زاوية :الصحفيون في غزة .. شهود على الحرب وضحايا لها
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
القدس"أ ف ب": يدفع الصحفيون ثمنا باهظا لتغطية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة والتي سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفهم.
لكن الناجين منهم يواجهون خطر الموت في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع فضلاً عن الصعوبات في الاتصالات والقلق على أسرهم، ونقص المستلزمات الأساسية للبقاء من غذاء وماء.
وقالت الصحفية الغزية هند الخضري لوكالة فرانس برس "عملنا هو توثيق الحرب لنطلع العالم على ما يحدث".
لكنهم يعرفون أن لذلك تكلفة باهظة. فيوم الجمعة، سقط مصور الجزيرة سامر أبو دقة قتيلًا أثناء تغطيته القصف في جنوب قطاع غزة.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن عدد الصحفيين الذين قتلوا في حرب غزة خلال هذه الفترة القصيرة يفوق عدد القتلى في أي نزاع شهده العالم منذ 30 عامًا على الأقل.
وتفيد لجنة حماية الصحفيين، أن ما لا يقل عن 64 من العاملين في وسائل الإعلام، بمن فيهم صحفيون ومصورون ومصورو فيديو وفنيون وسائقون، ومعظمهم في غزة، قُتلوا منذ هجوم حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقال المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، إن كل يوم هو "مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا".
فقد قُتل البعض منهم في القصف وهم في منازلهم مع عائلاتهم. وقُتل آخرون أثناء أداء عملهم.
وقُتل ثلاثة صحفيين في القصف في لبنان حيث يحصل تبادل يومي للقصف بين إسرائيل وحزب الله، كما قُتل أربعة صحفيين إسرائيليين خلال هجوم حماس على كيبوتس يعيشون فيه.
وقال جوناثان داغر، مدير منظمة مراسلون بلا حدود في الشرق الأوسط، إن ما يحدث في غزة هو "خنق للصحافة".
وحتى قبل اندلاع الحرب، واجه الصحفيون فترات عصيبة في غزة في ظل حكم حركة حماس التي سيطرت على القطاع في عام 2007.
ومنذ بدء القتال، قام رامي أبو جاموس، الصحفي والمنسق لدى الكثير من وسائل الإعلام الفرنسية، بتوثيق الحياة في غزة في ما يسميه بأنه أمر "واجب".
وبين فيديوهات الجثث ومناشدات الجرحى، ينشر لقطات يلعب فيها مع ابنته ليخطف منها ابتسامة.
فقدان الأهل والأحبة
مع أكثر من 17 مليون متابع، يلتقط المصور الصحفي عزايزة أيضًا في صوره محنة النازحين، فضلاً عن شعوره هو نفسه "باليأس".
فهو من خلال دوره كشاهد ومشارك، قام بسحب جثث من تحت الأنقاض أو نقل أطفال الجرحى إلى المستشفى.
وجميع الصحفيين الذين أجرت معهم وكالة فرانس برس مقابلات، بمن فيهم اثنان يعملان لديها، دفنوا أحد أحبتهم أو قريبًا لهم أو صديقًا منذ بداية الحرب.
في بعض الأحيان تقع المأساة في أثناء أدائهم عملهم. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح علم أثناء بث مباشر أمام الكاميرا بمقتل زوجته وطفليه في غارة إسرائيلية.
وقال لوكالة فرانس برس "خوفي الأكبر لم يكن أن أؤدي وظيفتي أبدا، بل أن أفقد أسرتي ... أسرتي التي استشهدت لم أرها حتى يوم الاستشهاد، منذ اندلعت الحرب على قطاع غزة. ودعتهم قبل أن أذهب إلى الحرب، ثم ودعتهم عندما واريتهم الثرى".
وأضاف الدحدوح الذي أصيب الجمعة أيضا في ذراعه خلال الغارة التي قتلت المصور أبو دقة، أن الصحفي الفلسطيني "وجد نفسه في أتون المعركة مرغمًا لا راغبًا، وبات يدفع ثمنًا باهظًا، ومثل أي مواطن فلسطيني عادي بات يخشى على نفسه، على حياته، على عمله وعلى أسرته وأحبابه وأقاربه" وهو عاش مثلهم "حياة النزوح والتشرد والتهجير القسري".
"افتحوا الأبواب"
منذ بداية الحرب، شجبت منظمة "مراسلون بلا حدود" "عجز إسرائيل عن حماية الصحفيين العاملين على الأرض، الذين ليس لديهم ملاذ آمن".
وبينما يعاني الجميع في غزة من نقص الوقود والغذاء والماء، فإن الصحفيين في حاجة ماسة إلى الكهرباء لشحن الهواتف والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر. وهم يعانون من انقطاع الكهرباء المستمر والانقطاع المتكرر للاتصالات.
