سوناك يدعو إسرائيل لضبط النفس والحفاظ على أرواح المدنيين
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الثلاثاء، إن رئيس وزراء المملكة المتحدة، ريشي سوناك، يمثل أمام لجنة الاتصال بمجلس العموم البريطاني، حيث يتلقى أسئلة حول مجموعة من المواضيع من رؤساء لجان التدقيق المتخصصة، ومثل رئيس الوزراء أمام لجنة الارتباط ثلاث مرات تقريبا في السنة.
وخلال جلسة اليوم، تلقى أسئلة حول الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
وقال إن عدداً كبيراً جداً من المدنيين استشهدوا وحث إسرائيل على ضبط النفس – لكنه ألقى باللوم على تصرفات حماس المتمثلة في دمج نفسها في المجتمعات المدنية في الخسائر الكبيرة في الأرواح.
وأضاف للنواب: “عدد كبير جدًا من المدنيين يموتون، بالطبع يموت عدد كبير جدًا من المدنيين. وهذا يختلف عن القول بإن القانون الإنساني قد تم انتهاكه"، مشيرا الى أن وفاة كل مدني هي مأساة.
المدنيون والقصف الاسرائيلي
وعند سؤاله عن المسؤولية عن استشهاد المدنيين، قال للجنة: “هناك جانبان لهذا، إسرائيل تحاول الدفاع عن نفسها، زاعما حركة حماس ترتكب هذه الهجمات تتعمد زرع نفسها داخل السكان المدنيين، فعليها أن تقبل المسؤولية عن ذلك.
وأضاف: "من حق إسرائيل أن تتخذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب إيذاء المدنيين، لكن ذلك سيكون صعباً للغاية إذا كانت المنظمة المحددة التي تسببت في معاناة لا توصف للشعب الإسرائيلي تختبئ بين المدنيين، وهي تفعل ذلك عن عمد، وتعرضهم للأذى عن عمد".
وفي سياق متصل، قال سياسي بريطاني، إن الأشخاص المحاصرين في كنيسة بمدينة غزة وصلوا إلى "آخر علبة ذرة" وأن وضعهم يتدهور، كما أن أفراد عائلة ليلى موران الفلسطينية المسيحية الممتدة هم من بين أولئك الذين حوصروا داخل مجمع كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة لمدة 60 يومًا.
قال عضو البرلمان الذي يمثل أكسفورد ويست وأبينجدون عن حزب الديمقراطيين الليبراليين أمام مجلس العموم البريطاني: لقد تحدثت من قبل في هذا المنزل عن عائلتي الكبيرة الموجودة في كنيسة رعية العائلة المقدسة في الزيتون بغزة، وكان الوضع يائسًا منذ أسابيع ولكنه الآن يتجه نحو الهبوط.
هناك دبابات خارج البوابات، وهناك جنود وقناصة يشيرون إلى داخل المجمع ويطلقون النار على كل من يغامر بالخروج، وقد تم قصف الدير.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
بعد فوز ترامب.. هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها دون الولايات المتحدة؟
الحقيقة القاسية اليوم في فرنسا بعد عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض مطلع العام 2025، والذي سبق وأن هدّد بانسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو وعدم مُساندة أوكرانيا، هو أنّ روسيا باتت تُنفق على جيشها أموالاً أكثر مما تُنفقه جميع الدول الأوروبية مجتمعة.
فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يُقلق أوروبا، فالرئيس الأمريكي السابع والأربعون لم يُخفِ يوماً عداءه للحلف الأطلسي (الناتو) وإعجابه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
لذا وفي دلالة واضحة، وفور ظهور العلامات الأولى لانتصار دونالد ترامب صباح الأربعاء، وصلت أولى التهاني للرئيس العائد من كلّ من رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتس، وورئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
????????Quel pourrait être l’effet de l'élection américaine sur la capacité des #armées françaises à assurer la protection de notre pays ? ➡️ https://t.co/UmVPdqJ8jv
✒️ L'œil du Général @trinquand pic.twitter.com/ePap6JH3xq
وحول عودة ترامب، أكد الرئيس السابق للبعثة الفرنسية في الأمم المتحدة وحلف الناتو، الجنرال دومينيك ترينكواند، وجود تأثير كبير لنتائج الانتخابات الأمريكية على قُدرة الجيوش الفرنسية على ضمان حماية البلاد، مُعتبراً أنّه من الطبيعي أن يؤثر مصير الولايات المتحدة، القوة العالمية الرائدة، على أمن فرنسا، الشريك المهم والعضو المؤسس لحلف شمال الأطلسي.
وسلّط الجنرال ترينكواند الضوء على موضوع الردع النووي كمسألة أساسية، مُشيراً إلى أنّ 60% من الاستثمارات في قانون البرمجة العسكرية لفرنسا مُكرّس لتحديثه، وهو ما يضمن حماية التراب الوطني.
