تجارب الدول في الإصلاح السياسي والمؤسساتي والمالي والاقتصادي للبلاد، وتكييف التجارب مع الواقع العراقي”.

وأضاف “كما لابد من صيانة واحترام الدستور والقضاء باعتبارهما المرجع الأساس في النظم الديمقراطية”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الزايدي: الذين سرقوا المليارات من أموال الدولة الليبية وأموال المواطنين الخاصة استنادوا على فتاوى الغرياني عام 2011
  • المركزية الديمقراطية … أُس العِلَّة (6)
  • «استشاري»: عدم التقدير من الآخرين يهز الثقة بالنفس.. ويسبب خوفا من المجهول
  • الكتلة الديمقراطية: ندين القصف العشوائي الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر
  • استطلاع: الجيش المؤسسة الأكثر ثقةً في تركيا!
  • بوريل: تقييد كييف بعدم ضرب عمق روسيا يزعزع الثقة في الاتحاد الأوروبي
  • ديلور: “الذين لم يُؤمنوا بي منحوني قوّة سأضعها في خدمة المولودية”
  • الحكيم: الدستور والقضاء المرجع الأساس في النظم الديمقراطية
  • أبرز النجوم الذين تعرضوا للنصب عن طريق المنتجين(تقرير)
  • لماذا رفض «ترامب» المناظرة الثانية أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