بعد 106 أعوام.. هل اعتذرت جامعة بريطانية عريقة للفلسطينيين عن وعد بلفور؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
شهدت جامعات عدّة حول العالم تظاهرات متضامنة مع الفلسطينيين في ظلّ الحرب المدمّرة الدائرة في قطاع غزّة.
في هذا السياق، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي "وثيقة اعتذار من الشعب الفلسطيني" منسوبة لجامعة أدنبره البريطانيّة. لكن هذه الوثيقة ليست سوى نصّ متخيّل أعدّته فنانّة فلسطينية. ولم يصدر عن الجامعة أي بيان من هذا النوع.
ويظهر في المنشورات ما يبدو أنّها وثيقة صادرة عن جامعة أدنبرة البريطانية، تحمل "اعتذاراً من الشعب الفلسطيني عن وعد بلفور" الذي أصدره البريطانيون عام 1917، بعد انتزاع فلسطين من الدولة العثمانية خلال الحرب العالميّة الأولى.
وممّا جاء في النصّ المتداول باللغة الإنكليزية "صاغ هذا الإعلان (وعد بلفور) آرثر جيمس بلفور، الذي كان لوقت طويل مستشاراً لجامعة أدنبره (..) ومنح فلسطين كوطن قومي لليهود، متجاهلاً حقّ الفلسطينيين في تقرير مصيرهم".
وعلّقت المنشورات التي تداولت هذه الوثيقة على مواقع التواصل "هذا الاعتذار سيترتّب عليه الكثير لصالح القضية الفلسطينية، كما أنه سيسهم في تحرير الوعي البريطاني بصفة خاصة والغربي ككلّ".
وقد أعرب الفلسطينيون عن معارضتهم للوعد البريطاني لأول مرة في مؤتمر عقد بالقدس عام 1919.
وفي عام 1922، حدّدت عصبة الأمم التزامات الانتداب البريطاني في فلسطين، بما في ذلك تأمين "إقامة وطن قومي لليهود"، ما تحوّل لاحقاً إلى إسرائيل.
وفي العقد التالي، سحقت بريطانيا الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت بين عامي 1936 و1939.
بعد ذلك، قسّمت فلسطين بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 181 إلى دولتين يهودية وعربية، وتمّت الموافقة على هذا القرار في نوفمبر 1947.
وفي 14 مايو 1948 أعلنت دولة إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع حرب بينها وبين الدول العربية استمرت ثمانية أشهر.
وبعد الحرب، نزح وهُجّر حوالى 760 ألف فلسطيني أصبحوا لاحقا لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
ويأتي ظهور هذه المنشورات فيما تعيش جامعات غربيّة على وقع تطوّرات الحرب في غزّة، إذ تهزّها تظاهرات وتحرّكات وبيانات، منها ما هو داعم للفلسطينيين ومنها ما هو داعم لإسرائيل، إضافة إلى الاستماع لمسؤولي جامعات أمام الكونغرس الأميركي بشأن تزايد معاداة الساميّة، وذلك بعد سلسلة تحرّكات مؤيّدة للفلسطينيين.
حقيقة الوثيقةلكن هذه الوثيقة التي قيل إنّها اعتذار صادر عن جامعة أدنبره ليست صادرة عنها في الحقيقة، فقد نفى متحدّث باسم جامعة أدنبره صحّة ما قيل على مواقع التواصل.
وقال المتحدّث لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس "هذا ليس بياناً رسمياً صادراً عن الجامعة".
وأضاف المصدر ردّاً على سؤال "هذا النصّ متُخيّل، وهو استُخدم في عمل مسرحيّ خاص".
والنصّ في الحقيقة من إعداد الفنّانة الفلسطينيّة فرح صالح التي عملت ودرست في جامعة أدنبره، وحازت منها درجة الدكتوراه في العام 2023.
وأيّد ذلك ما قالته صالح. وأوضحت لصحفيي فرانس برس أن هذا النصّ "متخيّل" ضمن عمل فنيّ.
