حسين الشيخ.. التقييم الشامل يتحقق بدون وظيفتكم
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، لإجراء "تقييم وطني شامل لكل ما جرى" بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وذكَر أن لا أحد فوق القانون والمحاسبة والمساءلة، وأنه "يجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول، وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد".
في ظاهر هذه الدعوة التي أسهب الشيخ فيها بكثير من النقاط عن المسؤولية ودور منظمة التحرير وبالإشارة المباشرة لـ"تكتيكات" حماس والمقاومة وما إلى ذلك؛ ما قد يعتبرها البعض "صحوة" في زمن العدوان الإسرائيلي، لكنها بإنعاش أمريكي بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى تل أبيب ورام الله لمناقشة اليوم التالي بعد القضاء على حركة "حماس"..
يمكن أن تكون هواجس أمين سر اللجنة التنفيذية "صحيحة" وفي سياقها لو أن هناك رغبة حقيقية للتقييم الشامل الذي ينادي به الكل الفلسطيني منذ ما بعد أوسلو بأيام قليلة، أي منذ ثلاثين عاما، والسلطة تدير ظهرها لكل هذه الدعوات، لا بل عطلت معظمها واختارت المضي في ملاحقة السراب المرتبط بالعلاقة مع الاحتلال وأوهام السلام، إلى بقية القصة المعروفة عن ترهل السلطة الفلسطينية وتعطيلها لكل المؤسسات ولأي حوار، وقمعها لأي نقدٍ للاحتلال وللسلطة.
حسين الشيخ هو أحد الرموز والأشخاص الذين يقودون "باقتدار" إسرائيلي عملية التنسيق الأمني العالي حتى في ذروة العدوان على غزة، ليحصل على الثناء الأمريكي الإسرائيلي لتعطيله أي تفعيل للنقد وقمعه أي تحرك في الشارع الفلسطيني لإرباك الاحتلال
وحسين الشيخ هو أحد الرموز والأشخاص الذين يقودون "باقتدار" إسرائيلي عملية التنسيق الأمني العالي حتى في ذروة العدوان على غزة، ليحصل على الثناء الأمريكي الإسرائيلي لتعطيله أي تفعيل للنقد وقمعه أي تحرك في الشارع الفلسطيني لإرباك الاحتلال.
ولا يُفهم من كلامنا أننا ضد التقييم الوطني الشامل، لكن لتكن بدايته بإلغاء تعيين "أمين سر" منظمة التحرير الذي وصل لمنصبه بدون انتخابات، وقبل الإصلاحات التي تشمل المنظمة ومؤسساتها. ولأن المنظمة لديها أمين سر، وكل أسرارها بين أيدي الشاباك وغرف التنسيق مع الاحتلال، فدون أن يتحرر الشعب من مرجعياته المهترئة، لن يكون هناك تقييم يترك العقل طليقا يفتش عن الخطأ والصواب.
وينبغي النظر لهذه الطروحات في الوقت الذي يراكم فيه الاحتلال المجازر في غزة، ويوسع العدوان في مدن الضفة من جنين شمالا إلى الخليل جنوبا والقدس. كان الفلسطيني المقموع والمقتول يتأمل أفعال وممارسات وتصريحات السلطة من رئيسها إلى أمين سرها، إلى أن جاء جيك سوليفان ليُفصح أمين السر عن الرغبة المشتركة في رؤية اليوم التالي للفلسطينيين أن يكون "إسرائيليا"، أن تكون أيامنا مثل الأيام التي يقضيها من هم تحت قبضة السلطة وتنسيقها الأمني، وأن تنفذ الرغبة الإسرائيلية بأن يكون لها السيطرة الأمنية المباشرة على غزة بإدارة السلطة التي تكون قد أنهت "التقييم الشامل" حسب المصلحة الأمريكية الإسرائيلية.
وبمنطق أمين السر القائل لرويترز "لا يوجد أحد فوق المساءلة أو منزها، إذن يجب أن يكون تقييم وطني فلسطيني شامل لكل ما جرى وما سيجري في المستقبل".. لكن ما جرى في الماضي أهم، وكان الطريق المعبد للكارثة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية برمّتها.
فحين يعتبر أمين السر لمنظمة التحرير أن اتفاق أوسلو "يتعثر" فيعني أن هناك إمكانية لتقويم قدمي الاتفاق وجعله ينهض مجددا رغم كل الرهانات التي لا علاقة لها بالتقييم السليم للمنطق وللتاريخ وللأحداث التي قتلت كل فرص السلام، وليس القيام "بتعثيرها".
