لجريدة عمان:
2024-11-23@20:00:24 GMT

نساء غزة في فوهة البركان

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

تغير مجري حياة السيدة ليلى منذ الساعات الأولي للحرب علي غزة، تحول دورها من مديرة مدرسة تذهب للدوام الصباحي الساعه السادسه والربع صباحًا، تستقبل معلماتها بإبتسامة لطيفه وهى خلف مكتبها تراقب دخول الطالبات للمدرسة وكأنهن خلية نحل، تتناول فنجان قهوتها مع حبات من التمر على عجل، تقرع الجرس تم تنتقل بإتجاه منصه الإذاعة المدرسية تستمتع بفخر للطالبات وهن يرفعن العلم الفلسطيني عاليًا يرددن السلام الوطني الفلسطيني بشموخ وعز وفخر.

يأتى دورها المعتاد في نهاية جدول الإذاعة المدرسية لتلقي التحية على المعلمات والطالبات تم تُعطي بعض العبر و الرسائل الوطنية والتربوية التى تعزز قيمة حب الوطن واهمية دور العلم في تشكيل شخصية المرأة الفلسطينية التى امتدت ادوارها منذ الثورة الكبري في عام 1936 م حتي يومنا هذا، لتعود وتترك بعض النصائح من أجل الاجتهاد والمثابرة في طلب العلم الذي يُعد سلاح للشعب الفلسطيني المحتل منذ عام 1948 م.

تراقب دخول الطالبات للفصول الدراسيه بإنتظام لتعود بعدها لإنجاز مهامها الإدارية داخل مكتبها الذي تستقبل فيه الوفود المختلفه من إدارة مديرية التربيه والتعليم مرورًا بأولياء الأمور انتهاءً بأعضاء من المجتمع المحلي كل هذا من أجل الحصول على أفضل النتائج الإدارية فكان هذا.

ينتهى الدوام ليبدأ يومًا جديدًا يلية اسبوعًا وشهرًا حتى ينتهى العام الدراسي بانجازات يفخر بها الجميع.

اليوم اختلفت الحياة كثيرًا مع دخول الحرب لقرابة السبعين يومًا، أصبحت الفصول الدراسيه اماكن للنازحين قسرًا من بيوتهم حتي باتت دون مساحة فارغه تحولت من استيعاب ثلاثمائة طالب بالحد الأعلي الى استيعاب اكثر من 7000 نازح ينتشرون في كل مكان في الفصول والممرات والساحات من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، تشتعل فيها النيران في كل زاوية لتُستخدم لإعداد الطعام وتجهيز الخبز بسبب اغلاق جميع المخابز في غزة بسبب قصفها وتدميرها المتعمد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن بقي منها دون تدمير لا يعمل بسبب نفاذ الوقود وغاز الطهى.

رأيت السيدة ليلي في ذات المدرسة لكنها اليوم نازحه وليست مديرة، تُصارع من اجل البقاء تعد الطعام لابناءها تفشل كثيرًا في إشعال النار بسبب عدم توافر الحطب لكنها تنجح بعد عدة محاولات وما ان تنتهي حتي تبدأ مهمه اخري تتمثل في اعداد الخبز الذي يحتاج إلى خطوات ومراحل مختلفه تبدأ بالعجن الذي يستمر لدقائق معدودة بعد اضافة الماء والملح وبعض الخميرة اللازمة، تقوم بتقسيم العجين الى قطع دائرية متساوية الشكل لتنتهى هذه المرحلة بفرد العجين وتركة لمدة لا تقل عن نصف ساعة ليرتاح ويصبح جاهزًا للخبز في فرن بدائي الصنع مصنوع من الحديد ومكون من طبقتين سفلية وعلوية، يتم اشعال الحطب في الجزء السفلى ويوضع العجين في الجزء العلوي مع تحريكه بشكل متواصل حتى ينضج ويتحول لونه من الابيض الي الذهبي الجاهز للأكل.

