بوابة الوفد:
2024-11-26@14:54:51 GMT

تحولات الثقافة فى مصر(1)

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

عن دار النسيم للنشر والتوزيع صدر كتاب (تحولات الثقافة فى مصر) للروائى المعروف (صبحى موسى).. وهو كتاب بلا شك مهم وجاد ونحتاج لمزيد من تلك الدراسات الموثقة، حتى تصبح أكثر فاعلية وتأثيرًا، وأن يتم الرجوع إليها حتى تتمكن الأجيال من متابعة التحولات فى منظومة الثقافة المصرية.. ولذلك يشير الكاتب فى مستهل كتابه (على سبيل التقديم) بقوله.

. لا بد من وضع خطة شاملة تتعاون فيها كل المؤسسات المعنية بصناعة وعى وفكر وثقافة وتعليم وقيم المواطن المصرى، وأن يتم التنفيذ بحزم من قبل الجميع دون تباطؤ أو تهاون، عبر خطة طموحة يضعها كبار المختصين فى مختلف مجالات التثقيف، وتمنحها الدولة عنايتها الأولى، انطلاقًا من أن أولويتها الأولى هى الاستثمار فى البشر، وأن هؤلاء المقيمين على الرقعة الجغرافية المعروفة باسم مصر هم نعمة وليسوا نقمة، وعلينا أن نفكر فى كيفية استغلالهم على الوجه الأمثل، ولن يحدث ذلك إلا من خلال بناء مواطن لديه القدرة على الخيال والتفكير والوعى النقدى، مواطن مثقف مدرب متحرر من كوابح الماضى ومخاوف المستقبل.

وصبحى موسى يعرض خلال الكتاب عن الرؤية الثقافية عند ثروت عكاشة.. وفاروق حسنى.. كلا منهما له رؤيته التى تتوافق فى الدرجة الأولى مع توجه القيادة السياسية.. لكن عبر رحلة فاروق حسنى ومشروعه نرى كم الفساد الذى استشرى فى عالم المنظومة الثقافية.. إنها فادحة، وتجعلك ترى الواقع بشكل دقيق وخاصة أن صبحى من المشتغلين فى وزارة الثقافة وعمل فى أكثر من موقع، ولذلك تمكن أن تكون له تلك الرؤية. 

ما يمكن أن نصل إليه بعد قراءة الكتاب هو الكثير من الإحباط والسأم والأسى على الواقع الثقافى فى مصر، وهو الأمر الذى يجعلك تدرك كم هو فادح الموقف الآن.

والكتاب برمته حتى الفصل الخامس يعد وثيقة وشهادة.. وعلى المهتمين أن يقرأوه بعناية ليتثنى لهم إعادة التقييم وتقديم الحلول أو المنظومة المستقبلية للثقافة. 

ومن خلال صفحات الكتاب يمكن للقارئ أن يتعرف على وزارة الثقافة من الداخل أى معرفة كل المؤسسات المرتبطة بها وكيفية نشأتها ودورها وما تقدمه.. وهى عديدة ومنتشرة فى أرجاء الجمهورية.. فنجد قصور الثقافة، قطاع الفنون، هيئة الكتاب ودار الكتب، المجلس الأعلى للثقافة، الأوبرا، المركز القومى للترجمة، قطاع الإنتاج الثقافى، أكاديمية الفنون، الأكاديمية المصرية للفنون بروما، صندوق التنمية الثقافية، الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.

ما الذى نخرج به من خلال هذا الكتاب؟.. إن غياب الرؤية العميقة ترجع فى الدرجة الأولى إلى غياب الديمقراطية الحقيقية، وبالتالى تغيب الثقافة والرؤية.. وعليه تكون كل المشكلات التى نعانى منها وسنظل نعانى منها إلى أن نقتنع بضرورة الثقافة والتعليم والديمقراطية.. ويبدو أن تلك المقولات تزعج من بيدهم الأمر.

تبقى لى رؤية من خلال ما يعرضه صبحى ومأساة الثقافة الميتة إكلينيكيا، وهى تتبلور فى أن التعليم هو الأساس الأول، هذا إذا أردنا أن تكون للثقافة تأثير حقيقي وفاعل.. التعليم هو الأساس.. وحيث إننا تفننا فى قتل التعليم.. إذن فلن ترى ثقافة حقيقية جديرة بالمجتمع المصرى. ولأن الكتاب يزخر بالعديد من الوقفات الهامة فإننا نقول.. للحديث بقية. 

 أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الثقافة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري المجتمع المصري قطاع الإنتاج الثقافي أكاديمية الفنون من خلال

إقرأ أيضاً:

كتاب يدرس خطاب جريدة عُمان ويوثق مسيرتها الثقافية خلال نصف قرن

صدر عن وزارة الإعلام كتاب "عُمان، هذا البلد وهذه الجريدة" بتحرير الباحثين أ.د عبدالله بن خميس الكندي وعبدالرحمن بن سعيد المسكري. يضم الكتاب مجموعة من الدراسات والمقالات لعدد من الأكاديميين والباحثين والكتاب، تناولت جوانب متعددة في مسيرة العمل الإعلامي والثقافي لجريدة عُمان منذ صدورها الأول عام 1972؛ حيث يقدم الكتاب -الذي يقع في 380 صفحة من القطع الكبير- مقاربات منهجية تدرس خطاب جريدة عُمان، كما يوثق مراحل تطور مسارات العمل في الجريدة في مستويات متباينة.

ينهض الإطار المنهجي للكتاب على ركيزتين أساسيّتين، أولهما، رصدُ مراحل التطور التاريخي لجريدة عُمان في المستويات التحريرية والإدارية والفنية خلال 50 عامًا من العمل الإعلامي، وثانيهما، تحليل اتجاهات الخطاب التي انتهجتها الجريدة في تقديم رسالتها الإعلاميّة. وقد غلب على دراسات الكتاب المنهجان الوصفيُّ والتاريخيّ، وذلك عائد إلى هدف الكتاب الرّامي في المقام الأول إلى تقديم دراسات وصفية للتطور المرحلي الذي شهدته الجريدة، في حين اعتمدت بعض الدراسات مناهج تحليل الخطاب لدراسة اتجاهات الخطاب ووصف خصائصه.

يتألف الكتاب من أربعة أبواب رئيسة؛ ضمّ الباب الأول فصلين؛ عُني الأول بتقديم دراسة واصفة للشروط السياسية والاجتماعية التي صاحبت إنشاء جريدة عمان عام 1972م، في إطار تأسيس المشروع الإعلامي العُماني الحديث إبان تسلم السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - مقاليد الحكم عام 1970م، كما تطرق هذا الفصل إلى ملامح العمل الصحفي في جريدة عُمان خلال سنواتها التأسيسيّة الأولى (1972 – 1979م). أما الفصل الثاني، فقدم دراسة تناولت البنى الإدارية والقانونية المنظمة للعمل الصحفي في جريدة عُمان خلال المرحلة الممتدة من (1972- 2022)، وذلك لرصد التحوّلات الإداريّة والهيكليّة التي طرأت على جريدة عُمان خلال نصف قرن من العمل الإعلامي، ووصف الشروط الموضوعية التي دفعت إلى إحداث تغييرات جوهريّة في شكل تمثيلها القانوني، إلى جانب تحليل القوانين واللوائح التي شكلت البيئة التنظيمية للعمل التحريري والإداري فيها. ولأجل ذلك استعانت الدراسة بمدونة القرارات الإدارية وأجرت مسحًا شاملًا للمدونة القانونية العُمانية لرصد المراسيم والقرارات والتوجيهات ذات الصلة بالبنى القانونية والتنظيمية لجريدة عُمان. وقد اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لمقاربة أشكال البنى الإدارية والقانونية والتنظيميّة لجريدة عُمان خلال مراحل تغيرها وتطورها على مدى 50 عامًا من الإدارة المؤسسية للعمل الصحفي، كما استفادت الدراسة من معطيات نظرية النظم التي تهدف إلى دراسة واقع المؤسسات الصحفية وتحليل الظواهر الإدارية بالنظر إلى الظروف والعوامل المحيطة.

وتركّز الباب الثاني في دراسة خطاب جريدة عُمان السياسيّ والاقتصاديّ والثقافي، حيث قدم الفصل الثالث دراسة تناولت الثابت والمتحوّل في خطاب جريدة عُمان، بالاعتماد على افتتاحياتها خلال شهر نوفمبر عام 2022م، بهدف تحديد ملامح خطاب الجريدة في الشأن الوطني والعربي والدولي. واستخدمت الدراسة منهج التحليل النقدي للخطاب لمقاربة افتتاحيات الجريدة، بهدف اختبار فرضية الثبات النسبي في خطاب الجريدة بشأن القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية باستثناء التغيرات المرتبطة بمواكبة الأحداث والقضايا المستجدة. وقدم الفصل الرّابع دراسة في الخطاب السياسي في جريدة عُمان، حرب ظفار أنموذجًا، اعتمدت الدراسة منهج تحليل الخطاب، وأسلوب تحليل مسارات البرهنة، من أجل وصف مسارات البرهنة التي استند إليها خطاب جريدة عُمان لإثبات الأفكار والأطروحات التي ركزت عليها تجاه قضايا حرب ظفار، كما هدفت الدراسة إلى تحليل أدوار القوى الفاعلة في حرب ظفار، وصفات تلك القوى ودرجة أهميتها، إلى جانب تحليل المرجعيّات التي اتكأت عليها الجريدة لتأكيد اتجاهاتها حول حرب ظفار.