وعلى اعتبار أن رموز السلطة ما زالوا غرقى في متاهة الانفعال والتجريب وتبديد الطاقات وضرب كل حوار وقمع كل نهوض وطني شامل، فإن الحديث يُفهم في سياقه الإسرائيلي مع الرغبة الأمريكية في تحسين وضع السلطة الفلسطينية بإعادة نسخ دورها الوظيفي في قطاع غزة لتأمين أمن الاحتلال، وهو شرط من شروط أوسلو وبند لم يتعرض للاهتزاز والمراجعة والتقييم، وقد أكسب هذا الشرطُ السلطةَ الفلسطينية الكثير من عادات وتقاليد التخلي الفعلي عن المشروع الوطني الفلسطيني التحرري بمعناه الواسع والضيق.
لأن هذا السلوك هو نتاج ثلاثة عقود من الحسابات النمطية لقيادات نمطية مستفزة لمساهمتها المباشرة في تراكم الأخطاء والكوارث، فينبغي النظر لطرح أمين السر في منظمة التحرير على محمل الجد، ومطالبته بتغيير نفسه ودوره وأن يكون لأمانة السر وللمنظمة وللفصائل والقوى التصاق بمشروع الفلسطينيين التحرري، وأن يكون التقييم الجاد والطليق يبدأ من المصلحة الفلسطينية الواسعة ويتجاوز الأطر الضيقة التي حشرت بها السلطة نفسها من خلال الابتعاد عن المصلحة الوطنية ورهانها على الاحتلال
مراقبة دور وسلوك وصمت السلطة الفلسطينية في جولة العدوان على غزة والضفة، وانخراطها مع حالة عربية متصهينة حتى العظم، ليس بحاجة لشرح في إدارة صد العدوان عن غزة وعن الشعب الفلسطيني في كل مدنه وقراه في الضفة والقدس وغزة، ولأن هذا السلوك هو نتاج ثلاثة عقود من الحسابات النمطية لقيادات نمطية مستفزة لمساهمتها المباشرة في تراكم الأخطاء والكوارث، فينبغي النظر لطرح أمين السر في منظمة التحرير على محمل الجد، ومطالبته بتغيير نفسه ودوره وأن يكون لأمانة السر وللمنظمة وللفصائل والقوى التصاق بمشروع الفلسطينيين التحرري، وأن يكون التقييم الجاد والطليق يبدأ من المصلحة الفلسطينية الواسعة ويتجاوز الأطر الضيقة التي حشرت بها السلطة نفسها من خلال الابتعاد عن المصلحة الوطنية ورهانها على الاحتلال، وهو ما أدى لتبخر مشروع الدولة والسلطة في آن واحد.
أليست النداءات والمناشدات الكثيرة منذ ثلاثين عاما، تنادي بوقف المهزلة الفلسطينية التي منحت الاحتلال هدوءا مكنه من السيطرة على الأرض وتوسيع عدوانه مقابل البند "السحري" الذي ربط علاقة السلطة بالاحتلال؟ فكيف كان رد السلطة على كل الدعوات والمناشدات التي اكتشفها أمين السر بحضور جيك سوليفان؟ الرد معروف من خلال الجنرال الأمريكي كيث دايتون ونسله المتوالد في أروقة السلطة الفلسطينية في رام الله، وواحد من الذين يسهرون على رعاية هذا النسل أمينُ سر المنظمة نفسه مع بقية أزلامها الذين يسهرون على الحيلولة لمنع تقييم شامل؛ يبدأ بدونهم وبدون وجود وظيفتهم المشتركة مع الاحتلال.
twitter.com/nizar_sahli
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطيني منظمة التحرير حماس أوسلو فلسطين حماس أوسلو منظمة التحرير المراجعة مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة منظمة التحریر أمین السر وأن یکون على غزة أمین سر أن یکون
إقرأ أيضاً:
خلال أسبوع.. 1838 جريمة إسرائيلية في مختلف المناطق الفلسطينية
وثّق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، في الفترة بين 19 إلى 25 نوفمبر الحالي، عمليات قصف إسرائيلية عديدة طالت خيام النازحين في المواصي غربًا، وسكان حي التفاح شرقي قطاع غزة، ومخيمي جباليا والشاطئ في شمال القطاع.
ووصل عدد الشهداء على مدى 7 أيام في قطاع غزة وحده 313 شهيدًا، و737 جريحًا، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 وحتى 25 نوفمبر الحالي، 45031، بينما بلغ عدد الجرحى، 110 آلاف.
أخبار متعلقة استشهاد ثمانية فلسطينيين في قصف للاحتلال على شمال غزة"الأونروا": سكان غزة يواجهون خطر الجفافأبو الغيط: "حل الدولتين" الخطوة الوحيدة لتحقيق سلام قابل للاستدامةوكشف المرصد عن عدد الجرائم التي اقترفها الإسرائيليون خلال المدة الزمنية بين 19 - 25 نوفمبر الحالي، التي بلغت 1838 جريمة في مختلف المناطق الفلسطينية.
