ما قصة العدوى المقاومة للأدوية بين الجنود الإسرائيليين المشاركين بحرب غزة؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
حذر مسؤولو الصحة في إسرائيل من أن الجنود الإسرائيليين المصابين في العدوان على غزة يعانون من جراثيم مقاومة للأدوية.
وقالت جمعية الأمراض المعدية (أي آي دي) في إسرائيل إنه تم العثور على العديد من مسببات الأمراض المقاومة للأدوية، خاصة في إصابات الأطراف، بما في ذلك السلالات البكتيرية شديدة المقاومة من الكليبسيلا Klebsiella والإشريكية القولونية Escherichia coli وفطريات الرشاشيات Aspergillus.
وقالت رئيسة الجمعية البروفيسور جاليا راهاف "تفيد التقارير في جميع المستشفيات أن الجنود عادوا من ساحة المعركة مصابين بعدوى مقاومة".
وأضافت "جزء كبير من الإصابات التي يتم تشخيصها بين الجنود الجرحى يتم اكتشافها أيضا بين الحين والآخر في إسرائيل، ولكنها توجد لدى أشخاص تعرضوا لهذه البكتيريا، وليس قبل ذلك".
ملامسة التربة والطين
وقالت "إن ملامسة التربة والطين هناك تسبب التعرض لهذه البكتيريا المقاومة، وكذلك العفن".
كما يؤثر ظهور هذه الالتهابات على علاج الجنود، حيث يتطلب الأمر في بعض الأحيان التدخل الجراحي مثل التنظير، لإزالة الأنسجة المصابة، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت.
وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الزمن، فتصبح غير مستجيبة للأدوية بعد ذلك، مما يصعب علاج الالتهابات، ويزيد خطورة انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات.
ومنذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر تفشي الأمراض في غزة، مع تفكك خدمات الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي.
هجوم مكثف على المستشفيات في غزة
وتتعرض المستشفيات في غزة لهجوم مكثف، حيث بقي 11 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي. وقتل ما لا يقل عن 300 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وهذا أكثر من العدد الإجمالي للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قتلوا في جميع البلدان التي تشهد صراعات في أي عام منذ عام 2016، وفقًا لمنظمة المعونة الطبية للفلسطينيين.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس الشهر الماضي في منشور على موقع إكس، "نظرا للظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الأشخاص بسبب الأمراض مقارنة بالتفجيرات".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وردت تقارير عن تفشي مرض الزحار بين الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، مع زيادة حالات الإسهال والأمراض المعوية التي تتطلب عملية إجلاء لتلقي العلاج الطبي.
ويعتقد أن سبب تفشي المرض هو العامل الممرض الشيغيلا، في حين تم اقتراح عدم كفاية الصرف الصحي وسوء تخزين المواد الغذائية، التي تبرع بها الإسرائيليون لجيشهم منذ بداية القتال في قطاع غزة، كمصدر للعدوى، وفقا للتلغراف.
مناطق النزاع
وهذه ليست المرة الأولى التي تتشكل فيها البكتيريا المقاومة في مناطق النزاع، حيث تؤدي البنية التحتية المتهالكة للرعاية الصحية والاستخدام غير المقيد للمضادات الحيوية إلى دفع البكتيريا المقاومة إلى ما هو أبعد من ساحات القتال المباشرة.
ومن الأمثلة السابقة على ذلك بكتيريا راكدة بومانية Acinetobacter Baumannii، التي نقلها الجنود الجرحى الذين خدموا في العراق وأفغانستان إلى المستشفيات الأميركية.
وهذه البكتيريا المشهورة كواحدة من أكثر مسببات الأمراض الستة المقاومة للأدوية فتكا، تصيب الجروح وتنتشر عبر مجرى الدم، ويمكن أن تسبب تسمم الدم "الإنتان" وفقدان الأطراف، ويمكن أن تكون مميتة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: العالم يعيد ترتيب الشرق الأوسط بدوننا ونتنياهو منشغل بحرب غزة
هاجم الجنرال يسرائيل زيف، الرئيس الأسبق لسلاحي المشاة والمظليين، وقائد فرقة غزة، ورئيس شعبة العمليات في الجيش، سياسة حكومة نتيناهو متهما إياها بأنها تسببت بإبعاد "إسرائيل" عن ترتيب الشرق الأوسط.
وأكد أنه "لا يوجد فراغ في منطقتنا، ولو للحظة واحدة، والواقع صعب للغاية لدرجة أن خسارة المبادرة تعني فعلياً ترك دولة إسرائيل بعيداً جداً عن الصورة، رغم أن الحرب على غزة أتاح لها فرصاً استثنائية لتغيير المنطقة، وبناء نظام جديد فيها قد يمنحه، في فترة زمنية محدودة، القدرة على أن تصبح قائدة الإقليم، لكن حكومتها فضلت تحقيق أطماعها الحزبية الداخلية، فيما استفاد الآخرون من إنجازات الحرب".
مفاوضات إيران
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أنه "في الممارسة العملية، تواجه دولة إسرائيل الآن واقعاً يتحول ضدها: الولايات المتحدة تأخذ زمام المبادرة، وتستغل ضعف إيران، وتعمل ضدها بشكل مباشر في مفاوضات نزع السلاح النووي، وفي الوقت نفسه تعمل على كبح جماح خطة الاحتلال الهجومية، وتتركه خارج المفاوضات الدبلوماسية، ويرجح أن يؤدي حرص ترامب على التوصل لاتفاق سريع لاتفاق أسوأ بكثير من اتفاق 2015".
