لجريدة عمان:
2025-01-08@22:54:24 GMT

نشأة المسرحية في فلسطين «1»

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

«كانت تسمى فلسطين

صارت تسمى فلسطين» الشاعر محمود درويش

(1)

لماذا المسرح في فلسطين؟ لأنهم يريدون لنا أن ننساها.

كم من المؤلفات المسرحية نحتاجها كي لا تنسى الذاكرة فلسطين؟

كشأن كُّل البدايات النثرية المتعثرة، يأتي التأريخ لنشأة المسرحية في فلسطين محفوفًا بآراء متباينة وأسئلة حيوية: هل عرفت فلسطين الكتابة المسرحية منذ عهد قديم؟ هل هناك كتّاب مسرحيون يُشار إليهم؟ هل هناك إصدارات مسرحية ومراجعات نقدية للحركة المسرحية في فلسطين؟ كم عدد الفرق المسرحية فيها؟ كيف تنشط الحركة الفلسطينية في ظل الاحتلال والتهجير القسري؟ وإذا كان ثمة مؤلفات فلماذا لا تصلنا؟ ولماذا لا تُشاهد عروضها الفنية المسرحية؟

يُّعد كتاب (نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م، للدكتور إبراهيم السعافين، (170) صفحة، الذي صدرت طبعته الأولى في الأردن عن دار الفكر للنشر والتوزيع في عام 1985م أحد الكتب التأريخية المهمة في هذا الجانب.

في محاولة لتماس الكتابة سواء الإبداعية (الشعر والسرد)، أو النقدية (المقاربات والمراجعات)، مع اليومي المعيش (غزة - فلسطين) منذ السابع من أكتوبر وحتى كتابة هذه المقالة، كشكل من أشكال التذكير، أو المقاومة، سأتناول كتاب (نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948م) للتعريف به، لا لنقده، والوقوف عند أهم ما جاء فيه، وأراه يتصل اتصالا وثيقا بصعوبات المسرح في فلسطين في المرحلة التاريخية الحالية التي نمر بها.

يتكون الكتاب من مقدمة ومدخل وفصلين، يتناول الفصل الأول: نشأة الرواية والروايات المؤلفَة وأهم التيارات البارزة عليها، وتلك التيارات هي: أولا التيار المتأثر بالذوق الشعبي، ثانيا: اتجاه السيرة الذاتية، ثالثا: الاتجاه الرمزي، رابعا: الاتجاه ذو الرؤية الواقعية. أما الفصل الثاني للكتاب، فخصصه مؤلفه لنشأة المسرحية، ويتضمن الفصل: تمهيد، والموضوعات، والبناء الفني، فالحبكة والصراع، والشخصيات، واللغة والحوار. وجد المؤلف أن أهم اتجاهات الكتّاب المسرحيين الفلسطينيين حتى عام 1948م قد تبلورت في ثلاثة اتجاهات هي: في المسرحيات التاريخية، وفي المسرحيات الاجتماعية، وأخيرًا في المسرحيات الشعرية، وانتهت المحتويات بثبت لأهم المصادر والمراجع.

(2)

الناظر إلى الفصل الأول، فإن مؤلفه يهتم برصد مقومات الرواية والمسرحية ونشأتهما في فلسطين في العصر الحديث، إذ لم تكن فلسطين بمعزل من أقطار الأمة العربية، وسيأتي تركيزي في هذه المقالة على نشأة المسرحية.

إن المسرح في فلسطين جدير بالعناية والاهتمام تأليفا عنه، وتأليفا فيه، إضافة إلى تتبع مساراته واتجاهاته، والوعي بوجوده الثقافي، وهذا يوازي مرحلة ثانية تتمثل في مرحلة التوثيق له بمنهجية وإحاطة بكل المعطيات اللازمة ضمن سياقات متعددة؛ كالسوسيولوجيا، والسوسيوثقافية، والسياسية.

وتعدُّ العودة إلى تتبع بدايات المسرح في فلسطين ومعرفة خصائصه وأساليب التأليف والمضامين التي تناولها المسرحيون، مسألة مُهمة ولازمة على كل باحث ينتمي إلى أرضها، ولكن المهمة البحثية شاقة وغير يسيرة، نظرًا لوجود احتلال وكيان صهيوني غاصب، وانطلاقا من المسؤولية العلمية والأخلاقية يتجشَّم الدكتور السعافين عناء البحث التأريخي والإبداعي لنشأة المسرحية في فلسطين، إضافة إلى البحث النقدي حول ظاهرة يخالها بعضهم أن لا أساس لها، أي تلبسها بمسرح بلاد الشام.