وتناول الفصل الخامس دراسة خصائص المضامين الاقتصادية في جريدة عُمان (1972 -2022)، وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التاريخي لرصد التطورات التي مرت بها المضامين الاقتصادية في جريدة عُمان خلال خمسين عاما من تاريخها إلى جانب منهج تحليل المضمون لتحليل خصائص تغطية الجريدة لأزمة انخفاض أسعار النفط في عام 2015م. أما الفصل السادس، فاعتمد المنهج الوصفي لدراسة خصائص الخطاب الثقافي في جريدة عُمان، بالتركيز على تحليل ملحق "شرفات" الثقافيّ، حيث سعت الدراسة إلى وصف وتحليل مستوى حضور المادة المحليّة فيه، إلى جانب توصيف الحالة السجاليّة التي تضمنها الملحق، بالإضافة إلى وصف وتحليل خصائص تبويبه وإخراجه.

أما الباب الثالث، فقد تناول مراحل التطور التي شهدتها الجريدة في مجال الطباعة والإعلان وخصائص جريدة عُمان الإلكترونية؛ حيث تناول الفصل السابع دراسة التطوّرات الفنيّة والتقنية لمطبعة جريدة عُمان ( 1972 - 2022) بالتركيز على توثيق مسار تطور مطبعة جريدة عُمان في آليات التنضيد والجمع، وتحديث آلات الطباعة. ودرس الفصل الثامن خصائص الإعلان الصحفي في جريدة عُمان خلال خمسين عامًا، بالاعتماد على المنهجين الوصفي والتاريخي من أجل تحليل مراحل تطور خصائص الإعلان، وتطور التقنيات المستخدمة في إنتاج الإعلان الصحفي. في حين تناول الفصل التاسع خصائص الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان خلال عام 2017م، حيث اعتمدت الدراسة المنهج الكيفي، لتوصيف خصائص شكل الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان ومضمونه، من خلال محاور أهمها: خصائص التّغطية، وخصائص الكتابة المستخدمة، واستخدام الوسائط المتعددة، والتفاعلية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكيّة.

واختصّ الباب الرابع بتقديم مقالاتٍ وشهادات لعددٍ من التجارب الصحفيّة التي عملت في مختلف المستويات الإدارية والتحريرية، خلال مراحل متباينة من تاريخ جريدة عُمان، كما تضمن الباب تحريرًا نصيًا لأعمال الجلسة الحوارية التي أقيمت على هامش ندوة الاحتفاء بجريدة عُمان، مع عدد من الشخصيات الصحفيّة التي أسهمت في مسيرة إنجازها الصحفي، بهدف تسجيل شهاداتهم على مراحل العمل التحريري في الجريدة، وتوثيق تجاربهم ومساراتهم المهنية في العمل الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • «الثقافة» تعلن عن وظيفة شاغرة في هيئة الكتاب.. وتحدد شروط وموعد التقديم
  • دار الآثار الإسلامية تشارك بـ57 تحفة نادرة بمعرض "في مديح الفنان الحِرفي"
  • كتاب يدرس خطاب جريدة عُمان ويوثق مسيرتها الثقافية خلال نصف قرن
  • بحضور ثلاثة وزراء.. إعلان المنيا عاصمة للثقافة المصرية 2025 خلال افتتاح مؤتمر أدباء مصر
  • وزير الثقافة يعلن المنيا «عاصمة للثقافة المصرية لعام 2025»
  • نائب رئيس هيئة قصور الثقافة: مؤتمر الأدباء سيظل منبع الأحلام للثقافة المصرية
  • معرض الكتاب بالكويت يستعرض أسباب اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2025
  • البحوث الإسلامية يكرِّم ٥٠ فائزًا في المسابقة الثقافية للحج والعمرة لعام 1445هـ
  • الثقافة تصدر «كل النهايات حزينة» لـ "عزمي عبد الوهاب" بهيئة الكتاب
  • الكويت تتأهل "عاصمة للثقافة العربية".. ندوة بالمعرض الدولي للكتاب