عربي21:
2024-11-08@05:46:37 GMT

حسين الشيخ.. التقييم الشامل يتحقق بدون وظيفتكم

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، لإجراء "تقييم وطني شامل لكل ما جرى" بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وذكَر أن لا أحد فوق القانون والمحاسبة والمساءلة، وأنه "يجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول، وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد".

.

في ظاهر هذه الدعوة التي أسهب الشيخ فيها بكثير من النقاط عن المسؤولية ودور منظمة التحرير وبالإشارة المباشرة لـ"تكتيكات" حماس والمقاومة وما إلى ذلك؛ ما قد يعتبرها البعض "صحوة" في زمن العدوان الإسرائيلي، لكنها بإنعاش أمريكي بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى تل أبيب ورام الله لمناقشة اليوم التالي بعد القضاء على حركة "حماس"..

يمكن أن تكون هواجس أمين سر اللجنة التنفيذية "صحيحة" وفي سياقها لو أن هناك رغبة حقيقية للتقييم الشامل الذي ينادي به الكل الفلسطيني منذ ما بعد أوسلو بأيام قليلة، أي منذ ثلاثين عاما، والسلطة تدير ظهرها لكل هذه الدعوات، لا بل عطلت معظمها واختارت المضي في ملاحقة السراب المرتبط بالعلاقة مع الاحتلال وأوهام السلام، إلى بقية القصة المعروفة عن ترهل السلطة الفلسطينية وتعطيلها لكل المؤسسات ولأي حوار، وقمعها لأي نقدٍ للاحتلال وللسلطة.

حسين الشيخ هو أحد الرموز والأشخاص الذين يقودون "باقتدار" إسرائيلي عملية التنسيق الأمني العالي حتى في ذروة العدوان على غزة، ليحصل على الثناء الأمريكي الإسرائيلي لتعطيله أي تفعيل للنقد وقمعه أي تحرك في الشارع الفلسطيني لإرباك الاحتلال
وحسين الشيخ هو أحد الرموز والأشخاص الذين يقودون "باقتدار" إسرائيلي عملية التنسيق الأمني العالي حتى في ذروة العدوان على غزة، ليحصل على الثناء الأمريكي الإسرائيلي لتعطيله أي تفعيل للنقد وقمعه أي تحرك في الشارع الفلسطيني لإرباك الاحتلال.

ولا يُفهم من كلامنا أننا ضد التقييم الوطني الشامل، لكن لتكن بدايته بإلغاء تعيين "أمين سر" منظمة التحرير الذي وصل لمنصبه بدون انتخابات، وقبل الإصلاحات التي تشمل المنظمة ومؤسساتها. ولأن المنظمة لديها أمين سر، وكل أسرارها بين أيدي الشاباك وغرف التنسيق مع الاحتلال، فدون أن يتحرر الشعب من مرجعياته المهترئة، لن يكون هناك تقييم يترك العقل طليقا يفتش عن الخطأ والصواب.

وينبغي النظر لهذه الطروحات في الوقت الذي يراكم فيه الاحتلال المجازر في غزة، ويوسع العدوان في مدن الضفة من جنين شمالا إلى الخليل جنوبا والقدس. كان الفلسطيني المقموع والمقتول يتأمل أفعال وممارسات وتصريحات السلطة من رئيسها إلى أمين سرها، إلى أن جاء جيك سوليفان ليُفصح أمين السر عن الرغبة المشتركة في رؤية اليوم التالي للفلسطينيين أن يكون "إسرائيليا"، أن تكون أيامنا مثل الأيام التي يقضيها من هم تحت قبضة السلطة وتنسيقها الأمني، وأن تنفذ الرغبة الإسرائيلية بأن يكون لها السيطرة الأمنية المباشرة على غزة بإدارة السلطة التي تكون قد أنهت "التقييم الشامل" حسب المصلحة الأمريكية الإسرائيلية.

وبمنطق أمين السر القائل لرويترز "لا يوجد أحد فوق المساءلة أو منزها، إذن يجب أن يكون تقييم وطني فلسطيني شامل لكل ما جرى وما سيجري في المستقبل".. لكن ما جرى في الماضي أهم، وكان الطريق المعبد للكارثة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية برمّتها.

فحين يعتبر أمين السر لمنظمة التحرير أن اتفاق أوسلو "يتعثر" فيعني أن هناك إمكانية لتقويم قدمي الاتفاق وجعله ينهض مجددا رغم كل الرهانات التي لا علاقة لها بالتقييم السليم للمنطق وللتاريخ وللأحداث التي قتلت كل فرص السلام، وليس القيام "بتعثيرها".

وعلى اعتبار أن رموز السلطة ما زالوا غرقى في متاهة الانفعال والتجريب وتبديد الطاقات وضرب كل حوار وقمع كل نهوض وطني شامل، فإن الحديث يُفهم في سياقه الإسرائيلي مع الرغبة الأمريكية في تحسين وضع السلطة الفلسطينية بإعادة نسخ دورها الوظيفي في قطاع غزة لتأمين أمن الاحتلال، وهو شرط من شروط أوسلو وبند لم يتعرض للاهتزاز والمراجعة والتقييم، وقد أكسب هذا الشرطُ السلطةَ الفلسطينية الكثير من عادات وتقاليد التخلي الفعلي عن المشروع الوطني الفلسطيني التحرري بمعناه الواسع والضيق.

