عن دار النسيم للنشر والتوزيع صدر كتاب (تحولات الثقافة فى مصر) للروائى المعروف (صبحى موسى).. وهو كتاب بلا شك مهم وجاد ونحتاج لمزيد من تلك الدراسات الموثقة، حتى تصبح أكثر فاعلية وتأثيرًا، وأن يتم الرجوع إليها حتى تتمكن الأجيال من متابعة التحولات فى منظومة الثقافة المصرية.. ولذلك يشير الكاتب فى مستهل كتابه (على سبيل التقديم) بقوله.
وصبحى موسى يعرض خلال الكتاب عن الرؤية الثقافية عند ثروت عكاشة.. وفاروق حسنى.. كلا منهما له رؤيته التى تتوافق فى الدرجة الأولى مع توجه القيادة السياسية.. لكن عبر رحلة فاروق حسنى ومشروعه نرى كم الفساد الذى استشرى فى عالم المنظومة الثقافية.. إنها فادحة، وتجعلك ترى الواقع بشكل دقيق وخاصة أن صبحى من المشتغلين فى وزارة الثقافة وعمل فى أكثر من موقع، ولذلك تمكن أن تكون له تلك الرؤية.
ما يمكن أن نصل إليه بعد قراءة الكتاب هو الكثير من الإحباط والسأم والأسى على الواقع الثقافى فى مصر، وهو الأمر الذى يجعلك تدرك كم هو فادح الموقف الآن.
والكتاب برمته حتى الفصل الخامس يعد وثيقة وشهادة.. وعلى المهتمين أن يقرأوه بعناية ليتثنى لهم إعادة التقييم وتقديم الحلول أو المنظومة المستقبلية للثقافة.
ومن خلال صفحات الكتاب يمكن للقارئ أن يتعرف على وزارة الثقافة من الداخل أى معرفة كل المؤسسات المرتبطة بها وكيفية نشأتها ودورها وما تقدمه.. وهى عديدة ومنتشرة فى أرجاء الجمهورية.. فنجد قصور الثقافة، قطاع الفنون، هيئة الكتاب ودار الكتب، المجلس الأعلى للثقافة، الأوبرا، المركز القومى للترجمة، قطاع الإنتاج الثقافى، أكاديمية الفنون، الأكاديمية المصرية للفنون بروما، صندوق التنمية الثقافية، الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.
ما الذى نخرج به من خلال هذا الكتاب؟.. إن غياب الرؤية العميقة ترجع فى الدرجة الأولى إلى غياب الديمقراطية الحقيقية، وبالتالى تغيب الثقافة والرؤية.. وعليه تكون كل المشكلات التى نعانى منها وسنظل نعانى منها إلى أن نقتنع بضرورة الثقافة والتعليم والديمقراطية.. ويبدو أن تلك المقولات تزعج من بيدهم الأمر.
تبقى لى رؤية من خلال ما يعرضه صبحى ومأساة الثقافة الميتة إكلينيكيا، وهى تتبلور فى أن التعليم هو الأساس الأول، هذا إذا أردنا أن تكون للثقافة تأثير حقيقي وفاعل.. التعليم هو الأساس.. وحيث إننا تفننا فى قتل التعليم.. إذن فلن ترى ثقافة حقيقية جديرة بالمجتمع المصرى. ولأن الكتاب يزخر بالعديد من الوقفات الهامة فإننا نقول.. للحديث بقية.
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري المجتمع المصري قطاع الإنتاج الثقافي أكاديمية الفنون من خلال
إقرأ أيضاً:
اختتام فعاليات النسخة الأولى من مهرجان القناطر الخيرية للفنون والثقافة
اختُتمت مساء اليوم فعاليات النسخة الأولى من مهرجان القناطر الخيرية للفنون والثقافة بقصر ثقافة القناطر الخيرية، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، بتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة على مدار 7 أيام من الإبداع.
شهد الحفل الختامي الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وعدد من القيادات الثقافية.
وقدم ناصف درع الهيئة لمحافظ القليوبية، تسلمه مدير عام فرع الثقافة بالمحافظة، تقديرًا لدعمه للأنشطة الثقافية، مؤكدا أن قصر ثقافة القناطر الخيرية سيواصل تنظيم الفعاليات الثقافية الكبرى لتعزيز الهوية الوطنية، وتنمية المواهب المجتمعية.
تضمنت الفعاليات ورش فنون تشكيلية وأعمال يدوية، مثل الكاريكاتير مع الفنانة شيرين شحات، وصناعة مجسمات بإشراف أماني محفوظ وأماني جمعة، وورش أركت مع الفنان حامد شاكر.
كما قدمت مكتبة الطفل محاضرة تثقيفية حول دور الأم في المجتمع.
واختتم المهرجان بعروض فنية شملت أغاني وطنية وتراثية قدمتها فرقة شبرا الخيمة للموسيقى العربية، وسط إقبال كبير من أهالي القليوبية.
يُذكر أن المهرجان أقيم بالتعاون بين عدة إدارات ثقافية مركزية، واستهدف تعزيز الوعي المجتمعي والارتقاء بالذائقة الفنية.