عبد اللطيف خلال اجتماع وزراء الإسكان والتعمير العرب: تعزيز العمل والتعاون المشترك في مجال الإعمار ومواجهة الكوارث
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
طرابلس-سانا
بمشاركة سورية انطلقت اليوم أعمال مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب بدورته الـ 40، والمنتدى الوزاري العربي الخامس للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة في مدينة طرابلس بليبيا، تحت عنوان “توطين أهداف التنمية المستدامة من أجل الإعمار ومجابهة الكوارث”.
وأشار وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس سهيل عبد اللطيف خلال كلمة إلى أن الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها العديد من الدول العربية، ومنها سورية، تتطلب تعزيز العمل والتعاون المشترك على تحقيق استجابة فعالة لمواجهة هذه التحديات، انطلاقاً من الإدراك الواعي لحجم تلك الكوارث وطبيعتها ونوعيتها التي لم تشهدها المنطقة العربية منذ فترة طويلة، مشيراً إلى تداعيات الزلازل المدمرة التي ضربت بعض المحافظات السورية ومناطق عدة في المغرب، والفيضانات التي أصابت مدينة درنة الليبية.
ولفت الوزير عبد اللطيف إلى أن اجتماع مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب تأكيد على تعزيز الجهود العربية المشتركة في ترتيب أولويات أهداف التنمية المستدامة، وتطوير صناعة وتكنولوجيا البناء والتشييد وهندسة وتخطيط المدن، لافتاً إلى السياسات والإجراءات التي اتخذتها سورية في هذا الاتجاه مستفيدة من الخبرات والتجارب التراكمية للدول.
وأوضح الوزير عبد اللطيف أن سورية أدركت واستشعرت دائماً الأهمية الخاصة لتأمين السكن الملائم والمريح لصون كرامة الإنسان وحماية الأسرة، وعملت على توفير السكن الجاهز أو الأرض المعدة للبناء لتلبية الاحتياجات السكانية، إضافة إلى تبني وتفعيل البرامج الإسكانية الاجتماعية لذوي الدخل المحدود، مثل برامج السكن الشبابي والسكن العمالي والسكن البديل والادخار وبرامج المساكن ذات المساحات الصغيرة.
وأضاف الوزير عبد اللطيف: إنه في عام 2019 تم إطلاق ” المؤتمر الوطني الأول للإسكان ” في سورية كعمل تشاركي تكاملي، شاركت فيه الكوادر الاختصاصية والمجتمع الأهلي والجهات الحكومية والخاصة والتعاونية، بهدف صياغة استراتيجية وطنية للإسكان قادرة على محاكاة الواقع الجديد المتأثر بالحرب التي شنت على سورية، وإنتاج حلول تتناسب مع حاجات السكان وترتقي بالتجربة العمرانية بما يتلاءم مع أهداف التنمية المستدامة، وخاصة التي تجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وقادرة على الصمود وتتناسب مع الأجندة الحضرية الجديدة.
كما أشار إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية للإسكان في سورية وأهدافها وأولوياتها ومحاورها الرئيسية وآليات وبرامج تنفيذها المختلفة، التي تتمحور حول تقديم البيانات والخارطة الوطنية للسكن والإسكان وتأمين الأراضي المهيأة للبناء وسبل التمويل وتقنيات التنفيذ وتطوير التشريعات اللازمة لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، لافتاً إلى اتخاذ سورية خطوات تشريعية وقانونية عديدة لتشجيع المستثمرين وجذب الاستثمارات العربية والأجنبية، حيث تم طرح مناطق للتطوير العقاري جاهزة للاستثمار تحت قانون الاستثمار الجديد 18 لعام 2021 وتعديلاته، بما يتضمن من تبسيط للإجراءات وحوافز للمستثمرين، إضافة إلى العديد من الإجراءات على صعيد تطوير السياسات والاستراتيجيات في التنمية المستدامة من خلال إصدار ”التقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة “، الذي يعبر عن حالة التنمية في سورية بجميع مؤشراتها وأبعادها المختلفة، ويشهد على فترة مفصلية بدأت فيها سورية بتجاوز تداعيات الحرب التي شنت على أوجه التنمية فيها.
وأشار الوزير إلى تداعيات الحرب الإرهابية والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، التي أسهمت في تباطؤ العمل التنفيذي وإعاقة الجهود الحكومية والمجتمعية الساعية إلى تحقيق مزيد من الاستقرار وتحسين جودة الحياة للمواطنين، ومن ضمنها السكن الصحي والمستدام.
وقدم الوزير عبد اللطيف في ختام كلمته مجموعة من البنود تأتي ضمن أوراق العمل المطروحة في المنتدى الوزاري، وتركز على مبادرة الحكومة السورية بتوفير السكن الصحي والمستدام، من خلال البرامج الإسكانية للمؤسسة العامة للإسكان والاستراتيجية الوطنية للإسكان في سورية، وتوطين أهداف التنمية المستدامة لإعادة الإعمار من خلال تطوير منهجية عربية شاملة لاعتماد نوعية بناء ومواد إنشاء محلية منخفضة التكلفة.
ودعا الوزير عبد اللطيف إلى تفعيل منهجية عربية شاملة “الدليل الإرشادي للسكن الاجتماعي” لاعتماد مواد بناء منخفضة التكلفة لتطوير مشاريع السكن الاجتماعي في الدول العربية لذوي الدخل المنخفض، بالاستفادة من البنية التحتية والموارد ومواد البناء الموجودة في الدول العربية والملائمة بيئياً.
يشار إلى أن أعمال المؤتمر تستمر ثلاثة أيام، ويضم الوفد السوري إضافة إلى الوزير، معاونة الوزير المهندسة ماري كلير التلي، ومعاون مدير الشركة العامة للدراسات الهندسية المهندس نورس وطفة.
