بلومبيرغ: الجهود الأمريكية ضد هجمات الحوثيين تواجه عقبات
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
سلطت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الضوء على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين الذين يهاجمون سفن الشحن المتجهة إلى الاحتلال في البحر الأحمر.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الجهود الأمريكية للتصدي لهجمات الحوثيين على السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم تواجه عقبة كبيرة بسبب الخلافات بين حلفاء واشنطن العرب، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على المسألة، حيث تدعم السعودية والإمارات، وهما من أهم الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب الأهلية طويلة الأمد في اليمن، الفصائل المتنافسة ضد الحوثيين.
وحسب المصادر ذاتها، تعرقل المواقف المتباينة لهذين البلدين الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للردّ بشكل مناسب على الجماعة المدعومة من قبل إيران.
واستهدفت جماعة الحوثيين العديد من ناقلات الوقود وسفن الشحن تضامنًا مع قطاع غزة وللمطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المساعدات، وكثّفوا هجماتهم في الأسبوع الماضي مما أدى إلى اضطراب أسواق الشحن وارتفاع أسعار النفط. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أسقطت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية 15 طائرة بدون طيار أُطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وحسب مسؤول أمريكي، يتواصل البيت الأبيض مع الحوثيين عبر سلطنة عُمان وبعض الوسطاء الآخرين لحثهم على وقف الهجمات، وأكد متحدث باسم الحوثيين هذه الاتصالات، بيد أنه أكّد أن الجماعة ستستمر في تنفيذ الهجمات حتى توقف إسرائيل الحرب في غزة. وتضغط الإمارات من أجل القيام بردّ عسكري وتريد من الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابيةً"، وذلك وفقًا لمسؤول يمني موالي لأبوظبي.
ونقل الموقع عن إليونورا أرديماني، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة الأبحاث الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أن "الإماراتيين يعتقدون أنه يجب تقييد الحوثيين وتقويضهم وإضعافهم".في المقابل، تدعم الرياض نهجا أكثر اعتدالا خوفا من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز الحوثيين ليصبحوا أكثر عدوانية، وذلك وفقا لأحد أعضاء الفريق السعودي الذي يتفاوض مع الحوثيين، وأضاف المصدر ذاته أن "ذلك قد يعرّض الهدنة الهشة للخطر في حرب اليمن ويحبط محاولة السعودية التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع المتمردين".
لقد أثبت الحوثيون خلال عدة مناسبات قدرتهم على تعطيل أو الإضرار بالبنية التحتية الحيوية في السعودية والإمارات. وجاء الهجوم الأكثر تدميرا الذي أعلنوا مسؤوليتهم عنه في سنة 2019، عندما أوقفوا لفترة وجيزة نصف إنتاج النفط السعودية بسبب هجوم بطائرة بدون طيار على منشأة تكرير. ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في أوائل سنة 2022، امتنعوا إلى حد كبير عن إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد جيرانهم الإقليميين.
ويعتقد السعوديون أن ارتباطهم الدبلوماسي مع إيران يمكن أن يردع الحوثيين في نهاية المطاف ويضمن عدم تحول "الصراع" بين إسرائيل وفلسطين إلى حرب إقليمية تود كل من الرياض وواشنطن والأسواق العالمية تجنّبها. وقد التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأسبوع الماضي لمناقشة ضرورة وقف إطلاق النار في غزة. وبالتزامن مع ذلك، كان نائب الأمير فيصل في بكين للتأكيد من جديد على التزام الرياض بالتقارب مع إيران الذي توسطت فيه الصين في آذار/ مارس.
وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الحكوميين السعوديين والإماراتيين لم يستجيبوا لطلبات التعليق. ومن جهتها، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الخلافات بين حليفتيها في الخليج، لكن متحدثًا باسمها قال إن "حل الصراع في اليمن يظل أولوية قصوى".
ويوم الإثنين، تحدّث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع الأمير فيصل حيث "أدان الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر"، وحث "على التعاون بين جميع الشركاء لدعم الأمن البحري"، وذلك حسب بيان لوزارة الخارجية.
