لماذا تنفجر الحياة على الأرض كل 36 مليون سنة؟!
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
توصلت دراسة جديدة إلى أن الحياة البحرية تزدهر مع موجة من الأنواع الجديدة كل 36 مليون سنة، والنمو التكتوني هو سبب لهذا غير مباشر.
ويكشف تحليل عميق للسجل الأحفوري والجيولوجي عن تغير مستوى سطح البحر الذي يحدث استجابة لدورة 36 مليون سنة من الحركة التكتونية.
ووجد فريق بقيادة الجيولوجي سلا بوليلا من جامعة السوربون في فرنسا، أن هذا يعطل العديد من النظم البيئية، ما يتسبب في صراع بين العديد من الأنواع - فتزدهر أنواع جديدة لملء المنافذ البيئية الجديدة التي تظهر.
ويقول عالم الجيولوجيا ديتمار مولر من جامعة سيدني: "من حيث التكتونية، تمثل الدورة التي تبلغ 36 مليون سنة تغييرات بين انتشار قاع البحر بشكل أسرع وأبطأ، ما يؤدي إلى تغيرات دورية في العمق في أحواض المحيطات وفي النقل التكتوني للمياه إلى أعماق الأرض. وقد أدت هذه بدورها إلى تقلبات في الفيضانات وجفاف للقارات، مع فترات من البحار الضحلة الواسعة التي تعزز التنوع البيولوجي".
إقرأ المزيد لغز الخصوبة.. دراسة تكشف متى يكون نجاح التلقيح الاصطناعي أعلى!وتظهر نظرة فاحصة على سجل الحفريات أن التنوع البيولوجي ليس لطيفا، بل ثابتا. بدلا من ذلك، يتقلب بشكل كبير على مقاييس عشرات الملايين من السنين، تتخللها أحداث انقراض وظهور أنواع جديدة. وما لم يكن واضحا هو الدافع وراء هذه التغيرات.
وكان البحث الذي أجراه بوليلا وفريقه تحليلا شاقا لمجموعات بيانات جيولوجية متعددة من 250 مليون سنة الماضية، إلى جانب المحاكاة الحاسوبية والنمذجة باستخدام برنامج التصور التكتوني المسمى GPlates.
وتتكون قشرة الأرض من صفائح تكتونية منفصلة تتحرك باستمرار ويعاد تدويرها. وتُعرف الأماكن التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية تحت المحيط بمناطق الاندساس؛ هناك، يُمتص الماء بعمق تحت الوشاح، ليتم قذفه لاحقا عبر النشاط البركاني.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب الحركة التكتونية في انتشار قاع البحر حيث تتحرك الصفائح بعيدا بعضها عن بعض. ويمكن أن تسبب كلتا الآليتين بتغيرات في مستوى سطح البحر على مدى فترات طويلة من الزمن.
ووجد الباحثون في بياناتهم وعمليات المحاكاة التي قاموا بها دورة 36 مليون سنة في تنوع الحياة البحرية، وتزامن ذلك مع دورة موجودة في بيانات الطبقات الصخرية التكتونية، ومستوى البحر، وعلى نطاق واسع خلال نفس الفترة الزمنية.
وهذه النتائج، كما يقولون، تشكل دليلا دامغا على أن التغيرات في مستوى سطح البحر التي تسببها الدورات التكتونية للأرض تلعب دورا رئيسيا في تكوين دورات التنوع البيولوجي وتشكيل النظم البيئية.
وهناك محفزات أخرى عبر تاريخ الأرض يمكن أن تدفع التنوع البيولوجي. على سبيل المثال، وجد الفريق أيضا دليلا على دورة التنوع البيولوجي البالغة 62 مليون سنة.
ويقول الباحثون إن هذا قد يكون مدفوعا بالتغيرات في مستويات ثاني أكسيد الكربون، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من التحقيق.
نُشر البحث في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الارض بحوث ملیون سنة
إقرأ أيضاً:
كيف نتعامل مع التنوع العصبي؟.. التوحد ليس إعاقة ذهنية
نشرت صحيفة التايمز مقالاً كتبته، أليس تومسون، تتحدث فيه عن التنوع العصبي وكيف يمكن التعامل معه بشكل إيجابي، بدلاً من الحكم عليه بأنه برُمّته إعاقة ذهنية.
وتذكر أليس حواراً أجرته مع بيل غيتس قال لها فيه: "لو أنني نشأت في هذه الأيام لشخّص الأطباء حالتي بالتوحد". وحدثها الملياردير عن طفولته، وكيف أنه كان مختلفاً عن أقرانه ويأتي بتصرفات غريبة بالنسبة لهم. ولم تكن نتائجه في المدرسة جيدة، كما كان مهووساً بأمور محددة.
وينطبق الشيء نفسه على إيلون ماسك، حسب كاتب سيرته، ولتر إيزاكسون. الذي يذكر أن مالك تويتر يعاني من نوع من التوحد.
وقال ماسك عن نفسه في مقابلة تلفزيونية: "أعدت اختراع السيارة الكهربائية، وأنا بصدد إرسال البشر إلى القمر، هل تعتقدون أنني نشأت نشأة عادية".
وتضيف الكاتبة إلى القائمة أسماء لامعة أخرى في المال والأعمال والتكنولوجيا، كلهم شُخّصوا بالتوحد أو فرط الحركة، منهم مارك زوكربرغ، مؤسس فيسبوك، وجيف بيزوس، مؤسس أمازون، وتشارلز برونسون، وجيمس دايسون، وكلهم أثبتوا ذكاءهم الخارق للعادة.
وتقول الكاتبة إن تشخيص الأطفال بهذه الحالات من التنوع العصبي يؤدي غالبا إلى اعتبارهم معاقين، وينتهي بهم الأمر إلى التهميش في المجتمع، وإلى عبء ثقيل على ذويهم، الذين يتحملون الاعتناء بهم، والتعامل مع تصرفاتهم المختلفة.
وترى أن الأولى أن تبحث الحكومة عن سبل لتمكين هؤلاء الأشخاص من استغلال مواهبهم الخاصة، وإيجاد وظائف ونشاطات تناسب قدراتهم، ينتفعون بها وتخدم المجتمع.
كما تحذر من أن عدداً كبيراً من الأطفال الذين يعانون من التوحد في بريطانيا ينتهي بهم الأمر بين أيدي العصابات، التي تستغلهم في أعمالها الإجرامية.
وتُبين الأرقام أن ثلاثة فقط من كل 10 من المصابين بالتوحد يجدون وظائف ثابتة، بينما 77 في المئة منهم يريدون العمل.
وتشير دراسة أنجزتها الجمعية الوطنية للتوحد في بريطانيا إلى أن 60 في المئة من المصابين بالتوحد يعتمدون مالياً على عائلاتهم، و40 في المئة منهم يعيشون مع عائلاتهم.
وتعتقد أليس أن التنوع العصبي لا بد أن نتعامل معه على أنه كفاءة متميزة فريدة من نوعها، بدل اعتباره في كل الأحوال إعاقة ذهنية، وعبئاً على العائلات وعلى المجتمع.