مجلس الوزراء اللبناني يعزّي الكويت بالأمير الراحل
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
تقدّم مجلس الوزراء اللبناني «من دولة الكويت الصديقة بخالص العزاء لوفاة صديق لبنان المغفور له الأمير الشّيخ نواف الأحمد، سائلين له الرحمة، ومتمنين لسمو الأمير مشعل الأحمد كل التوفيق في متابعة مسيرة النجاح في الدور التوفيقي الذي تقوم به الكويت وخصوصاً في ما يتعلق بتمتين العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت».
وهذا الموقف أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «باسم مجلس الوزراء والشعب اللبناني» في مستهلّ الجلسة الوزراية التي ترأسها اليوم.
السيسي يستقبل منافسيه الخاسرين في الانتخابات الرئاسية منذ ساعتين محتجون في بنغلاديش يضرمون النار بقطار خلال إضراب دعت إليه المعارضة منذ 4 ساعات
وفي موازاة ذلك، واصلت السفارة الكويتية في بيروت ولليوم الثاني استقبال المعزّين بوفاة سمو الأمير، على أن يستمرّ تقبُّل التعازي غداً الأربعاء.
وكان بين المعزين اليوم، وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور جورج كلاس الذي كتب في دفتر التشريفات: «باسم وزارة الشباب والرياضة، أتقدم من دولة الكويت الشقيقة، بخالص العزاء لوفاة المغفور له سموّ الامير نواف الأحمد، أسكنه الله أفسح جنّاته الفردوسية، راجياً كل التوفيق لسموّ الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وأن تبقى الكويت راية الوئام وحاملة مشعل السلام».
وبتكليفٍ من رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع، زار وفد نيابي وحزبي قوّاتي السفارة الكويتية لتقديم واجب العزاء.
ودوّن النائب بيار بو عاصي الذي ترأس الوفد كلمةً في سجلّ التعازي جاء فيها: «باسم رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع وباسم تكتل الجمهورية القوية النيابي نتقدّم من دولة الكويت أميراً وقيادةً وشعباً بأحر التعازي بالمغفور له بإذن الله الأمير نواف الأحمد.. وبفقدانه فقد لبنان أخاً وصديقاً صادقاً، الدولتين الشقيقتين والشعبين أمانةً في أعناقنا».
كما قدّم رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل التعازي يرافقه وفد نيابي ووزاري وحزبي.
ودوّن باسيل كلمة في سجل التعازي جاء فيها: «حزننا بفقدان سمو الأمير نواف الصباح هو كحزن المواطنين الكويتيين، ولا يضاهيه سوى فرحتنا بتبوؤ سمو الأمير مشعل الصباح. حيث تبقى الكويت دولة وأميراً وشعباً البلد العزيز على قلوبنا، ويبقى لبنان دوماً إلى جانب الكويت بلداً مضيافاً لأهلها. وتبقى محبتنا وصداقتنا لأهلنا في الكويت فوق كل مصلحة واعتبار».
كما زار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ممثلاً رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، السفارة الكويتية معزياً.
وقال المكاري في تصريح: «لطالما كان للكويت ولسمو أميرها الراحل الأيادي البيض في لبنان، سياسياً وتنموياً واقتصادياً وإنسانياً، وقد أدّت تاريخياً دوراً جامعاً وموحّداً في كل المنعطفات».
أضاف: «إننا باسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي نمثله اليوم، إذ نسأل الله الرحمة الواسعة للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، نتمنى لخلفه الشيخ مشعل، السداد في استكمال المسيرة الرائدة والحكيمة للكويت في منطقتنا العربية، لما فيه خير الأمة جمعاء في هذه الظروف المأزومة على كل الصعد».
وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان زار سفارة الكويت الاثنين على رأس وفد كبير من المفتين والعلماء لتقديم واجب العزاء، وكان في استقباله القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض عبد الله سليمان الشاهين.
ودوّن المفتي دريان في السجل الكلمة التالية: «باسمي وباسم العلماء في لبنان نتقدم من أمير دولة الكويت الشقيقة صاحب سمو الشيخ مشعل الأحمد والأسرة الحاكمة والحكومة والشعب الكويتي بخالص التعازي، ونسأل الله عز وجل أن يرحم الله الأمير الراحل رَحمَةً واسِعَة، وأن يسكنه فَسيحَ جِناته، وان ينزله مَنازِلَ الأبرار مع النَّبِيِّين والصِدِّيقينَ والشُهَداء والصَالِحين، وحَسُنَ أُولئكَ رَفيقاً، وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعون.
وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله لما فيه خير الكويت والعرب والمسلمين وإكمال مسيرة الخير والسلام والعطاء والانفتاح والتسامح التي عرفت بها دولة الكويت الشقيقة».
