مراكش الان:
2024-12-25@01:13:45 GMT

الدكتور بنطلحة يكتب: بروتس.. إني أناديك هل تسمعني!؟

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

الدكتور بنطلحة يكتب: بروتس.. إني أناديك هل تسمعني!؟

د. محمد بنطلحة الدكالي- مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء

كلنا يتذكر تلك الصرخة التي أطلقتها «طعنة الخيانة»، والتي نقلها الشاعر الكبير ويليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة ذات الفصول الخمسة، حيث كان بارعا في استخدام الأحداث التاريخية داخل نصوص أدبية، حين تحدث عن المكر والخديعة والطعن من الخلف.

ونجد أن تاريخ المجتمعات والأنظمة السياسية، يحفل بالعديد من هذه النماذج التي يستهويها اللعب على الحبال والطعن من خلف… ذلك هو حال هذا البلد الصامد الذي تعرض لطعنات شتى عبر تاريخه الطويل، لكن لم تزده إلا قوة وثباتا، إني أتحدث عن الأمة المغربية العريقة ذات الامتداد الحضاري.

قدرنا أن نتلقى الطعنات من الأشقاء قبل الأعداء، ولعل ملحمة حرب الرمال الباسلة التي خاضها جنودنا الأشاوس ببسالة نادرة قد أظهرت لنا وجها حقيقيا لنظام بلد كنا نعتبره بمثابة الأخ الكبير، ورغم ذلك تعامل المغرب بأخلاق الكبار، واعتبر مغامرة الأشقاء على الحدود الشرقية بمثابة رومانسية ثورية حالمة، تحولت لهم إلى كابوس مخيف، واغتنم المغفور له الراحل الحسن الثاني وهو الملك الحكيم، فرصة انعقاد القمة العربية بالقاهرة التي وصل إليها دقائق قبل انطلاقها، ذلك أن طائرة مغربية حطت بمطار القاهرة وعلى متنها ضباط أسرى من بينهم ضابط سيتولى مقاليد الحكم في ذلك البلد مستقبلا، فكان أن أحدث هذا الموقف الانساني والحضاري الكبير صدمة في نفسية «الزعيم القومي» الذي شعر بإحراج شديد.

لقد غلب الراحل الحسن الثاني صوت الحكمة والعقل والتاريخ المشترك، ومد يد الصفح على الأسرى، واستقبل من طرف الزعيم الذي أهداه إكليل ورد، وقال له حسب ما يرويه الأستاذ عبد الهادي بوطالب: «هديتي لك أكبر من الإكليل، إنها هدية من لحم ودم».

وارتباطا برابطة «اللحم والدم»، تجاوز المغرب غدر الماضي، وقام بتصرف يعكس شيم المغاربة عبر التاريخ، حيث دعم المغرب الأشقاء في حرب أكتوبر وأرسل لواء مشاة إلى الجبهة السورية في الجولان، كما قدم قوات إضافية للقتال تشمل طائرات حربية ودبابات، ناهيك عن مساعدات غذائية وصحية لسوريا ولأشقائنا المصريين، لكن يبدو أن ذاكرة إخوتنا في الدم واللحم، تبدو متعبة وضعيفة، حيث وقعوا مرات متعددة في المحظور تجاه المغرب، لعل أبرزها زيارة وفد إعلامي كبير من بلد أم الدنيا في يونيو 2014 لمخيمات تندوف تلتها حملة صحافية جرى خلالها استضافة زعيم المرتزقة في العديد من الصحف والمجلات ببلد النيل أعقبها زيارة وفد رسمي ترأسه وكيل وزارة الثقافة ما بين 24 و26 أكتوبر 2014 لمخيمات تندوف حيث التقى زعماء هذه المنظمة الإرهابية دون أن ننسى مفاجأة اللحظة الأخيرة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أواخر يناير سنة 2017 حين قرر المغرب العودة إلى مقعده في الاتحاد الإفريقي الذي غادره سنة 19844.

