67 مليون مرتاد منذ افتتاحه.. جامع الشيخ زايد الكبير 16 عاماً من العطاء
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أبوظبي- وام
رسخ مركز جامع الشيخ زايد الكبير، على مدار 16 عاماً من افتتاح جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، حضوراً عالمياً لافتاً، وذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج والسلسلات الثقافية والدينية الجديدة، التي تترجم دور المركز المحوري في تقديم صورة مشرقة للدين الإسلامي الحنيف، وعزز دور الجامع كحاضن لقيم التسامح والتعايش بين الشعوب، وإبراز الموروث الثقافي والإسلامي والعربي والمحلي، وتعزيز مكانة الجامع كمقصد سياحي فريد على مستوى العالم.
وقال الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام المركز: «حقق جامع الشيخ زايد الكبير على مدار 16 عاماً من افتتاحه مكانة جعلت منه منصة ثقافية رائدة على مستوى العالم، إثر ما حظي به منذ افتتاحه من رعاية ومتابعة خاصة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ما ساهم في تحقيق ريادة المركز كمرجع معياري في المنطقة، وتتجلى هذه الريادة في الدور الكبير والبارز الذي يقوم به المركز في ترسيخ قيم التعايش والتواصل الحضاري بين الشعوب، ونشر ثقافة السلام في أرجاء المنطقة والعالم، وفيما يقدّمه من مبادرات وخدمات مبتكرة، وأنشطة متنوعة، وبرامج تعليمية، وسلسلات ثقافية ودينية، وما ينظمه من معارض وفعاليات، جعلت من هذا الصرح الكبير مركزاً للتعلّم والاكتشاف، وليصبح اليوم معلماً وطنياً ودينياً جاذباً للسياحة بعمارته الإسلامية، ومقصداً يرسخ المآثر الإنسانية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يقصده ملايين المرتادين من مختلف ثقافات العالم، للتعرف على رسالته الحضارية وجماليات عمارته الإسلامية المتجلية في رحابه، واستكمالاً لمسيرة الإنجازات، وبالتزامن مع مرور 16 عاماً على افتتاح الجامع، أطلق المركز العديد من المبادرات والسلسلات المصورة والخدمات، والتي سيكون لها دور كبير في تحسين تجربة المرتادين».
الصورة 200 حلقة مصورة ضمن 11 سلسلة ثقافية تعزز القيم النبيلة بالمجتمعيعمل المركز حالياً على إنتاج سلسلة ثقافية دينية جديدة تحت عنوان «ومضة فقهية»؛ وهي عبارة عن مجموعة من الحلقات التي تتمحور حول موضوعاتٍ دينية وفقهية، حيث تقدم ما يحتاجه الفرد من معرفة حول عدد من المسائل الفقهية المتعلقة بالممارسات الحياتية، كما أطلق المركز سلسلة ثقافية الدينية بعنوان «كرسي الجامع»، التي تسلط الضوء على عدد من القضايا الإيمانية، مثل ساعات استجابة الدعاء، ومعاني الأذان، وتفسير بعض آيات القرآن الكريم، وتأتي هاتان السلسلتان الثقافيتان الدينيتان الجديدتان تأكيداً للدور الديني للجامع، كونه دار عبادة تقام فيه الصلوات والشعائر الدينية، وتعزيزًا لمسؤوليته تجاه المجتمع، بمحتوى غنيٍ وفريد، يُقدم بأسلوب سهل وبسيط، وسينشر المركز حلقات السلسلتين الجديدتين على منصاته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مختلف منصات وسائل الإعلام.
وقد عزز المركز دوره في توعية المجتمع من خلال السلسلات التوعوية الثقافية والدينية والمجتمعية التي ينشرها، والتي تتضمن حلقات قصيرة استُلهمت موضوعاتها من سماحة الدين الحنيف، وثراء مفردات الحضارة الإسلامية بعلومها وفنونها، ومن العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وبالإضافة إلى سلسلة «كرسي الجامع» وسلسلة «ومضة فقهية»؛ كان المركز قد أطلق سلسلة «غراس قيم»، وسلسلة «المخطوطات»، وسلسلة «عمارة وفنون»، وسلسلة «التقويم الهجري»، وسلسلة «ذكر من الجامع»، وسلسلة «منبر الجامع»، وسلسلة «الكتب النادرة»، وسلسلة «ديرة الدرور»، وسلسلة «أسماء الله الحسنى»، وبلغ عدد الحلقات التي نشرها المركز حتى الآن أكثر من 200 حلقة مصورة.