تكمن صعوبة الأمر في الحصول على الحطب الذي لا يتوافر بسهولة خصوصًا ان قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 360 كم مربع تشكل المباني الجزء الأكبر من مساحته الجغرافية اما المساحة الخضراء فهى تمثل جزء بسيط منه.

أمام فيما يتعلق بتوفير الدقيق فهو أمر يعتبر في غاية الصعوبه بسبب نفاذه من القطاع نتيجة إستمرار اغلاق المعابر التجارية منذ اليوم الاول للحرب وقيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف وتدمير المصانع الخاصه بطحن وتعبئة الدقيق حتى أصبح كيس الدقيق ذو 25 كيلو يُباع بسعر لا يقل عن 100 دولار وأكثر في ظل قلة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التى تبرعت بها بعض الدول العربية للقطاع المنكوب الذي يعاني من إبادة جماعيه منذ اكثر من 73 يومًا مع انعدام الرقابة بسبب عدم قدرة حكومة غزة متابعة الحياة اليومية للمواطنين.

وقد قدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا عدد النازحين الى مراكز الإيواء لنحو 1.9 مليون شخص ما يمثل أكثر من 80 % من السكان في أنحاء غزة منذ 7 أكتوبر.

لا شك أن الحرب تؤثر على النساء والرجال بشكل مختلف، ولكن النساء والأطفال يعانون بشكل غير متناسب أثناء الحرب وبعدها، فغالبًا ما يكون النساء والأطفال أكثر الفئات ضعفًا وأكثر عرضة للإصابة بالامراض المنتشرة بسبب الازدحام وانعدام النظافة وغياب مقومات الحياه الأساسية حتى ان هناك بيانات صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية تفيذ بأن أكثر من 320 الف شخص مصابون بأمراض تنفسية وجلدية ومعوية، إضافة إلى ملاحظة انتشار امراض الوباء الكبدي، اما فيما يتعلق بمؤشرات الحرب فقد قدرت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الشهداء من النساء والاطفال قُدر بأكثر من 60 % من إجمالي عدد الشهداء الذين قُدروا بأكثر من 21000 شهيد.

تواجه النساء في اماكن النزوح مهمات شاقة تتمثل في الحفاظ على تماسك العائلات بعد النزوح، وتوفير الطعام والملبس والمأوى والاكل الصحي في البنية التحتية المدمرة لأطفالهن وعائلاتهن، وهو ما يحدث بشكل كامل قطاع غزة منذ بداية الحرب، وهذا ليس بجديد على المرأة الفلسطينية حيث ما زالت معاناتها مستمره من ويلات الحروب التى عصفت بالقضية الفلسطينية ابتدءً من النكبة عام 1948 إلى الآن، سواء كانت معاناة مباشرة تجاه المرأة أو غير مباشرة من خلال الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خلّفها الاحتلال وأدت إلى تدهور الوضع الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والأمني والصحي والتعليمي داخل الأراضي الفلسطينية، مما ساهم بشكل كبير في سوء أوضاع النساء الفلسطينيات من حيث السلامة والأمن والحصول على أبسط حقوقهن من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، إلى جانب الأعباء المضافة التي تتحملها النساء عند استشهاد أو اعتقال أحد أفراد الأسرة، وتتحول في معظم الحالات إلى المعيلة الوحيدة للأسرة وهذا الامر يشكل عبء إضافي كبير عليها.

لذا يجب على كافة المنظمات والمؤسسات الحقوقية والنسوية مراعاة و والمطالبة بتطبيق اتفاقية جنيف الخاصة بالمدنيين في أوقات الصراعات المسلحة، وحيث أنّ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية قضى بانطباق مفهوم النزاع المسلح على الأرض الفلسطينية، وبالتالي يعتبر النقل القسري الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخالفة لاتفاقيات جنيف.

لا أساس قانوني لقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخنق ما يزيد عن مليوني و300 الف فلسطيني في قطاع غزة داخل سجن كبير، ومنع المياه والكهرباء والإمدادات الطبية والغذائية والإنسانية عنه كعقاب جماعي له، وكجريمة إنسانية تخالف كل المواثيق والاتفاقيات الدولية لاسيما قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الانسان، وعليه أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة واتفاقيات لاهاي وميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية ويعد جرائم حرب وجرائم إبادة وضد الانسانية كاملة الاركان.

