وقعت دائرة الطاقة في أبوظبي مذكرة تفاهم مع شركة الكهرباء الصينية، بشأن تعزيز التحول في مجال الطاقة وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، من خلال تطوير نظام كهرباء يتميز بالقوة والكفاءة العالية باستخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة لتحقيق التنمية المستدامة.

وقع مذكرة التفاهم معالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، والسيد شين باوان رئيس منظمة التعاون الدولي لتطوير شبكة الطاقة العالمية، رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الصينية.

وبهذه المناسبة، أكد معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي أن مذكرة التفاهم تأتي في إطار حرص الدائرة على تعزيز الشراكات وتبادل التجارب والخبرات العالمية في قطاع الطاقة، مضيفاً معاليه أن هذا التعاون سيساهم في تحسين الكفاءة والإنتاجية والتشغيل ونقل المعرفة والتقنية.

وقال معاليه: “نحن أمام محطة جديدة في مسيرة تحولنا إلى الطاقة النظيفة من خلال تطبيق سياسات فاعلة من شأنها إضافة تحديثات جديدة على شبكة الكهرباء وتطويرها للارتقاء بكفاءتها التشغيلية وتنفيذ المزيد من الشبكات الذكية التي توظف أدوات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب بناء القدرات المحلية على تشغيل هذه الشبكات وصيانتها”.

وأضاف : سنواصل في دائرة الطاقة دعم جهود العمل المناخي وتعزيز خفض الانبعاثات الكربونية من منظومة قطاع الطاقة والاستفادة من التقنيات المتقدمة وفق أفضل الممارسات العالمية.

من جانبه رحب شين باوان بتوقيع مذكرة التفاهم مع دائرة الطاقة وأكد أهميتها في تعزيز آفاق التعاون والتكامل في مجال الطاقة النظيفة والربط البيني لشبكة الطاقة الاقليمية، فضلاً عن توظيف الرقمنة في خلق شبكات أكثر كفاءة وذكاءً.

وأضاف باوان: نحن على يقين تام بأن مذكرة التفاهم ستساهم في دفع عجلة التحول العالمي في مجال الطاقة، وأن انعكاساتها على آفاق التعاون الصيني الإماراتي بشكل عام سيكون كبيراً وملموساً خلال الفترة القادمة”. وتتضمن مذكرة التفاهم إجراء دراسة جدوى حول تقنية إزالة الكربون والارتقاء بمنظومة الطاقة في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودراسة أخرى تشمل مجالات تحسين إدارة جانب الطلب ومرونة الشبكة، إلى جانب الطاقة النظيفة والتخزين على نطاق واسع مع تكاملها مع الشبكة، وتكنولوجيا تشكيل الشبكة، إضافة إلى تعزيز ربط شبكات الطاقة بين إمارات الدولة أو الدول الأخرى الموقعة مع هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي (GCCIA).

وتشمل مذكرة التفاهم تطوير شبكة الكهرباء المحلية لتحسين كفاءة الشبكة بشكل عام وما يترتب عليها من منافع اجتماعية في دولة الإمارات، بما في ذلك تطوير مشروع الكابلات والخطوط المعزولة بالغاز تحت الأرض، وتشجيع تنفيذ الشبكات الذكية، بما في ذلك اعتماد البنية التحتية المتقدمة للعدادات، وأنظمة التوزيع الآلي، وتطوير مراكز الإرسال، والمحطات الفرعية الذكية ومركز دعم الصيانة الذكية، ودمج الإنترنت في المركبات الكهربائية والشبكة الصغيرة.

وتتضمن المذكرة تنفيذ برامج تدريبية لتأهيل وبناء القدرات في تشغيل شبكة الكهرباء، ووضع سياسات واستراتيجيات لتقليل الفاقد في الكهرباء من الشبكات والبنية التحتية، واعتماد تقنيات جديدة فعالة، ودعم الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

يُشار إلى أن شركة الكهرباء الصينية تعد جزءً لا يتجزأ من جهود تحوّل الطاقة النظيفة في الصين ، وتتمتع بسجل حافل من الانجازات في مجال الطاقة المتجددة، ومن شأن العمل مع شركة مرافق رائدة عالمياً، أن يعزز الجهود المستمرة لكلا الطرفين لتأمين مكاسب حيوية في الابتكار والكفاءة في مجال الطاقة.