إطلاق مبادرة الجولات الثقافية في رحاب الجامع «سُرى»وبالتزامن مع الذكرى السادسة عشرة لافتتاح الجامع يقدم المركز تجربة استثنائية، للجولات الثقافية الليلية في رحاب الجامع «سُرى»، حيث تُقدم الجولات للزوار طوال الليل، وبالتالي تتاح زيارة الجامع 24 ساعة، ويهدف تخصيص المركز خدمة الجولات الثقافية الليلية «سُرى»، بالدرجة الأولى لإتاحة فرصة زيارة الجامع لزوار إمارة أبوظبي والدولة، ضمن وقت انتظار تحويل رحلات التوقف «الترانزيت»، حيث تكون ساعات زيارتهم محدودة، ويتيح المركز حجز هذه الجولات وطلب الالتحاق بها، من خلال زيارة الموقع الإلكتروني للمركز، ويأتي اختيار اسم «سُرى» في إطار حرص المركز على إحياء الموروث الثقافي العربي والإسلامي، متمثلاً في إحياء مفردات اللغة العربية وتجسيد معانيها، حيث يعني هذا الاسم المسير ليلاً، ليدل على وقت تقديمها في رحاب الجامع، وسيحظى الملتحقون بهذه الجولات بفرصة التعرف على جوانب جديدة للجامع، لم يسبق للزوار الاطلاع عليها، مثل أعمال الصيانة الدورية، وأعمال التنظيف الاستثنائية، وسيتاح لهم أيضاً الاستمتاع بأجواء من الهدوء والسكينة التي تعم الجامع ليلاً.
إضافة نوعية ورفد المشهد السياحي في إمارة أبوظبيكما أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير جدارية «بري الجامع»؛ التي يجسد من خلالها دوره في رفد الحركة السياحية في إمارة أبوظبي، وذلك انطلاقاً من المكانة التي حققها الجامع على خريطة السياحة العالمية، وقد استلهم المركز اسم الجدارية «بري الجامع» من الهوية الإماراتية وما يحمل من دلالة محلية، حيث يعني «البرج»، الأبراج التي كانت تُنشأ على مداخل المدن وتعدُّ بواباتٍ لها، ومنها «برج المقطع» الواقع على مشارف مدينة أبوظبي، كما يشير إلى دور تلك الأبراج، في الإشراف على معظم أرجاء المدينة؛ لما تتميز به من ارتفاع.
وتقدم جدارية «بري الجامع» لمرتاديه تصورًا حول ملامح إمارة أبوظبي وأبرز معالمها الثقافية والسياحية الجاذبة، وأبرز المحطات التي يمكنهم زيارتها خلال وجودهم في الإمارة، مرفقة بالصور وطرق الوصول إليها من الجامع، وهو ما يسهل على الزائر جولته بين أبرز معالم الإمارة، كما تطلع الجدارية مستخدميها على إحصاءات لحظية يتم تحديثها وعرضها بصورة مستمرة وفورية مع دخول الزوار، لتقدم إجمالي مرتادي الجامع منذ افتتاحه، وعرض إجمالي مرتاديه من مختلف قارات العالم كل على حده إضافة إلى عرضها إجمالي زوار الجامع ضمن أبرز عشر دول من كل قارة، مرفقة بصور لأبرز الزيارات التي شهدها الجامع من تلك الدول.
