تقرير يكشف: لبنان قد يواجه عواقب وخيمة بسبب حرب غزة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم، تقريرا بعنوان "حرب غزة: نتائج أولية حول الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي على لبنان"، والذي يقدم تحليلا أوليا للآثار والعواقب المحتملة لحرب غزة المستمرة على الاقتصاد اللبناني والقطاعات الاقتصادية الرئيسية والبيئة، مع التركيز على المناطق الحدودية في جنوب لبنان.
ويأتي هذا التقرير بحسب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور عبد الله الدردري، متابعة لتقييمات سابقة أظهرت الآثار الاجتماعية والاقتصادية الجسيمة لحرب غزة على بلدان منطقة الدول العربية". وقال: "نحن بحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لبناء القدرة الاجتماعية والاقتصادية على الصمود في لبنان والبلدان الأخرى المتضررة من الصراع في غزة وأرض فلسطين المحتلة. وفي لبنان، يجب أن تكون الاستجابة الإنمائية للأزمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بتنفيذ الإصلاحات الضرورية لإعادة نهوض الاقتصاد من جديد".
ولفت بيان لمركز الامم المتحدة للاعلام الى أن "القطاعات الاقتصادية الرئيسية، السياحة والخدمات والزراعة، تضررت أكثر من غيرها، وهي التي توفر فرص العمل والدخل لنسبة كبيرة من سكان لبنان، كما أن احتمال انكماش الاقتصاد بات مرتفعا".
أما "على الصعيد الوطني، شهد قطاعا السياحة والخدمات، اللذان يساهمان بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل، تراجعا ملحوظا منذ بداية الصراع، كما يتضح من تضاؤل أعداد المسافرين والطلب على خدمات الضيافة مثل الفنادق والمطاعم".
وذكر أن "الهيئة العامة للطيران المدني اللبناني سجلت عدد الرحلات المغادرة أكبر من الرحلات القادمة الى لبنان خلال تشرين الأول 2023، وانخفاضا بنسبة 15% في تدفق الركاب مقارنة بتشرين الأول 2022. وفي الفترة ذاتها، انخفضت معدلات إشغال الفنادق في لبنان إلى أقل من 10% بسبب المغادرة المبكرة للزوار وإلغاء الرحلات".
وبالمقارنة مع الأسبوع الأول من تشرين الأول 2023، شهد نشاط المطاعم على مستوى البلاد انخفاضا يصل إلى 80% في الأعمال خلال أيام الأسبوع، وانخفاضا بنسبة 30- 50 في المئة في عطلات نهاية الأسبوع بعد بدء الصراع.
وكشف أن "هناك خطرا إضافيا يتمثل في توقف التدفقات المالية والتحويلات المالية، مما يضاعف التحديات في بيئة مصرفية معطلة أساسا".
الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين، قالت بدورها: "نشهد كل يوم الآثار العميقة للصراع على حياة وسبل عيش سكان جنوب لبنان وخارجه".
كما ذكر البيان أنه "تم الإبلاغ عن خسائر كبيرة في قطاع الزراعة في المنطقة المتضررة من الصراع وهو مصدر رزق أساسي في المناطق الحدودية جنوب لبنان– مع تلف الأراضي، وتلوث كيميائي، وتلوث من بقايا المتفجرات مما أدى إلى فقدان خصوبة التربة".
وأوضح أن "القصف بقذائف الفوسفور أدى إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، مما يشكل تهديدا للماشية وصحة الإنسان. وقد عانت المحاصيل الرئيسية مثل الزيتون والخروب والحبوب والمحاصيل الشتوية بشكل كبير، حيث أفادت التقارير عن احتراق 47000 شجرة زيتون".
كذلك تسبب الصراع في خسائر كبيرة في الماشية والدواجن وتربية الأحياء المائية، كما أدى العنف إلى تقييد وصول الصيادين المحليين إلى مناطق الصيد".
وأوضح البيان أن "التقرير يقدم تقييما أوليا للتأثيرات البيئية، ويسلط الضوء على العواقب السلبية على المناطق المحمية والغابات والمراعي والمسطحات المائية ونوعية الهواء والأراضي. وهناك مؤشرات أولية على أن استخدام الفوسفور الأبيض قد تسبب في أضرار بيئية واسعة النطاق، مما يؤثرعلى النظم البيئية الطبيعية، ونوعية المياه، ويشكل خطرا مستمرا على صحة الإنسان وسلامته. وهناك حاجة إلى المزيد من البحث لتقييم التأثير الكامل".
وأشار الى أنه "على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تعرضت 91 قرية في النبطية وجنوب لبنان لـ 1,768 هجوما، مما تسبب في وقوع إصابات ونزوح داخلي لـ64000 شخص، وإلحاق أضرار جسيمة بالمساكن والشركات".