ان التصعيد الخطير الذي يحدث في قطاع غزة سببه الرئيس غياب الحقوق وتجاهلها، ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي أن لا يقف متفرجا على ما تقوم به دولة الاحتلال من إبادة جماعيه ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزه وعدم السماح لقادة الاحتلال الإفلات من العقاب، وعليهم البحث عن حل جذري يضمن إنهاء الاحتلال وتواجده العسكري على ارض دولة فلسطين وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني هو الطريق الوحيد للحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

د. حكمت المصري كاتبة فلسطينية من غزة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله

سلطت صحيفة عبرية، اليوم السبت، الضوء على ما وصفته السلاح "السري" الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، في هجماته الجوية التي طالت العاصمة الإيرانية طهران.

وأشارت صحيفة "كالكاليست" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا الصاروخ الخاص والسري، تم اختراعه عام 1956 لكسب حرب الميزانيات، وتعتبر إسرائيل بطلة العالم في تطويره".

وذكرت الصحيفة أنه جرى استخدام هذا السلاح صباح يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في عمق إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للدفاع الجوي والبنية التحتية لإنتاج الصواريخ، ولم تفقد تل أبيب طائرة واحدة.

ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي خطط لاستخدام الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الجو، وهو سلاح غير عادي للغاية وله تاريخ مثير للاهتمام.

تاريخ الصاروخ السري
وتطرقت إلى تاريخ الصاروخ الباليستي السري الذي "يعود لعام 1956 عندما بدأت الولايات المتحدة باختراعه، رغم أن السفن الحربية كانت هي الوسيلة الرئيسية لأمريكا لإبراز القوة وإخضاع المعارضين لإرادتها".

وتابعت: "جاء هذا الصاروخ الذي قلب الموازين، وبدأ الجيش الأمريكي بتطوير صاروخ باليستي يمكن إطلاقه تجاه الغواصات حتى عندما تكون تحت الماء، لضرب الاتحاد السوفيتي من أي مكان، وتم إعطاء جزء كبير من الميزانية لهذه الصواريخ الجديدة".

ونوهت إلى أن القوات الجوية قررت اصطحاب هذا الصاروخ الباليستي وتطويره لإمكانية إطلاقه من السماء، وتم تصميم الإصدارات الأولى لتتصرف مثل أي صاروخ باليستي عادي، يصعد إلى الفضاء بصاروخ قوي، ويسقط على الأرض في مسار منحني، ويكون صغيرا وخفيفا بما يكفي الوصول لأي نقطة.

وأفادت الصحيفة بأنه في البداية كانت هذه الصواريخ كبيرة جدا، وتم تطوير الصاروخ الأول وكان يحمل قاذفات قنابل كبيرة مزودة بستة محركات، مؤكدة أنه تم إطلاق الصاروخ لأول مرة في مايو 1958.



وأشارت إلى أنه تم تطوير النسخة التشغيلية الأولى من الطائرة دون طيار بالتعاون مع البريطانيين عام 1962، وكانت تحتوي على صاروخ يحمل قاذفات قنابل عملاقة، وصاروخ آخر يحمل قاذفات بريطانية.

وأوضحت أن الطائرة كان يمكنها التحليق في مدار مرتفع نسبيا يبلغ 480 كيلومترا، لمسافة 1850 كيلومترا، ومن ثم تنفيذ قصف جوي بعيد المدى، مضيفة أن "الطائرة يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم كامل، إذا تم ربطها بطائرة للتزود بالوقود".

وتابعت: "بهذه الطريقة سيكون المهاجم قادرا على التجول على طول حدود الاتحاد السوفيتي وإثارة الرعب، وهو بالضبط ما أرادته الولايات المتحدة".