اهتمام إعلامي عالمي واسعواحتفاءً بمرور 16 عاماً على افتتاح الجامع نشر المركز عبر منصاته المتنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً، يسلط الضوء على الاهتمام الكبير الذي لقيه الجامع من قبل وسائل الإعلام في مختلف دول العالم، حيث يستعرض هذا المقطع أهم التقارير الإعلامية التي تحدثت عن الجامع وعن مكانته الكبيرة كصرح إسلامي حضاري رائد، وذلك بلغات العالم المختلفة.. وما حققه الجامع الكبير من مكانة، جعلت منه منصة ثقافية رائدة، إلى جانب كونه نموذجاً معمارياً فريداً، جذبت تفاصيله الهندسية البديعة وجمالياته الفريدة، العديد من الجهات الإعلامية، المحلية والعالمية، إذ بلغ عدد طلبات التغطية الإعلامية أكثر من 1100 طلب منذ افتتاحه، حيث كان تلفزيون أبوظبي، وقناة دبي، وسما دبي، وقناة ماجد، وصحيفة الاتحاد، وصحيفة الخليج، وصحيفة البيان، وشبكة فرسان الإمارات، وشبكة أبوظبي الإخبارية، وموقع 24 الإخباري، وصحيفة ذا ناشونال، وصحيفة جلف نيوز وصحيفة الخليج تايمز، أبرز الجهات المحلية التي جعلت من الجامع مادة ثرية في تغطياتها المختلفة، في حين كانت شبكة «CNN» الأمريكية، وشبكة «ABC» الأمريكية، وشبكة «CNBC»، وقناة روسيا اليوم، والتلفزيون البلجيكي الرسمي، والتلفزيون الألماني، والقناة الاسترالية السابعة، والتلفزيون المصري، وجامعة أكسفورد البريطانية، والقنوات البرازيلية، ووكالة رويترز والفرنسية، وصحيفة اليوم السابع المصرية وصحيفة «النهار» اللبنانية، أبرز الجهات الإعلامية على مستوى العالم، والتي سعت لنقل رسالة الصرح الكبير ورؤيته، لنشر القيم الإنسانية النبيلة.
مقصد لملايين الزوار من مختلف الثقافاتوقد رسخ المركز مكانة الجامع كمقصد سياحي عالمي فريد، حيث قصده أكثر من 67.3 مليون مرتاد من مختلف ثقافات العالم منذ افتتاحه، التقوا في رحابه على أسس التسامح والتعايش التي تجسد توجه الدولة، وتظهر مكانته كرافد رئيس للسياحة في الدولة والإمارة، كان من بينهم عدد كبير من رؤساء الدول والوفود رفيعة المستوى من مختلف أنحاء العالم، قدمت لهم تجارب بمعايير عالية، جسدت ريادة الجامع كمرجع معياري في المنطقة، وتعزز هذه الأرقام الإنجازات العالمية المتقدمة التي حققها الجامع ضمن أبرز وأفضل مناطق الجذب السياحي في العالم، وذلك بحسب تقييم موقع «تريب أدفايزر» المتخصص في شؤون السفر والسياحة عن عام 2022م.
ووفق التقييم؛ جاء الجامع في المركز الأول ضمن فئة «أبرز 25 منطقة جذب للسياح في الشرق الأوسط»، وفي المركز الرابع عالمياً ضمن فئة «أبرز 25 منطقة جذب للسياح»، والمركز التاسع عالمياً ضمن فئة «أبرز 25 معلماً يقدم جولات ثقافية وتاريخية».
برامج ومبادراتوعلى مدار السنوات الماضية أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير عدداً كبيراً من المبادرات التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع وتخاطب الناشئة بطرق مبتكرة، وذلك في إطار عمله على ترسيخ مكانة جامع الشيخ زايد الكبير كصرح عالمي رائد، يعمل على نشر مفاهيم الثقافة الإسلامية السمحة، ومد جسور التواصل الحضاري، مع مختلف الثقافات حول العالم، وتعزيز القيم النبيلة في المجتمع بمختلف فئاته، وتساهم في تعزيز التربية الأخلاقية للناشئة والأجيال.
ومنذ افتتاحه تفرد جامع الشيخ زايد الكبير عن غيره من دور العبادة في العالم، إذ تجاوز دوره الديني باحتضان الشعائر والصلوات، إلى دور حضاري وثقافي، تجسد في ما يقدم من برامج وأنشطة ومبادرات، يبرز من خلالها الموروث الثقافي الإسلامي والعربي والمحلي، وتنفيذه عدداً من المشروعات التي تعزز دوره الحضاري والثقافي مثل: تنفيذ مشروع «التقويم الهجري» و«جائزة فضاءات من نور للتصوير الضوئي» بشكل دوري، إلى جانب تنظيمه عدداً من المعارض في هذا الإطار كان من أبرزها.. معرض «الأندلس: تاريخ وحضارة»، ومعرض «الحج رحلة في الذاكرة»، ومعرض «النقود الإسلامية تاريخ يُكشف»، ومعرض «ملامح فنية»، وعلى مدار 16 عاماً على افتتاح الجامع حرص المركز على الاحتفاء بمكنونات العمارة الإسلامية وفنونها، حيث أثرى المركز «مكتبة الجامع» بثلاث وعشرين إصداراً متميزاً تتناول الثقافة الإسلامية وفنونها، ومن أبرزها: كتاب «فضاءات من نور»، وكتاب «بيوت الله»، بالإضافة إلى كتاب «فن الحدائق الإسلامية». والإصدارات الخاصة بالمعارض المتخصصة التي احتضنها المركز في السنوات السابقة.
