راشد بن حميد الراشدي **
بكيتُ دنيا اليوم حتى تبللت لحيتي
وتقاطر من عيني سيلًا على فراقها عرمرم
أيعقل أن نرى طفلاً معاقًا على سريره
وترمى عليه أم الفظائع
فيا رب عفوك في ضمائر قومنا
فقد ماتت ولن تحيا تحت ذل عدو مجرم
نشرت صحيفة القبس الكويتية الإلكترونية لقاءً مصورًا مع الطفلة الفلسطينية دنيا أبو محسن- قبل استشهادها- وهي ترقد على سريرها بمستشفى ناصر بعد مقتل جميع أفراد أسرتها وتأمل في علاجها وعودة حياتها لطبيعتها بعد بتر ساقها ونجاتها من الموت وبعد أيام بسيطة قصف العدو الغاشم الجبان المستعلي بجبروته على الضعفاء مستشفى ناصر بمن فيه من مرضى لا حول لهم ولا قوة إلا بالله؛ فلحقت دنيا بأسرتها إلى جنان الخلد شهيدة طاهرةً نحتسبها عند الله.
إن العين لتدمع وإن القلب لينفطر على تلك الأرواح التي أزهقت من أطفال وعجزة ومرضى وضعفاء مسالمين لا ذنب لهم إلا أنهم فلسطينيون يعيشون على أرضهم ويدافعون عن كرامتهم وعزتهم المسلوبة.
اليوم أشهد الله على جرائم ترتكب وشعب يباد وعدو حاقد فاجر لعنه الله وأذله وأقام الحجة عليه الى يوم الدين. وأشهد الله على موت الضمائر بكل أشكالها وألوانها وأطيافها مشرقها ومغربها في أمة تفنى أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
لقد بكيت وبكيت واستبرأتُ الله في موت أطفال فلسطين وإخواننا الفلسطينيين جميعًا وهم محاصرون وقد تكالبت عليهم الأمم وقوى الشر التي لا ترحم ضعيفًا ولا شيخًا ولا كهلًا ولا نساء ولا رجالا فسوت بهم ومنازلهم الأرض فلم تردعهم كلمات الشرفاء ولا مناداة أحرار العالم منطقهم القوة الغاشمة وحكمهم فناء كل من يطالب بحقه ووطنه وحريته توحدوا على وهم أمة وهم شتات وسيبقون شتاتاً وسيعيشون شتاتاً بإذن الله.
قتلُوا دنيا وأطفال فلسطين وهم لا يعلمون أن أرواحهم في حويصلات طيور الجنة ترتع في ملذاتها وأن دماءهم تثور في أرض وتراب فلسطين لتقتلع جذورهم وجذور آبائهم الأنجاس الذين احتلوا وطناً ليس لهم ولا لأجدادهم فعاثوا فسادً سنين واليوم دقت ساعة النصر وساعة التحرير وساعة التطهير من رجزهم ونجاستهم فبوارق النصر لاحت وساعات الحسم قربت وفجر الصبح المشرق قادم لا محالة بإذن الله.
قال تعالى "إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ"
رحلت دنيا أبو محسن شهيدة عزيزة وبقيت ضمائرنا وضمائر العالم أجمع شاهدة على جبن الجميع في وقف حرب بربرية تمدها قوى الشر بكل أشكال وأنواع أسلحة الفتك بالبشرية والإنسانية كما فتكت قنابلها بهيروشيما ونجازاكي بالأمس القريب ملايين البشر بلا رحمة وهي اليوم توجه بوصلتها وبكل ما أوتيت من قوة نحو جزء غالٍ من فلسطين (غزة) للقضاء على صحوة أمة ليس لها اليوم إلّا الله والله ناصرها وحاميها بإذنه فقد تكفل بذلك وهو القادر المنتقم الجبار من أولئك اليهود الأشرار.
اللهم لا تؤخذنا بحق دنيا أبو محسن وبحق أحرار فلسطين شهدائها وجرحاها ومن بقي مقاومًا لأجل حريتها فقد ماتت الضمائر وخذلتهم الأمم وأول الأمم بني جلدتهم والمسلمين وأحرار العالم الآخرين.