وأشارت إلى أنّها نشرت توضيحاً بشأن هذه المسالة على حسابها على موقع إنستغرام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جامعة أدنبره
إقرأ أيضاً:
بعد فضيحة سيجنال.. العثور على وثائق عسكرية بريطانية حساسة في صندوق قمامة بـ نيوكاسل
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الجمعة، أنها تُجري تحقيقًا؛ بعد العثور على أكوام من الأوراق التي قد تحتوي على معلومات عسكرية بريطانية سرية، متناثرة في أحد شوارع نيوكاسل.
وثائق سرية بريطانية في صندوق للقمامةتضمنت الوثائق، رتب جنود في الجيش البريطاني، ورسائل بريد إلكتروني، وأنماط نوبات عمل، وتفاصيل توزيع أسلحة، كما احتوت أوراق أخرى على معلومات يبدو أنها تتعلق بمستودع أسلحة ونظام لكشف المتسللين.
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عُثر على الأوراق متناثرة من كيس قمامة أسود في منطقة سكوتسود في نيوكاسل، يوم 16 مارس، وتُظهر الصور، الأوراق متناثرة على طول الرصيف، وبالقرب من السيارات المتوقفة.
ورصد هذه الأوراق، مايك جيبارد، من منطقة جيتسهيد، الذي كان يُوقف سيارته متجهًا إلى منطقة المشجعين؛ لمشاهدة فوز نيوكاسل يونايتد على ليفربول في نهائي كأس كاراباو.
وقال لـ"بي بي سي"، إنه صُدم مما رآه، واصفًا إياه بـ"الجنون"، مضيفا: "نظرتُ إلى الأسفل وبدأتُ أرى أسماءً على قصاصات أوراق وأرقامًا، ففكرتُ: ما هذا؟"، وكانت مُكدّسة على جدار، في كيس أسود، في الطريق، موجودة تحت السيارات، ومنتشرة على طول الطريق.
وأشار إلى أنه عثر على المزيد من الوثائق على الجانب الآخر من الطريق، وانزعج من محتواها.
وتابع أنها تحوي “تفاصيل عن محيط المكان، والدوريات، وتفتيش الأسلحة، وطلبات الإجازات، وأرقام الهواتف المحمولة، وكبار الضباط”.
وقال لزوجته: "لا ينبغي أن يكون هذا هنا، يمكن لأي شخص التقاطه".
وكانت إحدى الوثائق تحمل عنوان "مفاتيح مستودع الأسلحة ورموز IDS"، ويُعتقد أنها اختصار لعبارة "نظام كشف المتسللين"، واحتوت وثائق أخرى على معلومات طبية عامة وقوائم طلب مكونات.
وثائق حساسةووُضعت على وثيقة أخرى عبارة “رسمية - حساسة”، ووفقًا لتوجيهات الحكومة البريطانية، فإن الكشف غير المقصود عن هذه الوثائق "قد يؤدي إلى أضرار متوسطة (بما في ذلك الوضع الاستراتيجي/الاقتصادي للمملكة المتحدة على المدى الطويل)، وفي ظروف استثنائية، قد يُشكل تهديدًا للحياة".
وسُلمت الوثائق إلى شرطة نورثمبريا.
وقال متحدث باسم الشرطة: "قبل الساعة الثالثة من عصر يوم الأحد 16 مارس بقليل، تلقينا بلاغًا يفيد بالعثور على وثائق يحتمل أن تكون سرية في شارع ريلوي، بمنطقة سكوتسوود في نيوكاسل، وقد سُلمت الوثائق الآن إلى وزارة الدفاع البريطانية".
وفي بيان، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "نحن على علم بتسليم الشرطة مؤخرًا وثائق يُزعم أنها تتعلق بالوزارة.
ونحن نحقق في هذا الأمر بشكل عاجل، والأمر قيد تحقيق مستمر من قِبل شرطة نورثمبريا"، وتوصي الإرشادات الحكومية بإتلاف المستندات الحساسة باستخدام آلات التقطيع أو "أكياس الحرق".
فضيحة سيجناليأتي ذلك بعد أيام قليلة من الكشف عن فضيحة أمريكية بانضمام صحفي إلى جروب عبر تطبيق "سيجنال"، يضم كبار أعضاء الإدارة الأمريكية والذي تم تكوينه بشأن شن ضربات عسكرية ضد الميلشيات الحوثية في اليمن، ونشر عليه معلومات سرية وحساسة اطلع عليها رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك الذي فضح الأمر في مقال نشره الإثنين الماضي.