رغم موفقها الثابت طيلة 74 يوما هي مدة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، الرافض بقبول النازحين من القطاع إلى سيناء؛ تواجه القاهرة ضغوطا متصاعدة مع تزايد احتشاد الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي على حدودها. 

وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، في سقوط ما يقرب من 20 ألف شهيد و50 ألف مصاب، وتدمير مساحات كاملة من القطاع، وتقدر الأمم المتحدة أن 85% من سكانه البالغ عددهم 2.

2 مليون نسمة نزحوا استجابة للتوجيهات الإسرائيلي بالفرار إلى مناطق أمنة في الجنوب على الحدود مع مصر. 

ومنذ ذلك الحين، يحتشد النازحين في منازل ومدارس ومخيمات، وينام آخرون في الشوارع وسط تفشى متسارع للأمراض، وعدم كفاية المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الهائلة للمدنيين. 

قدمت مصر ملاذا آمنا لملايين الأشخاص الذين فروا من النزاعات الأخيرة في السودان، وليبيا، واليمن، وسوريا. لكن التفكك الجماعي للفلسطينيين خلال النكبة في عام 1948 لا يزال يلوح في الأفق في نفسية المنطقة. 

وإلي جانب مصر، تخشى الحكومات العربية من أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين الذين يغادرون غزة بالعودة بعد الحرب. 

وبحسب دبلوماسيون عرب سابقون ومحللون فإن الظروف مهيأة لارتكاب أخطاء في التقدير والحسابات، وقد تجبر الحرب الإسرائيلية على غزة في نهاية المطاف القاهرة على قبول النازحين من القطاع؛ مما يهدد السلام المستمر منذ عقود بين إسرائيل ومصر. 

موقف إسرائيل  

وعلق دبلوماسي مصري سابق، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة الأمريكية أن الإسرائيليين قدموا تأكيدات لمصر بأن أي خطوات عسكرية يتم اتخاذها ضد حماس لن تمتد إلى الجانب المصري من الحدود.  

وعقب المصدر "لكن الوضع الإنساني في غزة مزري، ولا يزال يلوح في الأفق احتمال تدفق الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، سواء حدث ذلك نتيجة لاستراتيجية عسكرية إسرائيلية متعمدة أو لا فإن المحصلة ستكون واحدة". 

ويزيد من قلق القاهرة، التصريحات الصادرة من شخصيات سياسية إسرائيلية دعت إلى تهجير الغزاويين من قلق القاهرة، وتسريب وثيقة من المخابرات الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين أول المنصرم تقترح نقل دائم لسكان القطاع إلى مصر. 

اقرأ أيضاً

مصر تؤكد رفضها أي محاولة لتهجير سكان غزة طوعا أو قسرا

وإضافة لذلك، تعقد جماعات المستوطنين الراديكالية، الداعمون الرئيسيون لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية، مؤتمرات للضغط من أجل إعادة توطين إسرائيل في غزة. 

وفي المقابل، يؤكد نتنياهو وكبار مسؤولي الدفاع أن الهدف العسكري الإسرائيلي هو هزيمة حماس، وليس إخلاء القطاع من الفلسطينيين. 

وترى السياسية والصحفية الإسرائيلية كسينيا سفيتلوفا، أن التهجير فكرة تبنتها بعض القيادة اليمينية كخيار حقيقي لحل الأزمة مع حماس في غزة  

وعقبت أن "تلك القيادات لا تفهم تلك المسألة المعقدة، ويتجاهلون المخاطر الناجمة عن هذا الطرح، كما يفشلون في فهم مدى حساسية الديناميكيات بين إسرائيل ومصر، وهي ديناميكيات تستحق الحفاظ عليها." 

تحركات مصرية 

وقالت الصحيفة إن مصر عانت من واقعة تدفق للفلسطينيين إلى أراضيها بشكل مؤقت في عام 2008، بعدما فجر مسلحون الجدار الفاصل بين الجانبين. 

وعلق مايكل ميلشتين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان للأبحاث الشرق الأوسطية والأفريقية: لقد كانت حقا لحظة مؤلمة للمصريين، ولا يريدون أن يتكرر هذا الحدث. لذلك أنا متأكد تماما من أن الجانبين (المصرية والإسرائيلي) لديهما تنسيق كبير في هذا الصدد. 

ولكن في المقابل، يرى دبلوماسي عربي سابق أنه إذا هرع الفلسطينيون إلى الحدود فرار من القصف الإسرائيلي، وهم الآن يواجهون أزمة إنسانية ففي نهاية المطاف لا يمكنك تركهم يموتون. 

وأوضح أن "الموقف السياسي شيء، لكن الضروريات على الأرض وما يفرض على أرض الواقع قصة مختلفة." 

وأضاف الدبلوماسي السابق أنه في هذه الحالة، من المرجح أن تسعى مصر للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة وإسرائيل بأن أي تهجير للفلسطينيين سيكون مؤقتا. 

وأظهر مقطع فيديو نشرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان (مقرها بريطانيا)، قيام السلطات المصرية بتشييد جدارا خرسانيا وسواتر ترابية على طول جانبها من الحدود.  

كما عزز الجيش وجوده في المنطقة الحدودية حيث شوهدت صفوفا من الدبابات والمركبات العسكرية تتمركز على طول الطريق المؤدي إلى رفح. 