ورغم دسائس الكواليس، استطاعت المملكة المغربية الحصول على الدعم اللامشروط لـ39 بلدا وعلى دعم الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي ألفاكوندي رئيس جمهورية غينيا، مما مهد الطريق أمام المغرب لاسترداد مقعده بسلاسة خلال القمة ذاتها، ليعلن الأشقاء ترحيبهم بهذه العودة، لكن بعد انتهاء القمة، لتمر بعد ذلك العلاقات بفترة برود طويل.

ومرة أخرى مد المغرب يده البيضاء، وانتصرنا مجددا لـ«رابطة اللحم والدم»، وتقوت العلاقات بين البلدين، فإذا بنا نفاجأ بمناورة استفزازية جديدة في إطار ما يسمى بلقاء «القدرة الإقليمية» لشمال إفريقيا، حيث بدا مثيرا للاستغراب قبول الأشقاء الجلوس في طاولة واحدة مع مرتزقة البوليساريو والتقاط صورة جماعية مع هؤلاء اللقطاء المسخرين من طرف حكام الجزائر للنيل من التراب الوطني المغربي، والذين حضروا لهذا «الاجتماع» باعتبارهم ممثلين لـ«دولة» موجودة على الورق وفي خيالات وهلوسات حكام ثكنة بن عكنون، والتي لا تتوفر على مقومات الدولة ولا تحظى بأي اعتراف على مستوى الأمم المتحدة، اللهم بضع خيام مرقعة فوق أراضي تندوف التابعة للجزائر، وخلال هذه الأيام تطالعنا وسائل الإعلام الدولية بحدث غرائبي يدوس كل قيم الفعل الديمقراطي الإنساني حيث حضر مراقبون من جماعة البوليساريو الإرهابية للاستحقاقات الانتخابية الرئاسية في حفل تنكري بئيس..!!

تلك جملة من المواقف نعتبرها سوء تصرف تجاه المملكة المغربية من أخ شقيق وقع مرات ومرات في المحظور، والذي ما فتئ يؤكد أن بلاده تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

إليك أقول يا «بروتوس»، إن مسرحية شكسبير ذات الفصول الخمسة انتهت منذ زمن طويل، وأضحت عبارة عن حكاية بليغة تتردد عبر الزمن، أما ملحمة المغرب الدولة الأمة أؤكد لك لم ولن تنتهي، أبطالها أسود أشاوس لا تستهويهم الأقنعة واللعب على الحبال، وهم متأهبون دوما لكل طعنة غادرة، وفوق كل ذلك هم كبار متسامحون، كبر جبال الأطلسي الصامدة والتي لا تقتلعها أي رياح.. بروتوس إني أحادثك وبكل روح أخوية.. هل تسمعني؟

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الأردني: سنقدم الدعم اللازم للسوريين  

 

عمان - قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، الثلاثاء 24ديسمبر2024، إن بلاده ستقدم الدعم اللازم للسوريين تنفيذا لتوجيهات عاهل المملكة عبد الله الثاني.

جاء ذلك خلال كلمته في جلسة لمجلس الوزراء في العاصمة عمان، وفق وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا".

وقال حسان إن "الأردن سيكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق في مساعدته لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة، ولتمكينهم من تحقيق الأمن والاستقرار والسلام والمحافظة على وحدتهم الوطنية وسيادتهم فوق كل أراضيهم".

وأكد أن "أمن سوريا واستقرارها وازدهارها هو أمن للأردن واستقراره وازدهاره".

وشدد على أن الحكومة، وتنفيذا لتوجيهات عاهل البلاد الملك عبد الله الثاني "ستقدم كل الدعم الذي يحتاجه الأشقاء في سوريا، خصوصا فيما يتعلق ببناء القدرات المؤسسية، إضافة إلى التدريب والتطوير في قطاعات الصحة والنقل والكهرباء والمياه".

رئيس وزراء الأردن أشار إلى أن "الحكومة اتخذت، منذ التحولات التي شهدتها سوريا (إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد)، إجراءات فورية مرتبطة بالأمور اللوجستية وفتح الحدود وتقديم المساعدات الإنسانية".