وأوضح البيان أن "التقييم يستند إلى مراجعة مكتبية للبيانات المتاحة، تكملها مقابلات غير رسمية مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، والبيانات الأولية التي جمعها فريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تقرير.. «البنتاجون» يواجه تحديات جديدة مع اقتراب عودة ترامب إلى السلطة
أدت الإطاحة المفاجئة بنظام بشار الأسد إلى إلقاء المهمة العسكرية الأمريكية طويلة الأمد في سوريا في حالة من عدم اليقين، حسب تقرير لـ «واشنطن بوست» اليوم الإثنين 23 ديسمبر 2024.
أشارت «واشنطن بوست» إلى أن البنتاجون يواجه تحديات جديدة مع اقتراب عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، وسط شكوك حول مستقبل القوات الأمريكية البالغ عددها حوالي 2000 جندي في شرق سوريا، وهي منطقة تستخدمها واشنطن منذ أكثر من عقد لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومراقبة أنشطة إيران.
القوات الأمريكية في سوريا تحولات جذرية في الشرق الأوسطتشكل هذه التحديات الجديدة جزءًا من التغيرات الدراماتيكية التي حدثت في المنطقة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى حروب مدمرة في غزة ولبنان، وتصاعد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، مما أضعف وكلاء إيران الأقوياء.
ترامب ومهمة سورياخلال فترته الرئاسية الأولى، هدد ترامب مرارًا بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ويبدو أنه يسعى الآن إلى النأي بالولايات المتحدة عن الاضطرابات الحالية هناك، ومع ذلك، لم يعلن ترامب عن خططه للمهمة العسكرية في سوريا، لكنه أشار إلى أن أولويته ستكون احتواء داعش، الذي أعاد تنظيم صفوفه في الصحراء الجنوبية لسوريا.
دونالد ترامب تحدي مواجهة داعشقال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا خلال ولاية ترامب الأولى، إن ما يسمى بتنظيم “هيئة تحرير الشام” الذي أطاح بالأسد قد أثبت نجاحًا في مواجهة داعش في الماضي. مضيفا: “سيكون من الصعب الإجابة على سؤال ترامب: لماذا يجب أن نبقي قواتنا لمواجهة داعش إذا كان قتالنا يقتصر بشكل رئيسي على قصفهم في الصحراء؟”
جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا خيارات الإدارة الجديدةصرح النائب مايكل والتز (جمهوري من فلوريدا)، الذي اختاره ترامب كمستشار للأمن القومي، أن الرئيس المنتخب سيعطي الأولوية لتجنب التورط في حروب الشرق الأوسط، لكنه وصف منع عودة داعش بأنه “الأولوية الأولى”.
الاضطرابات الإقليمية ومستقبل التحالفاتالإطاحة بنظام الأسد تسببت في إعادة تقييم دول مثل إيران وروسيا لوجودها العسكري في سوريا، ومع انهيار الروابط بين طهران ودمشق، تحولت موسكو إلى تعزيز وجودها العسكري في المناطق الساحلية.
بشار الأسد التوترات الكردية والتركيةتؤثر الترتيبات المستقبلية بين السلطات الكردية في شمال شرق سوريا والحكومة الجديدة بقيادة ما يسمى بـ “هيئة تحرير الشام” بشكل كبير على المهمة الأمريكية، حيث يواجه “قوات سوريا الديمقراطية” (SDF)، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة ضد داعش، ضغوطًا من الميليشيات المدعومة من تركيا، مما يهدد بتفاقم التوترات مع أنقرة.
مخاوف بشأن السجون ومعسكرات داعشمن بين القضايا الرئيسية التي تواجه المسؤولين الأمريكيين السجون والمعسكرات التي تضم مقاتلي داعش وأسرهم، ومع تزايد الهجمات في المنطقة، أشار الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل إلى أن التخلي عن القوات الكردية قد يسمح لداعش بإعادة تنظيم نفسه.
الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل العراق ودوره المحوريبينما يساعد الوجود الأمريكي في العراق في مكافحة داعش وموازنة النفوذ الإيراني، فإن بقاء القوات الأمريكية هناك مسألة حساسة، حيث تُجرى محادثات مع حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حول اتفاقية جديدة قد تؤدي إلى تقليص الوجود العسكري الأمريكي بحلول عام 2026.
الآفاق المستقبليةمع دخول ترامب فترة رئاسته الثانية، تواجه الولايات المتحدة قرارات صعبة بشأن كيفية إدارة وجودها العسكري في سوريا والعراق، في ظل الاضطرابات الإقليمية المتزايدة
اقرأ أيضاً"سوريا ".. وغيوم المستقبل الجولاني (٢).. !!
حفظ الله سوريا!
عبد الخالق عبد الله: أمراء حرب في سوريا يبحثون عن مجد شخصي.. ومخاوف من تكرار السيناريو الليبي