فيما بلغ مجموع تلك الجرائم على مدى الفترة بين 7 أكتوبر 2023 إلى الآن، 204505 جرائم، تشمل فئة محددة من الجرائم التي جرى رصدها.الوضع الغذائي المتفاقمولاحظ مرصد المنظمة أن الوضع الغذائي المتفاقم في قطاع غزة قد جاء متراكمًا بسبب العديد من الأسباب التي يقف الاحتلال وراءها، التي تتمثل أولًا في منع دخول المساعدات الإنسانية أو تقنينها والسماح بقائمة محدودة من المواد.
بمناسبة #اليوم_العالمي_للقضاء_على_العنف_ضد_المرأة.. الخارجية الفلسطينية تؤكد على حق النساء والفتيات الفلسطينيات في العيش بأمان وسلام
للمزيد | https://t.co/X2XCe4zTqM#فلسطين | #غزة | #اليوم pic.twitter.com/GW3bcnuAcZ— صحيفة اليوم (@alyaum) November 25, 2024
بالإضافة إلى إفساح المجال أمام المستوطنين لإتلاف الشحنات وهي في طريقها إلى المعابر أو السماح بدخولها، ومن ثم استهداف المحتشدين الباحثين عن الطعام، أو استهداف الشاحنات نفسها بعد دخول قطاع غزة، أو استهداف اللجان التي تعمل على تنظيم توزيع المساعدات و"التكيات"، التي توزع الوجبات الجاهزة.
أو استهداف مخازن الغذاء والسلع أو تسليط المجرمين واللصوص في داخل القطاع لسرقة شحنات المساعدات.اقتحام المسجد الأقصىوفي القدس المحتلة، واصل المتطرفون الإسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال، إذ وصل عددهم خلال الفترة إلى 1905 مقتحمين، كما هدمت قوات الاحتلال، مسجد الشياح في حي جبل المكبر بالقدس.
وصادقت على مصادرة 11 دونمًا من أراضي الفلسطينيين التابعة لقرية بيت صفافا، لصالح بناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة.
استشهاد ثمانية فلسطينيين في قصف للاحتلال على شمال #غزة#اليوم https://t.co/U3iaKsCgbh— صحيفة اليوم (@alyaum) November 26, 2024جرائم الاحتلال في الضفةوفي الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال منزلين في سلفيت والخليل، واحتلت 4 منازل في جنين ورام الله وكفر عبوش، وأحرقت 3 منازل بالكامل في جنين.
كما هدمت غرفتين زراعيتين وجدرانًا استنادية وسلاسل حجرية وخلايا نحل، واقتلعت 42 شجرة مثمرة في نابلس، وحظائر زراعية تبلغ مساحتها 350 مترًا مربعًا، وبئرًا لجمع المياه واقتلعت عددًا من الأشجار في الخليل.
ودمرت أجزاءً من مخيم ملعب البلدية في جنين، وجرفت شوارع ودمرت أجزاءً من البنية التحتية، وألحقت أضرارًا بممتلكات الفلسطينيين في مخيم جنين.جرائم المستوطنينوبحسب التقرير، اقترف المستوطنون وقوات الاحتلال فيما يتعلق بقمع موسم قطاف الزيتون في الضفة الغربية، 13 اعتداءً طال 13 قرية مختلفة.
وتضمنت الاعتداءات منع الفلسطينيين من قطاف محاصيلهم، واقتلاع وتكسير أغصان أكثر من 170 شجرة زيتون في كل من قرية حجة وقرية ياسوف وقرية اللبن الشرقية، فضلًا عن سرقة محاصيل الزيتون وتجريف الأراضي الزراعية.
"الأونروا": سكان #غزة يواجهون خطر الجفاف#اليومhttps://t.co/EEOViyOrkS— صحيفة اليوم (@alyaum) November 26, 202413 شهيدًا في الضفةوقتلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال الفترة بين 19 - 25 نوفمبر 2024، 13 فلسطينيًا في وجرحت 46 آخرين، واعتقلت 118، كما شنّ المستوطنون (33) اعتداءً على بلدات وقرى الضفة الغربية، وأحرقوا خلالها مركبتين في رام الله.
فيما اقتحم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الذي أغلقته قوات الاحتلال منذ 3 أيام ولا تزال بذريعة الأعياد اليهودية.3 أنشطة استيطانيةوشهدت قرى الضفة 3 أنشطة استيطانية إذ شرع مستوطنون في طوباس في تأهيل نبع ماء بغية الاستيلاء عليه، وجرفت سلطات الاحتلال في منطقة وادي الربابة في حي سلوان بمدينة القدس، مساحة من الأراضي ووضعت شواهد قبور في المكان.
كما وضع مستوطنون بيتًا متنقلًا على أراضي فلسطينيين في مسافر بلدة يطا.