واعتبر أنّ تغيير الموقف الأمريكي من شأنه أن يُغيّر الوضع في أوروبا بشكل جذري. والحقيقة أن فرنسا، باعتبارها القوة النووية المستقلة الوحيدة في القارة، سوف تُصبح بمثابة نوع من التأمين على الحياة لصالح البلدان الأوروبية.
????????????️Élection de Donald Trump : l’Europe désormais seule face à son destin...Décrochage technologique, faiblesse militaire et perte du soutien américain. L’heure n’est plus aux illusions mais à la réinvention d’un modèle à bout de souffle
➡️ https://t.co/sWKXcJmNwG
✒️@CPetreault pic.twitter.com/ESYChue7sj
من جهته، اعتبر الكاتب الصحافي والمحلل السياسي الفرنسي كليمان بيترولت، أنّ انتخاب دونالد ترامب يعني أنّ أوروبا الآن وحدها تواجه مصيرها. وتحدّث عن صدمة قاسية لأوروبا من حيث الانحدار التكنولوجي، والضعف العسكري، وفقدان الدعم الأميركي. ولذا فإنّ الوقت لم يعد مناسباً للأوهام، ولا لإعادة اختراع نموذج بدأ يتلاشى.
وأكد أنّ فوز دونالد ترامب يُقلق الأوروبيين الذين أدركوا أنّ هذه الانتخابات الرئاسية الأميركية سوف تُغيّر حياتهم أيضاً، فهذه العودة تبدو بالتأكيد بمثابة ناقوس الموت لعصر قديم، أي عصر النظام العالمي الذي تستطيع فيه القارة العجوز أن تزدهر بهدوء في ظلّ المظلة الأمريكية.
ولم يستبعد أن تتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا، ومن يدري ربما حتى حلف شمال الأطلسي، مُشيراً إلى قول المفوض الأوروبي السابق تييري بريتون "لم نعد نشكل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة".
En avril dernier, j'expliquais qu'il fallait se préparer à se défendre seul et construire un "OTAN européen" sans les US.
Il est temps. pic.twitter.com/imb2ShPpx6
وبرأي بيترولت فإنّه مع الانتخاب الجديد لدونالد ترامب، لن تتحسن الأمور: فأوروبا، التي كانت بالأمس مركز العالم، تُواجه خطر التحوّل إلى مسرح ثانوي في مواجهة روسيا "العدوانية"، والصين "الغازية"، وأمريكا "المُنهكة"، لذا فإنّه يتعيّن على أوروبا الآن أن تتحمّل المسؤولية عن أمنها، وأن تُعيد اختراع نموذجها الاقتصادي.
والحلول موجودة، وخاصة من خلال زيادة التعاون بين البلدان الأعضاء وخطط الاستثمار الضخمة. ولكن هذه الحلول يعوقها واقع قاس: فألمانيا تغرق في الركود، وفرنسا في العجز، وهو ما يعني أنّ أوروبا الآن وحيدة في مواجهة مصيرها، وهذا هو الانحدار الكبير لمكانتها الآن.
Les armées françaises doivent s’adapter aux menaces qui pèsent effectivement sur notre pays. https://t.co/yTgOnqbyIv #International via @LePoint
— Gérard Araud (@GerardAraud) March 31, 2024 الاستعداد للحرببدوره كان سفير فرنسا السابق في واشنطن جيرار آرو قد قال إنّه "حان وقت الاستعداد للحرب"، مؤكداً أنّ الجهد المتعلق بزيادة الميزانية أمر ضروري للجيوش الفرنسية، وذلك بشرط الاستثمار في المجالات الصحيحة.
وحذّر من أنّ استمرارية الحرب في القارة الأوروبية وعدم قُدرة الصناعة في دولها على تلبية احتياجات صراع عسكري شديد الحدّة تُثير الجدل حول حالة استعداد الجيوش الفرنسية. لذا فإنّه من الصحي للدولة أن تُركّز على تنظيم دفاعها، لكن يتعين عليها أن تفعل ذلك بهدوء مع تجنّب اللاواقعية.
لكنّ آرو أشار إلى أنّ بقاء فرنسا ليس مهدداً بشكل مباشر (مع عودة ترامب للبيت الأبيض)، إلا أنّ تزايد المخاطر المُحيطة يتطلب جهداً أكبر في الميزانية الدفاعية، وعدم الواقعية يعني أنّ فرنسا لا تستطيع أن تفعل كل شيء، مُشدداً في هذا الصدد على أنّه لا يوجد أي سبب للتشكيك في القوات المسلحة لفرنسا، التي تؤدي بشكل جيد، وذلك ردّاً على الانهزامية التقليدية التي لا تُطاق برأيه من قبل بعض المُشككين بقُدرات بلاده.