لجريدة عمان:
2024-11-27@18:26:07 GMT

الشباب يفقدون الثقة في الديمقراطية

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

نحن في مرحلة لا ينبغي أن نستغرب من عدم انزعاج أنصار دونالد ترامب من أي شيء يصدر منه، بغض النظر عن مدى فظاظة ما يقول.

تحدثت زميلتي ماريان ليفين إلى الجمهور في إحدى فعاليات ترامب في ولاية (آيوا) يوم الأربعاء الماضي حول وعود الرئيس السابق بأنه سيعود للحكم، وسيكون استبداديًا يسعى للانتقام إذا عاد إلى البيت الأبيض.

لم يعيروا كلامي أي اهتمام، بل إنّ بعضهم قالوا: إنهم سيرحبون برجل قوي يدوس على الديمقراطية. وهذا أمر مثير للقلق.

وبالنسبة للبعض، كان هذا مجرد أسلوب ترامب المعتاد. وإن تعهده المتكرر بالحكم «كديكتاتور ليوم واحد» كان مجرد مزحة أو أمرا يهدف منه أن يسبب حالة من الذعر في وسائل الإعلام الرئيسية، وهو ما حدث بالفعل، بينما ردد آخرون ادعاء ترامب بأن الرئيس بايدن هو التهديد الحقيقي للديمقراطية.

وكما عبّرت عضوة الكونجرس السابقة (ليز تشيني)، في انتخابات عام 2024.ومن المشكوك فيه إلى أي مدى قد يكون صدى التحذيرات العاجلة مؤثرا من أن البلاد قد «تسير نائمة نحو الدكتاتورية»

يقول (مات بينيت) من مركز أبحاث يسار الوسط المسمى (الطريق الثالث) إنه «من غير المرجح أن يكون هذا النقاش ذا تأثير، وسيكون مجرد جزء من الخطة التي يستعملها فريق بايدن لإيجاد خيار آخر، بدلا من السماح بأن تصبح الانتخابات استفتاء على الرئيس الحالي، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين غير متحمسين له».

ولكن دعونا نغيّر السؤال المعتاد حول مدى أهمية كل هذا في نوفمبر المقبل، ونفكر في سؤال مختلف: ما مدى اهتمام الأمريكيين حقا بالديمقراطية؟

الجواب المزعج هو أن اهتمامهم يتضاءل أكثر فأكثر، خاصة بين الشباب، الذين تعدّ مشاركتهم حاسمة لإعادة انتخاب بايدن.

يقول (إريك بلوتزر) الذي يدير مركز «مزاج الأمة» التابع لمعهد (ماكورتني) للديمقراطية بجامعة ولاية بنسلفانيا: «على مدى العقود القليلة الماضية، كان هناك تآكل ضئيل ولكنه مستمر في دعم نموذج الديمقراطية، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم».

ووجد الاستطلاع الأخير، الذي أُجري في نوفمبر 2022 ونُشر في يناير أن 78% ممن شملهم الاستطلاع قالوا: إن الديمقراطية هي «أفضل نظام سياسي في جميع الظروف». ولكن من بين مجموع ما يسموا بجيل الإنترنت (وهم الذين ولدوا ما بين 1990 إلى 2010)، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عامًا، أجاب نصفهم تقريبًا إما أنه «لا فرق» عندهم سواء كانوا يعيشون في ظل ديمقراطية أو دكتاتورية وهؤلاء يشكلون 28 بالمائة، أو أن «الدكتاتورية يمكن أن تكون جيدة في ظروف معينة وهؤلاء يشكلون 19% بالمائة. وقد وافق أكثر من ثلث جيل الألفية، الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و41 عامًا، على إحدى هذه العبارات.

ويشير (بلوتزر) إلى أن هذا يتوافق مع استطلاعات الرأي التي طرحت أسئلة مماثلة في التسعينيات. وقال: «كان الشباب دائما أقل حماسا بشأن الديمقراطية. لكن الفجوة بين الأجيال اتسعت بالفعل».