وأوضح أن "احتمالات أن يشنّ الاحتلال هجوما على إيران بدون الولايات المتحدة لا وجود لها، إلا إذا فشلت المفاوضات، أو وصلت لطريق مسدود، حينها فقط ستسمح الأخيرة بذلك، ولكن بدونها، فإن الأمر يستحق ترك خيار مواصلة المفاوضات، وفي حال وقوع هجوم إسرائيلي دون مشاركة عسكرية أمريكية واسعة النطاق، فإن النتيجة ستكون غير كافية، وستدفع الإيرانيين لحرب نووية شاملة".
وأشار إلى أن "رهان الاحتلال المبكر على ترامب كان ضخمًا وخطيرًا أيضًا، وقد تتحول أهمية نجاحه لمشكلة تاريخية، حتى لو حصلنا منه على المزيد من القنابل، فإنه سيجلب اتفاقًا نوويًا سيئًا، ويعطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساحة للسيطرة في سوريا، وفي النهاية سيجبرنا على إغلاق الحرب في غزة عندما نزعجه مع السعودية، دون إحضار التطبيع معها، وحينها سيتحول الحدث بأكمله لموكب جنازة كبير لمسيرة نتنياهو المهنية".
خسارة سوريا
وأضاف أن "إسرائيل لم تستغل إنجازاتها العسكرية في كافة القطاعات: ففي سوريا فاتها القطار، لأن تركيا، بعلم الولايات المتحدة، تسيطر عليها، وتخلق قاعدة إقليمية جديدة، حيث لا تقف إسرائيل خارج هذا الباب فحسب، بل تلعب دور الهدف المعادي للتحالف المشترك ضدها، وقد نجحت بمفردها بوضع نفسها في مركز الكراهية الإقليمية للتحالف التركي الجديد الذي يجري بناؤه ضد المحور الإيراني".
وضرب على الإخفاق الاسرائيلي مثالا آخر في لبنان، "حيث يتم إعادة إعمارها بفضل المبادرة السياسية الأمريكية الفرنسية، حيث يستعد البلدان للسيطرة على البلاد تدريجيا، وبطبيعة الحال، لن يمر وقت طويل قبل أن يتم دفع إسرائيل للخارج، وإجبارها على إعادة جميع التصحيحات الحدودية".
تراجع تطبيع السعودية
وأكد أنه "في هذه الأثناء، يجري صياغة الاتفاق السعودي خلف الكواليس، وسط تقديرات باستبعاد دولة إسرائيل أيضاً، لأنها لم تنهِ الحرب في غزة، ومع مرور الوقت تتحول إلى دولة تُسبّب الاشمئزاز، وتتحول من كونها مصدراً للثروة إلى عبء إقليمي، ولعل سلوكها في سوريا يشكل مثالاً واضحاً على غبائها، مع أن تغيير نظامها شكل مفاجأة كاملة لها، لكن تم التخطيط لها مسبقًا من قبل تركيا، التي تحالفت مع المعارضة المسلحة، بعد أن شكل إضعاف حزب الله فرصة ذهبية للإطاحة بالأسد، وهو ما حدث بالفعل، أما إسرائيل ذاتها ففكرت بطريقة ضيقة، للقضاء على بقايا أسلحة جيش الأسد، ورغب بالتباهي بإنجازاتها اندفعت دون أي تفكير استراتيجي".
وأشار إلى أن "أنقرة التقطت بهدوء كل الجوائز، وانضمت بشكل كامل للمعارضة السورية المسلحة، وأعادت بناء مجال نفوذها الإقليمي بالتنسيق الكامل مع ترامب، بالطبع خلف ظهر نتنياهو، المشغول "بالتقاط صورة" على قمة جبل الشيخ، وبين ليلة وضحاها، أصبحت تركيا ذات وضع إقليمي سياسي وعسكري في سوريا والمنطقة، وأصبحت إسرائيل شركة سياحية للمستوطنين، وكل واحد ومصالحه الإقليمية، مع العلم أن الخطة التركية أكبر بكثير، وليس فقط في سوريا، بل استراتيجية سنية إقليمية معادية لإسرائيل، تشمل العراق، ولبنان لاحقا، وربما الأردن".
فوز تركيا
وأشار إلى أن "أساس المصلحة المشتركة بين كل هذه الدول هو كبح جماح "الإمبريالية الإسرائيلية"، التي يرتكز سردها على احتلال غزة، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية، حتى الأردن، الذي سيُطلب منه الانضمام لهذه الخطوة، سيجد صعوبة بالوقوف في وجهها نظراً لاستخفاف حكومة نتنياهو المستمرة به، وحاجته الداخلية لإظهار التضامن المناهض للاحتلال بسبب القضية الفلسطينية التي تعمل إسرائيل على تفاقمها بشكل متزايد، وباستثناء العمليات العسكرية التي يبادر إليها الجيش في الغالب، لا يوجد لديها أي تخطيط سياسي على الإطلاق، ولا تفكير ولا رؤية سياسية إقليمية".
وأوضح أن "انشغال نتنياهو المفرط بشؤونه الخاصة، والائتلاف، والسياسات السامة، قاد الدولة، بعد كارثة أكتوبر الكبرى، لأكبر خسارة لإنجازات الحرب التي كلفتها الكثير من الدماء، لأن سُكر القوة والعمى المطلق دفعا إسرائيل للزاوية بعيداً عن الموقع المركزي الذي احتلته للتوّ، وبما أن حلم التطبيع مع السعودية، الذي بدا قريباً، يبدو الآن أبعد من أي وقت مضى، والإنجاز الوحيد المتبقي هو ضمّ غزة وسكانها، وهو ما تحتاجه إسرائيل حتى تنهار في النهاية!".