وترتبط دولة الامارات وجمهورية الصين بعلاقات قوية وشراكات استراتيجية ممتدة على مستوى مختلف القطاعات ومن أبرزها قطاع الطاقة، حيث أرسى البلدان منذ فترة طويلة أسساً ثابتة وراسخة للتعاون الثنائي الوثيق في هذا القطاع، وتوقيع مذكرة التفاهم ما هو إلا خطوة جديدة على طريق خلق نموذج أكثر شمولية وتنوعاً يقوم على الابتكار والحد من الانبعاثات الكربونية بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دائرة الطاقة فی أبوظبی الطاقة النظیفة فی مجال الطاقة مذکرة التفاهم

إقرأ أيضاً:

كيف تسعى أبوظبي لتُصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN-- ثمة دلالات واضحة لسعي دولة الإمارات إلى الاستثمار باستراتيجيات الذكاء الاصطناعي والتفوق التكنولوجي، حيث أعلنت شركة "مايكروسوفت" في أبريل/نيسان، عن استثمارٍ بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة "G42" وهي مجموعة معنية بالذكاء الاصطناعي ومقرها العاصمة الإماراتية، أبوظبي.

وأعطت الصفقة الضوء الأخضر لدخول شركة "G42" بقوة إلى مضمار المنافسة في الولايات المتحدة، إذ رأى محللون أنّ الدافع وراء ذلك كان رغبة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في الحد من نفوذ بكين بالمنطقة، والحفاظ على تقدمها على الصين في سباق الذكاء الاصطناعي.

وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي، عمر العلماء، قال لـ CNN في مقابلة أُجريت مؤخرًا: "أعتقد أنّ الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة متفقتان على كيفية دفع هذه التقنيات إلى الأمام".

واضاف :" أعتقد أنّنا سنرى المزيد من التوافق هنا في هذا المجال".

وزير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، عمر العلماء، خلال اجتماع سنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا بعام 2022.Credit: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images

وتتكونّ  "G42"، القابضة، من 7 شركات تعمل في محال البيانات، وقطاع الطاقة، والرعاية الصحية، والمراقبة، والتكنولوجيا الحيوية، والمساهم الأكبر فيها هو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يشغل أيضًا منصب مستشار الأمن في دولة الإمارات.

ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 96 مليار دولار في اقتصاد دولة الإمارات بحلول عام 2030، أي ما يعادل حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لتقرير صادر عن شركة " بي دبليو سي الشرق الأوسط" (PwC Middle East).

وقال العلماء: "نريد ضمان أنّنا في طليعة التكنولوجيا، ولهذا السبب نعمل مع شركاء يتواجدون في الطليعة، ونلعب بحسب القواعد التي يضعها قادة السوق".

ويسعى العلماء لجعل دولة الإمارات رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، حيث تم وضع استراتيجية وطنية لتحقيق ذلك تشمل أهدافها توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات التي تمثل أولوية، مثل الطاقة، والخدمات اللوجستية، وتطوير النظام البيئي، وجذب المواهب. 

 كما تسعى دولة الإمارات إلى تدريب المسؤولين الحكوميين على الذكاء الاصطناعي،وعليه وضعت إمارة  دبي هدفا يقضي إلى تعليم مليون مواطن الهندسة الحديثه (السريعة الفعالة)، وتوجيه نماذج الذكاء الاصطناعي لإنتاج مخرجات عالية الجودة.

وأشار العلماء إلى أن عدد العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، أو الصناعات ذات الصلة بلغ في سبتمبر/أيلول،  120 ألف مواطن، مقارنةً بـ 30 ألف شخص فقط قبل عامين.

اختيار جانب واحد

وكانت لجنة تابعة للكونجرس الأمريكي قد دعت وزارة التجارة في يناير/كانون الثاني إلى التحقيق في روابط "G42"بالشركات العسكرية وأجهزة المخابرات الصينية، وهو ما نفته الشركة.

وأبدى بعض السياسيين الأمريكيين قلقهم بشأن عدم اطلاعهم على تفاصيل كافية حول الصفقة بين "G42" و"مايكروسوفت"، وتخوفهم من احتمال أنّ تكون التكنولوجيا الأمريكية عرضةً للتجسس الصيني في دولة الإمارات.

وعليه رد العلماء قائلًا: "لا أعتقد أنّ هناك أي خطر، خاصةً مع وجود الكثير من التكنولوجيا الأمريكية المتطورة الموجودة في دولة الإمارات".