ويعود جزء من التفسير إلى أن الناخبين الأصغر سنا لم يعيشوا الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة، عندما كان الاستبداد على وشك أن يهدد بقاء الكوكب. وبدلا من ذلك، واجهوا نظامًا سياسيًا عاجزا غير قادر على تقديم حلول للمشاكل التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم، سواء كانت تغير المناخ أو إطلاق النار في المدارس أو عدم قدرة الكثيرين على شراء منزل بالسهولة التي اشترى بها آباؤهم منازلهم.

صحيح أن هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير 2021 لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد أوضح ما سيحدث عندما يتم تقويض العمليات الأساسية للديمقراطية. لكن بالنسبة للأميركيين، بما في ذلك الشباب، الأقل مشاركة في النظام السياسي وأكثرهم من أصابه خيبة الأمل فيه، فإن العواقب المترتبة على ما يتحدث عنه ترامب، مثل تسليح وزارة العدل ضد أعدائه والأمر بالفصل الجماعي لموظفي الخدمة المدنية، تبدو افتراضية ومجردة.

ومع ذلك، فقد رأينا مؤخرًا كيف يمكن للقضايا الملموسة أن تدفع الناخبين الشباب إلى الواجهة. ففي انتخابات نوفمبر التي جرت في ولاية أوهايو، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» أن الشباب قدموا دعماً أقوى بكثير من كبار السن لجعل الإجهاض حقا محميا في دستور ولايتهم ولتشريع الاستخدام الترفيهي للماريجوانا.

وقال مسؤول في حملة بايدن: إن فريق الرئيس يعلم أن الديمقراطية تصبح قوية فقط عندما يشعر الناخبون أنها ستسهم في انتزاع حقوقهم، كما حدث مع قضيّة الإجهاض، وذلك بفضل القضاة الذين عينهم ترامب في المحكمة العليا.

وأضاف قائلا: إن المأساة في قضية الإجهاض هي أن هناك بالفعل الكثير من القصص الحزينة التي يمكن روايتها، وقضية الإجهاض ما هي إلا تدريب على رواية القصص الأخرى.

إنّ ترامب يروي قصة أيضًا، فمن الصعب توقع ما سيحاول القيام به إذا أتيحت له الفرصة. إنّ الديمقراطية قد تبدو ممزقة إلى حد كبير هذه الأيام، ولكن يتعين على الأمريكيين أن يكونوا جادين في تحمّل مسؤوليّة الحفاظ على ما تبقى منها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

في الذكرى الرابعة لرحيله: الإمام الصادق قائد معركة الديمقراطية ومناهضة الإستبداد 

 

في الذكرى الرابعة لرحيله: 

 الإمام الصادق قائد معركة الديمقراطية ومناهضة الإستبداد. 

محمد الأمين عبد النبي

“أفضل الناس في هذا الوجود شخص يترحم مشيعوه قائلين قد شيعنا حقاني إلى الحق” كانت هذه العبارات الملهمة آخر ما كتبه قلم الحبيب الإمام الصادق المهدي عليه الرضوان قبل موته ينعي نفسه ويواسي في فقده، وكانت هذه الكلمات بمثابة وصية بالالتزام لجانب الحق مهما كان حجم المخاطر والتضحية.

 

إحياء الذكرى الحبيب الإمام الرابعة دعوة لإستحضار مأثره وأعماله الباقية في صفحات تاريخ الفكر والسياسة والثقافة نظراً لمنهجه الوسطى المعتدل في توليد الأفكار والرؤى، وتجربته العظيمة في منافحة الإستبداد والطغيان وسبر اغوار عوالم السياسة والإجتماع، والدفاع عن الديمقراطية مؤكداً إنها راجحة وعائدة، وداعياً الي مرجعية إسلامية متجددة متحررة من التعامل الانكفائي مع الماضي والتعامل الاستلابي مع الوافد، ومستبصراً حالنا ومآلنا على ضوء التحولات الإقليمية والدولية، وحاملاً لواء مشارع الحق بصدق وارادة تنظيراً وتطبيقاً وتنويراً، ممسكاً بعبق التاريخ والزمان وعبقرية الجغرافيا والمكان، منطلقاً من مبدئية لا تضاهى وإدراك عميق وممارسة طويلة، فكم من نبوة صارت واقعاً تمشي بين الناس لنظرته بعيون زرقاء اليمامة.