وذكر الموقع أن الحوثيين اختطفوا سفينة وحاولوا الاستيلاء على أخرى، بينما أطلقوا الصواريخ على عدة سفن أخرى جنوب البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب. ويقول المسلحون إنهم يستهدفون السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إليها. وفي الأسبوع الماضي، هدد قائد كبير بالبدء في إغراق السفن، وفقاً للموقع
وعلى خلفية ذلك، أعربت شركات الشحن عن قلقها و أدت الهجمات إلى ارتفاع تكاليف التأمين، ودفع شركة النفط والغاز العملاقة بريتيش بتروليوم لإيقاف جميع الشحنات المارة عبر البحر الأحمر. وسارت كل من شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة- وهي أكبر خط شحن في العالم - وشركة ميرسك سيلاند على خطاها. وهذا يعني أن سفنهم سيتعين عليها أن تدور حول جنوب أفريقيا بدلا من المرور عبر قناة السويس. وقد أعلنت الشركة المشغلة لقناة السويس المصرية يوم الأحد أن 55 سفينة غيّرت مسارها منذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر لتسلك المسار الأطول.
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تتهم إيران بتمكين الحوثيين من مهاجمة السفن، وهو ما تنفيه طهران ، وقال سوليفان: "بينما يضغط الحوثيون على الزناد، تسلمهم إيران السلاح. على إيران مسؤولية اتخاذ خطوات بنفسها لوقف هذه الهجمات".
وقد تلقى الحوثيون التمويل والتدريب من طهران على مدى السنوات الثماني الماضية ويعتبرون جزءا من "محور المقاومة" الإيراني ضد الولايات المتحدة وإسرائيل إلى جانب حماس وحزب الله وجماعات أخرى، وفقاً للموقع
ووفقًا لبرنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، فإن أنصار الله - كما يُعرف الحوثيون رسميًا - لا يعتبرون أنفسهم مجرد أتباع للتوجيهات الإيرانية. وقال هيكل إن الجماعة لديها "أيديولوجية مختلفة" ولا تربطها علاقات وثيقة مع إيران مثل حزب الله.
ونقل الموقع عن أرديماني من المعهد الإيطالي أنه "من الخطأ النظر إلى الحوثيين على أنهم "بيادق ودمى" في يد طهران؛ مشيرة إلى أن دوافعهم تذهب إلى ما هو أبعد من الحرب بين إسرائيل وفلسطين – فهم يسعون إلى تعزيز مكانتهم في اليمن وإبراز أنفسهم كقوة إقليمية لا يستهان بها – مما يعقد الجهود المبذولة للتصدي لهم.
وفي ظل إشارة المسؤولين الإسرائيليين إلى أن الحرب قد تستمر لعدة أشهر أخرى، صرح الحوثيون، الذين أطلقوا أيضًا صواريخ كروز وصواريخ باليستية على "إسرائيل" منذ تشرين الأول/ أكتوبر، إنهم مستعدون لرفع مستوى المواجهة. في تغريدة على موقع إكس الأسبوع الماضي، صرح نائب وزير خارجية الحوثيين حسين العزي: "إننا نتطلع إلى الاشتباك مع أي قوة إسرائيلية في البحر".
وصرّح مصطفى نعمان، الدبلوماسي اليمني السابق، بأنه لا يمكن الاستهانة بالحوثيين. وقال خلال حوار استضافه مركز تشاتام هاوس البحثي: "إنهم يحلمون بأن يهاجمهم الأمريكيون أو الإسرائيليون لأن هذا سيحولهم إلى قوة مقاومة حقيقية. وهذه طبيعة خطتهم".
ومساء أمس أعلنت الولايات المتحدة الامريكية إطلاق عمليّة متعددة الجنسيات لما وصفته بـ"حماية التجارة في البحر الأحمر"، في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيّرة التي شنتها الحركة اليمنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة الحوثيين اليمن غزة الإمارات الولايات المتحدة غزة اليمن الإمارات الحوثيين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأسبوع الماضی البحر الأحمر فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
“الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
يمانيون ـ تقرير
مع ثبوتِ هزيمتِها التأريخية في مواجهة اليمن وفشلها الفاضح في ردع جبهة الإسناد اليمنية لغزة، تتخبط الولايات المتحدة الأمريكية بين رغبتها الشديدة بالانتقام من الشعب اليمني للتغطية على تلك الهزيمة وذلك الفشل، بين انعدام الخيارات الفاعلة لتنفيذ هذه الرغبة، فبعد أن أثبتت القوات المسلحة مصداقيتها أمام قطاع الشحن، من خلال وقف العمليات البحرية على السفن غير المملوكة للعدو الصهيوني، وتجاوب العديد من مشغلي السفن مع ذلك، أبدت واشنطن اندفاعًا نحو محاولة تدويل مأزقها من خلال إظهار البحر الأحمر كمنطقة خطر مُستمرّ على الجميع، والدعوة إلى تشكيل تحالفات جديدة تتضمن دولًا إقليمية، في مسعى جديد للتحشيد ضد اليمن خلف قرار التصنيف الجديد، وهذه المرة لأغراضٍ انتقامية وسياسية معلَنة وواضحة لا تستطيع دعايات “حماية الملاحة” المزيفة إخفاءَها.
