حلب-سانا

افتتحت اليوم فعاليات سوق الميلاد الذي تنظمه الأمانة السورية للتنمية ولجنة سيدات أعمال غرفة صناعة حلب بمشاركة 36 سيدة.

وتضم الفعالية التي تستمر خمسة أيام في منارة حلب القديمة معرضاً لمختلف أنواع المنتجات اليدوية والصوف والرسم على الزجاج والخشب والكروشيه والإيتامين، ومختلف أصناف الحلويات الحلبية والإكسسوارات والألبسة، ومسرحاً لخيال الظل وجوقات الكورال.

وأوضحت منسقة الفعاليات في منارة حلب القديمة شميريام مقديس في تصريح لمراسلة سانا أن فعالية سوق الميلاد تضم عدة نشاطات من معرض ومسرح خيال الظل وجوقات الكورال، لافتة إلى أن المعرض يسهم في تنشيط العجلة الاقتصادية للمدينة القديمة وإعادة الحياة فيها، والتعريف بالمنتجات المتميزة والحرفية الخاصة بأعياد الميلاد.

وبينت عضو مجلس إدارة ورئيسة لجنة سيدات الأعمال بغرفة صناعة حلب المهندسة آني ماركوسيان أن المعرض هو ترويج للسيدات اللواتي يعملن على صناعة المشغولات اليدوية ولا يمتلكن منافذ للبيع، ليتمكن في المستقبل من التأسيس لمشاريعهن.

وأضافت: إن السيدات المشاركات قسم منهن مواظبات على المشاركة في المعارض، وقسم خضعن لدورات مهنية.

وقالت عالية الإلشي: إنها حرصت على المشاركة للترويج لمنتجاتها من مختلف أنواع منتجات الرسم على الزجاج والرسم على الدف واللوحات.

وتحدثت بيتي أوهان عن مشاركتها بتقديم مختلف أصناف الحلويات من ملبن وقمر الدين و”شيز كيك وبيتفور وكاتو”، مؤكدة أن المرأة قادرة على الإبداع والإنتاج وتحدي الظروف الاقتصادية الصعبة وإيجاد مصدر دخل لعائلتها.

وبينت أربي مخسيان أنها شاركت بمجموعة من الصابون الطبي والمصنع من مواد طبيعية وبأشكال وألوان متعددة وروائح متنوعة، بهدف التأسيس لمشروعها والبيع بأسعار منافسة للزوار.

وأشارت صونيا نرسيسيان إلى أنها تعمل في صناعة المنتجات اليدوية الصوفية والإيتامين منذ 40 عاماً ، وورثت ابنتها عنها هذه المهنة، وهي ما زالت تشارك في المعارض لكسب المزيد من الزبائن الجدد، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على هذه المهنة للأجيال الشابة.

بريوان محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة

د. احمد التيجاني سيد احمد

لماذا جيش التأسيس؟

السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم؛ فإما أن يتوحد السودانيون تحت مظلة جيش قومي حقيقي يدافع عن البلاد، وإما أن يظل السودان رهينة للمليشيات، والتدخلات الأجنبية، والمؤسسة العسكرية الفاسدة التي لطالما استخدمت ٨٠٪ من ميزانية الدولة في تعزيز سلطتها بدلاً من حماية الوطن والمواطن.

لطالما كانت المؤسسة العسكرية السودانية أداةً في يد الأنظمة الاستبدادية، منذ قمع تمرد توريت إلى قصف القرى الجنوبية بقيادة حسن بشير، وصولاً إلى الانقلابات العسكرية المتكررة، وأخيرًا الحرب التي أشعلتها مليشيات الإسلاميين في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ لإعادة عقارب الساعة إلى حكمهم الشمولي. لكن الأوضاع اليوم مختلفة، إذ تشكلت قوى مقاومة واسعة تسيطر على أكثر من ٧٠٪ من السودان، وهي فرصة ذهبية لتأسيس جيش قومي جديد هدفه حماية السودان، وليس حماية نظام بعينه أو عقيدة شمولية.

١. توحيد الفصائل المقاومة: ضرورة وجودية

السودان يعيش حالة تشرذم عسكري خطير، حيث تتوزع السيطرة بين الجيش الرسمي المودلج الشمولي والمليشيات والقوات المتحالفة مع النظام السابق. هذا الوضع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج ٣٥ عامًا من الحكم الإسلاموي الذي قوّض الجيش القومي لصالح كتائب الظل والمليشيات الموالية، والتي أُعيد إنتاجها في عدة أشكال بعد سقوط البشير.

لكن على الضفة الأخرى، هناك واقع جديد:
- الفصائل المناهضة للانقلاب العسكري تسيطر على الغالبية العظمى من السودان، وتملك القدرة على تأسيس جيش جديد على أسس قومية.
- القوى المدنية والمسلحة المتضررة من حكم العسكر بدأت تفهم ضرورة التنسيق العسكري والسياسي لخلق كيان قادر على فرض معادلة جديدة في البلاد.