إن أهم ما يعرّفنا به السعافين حول المسرح في فلسطين بدأ في تتبعه جهود الباحثين والنقاد السابقين. فيشير إلى جهود بعض الدراسات الراصدة كـ: مؤلفات (د. علي الراعي)، ودراسة (سعد الدين حسن دغمان)، ودراسة (د. فائق مصطفى)، ورسالة ماجستير بعنوان «مسرح الاحتلال في فلسطين) للطالب (ياسر إبراهيم الملاح) وغيرها الكثير الذي سأعود إليه حسب السياق.

إن ما يلفت الانتباه في التمهيد التفاتة الباحث السعافين إلى محاولة الدراسات التي تصدت لنشأة الدراما في الوطن العربي في العصر الحديث، هي محاولتها «أن تتحدث عن الأصول التراثية التي استقى منها المؤلفون أعمالهم التمثيلية والمسرحية-ص87»، وهي إشارة تشير إلى أن البحث في الأصول التراثية للمسرح ليس في فلسطين وحدها، بل في الوطن العربي كله المدخل التأسيسي لتأريخ ظاهرة المسرح، وهذا ما نجده في العديد من الدراسات المؤرخة لظهور المسرح فيها.

لقد ازدهرت الدراما ازدهارا ملحوظا في بلاد الشام ومصر، في القرن التاسع عشر، لذلك تركزت الدراسات عليها، ولا شك في أن انفتاح تلك الأقطار العربية على بعضها يمكن أن يُشكل عنصر تلاق لا افتراق، لكن ما لاحظه السعافين أن دراسة تلك الفترة الزمنية كانت شائكة، وتتبع حال نشأة الدراما لم يكن سهلا لدى بعض الباحثين، معللا ذلك بالقول: «إن نشأة المسرح في فلسطين لم تجذب اهتمام مؤرخي المسرح العربي، لضعف الحركة المسرحية في هذا القطر، ولعدم انتظام التأليف، ولتعثر التجارب، ولعدم وجود خطة مسرحية وطنية تشرف عليها أجهزة حكومية رسمية-ص88»، فظلت محاولات الباحثين فردية ومزاجية لظروف قسرية منها: ما أحاط بفلسطين من أحداث وثورات، ثم احتلال وتهجير، صعب معه العثور على نصوص مسرحية، أو تدوين الجهود المسرحية والتمثيلية وتوثيقها كظاهرة ثقافية في المجتمع.

(3)

عندما نتكلم عن المسرح، فإننا نقصد بذلك عدة مستويات: نص المؤلف، والممثلون، والمخرج، والعناصر الفنية اللازمة، والمخرج، فالجمهور. يصعب العثور على نصوص مسرحية محلية فلسطينية في تلك الفترة، فالنصّ المادة الخامّ للناقد في المستوى الأول من التحليل. إن عدم وجود نصوص محلية يقلل من فرص الباحثين ليؤسسوا دراسات مَهمتها رصد نشأة الدراما، وإذا كان هناك بعض إشارات تتحدث عن ظهور أعمال درامية في فترة مبكرة كما يقول السعافين يرجع بعضها إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، فإنها نصوص لا تستطيع تقديم تصور مكتملا للتأليف المسرحي.

لقد تأسست فرق تمثيلية وأندية على مدى ما يقرب من ثلاثين عاما، ما يعني ذلك، وجود نصوص مسرحية ذات نسبة كبيرة، لكن ضياعها بسبب الاحتلال أكثر تماسكا من ادعاء القول إنها موجودة بكثرة.

يلتفت إبراهيم السعافين حول هذه الجزئية في حاشية مهمة رصدها الباحث (جميل الجوزي) في عنوان له (نهضة التمثيل في فلسطين) إلى فضل فرق التمثيل القادمة من مصر على حركة التمثيل في فلسطين إذ يقول: «... جاءت فرقة أبيض وحجازي إلى القدس عام 1914، وأخذت تخرج روايات مترجمة مثل «لويس الحادي عشر، وتاجر البندقية، وأوديب، وغيرها مما بعث الحماسة في قلوب لفيف من شبابنا المثقف، فألفوا أول ناد للتمثيل أسموه نادي الإخاء الأرثوذكسي... «...» وبين السنوات 1925- 1932، أخذت حركة التمثيل تنمو وتزدهر في مصر، فأخذت فرق عميد المسرح يوسف وهبي... تزور مدن فلسطين والأردن، لتنشر ثقافة فنية، فازداد بذلك تأليف الفرق المحلية... -ص90»