شركاتُ الشحن تثقُ بمصداقية صنعاء:
منذ أن كشفت وكالات الأنباء الدولية ومنصات الشحن البحري عن تلقي العديد من شركات الشحن رسائلَ من مركز تنسيق العمليات الإنسانية بصنعاء بشأن رفع العقوبات عن السفن غير المملوكة لكيان العدوّ (مع ربط رفع العقوبات عن سفن العدوّ باكتمال تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة) أبدى قطاع الشحن تجاوبًا مع تلك الرسائل ونقلت العديد من التقارير عن مسؤولين في الأمن البحري قولهم إن العديد من أصحاب السفن يعملون على ترتيب العودة إلى البحر الأحمر، وأن التباطؤ يعود إلى سببين: الأول هو الحرص على التأكّـد من صمود وقف إطلاق النار في غزة، والثاني هو الوقت اللازم للتخطيط للعودة لتجنب اضطراب سلاسل التوريد والازدحامات.
وقد أكّـدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية هذا الأسبوع أن العديد من مشغلي السفن [غير المملوكة للعدو بطبيعة الحال] يعتزمون العودةَ إلى البحر الأحمر بمُجَـرّد اكتمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي يفترَض أن تضمن انتهاءَ الحرب واكتمال تبادل الأسرى، وهو ما يعني إلى أن القسمَ الأول من مخاوف شركات الشحن يعودُ إلى عدم الثقة بالتزام العدوّ بالاتّفاق.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن القسم الثاني من مخاوف مشغلي السفن يتعلق بتعقيد الترتيبات اللازمة لعودة الإبحار عبر البحر الأحمر من ناحية الازدحام والاضطراب المفاجئ لأسعار الشحن، وهو ما يعني أن المسألةَ مسألة وقت إذَا صمد اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لمديرِينَ تنفيذيين نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية.
أمريكا تسعى لتشكيل تحالف “انتقامي” جديد ضد اليمن:
لكن الولايات المتحدة تحاول رسمَ واقع مختلف من خلال مواصلة حملة التضليل التي فشلت على مدى عام كامل في إقناع العالم بأن البحر الأحمر أصبح منطقة خطرة على التجارة الدولية وأن جميع السفن مستهدفة بلا استثناء، في محاولة لضرب مصداقية صنعاء التي أكّـدت الوقائع من التقارير أن شركات الشحن تثق فيها بشكل رئيسي، وقد ذكرت العديد من التقارير الغربية والبريطانية مؤخّرًا أن أصحاب السفن لا يعولون على التحَرّكات الأمريكية بل “ينتظرون إشارة” من صنعاء؛ مِن أجلِ العودة إلى البحر الأحمر، وقد جاءت تلك الإشارة بوضوح.
هذه المساعي الأمريكية التضليلية تأتي في محاولة لإبقاء المجال مفتوحًا أمام التحشيد الإقليمي والدولي ضد صنعاء، خُصُوصًا بعد قرار التصنيف الأخير لحركة “أنصار الله” والذي تعول واشنطن على استخدامه كغطاء ووسيلة لترغيب أَو ترهيب بعضِ الأنظمة المعادية لليمن؛ مِن أجلِ التصعيد ضد الشعب اليمني.
لكن دعاية “حماية حرية الملاحة” التي فشلت الولايات المتحدة في ترويجها خلال أكثر من عام، أثناء الهجمات اليمنية، تبدو اليوم أقلَّ قابليةً للترويج مما كانت، بل تطغى عليها الرغبةُ الانتقامية المعلَنة بوضوح من جانب الولايات المتحدة، والتي عبَّر عنها نص قرار التصنيف الذي أشَارَت مبرّراته بشكل صريح إلى أنه يأتي كمحاولة للانتقام من هزيمة البحرية الأمريكية وتحييد التهديد الذي أصبح يشكِّلُه اليمنُ على كيان العدوّ ومصالح الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة، وهو ما برهن -من غير قصد- على مصداقية الموقف المعلن لصنعاء بشأن اقتصار تهديد عمليات الإسناد البحرية وغيرها على كيان العدوّ والأطراف المعتدية على اليمن.