وهنا يبرز السؤال إلى خالد عمر والقوى المدنية فيما اسموه تحالف الصمود :
لماذا لا يكون هناك تحالف شامل يوحد الفصائل المقاومة ضد الانقلابيين الذين تحصنوا في بورتسودان؟ لماذا لا تنضمون إلى تحالف التأسيس، الذي يسعى إلى تشكيل جيش قومي يحمي السودان من التفكك والخضوع للنفوذ الأجنبي؟

٢. الأدلة الإحصائية والمنطقية على الحاجة لجيش قومي جديد

أ. انهيار الجيش الرسمي وسيطرة المليشيات
- فقد الجيش السوداني الرسمي أكثر من ٦٠٪ من قوته القتالية بسبب الانشقاقات والصراعات الداخلية.
- أصبحت المؤسسة العسكرية مخترقة بالكامل من الإسلامويين، وتحولت إلى أداة لحماية مصالحهم وليس حماية الوطن.
- المليشيات المنتشرة الآن تتجاوز ٨٠ مجموعة مسلحة، ما يجعل السودان أقرب إلى الفوضى إذا لم يتم بناء جيش قومي موحد.

ب. التجارب السابقة لفشل الدمج العسكري
- كل محاولات دمج المليشيات في الجيش الرسمي فشلت لأنها لم تكن قائمة على أساس قومي حقيقي.
- تجربة اتفاق جوبا للسلام أثبتت ، بالرغم من اهمية الاتفاقية و الامال العريضة التي بنيت عليها، هشاشة الحلول الجزئية، إذ لم تسهم في توحيد القوات بل زادت من تشرذمها.

ج. البوادر المشجعة نحو جيش التأسيس
- على المستوى السياسي، هناك توافق على ميثاق ودستور لدولة التأسيس، ما يمهد لإطار قانوني لجيش قومي جديد.
- على المستوى العسكري، بدأت بوادر تنسيق بين الفصائل المسلحة، وهي خطوة يجب تعزيزها بإعلان توحيد الجيش بدون تأخير.

٣. المخاطر الإقليمية: مصر، روسيا، وتركيا تتربص بالسودان

في ظل انهيار الجيش الرسمي، بدأت قوى إقليمية ودولية في فرض أجنداتها على السودان:

- مصر تدعم بقايا النظام القديم، وتسعى لإبقاء السودان ضعيفًا لضمان عدم تهديدها في ملف النيل. كما أنها فرضت عقودًا تمتد ٩٩ عامًا للاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي السودانية.
- روسيا تستغل الوضع لتمرير مشاريع التعدين ونهب الذهب، وتسعى لإنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
- تركيا تدخل على خط الأزمة بعلاقات مشبوهة مع فلول النظام البائد لضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية.

لذلك، فإن بناء جيش وطني مستقل ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية لحماية السودان من التبعية والانهيار.

٤. جيش التأسيس: كيف يبدو الحل؟

إنشاء جيش قومي جديد لا يعني فقط استبدال الأشخاص، بل بناء مؤسسة قومية عسكرية جديدة بالكامل، تستند إلى المبادئ التالية:

✅ محايد سياسيًا: يعمل وفقًا لدستور وقوانين الدولة، وليس وفقًا لأيديولوجيا حزبية أو دينية.
✅ متنوع قوميًّا وجغرافيًا: يمثل كافة أقاليم السودان بعدالة، لمنع احتكار السلطة العسكرية.
✅ تدريب احترافي: يعتمد على معايير عسكرية حديثة، بدلاً من التعبئة العشوائية الحالية.
✅ خاضع للحكم المدني: لا يتدخل في السياسة، بل يكون تحت إشراف حكومة ديمقراطية منتخبة.

٥. الخطوات المطلوبة الآن

1. الإعلان عن هياكل دولة التأسيس، بما يشمل قيادة الجيش الجديد وآلياته التنظيمية.
2. دمج الفصائل المقاومة في كيان عسكري قومي يضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة.
3. عزل بقايا النظام السابق عن أي ترتيبات عسكرية جديدة لمنعهم من التسلل وإفساد المشروع.
4. رفض أي تدخل خارجي في تشكيل الجيش الجديد، خاصة من القوى التي تسعى لاستغلال السودان لمصالحها.

٦. الخاتمة: البناء أو الانهيار

السودان يواجه خيارًا واضحًا:
- إما بناء جيش قومي جديد يحمي وحدة البلاد ويمنع التدخلات الأجنبية.
- أو الاستمرار في دوامة الفوضى، مما سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتحويلها إلى ساحة صراع دولي.

تحالف السودان التأسيسي (تاسيس Tasees) هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان من التفكك والخضوع للنفوذ المصري والروسي والتركي. إن لم يتم استغلال هذه الفرصة الآن، فإن الأجيال القادمة لن تتذكرنا سوى كجيل فرّط في السودان.

نواصل
د. احمد التيجاني سيد احمد
٩ مارس ٢٠٢٥ نيروبي كينيا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
  • تاريخها يعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. “الطابونة” التونسية تحمل الهوية القرطاجية
  • إبداع من قلب التراث .. افتتاح معرض ببيت السناري باليوم العالمي للمرأة
  • بمشاركة مصرية .. انطلاق حفل افتتاح دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص تورين ٢٠٢٥
  • بمشاركة 16 مشروعاً… “هاكاثون سوريا” يختتم فعاليته في دار الأوبرا ‏بدمشق
  • بمشاركة مصرية.. اليوم انطلاق حفل افتتاح دورة الألعاب العالمية الشتوية للاولمبياد الخاص
  • منى السبكي.. سيدة قبطية بالبحيرة غزلت من الصوف فوانيس وعرايس احتفالا برمضان
  • افتتاح معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" رسميًا في طوكيو
  • في ذكرى التأسيس .. صور ترصد مراحل تطور الجامع الأزهر عبر العصور المختلفة
  • جمعية الخبراء: الإعفاءات الضريبية تحمي الحرف اليدوية والإبداعية من الاندثار