حرب الشرق الأوسط تفاقم الضغوط على بايدن ومطالبات بـ”ضربة قاضية” لوكلاء إيران
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
سلط تقرير أمريكي، الضوء على الضغوط المتزايدة، التي يتعرض لها رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، من “التيار اليميني” للرد بشكل أقوى على وتيرة الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن تعرضت المواقع الأمريكية لأكثر من 100 هجوم، فضلاً عن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وتحدث تقرير لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، أن عن “غضب متزايد” في الكابيتول (الكونغرس) بسبب موجة الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، حيث يضغط الجمهوريون على إدارة بايدن لإظهار المزيد من القوة ضد هذه الجماعات.
ونقل التقرير عن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل قوله إن بايدن يجب أن يركز على “المهمة القائمة” أي ردع إيران، مضيفاً أن هذه الجماعات المدعومة من طهران “لم ترتدع، فهي تعتقد أن بامكانها محاولة قتل الأمريكيين والإفلات من العقاب”، وعلى بايدن التعامل بجدية مع التهديدات.
كما نقل التقرير، عن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وهو مرشح جمهوري، قوله ان القوات الامريكية “تجلس كالبط” في الشرق الأوسط، في حين اتهمت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي، والتي كانت السفيرة السابقة لدى الامم المتحدة، بايدن بـ”استرضاء إيران”، قائلة إنهم “لا يتجاوبون سوى مع القوة، وعليك أن تضربهم بقوة، وتجعلهم يدركون ذلك”.
احتواء الحرب
واعتبر التقرير الأمريكي، أن واشنطن تقوم بإجراءات متناسبة حتى الآن ضد “الميليشيات المدعومة من إيران”، برغم تصاعد الهجمات والانتقادات المثارة، حيث يقول مسؤولو الدفاع في واشنطن إن الهدف الرئيسي هو احتواء الحرب بين اسرائيل وحماس ومنع نشوب صراع اقليمي اوسع، مضيفا ان سياسة “الانتقام” الخطيرة تثير مخاوف من أن الولايات المتحدة تلعب بالنار، ومن أن أي خطأ قد يؤدي إلى موجة أكبر من أعمال العنف.
ونقل التقرير عن مدير “مؤسسة القرن” للأبحاث ثاناسيس كامبانيس قوله: “نحن في وضع رهيب وغير مستقر وضعيف بالفعل.. حتى لو كانت إيران والولايات المتحدة لا تريدان حرباً أوسع نطاقاً، فانه من السهل أن تودي الحسابات الخاطئة إلى حرب إقليمية”.
وأشار التقرير، إلى أن “المسلحين الذين يشنون حرباً في الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة يقومون بذلك منذ سنوات، حيث وقع حوالي 70 هجوما على القوات الأمريكية بين العام 2021 وأوائل العام 2023، والعديد منها من قبل الفصائل المدعومة من إيران في العراق ومناطق أخرى، إلا أن اندلاع الحرب بين اسرائيل وحماس، تسبب بعدد غير مسبوق من الهجمات خلال فترة زمنية قصيرة.
ولفت تقرير “ذا هيل”، إلى أن المحللين يقولون إن “الميليشيات” وبالاضافة إلى إيران، يريدون توجيه رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، في حين أنها تعارض في الوقت نفسه الوجود العسكري الأمريكي المتزايد، بما في ذلك حاملات الطائرات الأمريكية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في المنطقة.
وتابع التقرير، أن إيران والقوى الوكيلة لها تريد أن تظهر بأنها تتصرف ضد الولايات المتحدة وسط الحرب المدمرة في غزة، إلا أن طهران على غرار واشنطن، لا تريد أن تاخذ الأمور إلى أبعد من ذلك.
ورأى التقرير الأمريكي، أن الولايات المتحدة تواجه في الوقت نفسه، حربين في غزة وأوكرانيا، وفي ظل استنزاف الصراعات الساخنة لواشنطن، فان الهدف الرئيسي لادارة بايدن ان تضمن عدم اندلاع حرب إقليمية اوسع في الشرق الأوسط.
هجمات الحوثيين
ونقل التقرير عن الخبير في شؤون العراق وإيران في معهد واشنطن مايكل نايتس، قوله إن “واشنطن تمكنت من إبقاء القتال عند مستوى متناسب”، مستدركا بالقول إن ذلك “لا يبدو جيدا في العناوين الرئيسية”.
لكن وبحسب نايتس، فإن ردع الحوثيين قد فشل، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تتعمد الامتناع عن تنفيذ المزيد من الضربات التدميرية، وأن أحد أسباب ضبط النفس قد يكون تجنب انهيار محادثات السلام في الحرب المستمرة منذ سنوات بين الحوثيين والحكومة اليمنية.
وأوضح أن “الولايات المتحدة لا تريد تعطيل عملية السلام هذه، والحوثيون يستفيدون بالكامل من ذلك لأنهم يعرفون الآن أن بإمكانهم فعل ما يريدون”، وفق التقرير.
وبحسب التقرير، انتقد النائب الجمهوري مايكل ماكول، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بايدن، لفشله في وقف هجمات الحوثيين، مطالبا باجراءات أكبر ضد الجماعة، بما في ذلك تصنيفها كمنظمة ارهابية. وتابع ماكول قائلا انه “من الواضح أن الحوثيين يشكلون تهديدا لليمن وشركائنا في كافة انحاء الشرق الاوسط والجنود الامريكيين والمواطنين الأمريكيين في المنطقة وحرية الملاحة والتجارة العالمية”.
ونقل التقرير الأمريكي أيضاً، عن الباحث في “معهد ميدلبري للدراسات الدولية” جيسون بلازاكيس، تشديده على ضرورة أن يكون “هناك رد على الحوثيين بسبب أنشطتهم غير المرغوب فيها”، مردفاً بالقول: “لقد أصبحوا عدوانيين بشكل متزايد، ولا يمكن التغاضي عن ذلك”.
وخلص التقرير، إلى أن واشنطن تبحث تشكيل قوة عمل بحرية، والتي ستتكون من سفن هجومية من دول عدة، للدفاع عن السفن من تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، مرجحاً في الوقت نفسه، أن تظل التوترات عالية ما دامت الحرب التي تشنها اسرائيل لهزيمة حماس مستمرة في غزة.
وختم تقرير صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، بحديث العقيد الأمريكي المتقاعد الذي خدم سابقا في عهد وزير الخارجية الأسبق كولن باول، لورانس ويلكرسون، أن “بايدن يجب ان يتوصل إلى حل للحرب في غزة اذا كان يريد منع الصراع في الشرق الأوسط من الخروج عن نطاق السيطرة”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط المدعومة من فی غزة
إقرأ أيضاً:
فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
د. عمرو محمد عباس محجوب
منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل. هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.
عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.
في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.
في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.
منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.
لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842