مدا علوش
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: أهداف التنمیة المستدامة فی سوریة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة سوهاج: التحول البيئي أولوية وطنية والذكاء الاصطناعي أداة لتحقيق التنمية المستدامة
أكد رئيس جامعة سوهاج الدكتور حسان النعماني، أن ملف البيئة أصبح يحظى باهتمام بالغ من القيادة السياسية، مشيراً إلى أن ما يشهده قطاع البيئة من تحول جذري في المفاهيم واستراتيجيات العمل يعكس توجه الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، معتبراً أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة في دعم هذه الرؤية.
جاء ذلك خلال افتتاح رئيس الجامعة، اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي البيئي الثالث الذي نظمه قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة تحت عنوان "التحول للأخضر وتطبيقات الذكاء الاصطناعي البيئية" بالمركز الدولي للمؤتمرات بمقر الجامعة الجديد، بحضور الدكتور عبد الناصر ياسين نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور خالد عمران نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس المؤتمر، وأشرف القاضي أمين عام الجامعة، والدكتورة صباح صابر مقرر المؤتمر، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية والشخصيات العامة.
أكد رئيس الجامعة - في كلمته خلال المؤتمر - أن استمرارية المؤتمر للعام الثالث على التوالي يعكس التزام الجامعة بدورها المجتمعي والبيئي، وتفاعلها مع القضايا الحيوية ذات الصلة بالتغير المناخي والحفاظ على الموارد الطبيعية، لافتاً إلى أن المؤتمر يناقش هذا العام سبل دمج الذكاء الإصطناعي في حماية البيئة من خلال تطبيقات تساعد على رصد التغيرات المناخية، وتقليل انبعاثات الكربون، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتطوير حلول الطاقة المتجددة، منوهاً بأن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة واعدة لتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.
شارك رئيس جامعة سوهاج في فعاليات استكمال المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة" من خلال غرس عدد من الأشجار المثمرة داخل الحرم الجامعي الجديد، وذلك ضمن أنشطة المؤتمر، مؤكداً أن الجامعة تولي أهمية خاصة لتعزيز الإستدامة البيئية وزيادة الرقعة الخضراء، انطلاقًا من التزامها باستراتيجيات التحول لجامعة خضراء بما يتماشى مع توجهات الدولة والقيادة السياسية نحو الاقتصاد الأخضر.
وأشاد النعماني بجودة أشجار التين المثمرة التي تتم زراعتها، موجهًا بالتوسع في استغلال المساحات المتاحة لزراعة المزيد من الأشجار خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن المبادرة تسعى إلى دعم الغطاء النباتي كأحد الحلول الفاعلة لمواجهة التغيرات المناخية، وتحسين جودة الهواء، إلى جانب دورها في امتصاص الغازات الضارة، والحفاظ على التربة والتنوع البيولوجي، والحد من العواصف الترابية.
من جانبه أكد الدكتور خالد عمران نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة رئيس المؤتمر، أن الجلسات العلمية للمؤتمر ستركز على دور التقنيات الحديثة في مراقبة وتحليل البيانات البيئية، وتقديم حلول مبتكرة لتحقيق الأهداف البيئية والإقتصادية المستدامة، لافتاً إلى أنه سيتم على هامش المؤتمر، زراعة 50 شجرة من أنواع الليمون والمانجو والزيتون، في إطار خطة لتشجير مساحة 10 آلاف متر مربع بجوار البوابة الرئيسية للجامعة الجديدة.
وفي سياق متصل، أكد رئيس جامعة سوهاج أن التعاون بين الجامعة وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتمكين الشباب، وتنمية قدراتهم وتأهيلهم لسوق العمل، ودعم التوجه نحو التصنيع الأخضر، مشيراً إلى أهمية تحفيز الشباب على العمل الحر بعيداً عن الوظائف التقليدية، وتعزيز مساهمتهم في التنمية الإقتصادية ومواجهة البطالة.
جاء ذلك خلال تفقد رئيس الجامعة، اليوم، فعاليات معرض منتجات المشروعات الصناعية صديقة البيئة، والذي يقام بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات بسوهاج، على هامش المؤتمر البيئي الدولي الثالث الذي تنظمه الجامعة تحت عنوان "التحول للأخضر وتطبيقات الذكاء الإصطناعي البيئية".
وقال رئيس الجامعة إن المعرض ضم مجموعة متنوعة من المشروعات شملت: منتجات هندسية وكيماوية، وأغذية، وأواني منزلية، بالإضافة إلى مشروعات مبتكرة مثل الفحم النباتي، وتصنيع ألياف الموز، وإنتاج المخصبات الزراعية، والشنط القماش صديقة البيئة، وألواح الطاقة الشمسية، والأسمدة الحيوية، مؤكداً أن المشروعات الصغيرة تمثل محركاً رئيسياً لعملية التحول الإقتصادي والاجتماعي، وأن الجامعة تسعى لتأهيل الطلاب عملياً وفنياً لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، مشيداً بالدور الحيوي الذي يقوم به جهاز تنمية المشروعات في دعم الشباب وأفكارهم الريادية.
من جانبه أكد نادر عبد الظاهر رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات بسوهاج أن الجهاز يقدم دعماً مالياً وفنياً متكاملاً للشباب، ويسهم في نشر ثقافة ريادة الأعمال وتهيئة بيئة مناسبة لنمو وتوسع المشروعات الصغيرة، بما يتماشى مع أولويات الدولة وخطة التحول نحو الإقتصاد الأخضر، لافتاً إلى أن المعرض يعكس قدرات الشباب وابتكاراتهم في إنتاج حلول صناعية صديقة للبيئة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتفتح آفاقاً جديدة لسوق العمل والاقتصاد المحلي.