اليوم نرثيك يا دنيا وقد أبدلك الله عن ساقك جناحين تطيرين بهما في الفردوس الأعلى من الجنة فهناك منازل الشهداء والصالحين وقد استغنيت عن ظلم العباد للعباد وعن موت الضمائر التي لن تحيا إلا بقول الحق ونصرة المظلوم وقطع كف الظالم فمتى ثم متى ثم متى ستستيقظ الضمائر أو ليس يكفي ما تسمع وتشاهد أم أنها صُمت وأعُميت فلا تسمع ولا تبصر بالمصائب.
إنه عالم عجيب أن يبقى بلا ضمائر فلقد زكمت فظائع بني صهيون الأنوف، والكل حائر فليس الى سبيل سوى جهاد يفضي لنصر أو شهادة يلاقي بها المجاهد ربه يوم تبلى السرائر.
اللهم أنصر أهلنا في فلسطين وارحم شهداءهم وقوي شوكتهم وسدد رميهم وسهامهم وأيدهم بنصرك يا رب العالمين ولا تؤاخذنا بضعف الضمائر وتداعيات الأقدار وعدم القدرة على نصرهم إنك أنت علام الغيوب يا أرحم الراحمين الله احفظ أوطاننا وسائر أوطان المسلمين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الله أوحى به لرجل فقير قصة انتخاب البابا فرنسيس كما لم تُروَ من قبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب موعد المجمع البابوي السابق، انشغلت وسائل الإعلام العالمية بتوقع من سيصبح البابا الجديد. المحللون، وخبراء الشأن الرقمي، تنافسوا في تقديم أسماء مرشحين بارزين. ومع ذلك، لم يتطرق أحد إلى الكاردينال الأرجنتيني البسيط، صاحب الحقيبة والحذاء القديم، الذي كان على موعد مع التاريخ ليصبح البابا فرنسيس.
ملفات تعريف تضلل أكثر مما توضح
في كل مرة يُفتح فيها الحديث عن خليفة محتمل للبابا، تبدأ التوقعات مجددًا: “ربما يكون البابا القادم أسود البشرة، آسيويًا، أو أمريكيًا شماليًا.” وتُعرض ملفات شخصية متعددة، لكنها بدلًا من إلقاء الضوء، تخلق المزيد من الضبابية والتشويش.
الوجه غير المتوقع: ماسيمو
في قلب هذا المشهد المعقد، لم يكن هناك سوى شخص بسيط واحد يحمل مفاجأة السماء. رجل إيطالي لا ينتمي إلى أي رهبنة شهيرة، يُدعى “ماسيمو”. شكله يوحي بأنه فرنسيسكاني، يرتدي خرقًا، أقرب لنبي منه إلى عاقل.
ثلاث ليالٍ من الصلاة في ساحة القديس بطرس
أمضى ماسيمو ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ دون توقف، يصلي تحت المطر والبرد في ساحة القديس بطرس، طالبًا من الروح القدس شيئًا بسيطًا وعظيمًا في آن: “بابا يحمل كاريزما القديس فرنسيس الأسيزي، ويحب الفقراء.”
تأثر الناس واستجابة السماء
مرّ الناس من حوله، وتأثر بعضهم بمشهد رجل راكع طوال هذا الوقت، فانضموا إليه في الصلاة لفترات قصيرة. لكن ما يبدو واضحًا اليوم هو أن الله قد سمعه، وأعطى العالم “فرنسيس الفقراء”.
الروح القدس مع المتواضعين
الروح القدس لا يظهر للمتكبرين، بل يكشف نفسه للمتواضعين. ربما حان الوقت لنتعلم من مثال الأخ ماسيمو، بدلًا من الاتكال على تحليلات الكثير من الخبراء، فاختيار البابا الحقيقي بيد الروح القدس، لا بيد البشر.
دعوة للتأمل والاقتداء
لعلها دعوة لنا جميعًا أن نعيد النظر في كيف نرى الأمور الكبرى في العالم. فالمفاجآت الإلهية قد تأتي عبر أناس بسطاء، لا يملكون إلا الصلاة والتواضع.