جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@13:41:43 GMT

مكة المكرمة والهيمنة المعمارية

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

مكة المكرمة والهيمنة المعمارية

لينا الموسوي

بيت الله الحرام، قبلة المسلمين من كل أنحاء العالم. هذا المكان الذي به تغسل هموم وذنوب الإنسان و فيه تغل أيادي الشيطان فيرحمنا الرحمن.

حلمت وتمنيت حج بيت الله الحرام ولم تشأ الأقدار إلا بعد نضج في عمر فأصبح لا محال، شعور ليس له وصف يقال، رهبة ورعشة تصيب الأبدان، دموع شوق وحب وامتنان لما أعطاه إيانا الرحمن.

زحام وجموع، ودنيا صغيرة من كل الأوطان، صراع وجدال وتضارب في الأبدان، تعاون وحب وكرم مكنون في الوجدان. تجربة فريدة مليئة بالإيمان، لخالق بشر من كل لون وصنف ومكان.

بيت الله الحرام، تهيمن حوله أبنية شاهقة دون إتزان، بقصد راحة ورفاهية لكل زائر فرحان، أسواق وفنادق ومقاهٍ في غير حسبان، كبيرة أحجامها عالية صروحها عميقة أنفاقها معقدة أدراجها... هندسة راقية، لاهية بتقنيتها الإنسان، غافلة عن خصوصية المكان.

مسؤولية يتحملها كل إنسان مدرك، فاهم للهندسة والبنيان، مواد بناء كثيرة مستخدمة من غير حسبان، ناسين بساطة الرحمن.

فلتنتبه أيها الإنسان إنه بيت الرحمن، كبير عظيم في الشأن بسيط خفيف البنيان، الله المستعان.

ومكة المكرمة، هي وادي غير ذي زرع وما يحيط فيها من أزقة ودروب قديمة كحال أي مدينة إسلامية تطورت بطريقة تلقائية عفوية حسب حاجات ومتطلبات المناخ والمجتمع المحيط. وتتمركز الكعبة المُشرّفة وسط المدينة وما حولها من فضاءات واسعة لأداء فريضة العبادة التي يجب أن تكون صافية نقية، ذات روحانية وقدسية عالية.

مكة المكرمة ليست مدينة كسائر المدن، هي قبلة يتوجه نحوها ملايين المسلمين، كل سنة لأداء الفرائض بصعوباتها ومشقاتها؛ حيث إنه كلما زادت المشقة ارتفع الأجر.

وبعد تطور التكنولوجيا والازدياد الكثيف في أعداد المسلمين من الحجاج والمعتمرين، أصبحت الحاجة ماسة إلى التوسع المعماري لتوفير أكثر عدد من الخدمات والتسهيلات، التي بدورها تساعد الحاج على أداء الفريضة كاملة.

وهنا فكر وفلسفة المهندس المعماري ومخطط المدينة يلعب دورا هاما في تطوير وتوسيع المكان بتحديد التوجه المناسب للتوسع وتحديد الهدف المرجو منه.

شعور متضارب انتابني وأنا أزور بيت الله الحرام لأول مرة، بين مسلمة تحلم بزيارة بيت الله الحرام وبين معمارية ناقدة متألمة لما أخذ التوسع المعماري والتكنولوجي من مسار؛ حيث تحولت الكعبة المتفردة في سيادتها وقدسيتها إلى كتلة مركزية صغيرة محاطة بأسوار من صروح عالية حابسة معها كل أنفاس الهواء والنقاء.

تحولت الكعبة إلى بلازا تُحيط بها فنادق ومطاعم وأسواق لتوفير الراحة وتحسين الاقتصاد؛ حيث كان من الممكن- باعتقادي- أن يتم التوسع بطريقة أخرى لتأخذ مسارًا مختلفًا عمّا هي عليه الآن، مع إدراكي الكامل لحجم المشاكل الوظيفية العالية التي تفرض على المهندس طرح فكرة تصميمية مناسبة تخدم الحاج لإتمام المشاعر المقدسة والحفاظ على القوة الروحانية لبيت الله الحرام؛ كأن يكون التوسع الفندقي خارج نطاق الكعبة المكرمة؛ للحفاظ على خصوصيتها وأهميتها وإيجاد حلول مختلفة للوصول إليها باستعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة.