حاضن للتسامحوخلال الأعوام الماضية رسخ الجامع دوره كحاضن للقيم الإنسانية في التسامح والتعايش بين الشعوب، من خلال تنظيم برامج استثنائية لاحتضان اللقاءات في هذا الإطار، ومن أبرزها اللقاء التاريخي الذي جمع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على هامش أعمال «لقاء الأخوة الإنسانية»، واستضافة الجلسة الحوارية التي حضرها الأمير تشارلز حول تسامح الأديان إلى جانب عدد من علماء ورجال الدين من مختلف الأديان التي يتعايش معتنقوها في دولة الإمارات بصورة حضارية، إلى جانب حضوره الفاعل محلياً وعالمياً، كمشاركته في الاجتماع الوزاري الأول لتعزيز الحرية الدينية في واشنطن، ومؤتمر زعماء أتباع الأديان العالمية والتقليدية السادس في أستانا، وواصل المركز تجسيد ذلك الدور من خلال مشاركته في حلقة نقاش دينية عالمية افتراضية، استضافتها سفارة الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركته في «منتدى التسامح الافتراضي الرابع» الذي نظمته «دار زايد للثقافة الإسلامية» عبر منصات التواصل الاجتماعي بعنوان «الإمارات وطن التسامح والسلام»، كما عزز الجامع حضوره العالمي على الدوام، من خلال عرض مجسمات وإصدارات الجامع على مستوى العالم، بهدف مد جسور التقارب مع مختلف شعوب العالم وتعزيز مكانة الدولة عالمياً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مركز جامع الشيخ زايد الكبير جامع الشيخ زايد أبوظبي جامع الشیخ زاید الکبیر على مستوى العالم افتتاح الجامع إمارة أبوظبی منذ افتتاحه من مختلف على مدار إلى جانب من خلال جعلت من
إقرأ أيضاً:
خبراء المركز المصري يحذرون من التحولات السياسية في الشرق الأوسط وعودة صعود التنظيمات الإرهابية
حذر خبراء المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، من مخاطر التحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، ومن عودة ظهور وصعود التنظيمات الإرهابية، على ضوء دعاوى تهجير الفلسطينيين وسياسات إسرائيل التوسعية وتداعياتها على استقرار المنطقة وغياب الأمل في التوصل لحل سياسي عادل وشامل للقضية، بوصفها القضية المركزية بالمنطقة.
وأكد خبراء المركز المصري - خلال ندوة "العالم العربي في مواجهة تحولات الإرهاب والتوسع الإسرائيلي.. مقاربة جديدة" التي نظمها المركز على هامش النسخة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب - ضرورة الاعتماد على الذات وتشكيل ائتلاف عربي مشترك قادر على مجابهة التحديات والتصدي لأي أطروحات لا تصب في مصلحة منطقتنا أو وطننا وأمتنا العربية.
وفي هذا الإطار، شدد الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في كلمته، على أهمية خلق مقاربة جديدة يكون الاعتماد فيها على أنفسنا، منوهاً بتجربة مصر التي بدأت منذ 2014 وممتدة حتى اليوم، موضحاً أننا مررنا بتجارب وحرب على الإرهاب وأزمات وتحديات كثيرة في المنطقة جعلتنا نصل إلى درجة مهمة من درجات الاعتماد على الذات، موضحاً أن ذلك يساعد في استكمال مشروعات التنمية.
وأضاف أن مصر ودول المنطقة لديها مشروعات تنموية كبيرة وتتطلع إلى المستقبل، مُنبهاً إلى أن اللحظة الراهنة أثبتت أن لا أحد يمد يده للمساعدة بل أن هناك من له مصلحة ويريد أن يحققها.
وشدد على ضرورة وجود شكل من أشكال الائتلاف الحقيقي على المستوى الأمني، لمواجهة الإرهاب والميليشيات المسلحة، وقدر أعلى وأكبر من التعاون ما بين الدول؛ حيث إن هذه التنظيمات عابرة للحدود، فيجب أن تكون المكافحة أيضاً هي الأخرى عابرة للحدود، وأن يتصدى لها دول الإقليم مجتمعة.