هذا أَيْـضًا ما أكّـده “معهد واشنطن لسياسَة الشرق الأدنى” المرتبط بالاستخبارات الأمريكية في تقرير جديد زعم فيه أن البحر الأحمر لا يزال منطقة خطرة، ولكنه في محاولته لتفسير ذلك الخطر قال إنه “حتى لو أَدَّى وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات في البحر الأحمر، فلن يغير ذلك من طبيعة الحوثيين أَو عدائهم تجاه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و”إسرائيل”، وعلى الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية العديدة ضد اليمن، فَــإنَّهم لا يزالون يمتلكون ترسانة متطورة تشمل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى” وهو ما يعني أن الخطر الذي تحاول الولايات المتحدة الترويج لوجوده في البحر الأحمر مقتصر على الثلاثي الذي يمتلك توجّـهات عدائية أصلًا ضد اليمن، وليس خطرًا “دوليًّا”.
وفيما اقترح المعهد على الولايات المتحدة “وشركائها” تنسيقًا للحفاظ على وجود عسكري في البحر الأحمر وإنشاء “تحالفات جديدة تضم دول البحر الأحمر مثل مصر وإريتريا والمملكة العربية السعوديّة والسودان” فَــإنَّ عنوان “الحفاظ على أمن الممر البحري” الذي حاول وضعه لهذه الخطوات، لا يستقيم أبدًا مع المخاوف الخَاصَّة التي ذكرها؛ باعتبَارها “تهديدات” فمصر والسعوديّة والسودان وإرتيريا لا مصلحة لها في الانخراط ضمن تحالف هدفه الأَسَاسي -كما ذكر المعهد- هو تحييد التهديد الذي تشكله القوات المسلحة اليمنية على كيان العدوّ والهيمنة الأمريكية والبريطانية على البحر الأحمر وباب المندب، وليس من المنطقي أن تعتبر هذه الدول أن تصاعد القدرات العسكرية اليمنية وبقاءها تهديدٌ يقتضي أن تتحَرّك للتخلص منه.
ووفقًا لذلك، يتبين بشكل واضح أن محاولة التحشيد الإقليمي التي تمارسها الولايات المتحدة في المنطقة ضد صنعاء تأتي؛ بهَدفِ الانتقام من الهزيمة التأريخية التي منيت بها البحرية الأمريكية والبريطانية في تحييد الخطر اليمني الاستراتيجي على كيان العدوّ الصهيوني، وأن عناوين “حماية الملاحة” أَو “خطر اليمن على شركاء أمريكا” ليست سوى محاولات بائسة ومكشوفة لاستمالة بعض الأطراف التي تمتلك أصلًا توجّـها عدائيًّا مسبقًا ضد اليمن، أَو ابتزاز الأطراف الأُخرى التي لا تملك مثل هذا التوجّـه.
والحقيقة أن بروز التوجّـه الانتقامي والمخاوف الخَاصَّة لدى الولايات المتحدة بهذا الشكل، يمثل دليلًا مسبقًا على حتمية فشل مساعي التحشيد العدواني ضد اليمن، سواء على مستوى حجم التحشيد أَو على مستوى نتائجه، وهذا ما يؤكّـده أَيْـضًا واقعُ الفشل السابق والذريع لواشنطن في تحشيد حلفائها ضمن عملية ما سمى بـ “حارس الازدهار” قبل عام، حَيثُ انتهى الأمر بذلك التحالف مقتصرًا على الولايات المتحدة وبريطانيا، حتى إن الاتّحاد الأُورُوبي لجأ إلى تشكيل عملية مستقلة حرص على توصيفها بـ”الدفاعية” لتجنب التورط في المعركة الأمريكية والبريطانية العدوانية، ولن يكون الواقع مختلفًا اليوم مع حديث الولايات المتحدة بصراحة عن رغبتها في الانتقام لهزيمتها المخزية أمام اليمن، وهي رغبةٌ تُسقِطُ دعاية “حماية الملاحة” التي ثبت فشلها مسبقًا.
المصدر: المسيرة