وأخيرًا.. الحج ليس أداء شعائر بالجسد فقط، وإنما أرواح تتواصل مع الخالق بأذهان صافية خالية من متطلبات الحياة وتقنياتها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: بیت الله الحرام

إقرأ أيضاً:

تكنولوجيا الأغذية يناقش التحديات وفرص التوسع في توطين صناعة الألبان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، ندوة بعنوان " التوسع في توطين صناعة الألبان بجمهورية مصر العربية " القاء الدكتور ة ناهد عبد المقتدر الوحش، انطلاقا من دوره  في تطوير قطاع التصنيع الغذائي وتقديم حلول للتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي لزيادة فرص الاستثمار.

وأشار الدكتور السيد شريف مدير المعهد أن صناعة الألبان تعد من القطاعات الغذائية الإستراتيجية في نمو الاقتصاد المصري حيث تلعب دورا هاماً في تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل، مشيرا الى أن هناك جهود مستمرة من مؤسسات الدولة المختلفة لتطوير هذا القطاع الحيوي لمواكبة الطلب المتزايد على منتجات الألبان خلال السنوات الأخيرة والأمر الذي يتطلب معه فهم دقيق لأهم التحديات والفرص المتاحة لتحقيق النمو المستدام وتعزيز الاقتصاد المصري. 

ومن خلال تنفيذ الاستراتيجيات والآليات سيتمكن قطاع الألبان من مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة لتحقيق التوطين في مصر
ومن جانبه أكد الدكتور عاطف عشيبة وكيل المعهد للإرشاد والتدريب أن التوسع في توطين صناعة الألبان ضرورة هامة لتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك مما يقلل العملة الصعبة المخصصة لاستيراد منتجات الألبان إلا أن التوسع في توطين صناعة الألبان يستلزم تطوير المنظومة بداية من تربية الماشية المحلية لزيادة إنتاج اللبن الخام وذلك من خلال تحسين انتاجية السلالات المحلية أو إدخال سلالات عالية الإنتاجية ، و دعم صغار المربين ودمجهم في سلاسل التوريد الحديثة و زيادة الاستثمار في البنية التحتية عبر  التوسع في إنشاء مراكز تجميع متطورة وتحسين أنظمة  النقل والتبريد و استخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج والتصنيع بالإضافة الى فتح أسواق تصديرية جديدة لمنتجات الألبان المصرية لتعزيز التنافسية الدولية.

وأشارت دكتورة ناهد الوحش الى أن استغلال الفرص المتاحة من شأنه إحداث نقلة نوعية في مستوى إنتاج الألبان محليًا وتحسين كفاءته. لقد أثبتت التجارب الدولية أن اعتماد التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة يمكّن من التغلب على معظم التحديات وتعظيم الاستفادة من الفرص، إلا أن ذلك يتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين والجهات العلمية معا، فقط عبر شراكة حقيقية بين كافة أصحاب المصلحة يمكن بناء قطاع ألبان قوي ومستدام يُلبّي احتياجات السوق المحلية.

مقالات مشابهة

  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يضمّ مسجد الجامع في ضباء ويحافظ على هويته المعمارية
  • تكنولوجيا الأغذية يناقش التحديات وفرص التوسع في توطين صناعة الألبان
  • الطبلاوي.. آخر المقرئين الكبار وصاحب التلاوة النادرة في جوف الكعبة
  • تأجيل امتحان الهندسة المعمارية الموحد بالجامعات الحكومية ‏
  • ميقات ذي الحليفة.. من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في المدينة المنورة
  • أكد أن الوزارة ستكون حازمة في محاسبة الشركات المقصرة.. الربيعة: القيادة حريصة على متابعة خدمات ضيوف الرحمن
  • باست إيدها وماتت.. وفاة سيدة أمام الكعبة في رمضان
  • رياح قوية وأمواج عالية في هذه السواحل اليوم!
  • تجديد مسجد «فيضة أثقب» على الطراز المعماري التراثي
  • 35 دقيقة لتنظيف المسجد الحرام