(4)

الترجمة... التأثير والتأثر

بالعودة إلى الموروث الثقافي للأقطار العربية، الذي يعدُّ مكونا أساسيًا لثقافة المؤلف المسرحي، يرى السعافين أن تأثر بعض الكتّاب بترجمة الآثار الفنية الأجنبية، لم تختفي خلف الترجمة شخصية المؤلف، وتتوارى للحفاظ على هوية النص المترجم في سياقه الذي كتبه مؤلفه الأصل، بل إن شخصية المؤلف المترجم كانت تتدخل لا سيما الشخصية التي تستند إلى الموروث التراثي والشعبي. يقول حول هذه الجزئية: «وإذا كان الكتاب أفادوا من المسرحيات الأجنبية المترجمة، فإنهم حاولوا في ترجمتهم أن يضفوا على أعمالهم روح الواقع المحلي، وأن يستلهموا البناء القصصي في التراث وخاصة التراث الشعبي... -ص92».

يرى الباحث أن انفتاح المسرحيين الفلسطينيين والحركة الثقافية على الحركة المسرحية في لبنان وسورية ومصر، يعزز من فرص اللقاء والحوار، ويجد في سهولة تحرك وانتقال الأجواق المسرحية بين هذه الأقطار إلى جانب اشتراك الممثلين في مسرحيات تنفذ في فلسطين وحركة تبادل المطبوعات متيسرة تصل إلى أيدي المؤلفين والقراء بسهولة، مما يمكن أن يشير إلى وجود نصوص كثيرة، لكنها لم تصل لظروف فلسطين كحالة خاصة، ولا يطمئن السعافين إلى الرأي القائل حول أسماء المسرحيات التي ظهرت في فلسطين هي الحصاد كله. ويضرب لنا مثلا بيعقوب صنوع، ليكشف حجم المفارقة، فهذا المؤلف أشهر كتّاب المسرح في مصر إبان النشأة لم تصل من أعماله كاملة إلا مسرحية واحدة-ص93، فكيف بمسرحيات فلسطينية وتمثيليات!.

لكنه يطمئن إلى أن الأعمال على قلتها استطاعت أن ترسم صورة قريبة من الدقة لطبيعة التأليف المسرحي في فلسطين، ويمكن للصورة عن ذلك النتاج الذي لم يصلنا أن يعطينا سمات خاصة إذا ألممنا بأسماء المسرحيات من خلال عنواناتها أو بعض الإشارات التي وردت عن موضوعاتها والقضايا الأساسية التي تعالجها.

بعد هذا التمهيد، يتناول إبراهيم السعافين الموضوعات التي تناولها المؤلفون المسرحيون المحليون، وقد استمدوها من مصادر مختلفة؛ منهم من استلهم من التاريخ البعيد أو القريب، أو من التاريخ المحلي أو القومي، ومنها ما اتصل بالقضايا الاجتماعية.

وللمقال بقية...

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسرحیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

هل سقط محمد رمضان على المسرح مرة أخرى؟ فيديو يكشف الحقيقة

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، فيديو لمطرب أسمر، زعم المتابعون أنه الفنان محمد رمضان يسقط من على المسرح خلال أحد حفلاته. 

 

 

وكان المطرب يرتدي نظارة سوداء، يتفاعل بالرقص والغناء بشكل مثير على المسرح، وظهر في خلفية الفيديو بعض العارضات يرقصن على نغمات أغنية النجم المصري محمد رمضان الجديدة “أنا البلد” في شكل استعراضي.

 

وسقط المغني واصطدم بقوة بأرضية المسرح بينما كان يؤدي استعراضات خاصة بالأغنية التي يقدمها بنفس حركات محمد رمضان لذلك اعتبره البعض محمد رمضان بسبب التشابه في الشكل والحركة. 

 

وبعد البحث أضح أنه المغني الذي في الفيديو ليس الفنان محمد رمضان، فهو مطرب من دولة بنما يدعى ناندو بوم، وقد تعرض للسقوط الشديد خلال حفل غنائي أحياه منتصف ديسمبر الماضي في مركز بنما للمؤتمرات، وبعد سقوطه عاد للمسرح من جديد وواصل الغناء لجمهوره على الرغم من الاصطدام الشديد الذي حدث.

 ناندو بوممن هو ناندو بوم

ولد المغني ناندو بوم في عام 1977، وتميز بأسلوبه الموسيقي السريع، وساهم بشكل كبير في في تطور الموسيقى اللاتينية على مدار السنوات الماضية باعتباره أحد رواد موسيقى "الريجي" بشكلها الإسباني.