وبالتوازي مع تلك الجهود، أرسلت مصر وزير الخارجية سامح شكري إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر للتأكيد على موقف القاهرة الرافض لتهجير سكان غزة. 

والأسبوع الماضي، قادت مصر قرارا غير ملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. 

وترى ميريت مبروك، مديرة برنامج الدراسات المصرية في معهد الشرق الأوسط (مقره القاهرة) أنه مع تزايد التوترات على طول الحدود، فإن العلاقة بين القاهرة وإسرائيل — التي تعززت من خلال التعاون الأمني الأوثق في السنوات الأخيرة-معرضة لخطر الانهيار. 

وعقبت أنه "ليس من مصلحة إسرائيل زعزعة استقرار مصر بأي شكل من الأشكال". 

اقرأ أيضاً

هل تنجح إسرائيل في تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية؟

المصدر | واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تحركات مصرية قطاع غزة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حقيقة صور التعزيزات العسكرية الأردنية على الحدود مع إسرائيل

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة "إكس"، انتشارًا واسعًا لصورة يُزعم أنها توثق تحرك دبابات أردنية في طريقها إلى الحدود الأردنية-الإسرائيلية كجزء من تعزيزات عسكرية ضخمة.

ورغم التفاعل الكبير مع الصورة، إلا أن عملية التحقق منها كشفت عن حقيقة مغايرة لما تم تداوله.

انتشار واسع للادعاء

حققت الصورة المتداولة تفاعلًا كبيرًا بين مستخدمي "إكس"، حيث شاركها عدد من الحسابات بلغ 7 مشاركين رئيسيين، وحققت نحو 44 ألف مشاهدة، إضافة إلى 1200 إعجاب و56 مشاركة. 

تعكس هذه الأرقام مدى انتشار الادعاء وتأثيره على النقاشات الإلكترونية المتعلقة بالوضع الإقليمي.

حقيقة الصورة المتداولة

بعد إجراء بحث عكسي للصورة المتداولة، تبين أنها مضللة ولا تعكس واقعًا حديثًا أو تحركات عسكرية على الحدود الأردنية-الإسرائيلية. 

فقد تم نشر هذه الصورة في عام 2022، حيث وثّقت حينها اصطفاف قوات حرس الحدود الأردنية على الحدود الشمالية للأردن، ضمن جهود التصدي لمحاولات تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل المملكة، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

كما أجرى فريق التحقق مراجعة شاملة للمصادر الرسمية الأردنية، إضافة إلى مواقع الأخبار العربية والدولية، ولم يجد أي تقارير أو صور رسمية تؤكد إرسال الجيش الأردني لتعزيزات عسكرية على الحدود مع إسرائيل أو فلسطين.

تزامن الادعاء مع لقاء أردني-أمريكي بشأن غزة

يأتي انتشار هذا الادعاء بالتزامن مع تحضيرات لقاء مرتقب بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، حيث من المقرر أن يناقشا مستقبل قطاع غزة في ظل التطورات الأخيرة.

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الأردنية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن إدانتها للتصريحات الإسرائيلية التي تستهدف حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، ورفضها للدعوات العدوانية التي تطالب بإقامة دولة فلسطينية على أراضٍ سعودية، واصفة هذه التصريحات بأنها تحريضية ومدانة وتشكل خرقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وأكد الناطق باسم الخارجية الأردنية أن المملكة ترفض أي محاولات للمساس بسيادة الدول أو فرض تصورات سياسية من شأنها تصعيد التوتر في المنطقة، مطالبًا المجتمع الدولي بإدانة مثل هذه التصريحات غير المسؤولة. 

كما شدد على وقوف الأردن الكامل إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة هذه الطروحات.

التحقق من الأخبار في ظل التوترات الإقليمية

تعكس هذه الواقعة مدى أهمية التدقيق في المعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المتوترة في المنطقة، ومع تزايد انتشار الأخبار غير الدقيقة، يصبح من الضروري التحقق من المصادر الرسمية والمواقع الموثوقة قبل تبني أي رواية متداولة.

مقالات مشابهة

  • مع عودة النازحين.. غزة تعاني من قلة إمدادات المياه وغياب الكهرباء
  • واشنطن بوست: رفض شعبي واسع في الأردن لفكرة ترامب تهجير أهالي قطاع غزة
  • القاهرة الإخبارية: خيام النازحين مقامة داخل محطات الصرف الصحي بخان يونس
  • «القاهرة الإخبارية»: خيام النازحين مُقامة داخل محطات الصرف الصحي بخان يونس
  • مصادر لـ«العربية»: القاهرة وضعت خطط طوارئ للتعامل مع أي ضغوط أمريكية بشأن ملف التهجير
  • «القاهرة الإخبارية»: خيام النازحين مُقامة داخل محطات الصرف الصحي بخان يونس
  • جيروزاليم بوست: هل فقدت إسرائيل نفوذها في صفقة أسرى غزة؟
  • حقيقة صور التعزيزات العسكرية الأردنية على الحدود مع إسرائيل
  • احتجاجات متصاعدة في تعز المحتلّة ضد فساد حكومة المرتزِقة
  • واشنطن بوست: مرشحون للمخابرات الأميركية يخضعون لاختبارات الولاء لترامب