واختتم الدكتور خالد عكاشة بأن هذه الأخطار التي تحيط بالإقليم وتعطل وتهدد وتيرة التقدم في الفترة الأخيرة تحتاج إلى أن تكون الدول الرئيسية في المنطقة هي الأقدر على المجابهة، وعليها أن تقدم بنفسها رؤية مشتركة تساهم في الوصول إلى درجة الاستقرار المنشود.
من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه كلما حاولنا النهوض يحدث شيئاً يوقف هذه النهضة، فضلاً عن الضغوط النفسية التي نتعرض لها.
وذكر بأن العالم كان تعيساً في أزمنة سابقة، مثل أيام الحرب العالمية الثانية والتي خلفت دماراً هائلاً، مُستعرضاً العديد من الحروب التي تلت الحرب العالمية وأسقطت الآلاف من الضحايا.
وأوضح أن تلك الحروب أدخلت دولاً في حالة فقر وضعف وتخلف، وتأخرت مسيرة التنمية والتقدم والإصلاح، ودفعت وتحملت والشعوب مسؤولية ذلك فلم تستطع أن تجد سبلا للتقدم وأن تلحق بالعالم المتقدم.
ورأى بدوه، أن الأوضاع والأزمات الأخيرة أثبتت أنه "ليس لنا إلا أنفسنا" ولذلك لا بد من الاعتماد على انفسنا وعدم إلقاء أي شيء على عاتق دول أخرى وانتظار رد فعل منهم، مشدداً على الضرورة القصوى لوجود ائتلاف قائم على المصالح المشتركة بين الدول العربية، يظهر في الأوقات الصعبة، مستشهداً بطرح خطة تهجير الفلسطينيين حيث جاء رد مصري قوي وحازم، ثم جاء رد جماعي من السعودية والإمارات وقطر، ما يؤكد الضرورة الملحة للاعتماد على الذات.
وفيما يتعلق بالتهجير، قال إن الإخوة في غزة بدل من أن يخرجوا من غزة نحو الجنوب - كما كان مخططا - توجهوا في اتجاه الشمال، وكان ذلك إشارة قوية للغاية ومباركة حقيقية من أهل غزة وإعلان واضح وصريح عن التمسك بأرضهم.
وأبرز رفض جامعة الدول للتهجير وحديثها حول الانفتاح على عملية السلام، مُنبها إلى ضرورة طرح السؤال حول كيفية صناعة السلام خاصة في ظل التوتر و الحرب، مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل لديها مصالح توسعية قدمها "نتنياهو" حول ما اسماه بالشرق الأوسط الكبير و الجديد.
وشدد على ضرورة حسم عدد من القضايا والبدء بأخذ زمام الأمور في تعمير غزة، مشيداً بالمعماريين المصريين الذين لديهم أفكار كثيرة من اجل إعادة إعمار قطاع غزة.
ونبه إلى ضرورة وجود تصور حول من الذي سيحكم الدولة فلسطينية وهي الضفة الغربية وقطاع غزة معاً ولا يوجد حق للانفصال؟ معتبراً أن من سيتحدث عن غزة والضفة منفصلين يعتبر خروجا على الشرعية الفلسطينية.
من جهته، أكد الدكتور عزت إبراهيم، رئيس وحدة الدراسات الإعلامية وحقوق الإنسان بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن العالم العربي يواجه اليوم تحدياً مزدوجاً يتمثل في خطرين مترابطين يهددان النسيج الاجتماعي والسيادة الوطنية، وهما الإرهاب والتوسع الإسرائيلي.
وأوضح أن تلك التحديات ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات تاريخية معقدة، وصراعات جيوسياسية مستمرة، وإخفاقات في القدرة على موازنة القوى الإقليمية والدولية.
وذكر بأنه منذ نكبة فلسطين عام 1948 مروراً بالحروب العربية الإسرائيلية، وصولا إلى صعود التنظيمات الإرهابية في العقدين الأخيرين، ظلت المنطقة ساحة لتصفية حسابات القوى الكبرى ومختبراً لأيدلوجيات عنيفة تلتهم مستقبل الأجيال.
وتابع: "في هذا السياق، تأتي ندوة "العالم العربي في مواجهة الإرهاب والتوسع لإسرائيل"، التي نظمها المركز المصري، لمحاولة جادة لفتح النقاش حول سبل الخروج من هذه الدائرة المفرغة و تقديم رؤية استباقية وبحث كيفية استعادة العرب زمام المبادرة عبر تفكيك جذور الأزمات واستشراف آليات المواجهة الشاملة التي تجمع بين الشرعية الشعبية والفاعلية المؤسسية.