الفيديو كامل :

 

سقوط محمد رمضان 

وكان قد سقط الفنان محمد رمضان، سابقًا أرضا أثناء مروره على منصة التتويج بأحد المهرجانات الجديدة في إمارة دبى، حيث انتشر فيديو سقوطه بشكل كبير للغاية بين رواد السوشيال ميديا، ولاقى سخرية الكثيرين، خاصة أن السقوط كان مفاجئا أثناء مروره بطريقة يسيطر عليها الكبرياء.

سقوط محمد رمضان أغنية أنا البلد لمحمد رمضان 

طرح الفنان محمد رمضان، أحدث أغانيه بعنوان «أنا البلد» ،على «يوتيوب» وجميع المنصات الغنائية خلال الأيام الماضية، وهي من كلمات مصطفى حدوتة، ألحان كلوبيكس وتاج، وتوزيع كلوبيكس، ولم تُطرح الأغنية بطريقة الفيديو كليب.

محمد رمضان كلمات أغنية أنا البلد:

أنا حاطط عاللي حطوا عليك
ومزعل اللي مزعلك
كاسر عين اللي كسروا عينيك
ومشغل اللي مشغلك
بلعب باللي لاعبين بيك
جاي تنافس مين يالا ؟
أنا فوق فوق الناس اللي فوقيك
وكبير كبيرك يبقى أنا

أنا البلد يابن البلد.. أساسي يا كمالة عدد
لما أجي تحسوا بهدد.. ولد.. أسد
جه الملك رفع العلم.. تاريخي خلص كام قلم
لما أجي تحسوا بآلم.. علم.. هرم

انا مداين اللي بيداينوك
ومسلف اللي مسلفك
انا مضايقك اللي بيضايقوك
ومخوف اللي مخوفك
انا اسكت اللي يسكتوك
وبسمع اللي يسمعك
وبثبت اللي يثبتوك
وهو ده اللي بيوجعك

 

أنا البلد يابن البلد.. أساسي يا كمالة عدد
لما أجي تحسوا بهدد.. ولد.. أسد
جه الملك رفع العلم.. تاريخي خلص كام قلم
لما أجي تحسوا بآلم.. علم.. هرم

تواجد محمد رمضان في دراما رمضان 2025

على الجانب الآخر، أعلن الفنان محمد رمضان عن مشاركته في دراما رمضان 2025، وذلك عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي “إنستجرام". 

 

ونشر مضان، قال فيه: "في مفاجأت كتير أهمها إنكم هتشوفني في رمضان 2025"، وذلك دون الكشف عن أي تفاصيل، سواء كان سيشارك بعمل فني  "مسلسلًا" أو إعلانًا تليفزيونيًا، مما أثار حيرة جمهوره متسائلين عن التفاصيل، في حين حاول البعض التكهن حول الأمر.

محمد رمضان 

وتابع : "كل سنة وانتوا طيبين وان شاء الله سنة جميلة عليكم وكلها احتفالات ونجاحات وتشوفوا فيلم "أسد" أخيرًا 2025"، مشيرًا خلال الفيديو الذي ظهرت فيه رفقة ابنته "حنين" وهو يقبلها، إنه يستعد يوم 18 يناير لتقديم حفلًا غنائيًا بالمملكة العربية السعودية حيث قال: "استنوني يوم 18 يناير في السعودية وحشني جمهور السعودية .. أشوفكم على خير وبخير".

مقالات مشابهة

  • هل سقط محمد رمضان على المسرح مرة أخرى؟ فيديو يكشف الحقيقة
  • السيد ذي يزن يرعى حفل افتتاح مهرجان المسرح العربي.. غدا
  • لأول مرة.. أبوظبي تستضيف المسرحية الموسيقية العالمية "ماما ميا"
  • دار بيتهوفن تشتري مخطوطاً قيماً للمؤلف الموسيقي
  • «الطيبين».. أشرف عبد الباقي يستعد لأحدث أعماله المسرحية
  • المؤلف وائل حمدي: "فيلم 6 أيام تجربة استثنائية في سرعة الكتابة والتنفيذ"
  • المسرح المصري في 2024 في عدد جديد لجريدة «مسرحنا»
  • «باسبور طالب» للمؤلف طارق السيد
  • إلتون جون في غولدن غلوب.. ويعلّق على ضعف بصره
  • قصور الثقافة تطلق عروض نوادي المسرح بالقاهرة