هذا وقد اشترطت "مايكروسوفت" على "G42" للمضي في استثمارها قطع علاقاتها مع موردي الأجهزة الصينيين، بما في ذلك شركة "هواوي" واستبدالها بشركات أمريكية.

الأمر الذي أكّده العلماء ايضاً بالقول إن الولايات المتحدة واضحة في ضرورة اختيار احد الجانبين كشرط لأي شراكات تتعلق بالتكنولوجية.

ونفذت إدارة بايدن، التي ترى أنّ الحفاظ على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية لنجاحها الاقتصادي المستقبلي وأمنها القومي، سلسلة من التدابير، بما في ذلك وضع ضوابط تصدير على الذكاء الاصطناعي، وتقنيات أشباه الموصلات لإبطاء تقدم الصين في الصناعة.

كما قيدت واشنطن بيع الشرائح الأمريكية المتطورة لضمان عدم استخدام الصين دول الشرق الأوسط كبابٍ خلفي للوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب ما ذكرته "رويترز".

وكانت قد أفادت "Nvidia"، وهي ثالث أكبر شركة في العالم بعد "مايكروسوفت" و"أبل"، في ملفٍ صدر في أغسطس/آب من عام 2023، أنّ الحكومة الأمريكية أبلغت شركة تصنيع الشرائح أنّ بعض منتجاتها ستواجه متطلبات ترخيص إضافية "لعملاء معينين ومناطق أخرى، بما في ذلك بعض البلدان في الشرق الأوسط".

"قوة تكنولوجية رائدة" أُطلق على الأداة اسم "جيس" تيمنًا باسم أكبر جبل في دولة الإمارات.Credit: Gifty Sahany/CNN

في أواخر عام 2023، كشف معهد الابتكار التكنولوجي المدعوم من حكومة أبوظبي عن نموذج لغوي كبير (LLM)، يتمثل بالتكنولوجيا التي تقف وراء روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي، يُدعى"Falcon10B"والذي تفوق على قدرات "غوغل" و"ميتا" في بعض المقاييس.

وقال جيمس لويس، الذي يَدرس التكنولوجيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث مقره العاصمة واشنطن لـCNN: "اتخذت الإمارات موقفًا في سباق الذكاء الاصطناعي مع فالكون".

وكان التعاون بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي وشركة "Cerebrass Systems and Inception" ومقرها وادي السيليكون (وهي شركة تابعة لـG42) في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، قد ادى إلى إنتاج "جيس"، وهو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي تم تدريبه على اللغتين العربية والإنجليزية.

وعلى عكس "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، و"Gemini" من "غوغل"، فإن نموذجي "فالكون" وجيس" يتمتعان بمصدر مفتوح، ما يعني أنّ الشفرة الخاصة بهما متاحة للاستخدام والتغيير من قبل الأشخاص.

ومن خلال إتاحة التكنولوجيا، تضع أبوظبي نفسها كحليفة للدول النامية التي لا تملك الموارد اللازمة لبناء أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

في هذا السياق، قال العلماء: "نحن نعلم أنّه ليس بامكان كل الدول تطوير هذه الأنظمة أو هذه الأدوات.. لذلك، نريد التأكد من قدرتنا على تطويرها".

مقالات مشابهة

  • مدبولي يشهد توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية لتوسيع عمليات شركة نوكيا في مصر
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع عمليات «نوكيا» في مصر
  • «التعليم العالي» توقع مذكرة تفاهم في تكنولوجيا الميكاترونكس
  • «النقل» توقع مذكرة تفاهم مع إيطاليا لدعم المشروعات الصديقة للبيئة
  • توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة العربي و«هيلر» الألمانية بحضور رئيس الوزراء
  • «مدبولي» يشهد توقيع مذكرة تفاهم لمجموعة العربي لتصنيع منتجات «هيلر» الألمانية
  • «الأوراق المالية» توقع مذكرة تفاهم مع «مالية طاجيكستان»
  • التعاون في مجال الطاقة النظيفة.. التزام أوروبي بالاستثمار في الهيدروجين الأخضر بمصر
  • كيف تسعى أبوظبي لتُصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
  • “الأوراق المالية” توقع مذكرة تفاهم مع وكالة الأوراق المالية الطاجيكستانية