العدو الاسرائيلي يقتل الأطفال في أسرة المستشفيات
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
غزة.وكالت": استهدف قصف إسرائيلي جديد قطاع غزة اليوم رغم الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجومها على القطاع المحاصر والتنديد الدولي المتزايد بالخسائر الفادحة في صفوف المدنيين .
واستشهد اليوم 20 فلسطينيا في قصف لمدينة رفح، بحسب حركة حماس، من بينهم أربعة أطفال والصحافي عادل زعرب.
في هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين الذين فروا من القتال في الشمال، كان ناجون يبحثون بين أنقاض مبنى منهار في الصباح وينتشلون جثثا.
وعبر متحدثان باسم وكالتين تابعتين للأمم المتحدة اليوم عن غضبهم وعدم تصديقهم للوضع في مستشفيات غزة، حيث لا توجد الإمدادات الأساسية اللازمة لعلاج الجرحى ويُقتل الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر جراء الصراع المستمر.
ولم تعد معظم مستشفيات غزة تعمل بسبب الأضرار الناجمة عن الهجمات والغارات الإسرائيلية ونقص الوقود والعاملين. وتتعرض المستشفيات التي لا تزال مفتوحة لضغوط متصاعدة بسبب القصف والأعداد المتزايدة من المرضى والجرحى الذين يصلون.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) "أنا غاضب لأن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون في تلك المستشفيات".وأضاف أن مستشفى ناصر، أكبر مستشفى لا يزال يعمل بالقطاع الذي أمضى فيه بعض الوقت في وقت سابق من الشهر، تعرض للقصف مرتين خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وتابع قائلا إن من بين الضحايا فتاة تعرضت لبتر للأطراف تبلغ من العمر 13 عاما وتدعى دينا، كانت قد نجت من غارة جوية على منزلها أدت إلى مقتل عائلتها.
وأضاف "أين يذهب الأطفال والأسر؟ إنهم ليسوا آمنين في المستشفيات، وليسوا آمنين في الملاجئ، وهم بالتأكيد ليسوا آمنين في ما يسمى بالمناطق الآمنة".
ووصفت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الوضع في مستشفيات غزة بأنه "يخالف الضمير".
وقالت "الأساسيات لا تتوافر لديهم. ووصف أحد زملائي أشخاصا مستلقين على الأرض وهم يعانون من آلام مبرحة ويتعذبون، لكنهم لم يطلبوا مسكنات للألم، بل كانوا يطلبون الماء".وتابعت "من غير المعقول أن العالم يسمح باستمرار هذا".
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش اليوم إن الصراع في غزة يمثل "فشلا أخلاقيا" للمجتمع الدولي، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف القتال.
وأضافت سبولياريتش للصحفيين في جنيف بعد زيارات إلى غزة وإسرائيل "لقد تحدثت عن الفشل الأخلاقي لأن كل يوم يستمر فيه هذا الأمر هو يوم آخر لم يثبت فيه المجتمع الدولي قدرته على إنهاء هذه المستويات المرتفعة من المعاناة، وسيكون لذلك تأثير على الأجيال ليس فقط في غزة".
وقال جهاد زعرب "ليس هناك مكان آمن. نحن نازحون من مدينة غزة. جئنا إلى هنا، دمرت منازلنا. هناك قصف في كل غزة".
من جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اليوم " يضطر الفلسطينيون للجوء إلى مناطق تزداد صغرا فيما تقترب العمليات العسكرية شيئا فشيئا" منهم.وأضاف "إنهم محاصرون في جحيم. لم يعد هناك مكان يذهبون إليه في غزة".
وفي القطاع الذي تخضعه إسرائيل لحصار كامل منذ التاسع من أكتوبر، نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من السكان، بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة.واضطر كثير من السكان للفرار مرات عدة وأقاموا في مخيمات محرومين من الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير الإثنين إلى أنّ "الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين أسلوبا للحرب في قطاع غزة المحتل، ما يشكّل جريمة حرب".
ميدانيا، زعم الجيش الإسرائيلي إنه عثر على عبوة ناسفة في عيادة طبية في الشجاعية في مدينة غزة قرب مدرسة ودمرّ أنفاقا لحماس وقتل ناشطين في الحركة خلال العمليات الأخيرة في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، فجر الجيش الإسرائيلي فجر اليوم منزل فلسطيني .ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب معلنة إطلاق حماس صواريخ من غزة سقطت في وسط الأراضي المحتلة.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة "نستغرب الصمت الدولي وهو يرى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة في ظل عدم توافر خدمات صحية نتيجة تدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة ما يعني إصرار الاحتلال على الإبادة الجماعية".
بدوره، أعلن فضل نعيم مدير المستشفى الاهلي وهو من آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل في شمال قطاع غزة، توقف المستشفى عن العمل اليوم بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي.
وحاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى واعتقل عددا من الأطباء والممرضين والجرحى، بحسب ما أعلن مدير المستشفى لوكالة فرانس برس.وبحسب نعيم "استشهد 4 مواطنين متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها أمس.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" وليام بيرنز أجرى في وارسو محادثات مع مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس وزراء قطر تهدف إلى إجراء مفاوضات جديدة لإطلاق سراح رهائن.وأعربت حماس مرة أخرى عن استعدادها لصفقة تبادل أسرى لكن "بعد وقف لإطلاق النار".