وقال داغر من منظمة مراسلون بلا حدود إن "من خلال قطع الإنترنت، تمنع السلطات الإسرائيلية الصحافيين من العمل. إنه انتهاك للحق في الحصول على المعلومات".
واضطر الصحفيون إلى اللجوء إلى أساليب مبتكرة لمواصلة العمل، مثل الصعود إلى أسطح المنازل لالتقاط إشارة لإرسال موادهم مع تكرر الانقطاع.
وحثت منظمة مراسلون بلا حدود السلطات على "فتح أبواب" معبر رفح الحدودي مع مصر، حتى "يتمكن الصحفيون أخيرًا من الدخول والخروج على جانبي الحدود".
وبعد 73 يوما من الحرب، يبدو مراسل وكالة فرانس برس عادل الزعنون منهكًا. ويقول إن أمنيته الوحيدة هي "إيصال عائلتي إلى بر الأمان".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فرانس برس فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأشغال بغزة تُصدر بيانا بخصوص الحصر الأولي لأضرار الحرب
أصدرت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة ، اليوم الأحد، 16 فبراير 2025، بيانا، بخصوص الحصر الأولي للأضرار، جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:
بيان صحفي صادر عن وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة بخصوص الحصر الأولي للأضرار:*
ـ منذ بداية حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي لم يسلم منها الحجر ولا الشجر، الأمر الذي جعل مصطلح الإبادة الجماعية هو التوصيف الأدق لما حدث، حيث شرعت طواقم الوزارة منذ اليوم الأول للحرب أولا بأول بإجراء الحصر الميداني الأولي للوحدات السكنية المهدمة كليا وتلك المتضررة جزئيا بشكل بليغ جعلها غير صالحة للسكن وقد ارتقى اثناء العمل عدد من خيرة أبناء الوزارة. وقد تكثفت عملية الحصر الميداني من خلال طواقم الوزارة في المحافظات الخمس بعد سريان وقف إطلاق النار حيث وصلت طواقمنا إلى المناطق التي لم تتمكن من الوصول إليها خلال الحرب.
ـ وفق تقديرات الوزارة، فإنه من المتوقع أن يتجاوز عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً أو تلك المتضررة جزئيا بشكل بليغ 280 ألف وحدة سكنية علماً بأنه قد بلغت الحالات التي تم حصرها ميدانيا حتى الآن قرابة 250 ألف وحدة سكنية (170 ألف وحدة سكنية هدم كلي، 80 ألف وحدة سكنية غير صالحة للسكن)، كذلك فإنه يجري العمل على استكمال ربط قاعدة بيانات الحصر الأولى بنظام المعلومات الجغرافي بالتنسيق مع البلديات. ويتم بشكل دوري مشاركة تلك البيانات مع وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات الشريكة كأساس لتوفير التدخلات الخاصة بالإيواء.
ـ نطمئن شعبنا العظيم أن طواقم وزارة الأشغال العامة والإسكان لا زالت في الميدان تستكمل الحصر الأولي للأضرار في قطاع الإسكان، ووفقا لخطة العمل فسيتم استكمال الحصر الأولي خلال أسبوعين من تاريخه، وبعدها سيتم بإذن الله التجهيز للبدء بالحصر التفصيلي بالتنسيق مع الجهات الدولية والمؤسسات العاملة في مجال الإعمار حيث يشمل الحصر التفصيلي كل الوحدات السكنية المهدمة والمتضررة بما فيها الجزئي الصالح للسكن.
ـ ستقوم وزارة الأشغال العامة والإسكان خلال الأيام القادمة وقبل انتهاء الحصر الأولي بإنشاء رابط استعلام للوحدات المهدمة كلياً أو بشكل جزئي غير صالح للسكن التي تم حصرها ميدانيا من خلال طواقمنا وتم إدراجها ضمن قواعد بيانات الوزارة وسيتاح من خلال الرابط الإلكتروني المجال لتسجيل الحالات التي لم يتم حصرها، حيث ستقوم الطواقم الميدانية بزيارة تلك الحالات وإدراج من تنطبق عليه معايير الحصر الأولي ضمن قاعدة بيانات الوزارة.
ـ تؤكد الوزارة أنها – كما كانت دوما – جاهزة لتوفير البيانات والدعم الفني لكافة الجهات التي ترغب في المساهمة في التخفيف عن شعبنا من خلال برامج الإيواء والإعمار.
رحم الله الشهداء وشافى الجرحى وعجّل بتحرير الأسرى.
وزارة الأشغال العامة والإسكان - غزة
الأحد 16 فبراير/2025م
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025