 

الإمام الصادق مفكر ترسَّخ اسمه بإنتاجه الفكري في أنساق المعرفة فقد خلف إرثٍ عظيم في ضروبها المتعددة، وزعيم محنك خّبرته دهاليز السياسة وعركته التجربة في المعارضة والحكم، ومثقف منصهر في حب بلده، منخرط في هموم شعبه وأمته، مدافع عن الحرية والكرامة وحقوق الانسان، مناصر لقضايا المرأة والجيل الجديد والتعليم والفن والرياضة، مشتبك في قضايا التجديد الديني والإصلاح السياسي، مشبع بالانسانيات السودانية، مدرك لتعقيدات الواقع التقليدي ومداخل التعامل معه ويمتلك مفتاح التمييز بين الغث والثمين من الحداثة، مناهض للعنصرية والكراهية والعنف، غني المعارف والتفكير تجد عنده الرأي السديد والحل الممكن لكل مسألة، ومازال الرهان على فكره ومدرسته في كشف بواطن الأمور ولو بعد حيـن.

 

حلّت الذكرى الرابعة على رحيله، وبلادنا تتقاذفها أجندات الطغاة والغلاة والغزاة من كل صوب، وتشتعل في مركزها واطرافها حرباً سريالية، وشعبنا مشرداً في أقاصي الدنيا في ظل ظروف مأساوية، وعالم اليوم في متاهة من التوترات المتفاقمة، وبفقده فقدت البلاد حكيمها، وفقد الشعب مناصره الأول، وفقدت منطقتنا أحد مثقفيها وهي في أشد الحاجة إلي أمثاله.

 

بالتأكيد ليس هناك من يملأ الفراغ الكبير الذي تركه، سوى العودة إلى أثره الباقي وذخيرته الثرية ورؤيته الثاقبة التي ترسم معالم ميزان التقدمية المؤصلة، صحيح لو كان بيننا اليوم لأنار الطريق ببصيرته الفاحصة للخروج من مأزق الحروب وفك الاشتباك لصالح المستقبل، وعزانا انه ما زال حاضراً بفكره ونهجه الذي يحفز على الفعل الراشد ويرسخ وحدة البلاد وإدارة التنوع ويبث الأمل، فما زالت كلماته في الآذان لكل من ألقى السمع وهو شهيد (السايقة واصلة والمطرودة ملحوقة، والفش غبينتو خرب مدينتو، والمزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن)، كيف لا وقد ارسى أدباً سياسياً لن ينضب وقدم عطاءاً بلا من ولا أذى يمثل منبعاً للرشد والحكمة والحصافة، ورغم غيابه الحتمي الإ أنه الحاضر الغائب، وكأنه ينادي بصوت عال أن العهد الديمقراطي قادم، وأن الاستبداد والحروب الي زوال، والرجوع للحق فضيلة.

 

رحم الله حبيبنا الحقاني، واسكنه فسيح جناته..

الوسومالصادق المهدي حزب الأمة القومي ذكرى الصادق المهدي محمد الأمين عبد النبي

مقالات مشابهة

  • هاليفي: عناصر "حزب الله" الذين سيقتربون إلى قواتنا وإلى الحدود والمنطقة التي حددناها سيستهدفون
  • نور إيهاب تكشف عن النجوم الذين تتمنى العمل معهم
  • "الديمقراطية" تهنئ لبنان ومقاومته بالصمود وإفشال أهداف الاحتلال
  • "الديمقراطية" تهنئ لبنان ومقاومته بالصمود وإفشال أهداف الاحتلال الاستعمارية
  • الصدر عن وقف اطلاق النار في لبنان: ورد الله الذين كفروا بغيظهم
  • في الذكرى الرابعة لرحيله: الإمام الصادق قائد معركة الديمقراطية ومناهضة الإستبداد 
  • المدراء العامون الذين تم تثبيتهم في وزارة الكهرباء.. وثيقة
  • الفيضانات في الكونغو الديمقراطية تدمر حوالي ألف هكتار من المزروعات
  • الإمارات تنشر صور الجناة الذين اختطفوا وقتلوا الحاخام اليهودي وتكشف عن جنسياتهم
  • السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا