سفير إيران لدى الدولة: اليوم الوطني مناسبة مهمة للاحتفاء بالتاريخ والمنجزات
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أكد سعادة السيد علي صالح آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى دولة قطر، أن اليوم الوطني لدولة قطر مناسبة مهمة لإحياء ماضي البلاد العريق، واستذكار تاريخها المجيد، والاحتفاء بمنجزاتها.
ونوه سعادة السفير، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إلى أن اليوم الوطني لدولة قطر حدث وطني مهم، غير أن قطر نجحت في ربطه العام الماضي بفعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي استضافتها بكل نجاح، مشيرا إلى أن مناسبتي اليوم الوطني وبطولة كأس العالم تزامنتا، وتم تنظيم عروض ثقافية وحضارية إسلامية أمام الملايين من المشاهدين حول العالم، على اختلاف أعراقهم وأديانهم وألوانهم وأفكارهم، ليتحول هذا الحدث الوطني والتاريخي لشعب قطر إلى مناسبة عالمية تذكر دائما بما حققه مونديال قطر من نجاحات تاريخية خالدة وباهرة، وبتميز دولة إسلامية بتنظيم أكبر حدث رياضي على مستوى العالم، ما أظهر أن لدى دولة قطر نهجا حاسما لتعزيز التعايش والحوار والتقارب بين الشعوب والثقافات في العالم.
وثمن سعادته مواقف دولة قطر الداعمة لشعب فلسطين وقضيته العادلة، مشددا على أن نصرة قطر لأهل غزة والوقوف إلى جانبهم وتقديم كافة أشكال الدعم لهم بتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، هي مواقف سيخلدها التاريخ في أذهان المسلمين والعالم كونها تؤكد -بلا شك- أن شعب قطر يحب العدالة والسلام، وأن نصرته للشعب الفلسطيني تعد رمزا للدفاع عن الإنسانية والعدالة.
وقال سعادة السيد علي صالح آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى دولة قطر في هذا السياق: إننا نقدر موقف حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في دعم المدنيين الأبرياء في غزة وكفالة الأيتام ورعاية جرحى هذه الحرب.
كما ثمن جميع أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي الذي تقدمه قطر للقضية الفلسطينية، وكذا المساعدات الإنسانية المقدمة من المؤسسات القطرية المختلفة لقطاع غزة، معتبرا إياها أمرا ملفتا للغاية.
وأشاد سعادة السفير آبادي بجهود دولة قطر الكبيرة في حل الخلافات والأزمات، ما جعلها وسيطا موثوقا به، لافتا إلى أن ذلك تجلى أيضا في الأزمة التي يعيشها حاليا قطاع غزة، حيث دور قطر السياسي الفاعل ووساطتها وجهودها الحثيثة للتوصل إلى هدن إنسانية، ومن ثم وقف دائم لإطلاق النار، وتبادل عدد من الرهائن، وهو عمل إنساني جدير بالثناء، في ظل ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي من جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.
وتابع قائلا في هذا الخصوص: "أصبحت دولة قطر مركزا للدبلوماسية العالمية، وما توافد رؤساء الدول المختلفة ومسؤوليها إلى البلاد وتواصلهم باستمرار مع المسؤولين القطريين، خاصة إبان أزمة غزة، إلا دليل على ذلك".
ونوه إلى أن كل هذه المواقف والسياسات عززت أكثر مكانة دولة قطر على الساحة الدولية والإقليمية، بفضل إسهام دبلوماسيتها في قضايا تهم المجتمع الدولي ولا تقدر بثمن لتحقيق الأمن والاستقرار بالحوار وليس بالعنف، ومكافحة الفقر والأمية والتغير المناخي وحماية البيئة.
ووصف سعادته في ختام تصريحه لـ /قنا/ العلاقات بين الدوحة وطهران بأنها إيجابية ومثالية وعميقة الجذور، في ظل ما يربط بين البلدين من حسن جوار وقواسم مشتركة تاريخية لا تحصى، وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية في أعلى مستوياتها.
