من العجب أن نرى الإنسان يتآلف مع الموت، إن هذا ما نراه فى غزة العزة، فالموت أصبح فى كل لحظة لأن القصف مستمر من هذا العدو الغادر، فالقصف يطال كل فرد فى أى وقت وفى أى مكان، فغزة كلها تحت القصف، فلا نكاد نرى هؤلاء الذين يخرجون من تحت الأنقاض أحياء ثم يقومون بتكفين الشهداء ويصلون عليهم ويدفنونهم ثم يعودون حيث الموت فى كل مكان.
إن هذا التآلف ليس استسلامًا كما يظن هؤلاء القتلة، لكنه قوة إيمان بالله وفهم صحيح لمعنى الحياة فالدنيا عندهم دار اختبار وابتلاء فهى دار ممر وليست دار مقر ولا يمكن لأحد أن يفر من الموت، «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» آية 8 سورة الجمعة.
إن هذا العدو الجبان يراهن على استسلام هذا الشعب العظيم لكن رهانه سوف يفشل فهو عدو جبان يقاتل من وراء جدر أو فى قرى محصنة فلا يعرف معنى الفداء أنه يهاب الموت، لقد استعذب هذا العدو الظالم قتل الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع، كما استعذب دمار الحجر والشجر فلم يترك شيئًا فى غزة إلا قام باستهدافه، فكأن الموت يرفرف على جنبات غزة وفى كل مكان، إنه شعب يتآلف مع الموت.
إن هذا الشعب العظيم قد أعطى درسًا عظيمًا للعالم أجمع، فلقد تحركت شعوب العالم وعبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطينى العظيم، لكن قوى الظلام الاستعمارية وقفت ضد أى محاولة لاستصدار قرار من مجلس الأمن لوقف هذه الإبادة الجماعية أن هذه القوى الاستعمارية تشترك اشتراكًا مباشرًا فى هذه الحرب الظالمة وكأنها حرب عالمية ضد هذا الشعب العظيم الذى يدافع عن وطنه وعن حقه فى الحياة الكريمة أنه شعب يتآلف مع الموت.
إن التاريخ سوف يسجل بأحرف سوداء فى صفحات سوداء كل هذا الظلم والعدوان الذى فاق كل تصور ولم يحدث فى حروب سابقة أو نزاعات سابقة فلقد جاوز الظالمون المدى.
إن هذا الشعب العظيم لن يهزم أبدًا لأنه يعرف معنى البطولة والفداء فهو لا يهاب الموت بل أصبح يتآلف مع الموت فهو استشهاد من أجل حياة الوطن، ولكن الذين هادوا لا يتمنون الموت ويهابوه، «قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7)» سورة الجمعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هذا الشعب العظیم إن هذا
إقرأ أيضاً:
مصطفى شعبان يعلن مكان وميعاد عزاء شقيقه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الفنان مصطفى شعبان عن ميعاد ومكان عزاء شقيقة، والذي رحل عن عالمنا صباح اليوم وتمت صلاة الجنازة وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.
ونشر الفنان مصطفى شعبان منشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، ليعلن فيه عن ميعاد ومكان عزاء شقيقه.
وجاء منشور الفنان مصطفى شعبان "بسم الله الرحمن الرحيم
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”
صدق الله العظيم
عزاء المغفور له بإذن الله أخي ماجد يوم الثلاثاء الموافق 4 فبراير في مسجد الشرطة بالشيخ زايد - قاعة الرزاق
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ولا أراكم الله مكروهًا في عزيز لديكم".