ونبه إلى أن الإرهاب وبالرغم من خطورته ليس ظاهرة منفصلة عن سياقها، ولكنه الابن الشرعي للفوضى الإقليمية والتدخلات الخارجية التي حولت دولاً إلى كيانات هشة في غياب التنمية المستدامة.
وأشار إلى أنه وفي المقابل، يشكل التوسع الإسرائيلي امتدادا لمشروع استيطاني، يستهدف قنص الهوية الفلسطينية وتفتيت الوحدة الجغرافية العربية عبر سياسات التهجير القصري، ومصادرة الأراضي، وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.
وأكد الدكتور عزت إبراهيم، أن هذه الندوة تنطلق من قناعة راسخة بأن المواجهة الفاعلة تحتاج أكثر من الشعارات، فهي تدعو إلى مقاربة عقلانية تستند إلى الفهم العميق للتاريخ وإعادة تعريف الأمن القومي، وتوحيد الرؤى العربية لمواجهة التهديدات.
بدوره، تحدث الدكتور جمال عبد الجواد، عضو الهيئة الاستشارية ومدير برنامج السياسات العامة بالمركز، عن صعود وهبوط دولاً، والهيمنة الغربية على العالم، ومن ثم انتقال مركز الثقل من أوروبا إلى آسيا والمحيط الهادي ولاسيما صعود الصين حيث الانتقال الحضاري من الغرب إلى آسيا.
و رأى أن أوروبا لا تزال قوة اقتصادية مهمة، و طرف معني بمصالحنا ومصادرنا أكثر من أي طرف دولي آخر، مؤكداً أهمية استمرار التعاون مع الدول الأوروبية.
وذكر الدكتور جمال عبد الجواد بأنه قد شهدنا تغييراً في الاتجاهات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق، حتى وإن لم يصل بعد في بلاد كثيرة إلى مستوى المؤثر في السياسات الفعلية للدول، إلا إننا لا نستطيع أن نتجاهل هذا التغيير.
من ناحيته، استعرض السفير الدكتور بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية الأسبق، مفهوم الدبلوماسية وخاصة دبلوماسية القمة وكافة المؤسسات المعنية بالعمل الخارجي، وكذا دور وزارة الخارجية تحديدا في المشاركة في صياغة الرؤية والإشراف على التنفيذ.
وحذر من إننا أمام نظام دولي شديد التعقيد، وإدارة أمريكية جديدة لا تريد أن يزاحمها أحد في قيادة العالم، منوهاً بالدرجة العالية من حالة الاستقطاب التي يشهدها العالم والتي ترفع شعار :"من ليس معنا فهو ضدنا".
وتحدث عن التحديات السياسية والأمنية في المشهد الحالي ولاسيما عقب أحداث السابع من أكتوبر، حيث الطرح الإسرائيلي الواضح عن تهجير الفلسطينيين، والذي تبنته في البداية إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ثم تراجعت عنه بعد الموقف المصري والعربي الحاسم، إذ إن هذا الطرح الآن يعود مرة أخرى رغم الرسائل المتكررة من أن المنطقة ترفضه.
وسلط الضوء على ما قام به الشعب الفلسطيني بالتحرك شمالاً، موضحا أن الفلسطينيين أدركوا جيداً كل دروس التاريخ ولن يتحركوا من وطنهم مهما حدث.
وأثنى على "اجتماع القاهرة" الذي جمع بجانب مصر والأردن وفلسطين وقطر والإمارات والسعودية؛ ما يعزز التحرك العربي ويبعث برسالة مشتركة، مشدداً على أهمية هذا التنسيق لبناء التحرك السياسي الخارجي العربي في المرحلة المقبلة.
وشدد على أهمية الأخذ في الاعتبار تعزيز الرؤية الإدراكية المشتركة للأطراف العربية، مع ضرورة تعزيز المصالح الاقتصادية، منوهاً في هذا الصدد إلى أن الكثير يتحدث عن الاستثمارات العربية المتزايدة في مصر، ولكن هناك في المقابل استثمارات مصرية متزايده في بعض الدول العربية والخليج، وهناك حركة رؤوس أموال مهمة، مؤكداً ضرورة النظر لتلك المسألة بشكل إيجابي؛ لأنها تخلق بنية تحتية من المصالح المشتركة التي تعزز الرؤية الإدراكية المشتركة للعرب وتدعم بناء سياسات عربية مشتركة.