وذكرت أن النسخة البريطانية كانت أصغر حجما وأضعف بكثير، وحلقت لمسافة تزيد قليلا عن 900 كيلومترا، ولم يكن النموذج الأول صاروخا باليستيا مناسبا على الإطلاق، وقد وصل ارتفاعه فقط إلى 20 كيلومترا، وتم إيقاف هذه النسخة، واعتمدت بريطانيا على النسخة الأمريكية.

ولفتت إلى أنه عام 1974 ظهرت النسخة الأمريكية الأكثر جنونا، وتم وضع صاروخ باليستي أرضي من نوع Minuteman على منصة نقالة، وتم إدخال طائرة شحن ضخمة من طراز C5 Galaxy، وأثناء طيرانها على ارتفاع 20 ألف قدم، تم سحب مظلات كبيرة للصاروخ من الباب الخلفي للطائرة ووجهته للأعلى، ثم اشتعلت محركاتها وذهب إلى الفضاء.



وأكدت الصحيفة أن "هذه الطريقة الغريبة نجحت وعملت بشكل جيد، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء المزيد من التجارب المماثلة، ما أثبت أن طائرات الشحن يمكن أن تصبح قواعد صواريخ متنقلة".

واستكملت بقولها: "هكذا أصبح الصاروخ الباليستي المحمول جوا وسيلة حربية ذات مزايا لا يتمتع بها أي صاروخ باليستي عادي"، مشددة على أن "الصاروخ يتميز بالدقة، ويمكن توجيهه عبر الأقمار الصناعية، ويسمح بضرب هدم بحجم رادار مضاد للطائرات من مسافات طويلة جدا، ويمكن استخدامه لاختراق الأنظمة الدفاعية، واختراق الطلعات الجوية دون تعريض الطائرات للخطر".

النسخة الإسرائيلية
وذكرت أن شركة رافائيل الإسرائيلية قامت بتطوير هذا الصاروخ، وبات يتم إطلاقه من طائرات F15 الحربية، إلى جانب إطلاق طائرة بدون طيار اسمها "روكس"، وهي تجمع بين الملاحة عبر الأقمار الصناعية وكاميرا ذكية، ما يمنحها دقة لا يتمتع بها أي سلاح يسقط من ارتفاع الفضاء.

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن الصواريخ التي يستخدمها، لكن وثائق البنتاغون التي تم تسريبها قبل أسابيع من الهجوم على إيران، تشير إلى استخدام هذا الصاروخ الباليستي المحمول جوا.

وتابعت: "من الناحية النظرية إيران تمتلك صواريخ دفاعية من نوع S300 وS400 والتي يمكنها صد الصواريخ الباليستية، لكن هذا إنجاز معقد للغاية، ويجب التدرب عليه كثيرا حتى يكون ناجحا، وربما لا تفعل إيران ذلك في الوقت الحالي لأسباب متعلقة بالميزانية".

وأردفت بقولها: "نعم لدى إيران نفقات دفاعية كبيرة للغاية، لكن تطوير القدرة على اعتراض الصواريخ من الفضاء أمر مكلف للغاية"، مضيفة: "إلى أن تتمكن إيران من تحقيق مثل هذه القدرة الاعتراضية، فإن إسرائيل تتمتع نظيرا بالتفوق من خلال الصواريخ الباليستية المحمولة جوا".

مقالات مشابهة

  • ثلث نساء العالم ضحايا عنف
  • ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
  • أزمة في الجيش الإسرائيلي.. الجنود يتخلصون من حياتهم بسبب حرب غزة ولبنان
  • تقرير: 4535 مغربية تعرضن للعنف خلال سنة واحدة فقط
  • نساء الغابة المقدسة اللائي يتصلن بالسماء لحل أزمات السنغال
  • الصحة الفلسطينية: ️ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44056 شهيدًا
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة إلى 44056 شهيدا
  • وزارة الصحة الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 5 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات71 شهيداً و176 جريحاً
  • الصحة الفلسطينية: استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في نابلس
  • بسبب حزب الله.. الشعب الإسرائيلي يعاني من الاكتئاب