تايمز أوف إسرائيل: تحذيرات غربية من خطط نتنياهو لإعادة احتلال غزة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن دبلوماسيين غربيين تحذيراتهم من أن إسرائيل قد تجد نفسها عالقة في قطاع غزة، بسبب نيتها الحفاظ على السيطرة الأمنية هناك، ورفضها عودة السلطة الفلسطينية، وعدم تقديم خطط بديلة.
وقالت الصحيفة إن 3 دبلوماسيين غربيين كبار -تحدثت إليهم خلال الأسبوع الماضي- أكدوا أن الحكومة الإسرائيلية تهيئ الظروف لقيام الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلال غزة بعد الحرب.
وأكد هؤلاء الدبلوماسيون أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة، وفشله في تقديم بدائل واقعية، يثنيان الجهات الإقليمية والعالمية عن التعاون مع الجهود الأميركية لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب.
وقال أحد الدبلوماسيين الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "سنعمل على منع إعادة احتلال غزة، ولكن لا يوجد أي متطوعين للحكم هناك غير السلطة الفلسطينية التي تصر الحكومة الإسرائيلية الحالية على إضعافها، فأين يقودنا ذلك؟".
وتكهن دبلوماسي آخر بأن إسرائيل يمكن أن تغير مسارها نهاية المطاف، كما فعلت بعد احتلال جنوب لبنان لمدة 15 عاما، حيث سحبت الحكومة قواتها عام 2000 وسط تراجع الدعم الشعبي للعملية التي أودت بحياة المئات من الجنود الإسرائيليين هناك.
وكشفت تعليقات الدبلوماسيين الغربيين عن أن العديد من الدول -التي تواصل دعم العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس– تعارض في نفس الوقت وبشكل متزايد خطط نتنياهو لاحتلال غزة بعد الحرب.
خطة نتنياهوويصر نتنياهو على أن إسرائيل ستحافظ على "السيطرة الأمنية الشاملة" على القطاع بعد الحرب من أجل ضمان عدم حدوث هجوم مماثل لهجوم طوفان الأقصى الذي شنته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأدى لمقتل 1200 إسرائيلي.
وتسود وجهة النظر هذه بين القيادة الإسرائيلية، حيث أعلن عدد من القادة العسكريين أنه بالإضافة إلى إنشاء منطقة عسكرية عازلة داخل غزة، سيدخل الجيش أيضًا القطاع حسب الحاجة من أجل "تحييد التهديدات".
وقد شبه المسؤولون الإسرائيليون سراً الوضع المستقبلي الذي يتصورونه لغزة بوضع المنطقة (ب) في الضفة الغربية، حيث تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية دون تولي مسؤولية الخدمات المدنية للفلسطينيين.
وعلق أحد الدبلوماسيين على ذلك قائلا "لن توافق أي قوة عربية على دخول غزة في مثل هذه الظروف، وأن هذا الانهيار في المسؤولية هو ما أدى إلى فقدان شعبية السلطة الفلسطينية في الضفة، وبالتالي لا يمكن توقع عودة عباس إلى غزة بصيغة مماثلة".
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إن معارضة إعادة احتلال غزة وتقليص مساحة أراضي القطاع من خلال إنشاء منطقة عازلة هي بين "مبادئها الخمسة" في التعامل مع غزة مرحلة ما بعد الحرب.
ومع ذلك، أقر مساعدو (الرئيس الأميركي جو) بايدن بأنه سيتعين على الجيش الإسرائيلي الحفاظ على وجود أمني في غزة لفترة انتقالية بعد الحرب، حتى لا يكون هناك ما يسمى الفراغ الأمني على الأرض.
وتريد الولايات المتحدة أن تبدأ هذه الفترة الانتقالية في غضون أسابيع، ويضغط مسؤولو إدارة بايدن على إسرائيل للانتقال من العمليات العسكرية العالية الشدة إلى قتال "منخفض الشدة" في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة احتلال غزة بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
تحذيرات جديدة من مصر والأردن بشأن مخطط تهجير سكان غزة
جدد الأردن ومصر رفضهما مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وحذّرا من مخاطره على الشرق الأوسط بأكمله وعلى استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
ووفقا لبيان للخارجية المصرية اليوم الخميس، فقد حذرت القاهرة من "تداعيات التصريحات الصادرة اليوم من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وبما يعد خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأضاف البيان أن تداعيات "كارثية" قد تترتب على هذا "السلوك غير المسؤول والذي يضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار ويقضي عليه، كما يحرض على عودة القتال مجددا، إلى جانب المخاطر التي قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام".
وقد دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وقال أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستسيطر على القطاع، ثم عاد ليؤكد أن إسرائيل "ستسلم" غزة إلى الأميركيين بعد انتهاء القتال لتنفيذ خطة تنمية، حسب تعبيره.
واليوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أوعز للجيش بتجهيز خطة لمغادرة سكان القطاع طوعا، مبديا ترحيبه بمخطط الرئيس الأميركي.
إعلان
"لن نكون طرفا"
وشددت مصر على أنها ترفض تماما "أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي".
وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن مصر لن تكون طرفا في ذلك، مؤكدة على "ضرورة التعامل مع جذور الصراع والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود".
كما جددت مصر التأكيد على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة، مشيرة إلى اعتزامها "الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في تنفيذ تصورات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية".
في الوقت نفسه، نقلت وكالة رويترز عن 3 من كبار المسؤولين الأردنيين أن ملك الأردن عبد الله الثاني -الذي من المقرر أن يلتقي ترامب في 11 فبراير/شباط الجاري- سيحمل معه تحذيرات تتعلق بتهجير الفلسطينيين.
وأوضح المسؤولون -الذين رفضوا نشر أسمائهم- أن الملك عبد الله سيحذر ترامب من أن نقل سكان من غزة إلى الأردن هو "وصفة للتطرف سوف تنشر الفوضى في الشرق الأوسط وتعرض السلام بين المملكة وإسرائيل للخطر، بل وتمثل تهديدا وجوديا للبلد ذاته".
"أكبر امتحان للعلاقات"وقال أحد المسؤولين إن الملك عبد الله أجرى سلسلة من الاتصالات لحشد الدعم من القوى الإقليمية الكبرى ضد مخطط التهجير.
وأضاف أن هذا "أكبر امتحان في علاقتنا مع حليفنا الإستراتيجي".
وقال المسؤولون إن الأردن يخشى أن يكون تهجير الفلسطينيين من غزة مقدمة لطرد 3 ملايين فلسطيني آخرين من الضفة الغربية.
في الوقت نفسه، قال مروان المعشر وزير الخارجية الأردني الأسبق -الذي ساعد في التفاوض على معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994- إن هذا "أمر وجودي. هناك معارضة شعبية قوية جدا، وهذا ليس شيئا يمكن للأردن أن يتقبله. هذه ليست قضية اقتصادية أو أمنية بالنسبة للأردن، إنها قضية هوية".
إعلانوأضاف المعشر أن المسوغ الرئيسي الذي جعل المملكة تبرم معاهدة مع إسرائيل هو منع إقامة دولة فلسطينية في الأردن، لكن "هذه الحجة الرسمية أصبحت اليوم موضع شكوك جدية، ليس من الناس العاديين، لكن من المؤسسة نفسها".
ويأتي المخطط الأميركي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة بعد حرب إبادة ضد سكان القطاع على مدى 15 شهرا أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 160 ألف شخص، جلهم أطفال ونساء، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.