لأن هذا السلوك هو نتاج ثلاثة عقود من الحسابات النمطية لقيادات نمطية مستفزة لمساهمتها المباشرة في تراكم الأخطاء والكوارث، فينبغي النظر لطرح أمين السر في منظمة التحرير على محمل الجد، ومطالبته بتغيير نفسه ودوره وأن يكون لأمانة السر وللمنظمة وللفصائل والقوى التصاق بمشروع الفلسطينيين التحرري، وأن يكون التقييم الجاد والطليق يبدأ من المصلحة الفلسطينية الواسعة ويتجاوز الأطر الضيقة التي حشرت بها السلطة نفسها من خلال الابتعاد عن المصلحة الوطنية ورهانها على الاحتلال
مراقبة دور وسلوك وصمت السلطة الفلسطينية في جولة العدوان على غزة والضفة، وانخراطها مع حالة عربية متصهينة حتى العظم، ليس بحاجة لشرح في إدارة صد العدوان عن غزة وعن الشعب الفلسطيني في كل مدنه وقراه في الضفة والقدس وغزة، ولأن هذا السلوك هو نتاج ثلاثة عقود من الحسابات النمطية لقيادات نمطية مستفزة لمساهمتها المباشرة في تراكم الأخطاء والكوارث، فينبغي النظر لطرح أمين السر في منظمة التحرير على محمل الجد، ومطالبته بتغيير نفسه ودوره وأن يكون لأمانة السر وللمنظمة وللفصائل والقوى التصاق بمشروع الفلسطينيين التحرري، وأن يكون التقييم الجاد والطليق يبدأ من المصلحة الفلسطينية الواسعة ويتجاوز الأطر الضيقة التي حشرت بها السلطة نفسها من خلال الابتعاد عن المصلحة الوطنية ورهانها على الاحتلال، وهو ما أدى لتبخر مشروع الدولة والسلطة في آن واحد.

أليست النداءات والمناشدات الكثيرة منذ ثلاثين عاما، تنادي بوقف المهزلة الفلسطينية التي منحت الاحتلال هدوءا مكنه من السيطرة على الأرض وتوسيع عدوانه مقابل البند "السحري" الذي ربط علاقة السلطة بالاحتلال؟ فكيف كان رد السلطة على كل الدعوات والمناشدات التي اكتشفها أمين السر بحضور جيك سوليفان؟ الرد معروف من خلال الجنرال الأمريكي كيث دايتون ونسله المتوالد في أروقة السلطة الفلسطينية في رام الله، وواحد من الذين يسهرون على رعاية هذا النسل أمينُ سر المنظمة نفسه مع بقية أزلامها الذين يسهرون على الحيلولة لمنع تقييم شامل؛ يبدأ بدونهم وبدون وجود وظيفتهم المشتركة مع الاحتلال.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطيني منظمة التحرير حماس أوسلو فلسطين حماس أوسلو منظمة التحرير المراجعة مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة منظمة التحریر أمین السر وأن یکون على غزة أمین سر أن یکون

إقرأ أيضاً:

أمين عام حزب الله: النصر قريب وهزيمة الاحتلال مؤكدة

الجديد برس|

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الأربعاء، في خطاب تحدي متلفز، استعداد المقاومة اللبنانية لمواجهة واسعة النطاق ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن “حزب الله يمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين والإمكانات التي تتيح له الاستمرار لفترة طويلة”.

وقال الشيخ قاسم: “ستصرخ “إسرائيل” من ضربات الصواريخ والطائرات، ولا يوجد مكان في الكيان محصن ضدها. الأيام المقبلة ستثبت ذلك، وما سيأتي سيكون أكثر قوة”.

وأشار إلى أن الحزب سيجبر الاحتلال على طلب وقف العدوان، مؤكدًا أن موقف المقاومة يعتمد على القوة الميدانية وليس على أي حراك سياسي.

وأوضح الشيخ قاسم أن الانتخابات الأميركية لا تمثل أهمية لحزب الله، مشيراً إلى أن الحزب يراهن على الميدان، وأن “الاحتلال خاسر في هذا المجال ولن يتمكن من تحقيق أهدافه”.

وتابع قائلاً: “ليس في قاموسنا إلا الصمود والنصر، ولن نركع إلا لله، وزمن الهزائم قد ولى، وحلّ مكانه زمن الانتصارات”.

وفي سياق متصل، أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 21 جندياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، منهم 13 على الجبهة الشمالية مع لبنان و8 في قطاع غزة، كما أعلنت مصادر الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 20 شخصاً بسبب التدافع والهلع أثناء التوجه إلى الملاجئ وسط “إسرائيل”.

وأفاد اللواء احتياط نوعام تيفون، القائد السابق للفيلق الشمالي بجيش الاحتلال، بوجود “عجز كبير في القوات القتالية”، حيث تحدث عن نقص يصل إلى 10 آلاف جندي، وبيّن أن الحرب أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش من قتلى ومصابين، مؤكداً أن الجيش يعاني نقصاً واضحاً في عدد المجندين القتاليين.

مقالات مشابهة

  • حسين فهمي: مهرجان القاهرة يدعم القضية الفلسطينية والشركات الراعية مصرية
  • ماذا لو نجحت صفقة الممر الآمن وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
  • الصحة الفلسطينية: شهيد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين
  • هل لمس العورة بقصد أو بدون يبطل الوضوء.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين عام حزب الله: النصر قريب وهزيمة الاحتلال مؤكدة
  • ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
  • الإحتلال يسقط 85 ألف طن من القنابل على غزة
  • «الصحة الفلسطينية»: 3 شهداء في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قباطية
  • مصر تؤكد دعم السلطة الفلسطينية واستمرار جهود “التهدئة” في غزة
  • المنفوخ: ليبيا تحتاج إلى تغيير السلطة التنفيذية والتشريعية والرقابية والقضائية