وما زال مجلس الأمن الدولي يبحث عن سبل تمكنه من تحقيق توافق قبل تصويت متوقع على مشروع قرار جديد تهدف النسخة الأخيرة منه إلى وقف إطلاق النار في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وأرجئ التصويت الذي كان مقررا الاثنين رسميًا حتى الثلاثاء للسماح بمواصلة المفاوضات وتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد عشرة أيام من فيتو أميركي.
وفيما دعت النسخة الأولى من القرار إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون عوائق"، فإن المسوّدة الجديدة تدعو إلى "تعليق عاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول إنساني آمن ومن دون عوائق، وإلى تدابير عاجلة من أجل وقف دائم للأعمال القتالية".
وبينما تعارض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة فكرة "وقف إطلاق النار"، فإن تعريف توقف محتمل للحرب، مثل "توقف" أو "هدنة" أو "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"... هو في صلب انقسامات المجلس منذ أكثر من شهرين.
ويطالب مشروع النص الجديد أيضا أطراف النزاع بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها في كل أنحاء قطاع غزة "برا وبحرا وجوا"، ويدعو الأمين العام إلى إنشاء نظام لمراقبة المساعدات الإنسانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الجیش الإسرائیلی إطلاق النار قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هايتي.. عنف العصابات يقتل 150 شخصاً في أسبوع
قالت الأمم المتحدة الأربعاء إن تصاعد العنف في بور أو برنس منذ الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل 150 شخصاً على الأقل، ما يرفع عدد القتلى في هايتي هذا العام إلى أكثر من 4500 شخص.
وحذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان من أن "التصعيد الأخير في أعمال العنف في عاصمة هايتي ينذر بما هو أسوأ".
وأضاف "يجب وقف عنف العصابات على الفور. ولا ينبغي السماح لهايتي بالانزلاق إلى مزيد من الفوضى".
تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير في بور أو برنس منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، مع سعي تحالف من العصابات إلى بسط سيطرته على العاصمة الهايتية.
وتسيطر عصابات مسلحة على نحو 80% من المدينة، وتستهدف المدنيين بشكل منتظم رغم نشر قوة دولية بقيادة كينيا لمساعدة الشرطة الضعيفة على استعادة النظام.
وقال تورك في بيانه "قتل ما لا يقل عن 150 شخصاً وأصيب 92 آخرون وأجبر نحو 20 ألف شخص على الفرار من منازلهم خلال الأسبوع الماضي".
وأضاف أن "سكان بور أو برنس الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين نسمة، أصبحوا في الواقع رهائن في ظل سيطرة العصابات على جميع الطرق الرئيسية في العاصمة وتلك المؤدية إليها".
شهدت العاصمة الهايتية تجدد القتال في الأسبوع الماضي مع عصابات "فيف أنسانم"، وهو تحالف إجرامي ساعد في فبراير (شباط) على إطاحة رئيس الوزراء السابق أرييل هنري.
وأوضح فولكر تورك أن ما لا يقل عن 55% من الوفيات ناجمة عن هجمات متزامنة ومنسقة على ما يبدو في العاصمة ونتجت عن تبادل إطلاق النار بين أفراد العصابات والشرطة.
كما سلط الضوء على تقارير تتحدث عن ارتفاع حوادث الإعدام خارج نطاق القانون.
وقالت السلطات الثلاثاء إن الشرطة وجماعات مدنية تشكلت للدفاع عن النفس قتلت 28 من أفراد العصابات في بور أو برنس خلال عملية ليلية، فيما تسعى الحكومة إلى استعادة بعض السيطرة.
العام الماضي، وفي فصل مروع من أعمال الانتقام، تم رجم عشرة من أفراد العصابات بالحجارة وحرقهم أحياء على أيدي سكان في بور أو برنس.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أعمال العنف الأخيرة رفعت "حصيلة الضحايا المؤكدة بسبب عنف العصابات حتى الآن هذا العام إلى 4544 قتيلاً و2060 جريحاً".
وأكدت أن الحصيلة الحقيقية "من المرجح أن تكون أعلى".
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن هناك زهاء 700 ألف نازح داخلياً، نصفهم من الأطفال.
وحذّر تورك من أن "عنف العصابات اللامتناهي وانعدام الأمن على نطاق واسع يؤديان إلى تعميق الأزمة الإنسانية المروعة في البلاد، بما في ذلك آثار النقص الحاد في الغذاء والمياه وانتشار الأمراض المعدية".
وقال إن ذلك يحدث "فيما أصبح النظام الصحي على وشك الانهيار"، مضيفاً أن "التهديدات والهجمات على العاملين في المجال الإنساني مثيرة للقلق العميق".
وأضاف مشدداً أن "عنف العصابات لا ينبغي أن يسود على مؤسسات الدولة"، مطالباً "باتخاذ خطوات ملموسة... لحماية السكان واستعادة سيادة القانون".