وشدد على أنه بفضل التوجه الإيجابي لقيادتي وشعبي البلدين، فإن آفاق تطور وتنمية العلاقات القطرية الإيرانية مستقبلا تعد أكثر إشراقا من أي وقت مضى.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: اليوم الوطني
إقرأ أيضاً:
طموح زايد.. أصل الحكاية في معانقة الإمارات للفضاء
إعداد: يمامة بدوان
لم يكن اهتمام دولة الإمارات في سبر أغوار الفضاء وليد اللحظة، بل له شواهد تعود لخمسة عقود، وتحديداً في العام 1974. وهي أصل الحكاية التي بدأت بحلم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما استقبل فريق وكالة «ناسا» الأمريكية، الذي أطلق رحلة «أبولو» إلى سطح القمر، وشمل 3 رواد أمريكيين، إضافة للدكتور المصري فاروق الباز، الذي كان يعمل آنذاك مديراً للمتحف الأمريكي الوطني لرحلات الفضاء، وقدّم له جيمس إروين، أحد الرواد الأمريكيين، لوحة تذكارية للمركبة «أبولو» وهي على سطح القمر.
«إن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان كل ما يريد وما يرغب، وعلى الإنسان بدوره أن يحمد الله ويشكره على ما وهبه من نعم، وأن يراعي الإنسان الجوانب الإنسانية في كل ما يقوم به من عمل، كما عليه أن ينظر إلى البشر كافة بعين واحدة، عين المحبة والأخوّة، إننا في دولة الإمارات نساير أنفسنا مع الزمن، ومحاولة الحصول على كل ما هو جديد من شأنه أن ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا»، تلك الكلمة قالها المغفور له الشيخ زايد في حديثه مع فريق وكالة ناسا، وذلك حين استقبله في الثاني عشر من فبراير 1976 بقصره في منطقة البطين بأبوظبي، وكانت كلمات الوالد المؤسس تعبر عن حلمه في وصول دولة الإمارات إلى الفضاء.
في تلك الزيارة، تسلم الشيخ زايد هدية غالية، وهي لوحة تحمل صورة لمدار المركبة أبولو وبجانبها علم دولة الإمارات، الذي حمله الرواد معهم أثناء رحلتهم الأخيرة، وأكد الشيخ زايد، أن لهذه الصورة قيمة كبيرة، وهي هدية ثمينة يعتز بها الإماراتيون.
كما تسلم الشيخ زايد من الوفد الذي ضم 3 رواد فضاء أمريكيين، هم: توماس ستافورد، وفانس براند، ودونالد سايتون، والدكتور فاروق الباز، الذين زاروا أبوظبي بدعوة من حكومة دولة الإمارات، نموذج مصغر لمركبتي أبولو الأمريكية وسويوز السوفييتية.
وخلال اللقاء، أثنى طيّب الله ثراه، على إنجازات وكالة ناسا وما حققه رواد الفضاء الأمريكيون، ووجّه كلمة لهم، قائلاً: «إن ما توصلتم إليه من اكتشافات علمية يبشر بمستقبل طيب للعلم والعلماء وللبشرية أيضاً، فلا شك أن العلماء سيستفيدون من إنجازاتكم وخبراتكم في تجاربهم ودراساتهم وأبحاثهم العلمية التي يقومون بها لخدمة الإنسان والإنسانية، كالطب والعلوم الأخرى، إنكم بعملكم هذا قد مهدتم الطريق لغيركم من العلماء والرواد للوصول ومعرفة ما لم يتمكنوا من معرفته».
كما شهدت دولة الإمارات في عهده، طيب الله ثراه، تأسيس «الثريا للاتصالات» عام 1997، والتي كانت باكورة المراكز التي أسستها الدولة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الاصطناعية، فكان من أبنائه العمل ليل نهار بعزيمة وإصرار على تحقيق الحلم، والوصول إلى مصافّ الدول العالمية في استكشاف الفضاء.
بوابة الإمارات
يستعد العالم لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، من خلال «بوابة الإمارات»، التي ستكون طريق الرواد والعلماء في استكشاف الفضاء السحيق، والتي من المقرر إطلاقها في العام 2030، بالتزامن مع المرحلة الرابعة من مهمة «أرتميس»، حيث سيعمل مركز محمد بن راشد للفضاء على توفير طاقم البوابة القمرية ووحدة معادلة الضغط العلمية، التي ستسمح بنقل الطاقم والعلوم من وإلى الفضاء.
وفي مطلع 2024، أعلنت الإمارات قفزة نوعية في سجل إنجازاتها الحافل في مجال الفضاء، عبر انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، ما يجسد مدى حرصها تطوير وتفعيل آليات التعاون الدولي في مجال الفضاء، بما يخدم البشرية ويعود بالنفع والتقدم والازدهار، كما يبرز حجم الثقة بالكوادر الوطنية وقدرتها على لعب أدوار مؤثرة في أصعب وأدق المشروعات العلمية ذات الطابع العالمي.
ويعد المشروع الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر بعد غياب تجاوز 50 عاماً، للهبوط على سطحه وجعله قاعدة لمهمات مستقبلية نحو المريخ، وستتولى الإمارات مسؤولية تطوير وتشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عامًا قابلة للتمديد، كما ستحصل على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
كويكب «جوستيشيا»
لأن القيادة الرشيدة لا حدود لطموحها، أطلقت في أواخر مايو 2023، مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، الذي يستمر 13 عاماً، 6 منها للتطوير و7 لرحلة الاستكشاف، ستقطع خلالها المركبة الإماراتية 5 مليارات كيلومتر متجاوزة كوكب المريخ لاستكشاف 7 كويكبات والهبوط على آخر كويكب «جوستيشيا» في 2034.
وتعد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وستنطلق المركبة «MBR إكسبلورر»، في مارس من عام 2028، لتقطع مسافة 5 مليارات كيلومتر، وتتضمن 3 مناورات بمساعدة قوة الجاذبية لكواكب الزهرة والأرض والمريخ لزيادة سرعة المركبة الفضائية، ودعم سلسلة من التحليقات القريبة لتبدأ أول مواجهة مع كويكب في فبراير 2030.
أيدٍ إماراتية
يعد القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الأكثر تطوراً بالمنطقة، والذي يحمل الأحرف الأولى من اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أطلق في يناير 2025، ثاني قمر إماراتي الصُنع بالكامل وعلى أرض الدولة، بعد «خليفة سات» الذي تم إطلاقه عام 2018. ويوفر القمر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تقنياته الكبيرة، خاصة وأنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم، كما يمتاز بتحسين دقة التقاط الصور بأكثر من ضعف المستوى الذي تقدمه الأنظمة السابقة.
كما أطلقت الدولة في السنوات الماضية، مجموعة من الأقمار الاصطناعية، منها سلسلة أقمار كل من الثريا والياه، كذلك دبي سات 1 و2، إلى جانب نايف 1 ومزن سات وظبي سات و«دي إم سات 1»، أيضا القمر الراداري «اتحاد سات»، وغيرها الكثير.
الطريق للقمر
لأن الإمارات لا تقبل سوى بالمركز الأول، كانت صاحبة أول مهمة عربية لاستكشاف القمر، من خلال إطلاق المستكشف راشد إلى سطح القمر، على متن المركبة «هاكوتو - آر» من ولاية فلوريدا الأمريكية في 11 ديسمبر 2022، لكن المركبة لم تتمكن من الهبوط بنجاح على القمر يوم 25 إبريل 2023، فجاء إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في اليوم التالي عن المهمة الجديدة لمركز محمد بن راشد للفضاء لاستكشاف القمر تحت اسم «راشد2» ليبدأ العمل في بناء المستكشف، تأكيداً من سموه على أنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموس دولة الإمارات.
وقال سموه: «نحن دولة تأسست على الطموح.. نحن دولة لم تتوقف منذ 2 ديسمبر 1971.. ولن تتوقف.. ولن تلتفت.. ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها.. القادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله».
إعلان تاريخي
اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة منعطفاً تنموياً مهمّاً في مسيرتها نحو الفضاء، ذلك بإعلانها التاريخي عام 2014 إنشاء وكالة لعلوم الفضاء، ودخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة، والعمل على بناء رأس مال إماراتي بشري في تكنولوجيا الفضاء والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية، فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.
السير بالفضاء
شكّلت أول مهمة سير في تاريخ العرب بالفضاء، والتي نفذها بنجاح الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب في 28 إبريل 2023، خطوة تاريخية، ما جعل الإمارات الدولة العاشرة عالمياً تقوم بتنفيذ مهمة السير خارج المحطة الدولية، والتي استمرت 7 ساعات ودقيقة واحدة، وذلك خلال أطول مهمة للرواد العرب واستمرت 186 يوماً، جرى خلالها أكثر من 200 تجربة علمية، أسهمت في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع. وكان النيادي انطلق إلى الفضاء في مهمة «طموح زايد 2» يوم 2 مارس 2023، على متن المركبة الفضائية دراغون، ثم عاد إلى الأرض في 4 سبتمبر من العام ذاته، بعد نجاح أطول المهمة.
وفي 25 سبتمبر 2019، قام هزاع المنصوري بأول مهمة للمحطة الدولية، ضمن «طموح زايد 1»، وفي 5 مارس 2023، تخرّج كل من نورا المطروشي ومحمد الملا، بعد أن أمضيا 22 شهراً في تدريبات الرواد ضمن الدفعة ال 23 في «ناسا».