وبشأن زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى دمشق، الاثنين، ولقائه قائد القيادة الجديدة أحمد الشرع، قال حسان إن الزيارة كانت "مثمرة وإيجابية، ومن المهم البناء عليها خلال الفترة القادمة لبدء التواصل القطاعي بين البلدين الشقيقين".

كما وجه حسان جميع الوزارات المعنية "لبحث سبل التعاون والدعم الممكن لسوريا في جميع المجالات".

في السياق، قالت الوكالة إن الصفدي قدم إيجازا بشأن الجهود المبذولة لدعم سوريا وزيارته إلى دمشق، مشيرا إلى أنه "جرى الاتفاق على التعاون في مواجهة التحديات المشتركة".

والاثنين، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، أن الصفدي أجرى مباحثات "موسعة" في دمشق مع الشرع، فيما قال الوزير الأردني في تصريحات أعقبت اللقاء، للصحفيين: "مستعدون لمساعدة أشقائنا السوريين، وإعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة كلها".

فريق فني لسوريا

وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، أشار خلال جلسة الثلاثاء، إلى "القدرة على تزويد الأشقاء السوريين بجزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية، والاستعداد لإرسال فريق فني لمساعدة الأشقاء السوريين للتأكد من جاهزية الشبكة لديهم"، وفق الوكالة.

وأشار الخرابشة إلى "استعداد الأردن للتعاون في مجال المشتقات النفطية، بحيث يتم استيرادها عن طريق المملكة وتخزينها ونقلها إلى الجانب السوري".

أما وزير الصناعة يعرب القضاة، قال إنه "تم البدء بتسيير قوافل المساعدات للأشقاء في سوريا بعد أيام قليلة من التحول الذي حدث، وكانت في حينها من أولى قوافل المساعدات العربية التي تدخل إلى سوريا".

وبعد يومين من سقوط نظام الأسد، أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية (حكومية) تجهيز 200 طن من المساعدات الإنسانية، لإرسالها برا إلى سوريا.

الوزير الأردني أضاف: "كما عملنا على فتح المعابر وتسهيل تبادل البضائع ودخول الشاحنات إلى سوريا، إضافة إلى الموافقة على طلب الأشقاء السوريين نقل البضائع السورية إلى معظم دول العالم عبر الأردن، حيث بلغ عدد الشاحنات التي عبرت بين الأردن وسوريا بالاتجاهين حوالي 1000 شاحنة أردنية وغير أردنية"، دون أن يحدد مدة عبورها.

واعتبر أن "هذه العملية لم يكن هدفها تحقيق مكاسب اقتصادية بقدر ما تهدف إلى مساعدة الأشقاء السوريين".

وأكد على "الجاهزية للعمل كنقطة انطلاق رئيسة للمساعدات الدولية باتجاه سوريا، إضافة لعملية التبادل التجاري بين الأردن ودول العالم وسوريا".

ويرتبط البلدان بمعبرين بريين رئيسين، هما الجمرك القديم في سوريا ويقابله الرمثا من جانب الأردن، ومعبر نصيب السوري ويقابله جابر من الطرف الآخر.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الاردن تعلن استعدادها لتزويد سوريا بالطاقة الكهربائية
  • د. محمد بشاري يكتب: مدونة الأسرة المغربية.. اجتهاد شرعي في ظل التحولات المجتمعية
  • رئيس الوزراء الأردني: سنقدم الدعم اللازم للسوريين  
  • د. علي عبد الحكيم الطحاوي يكتب: نجاحات قمة دول الثماني بين الطموحات والتحديات
  • بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي
  • الخطاط لـRue20 : النموذج التنموي أعطى زخماً جديداً لأقاليم الصحراء المغربية
  • الدكتور سيد بكري نائبًا لرئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
  • المؤرخة المغربية لطيفة كندوز في ذمة الله
  • قوافل إنسانية