دلائل كثيرة تؤكد أن أنفاق غزة مازالت بخير، وعلى الجانب الآخر يصرخ الخصم الإسرائيلي من لدغات حماس المؤلمة والفاضحة لأسطورة الجيش الذي لا يقهر.
على سطح الأرض نرى مدينة غزة وهي تتحول رويدا رويدا إلى كومة من الأحجار وطوابير طويلة للشهداء تقترب من ١٩ ألف مدني.. معركة وجه الأرض مختلفة تماما عن معركة الأنفاق، كذبت إسرائيل عندما ادعت أنها تمتلك خريطة كاملة عن أنفاق غزة، أفكار متعددة طرحتها لتدمير الأنفاق سواء بإغراقها بالمياة أو تفجيرها من الداخل وكل هذا لم يحدث، الأنفاق التي حفرتها حماس أسفل القطاع غزة مازالت بعافيتها، ويقول عنها القريبون من الأحداث إنها "مدينة كاملة تحت الأرض"، وهو الأمر الذي أجبر إسرائيل على خوض معركتين في توقيت واحد الأولى فوق الأرض وهذه نتابعها على الشاشات العربية والثانية تحت الأرض وتذيعها بانتظام القنوات العبرية خاصة قناة آي ٢٤ الإسرائيلية الناطقة بالعربية.
حماس لا تتوقف عن التأكيد على الخسائر المؤلمة لجيش إسرائيل، بينما قادة إسرائيل غارقون في التصريحات التي لم تثبت جديتها على الأرض، أقول في هذه اللحظة أن حماس أفشلت الهدفين اللذين أعلنت إسرائيل عنهما في بداية الحرب وهما عودة المخطوفين والقضاء على حماس، في هذه اللحظة نقول لم يتحقق أي هدف منهما، ولكن من زاوية أخرى بالنظر إلى التدمير الشامل الذي نفذته إسرائيل على سطح الأرض في غزة وبعداد المصابين والشهداء نقول أن إسرائيل متقدمة في الميدان ولكنها لم تنتصر بعد ولم تهزم أيضا في معركتها الميدانية.
وكالة "أسوشيتد برس" قالت في تقرير لها إن شبكة الأنفاق التي بنتها حماس أسفل غزة تمثل "التهديد الأكبر" على القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقطاع المحاصر، إذ تشمل أنفاق متعددة للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات، هذه التوليفة من أنواع الأنفاق جعلت إسرائيل توكل مهمة القضاء على الأنفاق إلى وحدة الماسة الخاصة الإسرائيلية، وهي وحدة تعتبر نخبة المقاتلين في إسرائيل.
نفس التقرير وصف تلك الأنفاق بأنها "متاهة واسعة" تمتد عبر أحياء مكتظة بمدينة غزة، تهدف لإخفاء عناصر حماس وترسانتهم الصاروخية، مشيرة إلى أن القتال تحت الأرض من شأنه أن يجرد الإسرائيليين من المزايا التكنولوجية، بينما يعطي ميزة لحماس فوق الأرض وتحتها.
سنوات طوال عكفت فيها حماس على بناء مدينتهم تحت أرض قطاع غزة، وفي تقديرات البعض بلغ عدد الأنفاق نحو ١٣٠٠ نفق، تقع في أعماق مختلفة إذ يصل أقصى عمق إلى نحو ٧٠ مترا تحت الأرض، في تلك السنوات عاشت إسرائيل في وهم القبة الحديدية والجدار الفاصل وكاميرات المراقبة، هذا الوهم الذي إنهار في صباح ٧ أكتوبر الماضي جعل حرب إسرائيل ضد حماس وشعب غزة أقرب إلى الحرب الانتقامية، وهذا النوع من الحروب هو الأسوأ على الإطلاق.
خريطة الأنفاق الجهنمية دفعت إسرائيل إلى مائدة التفاوض ولا بديل عن صفقة عادلة وإذا كانت الحرب في رأي البعض وجهًا آخر للسياسة فلا مفر في نهاية المطاف للوصول إلى السياسة المباشرة وقتها سوف يطلع لنا وجه فلسطيني بإسم حقيقى غير حركي يفرض الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وإذا ماحدث هذا قد تتوقف الدماء ونرى دولتين لشعبين.
خالد حريب: كاتب صحفى
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حرب الأنفاق غزة إسرائيل فلسطين تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
حماس تسلم إسرائيل 3 أسرى و5 عمال تايلانديين
سلمت حركة حماس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر في مخيم جباليا بشمال غزة، وفق إعلام فلسطيني، وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة "الأقصى" الفلسطينية عملية التسليم اليوم.
وجاءت عملية التسليم بعد وصول الصليب الأحمر إلى مخيم جباليا لاستلام المحتجزة الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة، إن سرايا القدس أنهت إجراءات تسليم اثنين من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها وهما أربيل يهود وجادي موزيس، حيث تم اطلاق سراح الأسيرين اليوم ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى في صفقة التبادل.
وأطلقت حركة حماس اليوم سراح ثلاثة إسرائيليين بالإضافة إلى 5 أسرى تايلانديين، كما ستفرج إسرائيل عن 110 أسرى فلسطينيين آخرين، في ثالث عملية تبادل من نوعها منذ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت مصادر وشهود إن مسلحين من حركة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية وصلوا إلى موقع في خان يونس بقطاع غزة قبل تسليم رهائن إسرائيليين اليوم الخميس.
ووصل عشرات المسلحين إلى الشارع الذي شهد مقتل قائد حماس يحيى السنوار خلال الحرب مع إسرائيل.
وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وحولت القطاع الساحلي الصغير إلى أكوام من الحطام.
ومنذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) جرى إطلاق سراح ثلاث مدنيات وأربع مجندات مقابل إطلاق إسرائيل سراح 290 سجيناً فلسطينياً.
#عاجل| حماس تسلّم الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في جباليا pic.twitter.com/jPiONjwkQu
— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 30, 2025واحتجزت حركة حماس أكثر من 250 رهينة خلال هجوم شنته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل. وتم إطلاق نحو نصفهم في الشهر التالي لبداية الحرب في هدنة قصيرة سابقة وتم إنقاذ البعض أو استلام جثثهم خلال القتال. وتقول إسرائيل إن هناك 90 لا يزالون محتجزين في القطاع من بينهم نحو 30 لقوا حتفهم.