كما زار وفد من «تيار المستقبل» برئاسة الأمين العام أحمد الحريري سفارة الكويت وقّدم التعازي إلى الشاهين «ومن خلاله إلى أمير الكويت الشيخ مشعل الاحمد وقيادتها وشعبها الشقيق».
المصدر: الراي
كلمات دلالية: نواف الأحمد دولة الکویت مشعل الأحمد سمو الأمیر الشیخ مشعل
إقرأ أيضاً:
خسائر الجيش الإسرائيلي تنذر بتصدّع داخلي وتحذر من التورط بـالوحل اللبناني
القدس المحتلة– بدت إسرائيل منقسمة على ذاتها بشأن حرب لبنان الثالثة، وسط تصدع الإجماع الصهيوني على استمرارها، وذلك في ظل الخسائر البشرية الفادحة التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي بالجنود والضباط على جبهتي القتال في لبنان وغزة، خاصة بالمعارك مع حزب الله على الحدود الشمالية.
ووُصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنه الأكثر دموية على إسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث قتل خلاله 88 جنديا ومدنيا إسرائيليا على جبهتي غزة ولبنان وفي عمليات متفرقة أخرى داخل إسرائيل، ومن بين القتلى 37 جنديا قُتلوا في معارك جنوب لبنان وعلى الحدود الشمالية، بحسب رصد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحيال هذه الخسائر البشرية، تجمع قراءات محللين عسكريين وسياسيين على أنه كلما استمرت الحرب على لبنان وابتعدت احتمالات الحسم أو أي تسوية سياسية، فإن إسرائيل ستدخل في ورطة وجيشها سيغرق بالمستنقع اللبناني، خصوصا وأن حزب الله أخذ يستعيد قدراته ويثبت تماسكا في الميدان.
ورجحت التحليلات أن حزب الله، وفي ظل الخسائر البشرية التي يكبدها للجيش الإسرائيلي، بدأ يفرض تحديات أكثر خطورة على إسرائيل، وذلك رغم الضربات التي تلقاها واغتيال أمينه العام حسن نصر الله والعديد من كبار قياداته العسكرية.
وبحسب القراءات الإسرائيلية، فإن حزب الله يستعد لسيناريو حرب طويلة الأمد ودون حسم، وهو السيناريو الذي تخشاه إسرائيل، حيث قد تضطر إلى إنهاء التوغل البري في لبنان لتجنب المزيد من الخسائر البشرية، لكن دون إنهاء الحرب.
معارضون يتهمون نتنياهو بالإصرار على استمرار الحرب وتجاهل فرص الحل السياسي بدون هدف (الجيش الإسرائيلي) مؤشر للتصدعيرى الباحث في "مركز التقدم العربي للسياسات" والمختص بالشأن الإسرائيلي، أمير مخول، أن حكومة بنيامين نتنياهو تتعمد تفويت كل الفرص للحل السياسي مع لبنان، وتتجه نحو تكثيف الحرب وتوسيع نطاق الضربات العسكرية، ظنا منها أن ذلك سيحدث تغيرا في موقف حكومة لبنان ويلزمها بتقديم تنازلات لفرض تغييرات جوهرية على بنود القرار 1701.
وحيال هذا الموقف، أشار مخول للجزيرة نت إلى الأصوات الإسرائيلية التي تتعالى وتدعو إلى استغلال الفرصة التي وفرتها العملية العسكرية بهدف إيجاد مخرج سياسي للجبهة الشمالية مع لبنان، مشيرا إلى أن المجتمع الإسرائيلي لا يمكنه تحمل الحجم الكبير من الخسائر البشرية.
ورغم الثمن الباهظ للحرب على لبنان والخسائر البشرية للجيش الإسرائيلي، يقول مخول "لا تزال غالبية بين اليهود من مختلف المعسكرات والتيارات السياسية والحزبية تدعم وتؤيد استمرار الحرب في لبنان وغزة، لكنها ليست أغلبية حاسمة، وتشير إلى التصدع بالمجتمع الإسرائيلي وتقويض الإجماع على الحرب، والذي كان سائدا قبل العملية العسكرية في جنوب لبنان".
وفي هذا السياق، اتهم رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الأمن السابق شاؤول موفاز، حكومة نتنياهو بأنها تريد المناورة العسكرية واستمرار الحرب باعتبارها هدفا، دون التعامل مع أية مبادرة سياسية أو وضع خارطة طريق تفضي إلى إنهاء الحرب.
وكرر موفاز -في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية- اتهامه لنتنياهو بأنه غير معني بإعادة من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين في الأسر لدى حركة حماس في غزة، بقدر اهتمامه باستمرار الحرب متعددة الجبهات لما يخدم مصالحه الشخصية والسياسية.
كما أشار إلى حجم الخسائر البشرية بالجيش على جبهتي لبنان وغزة، والتي "تذهب ثمنا لنزوات سياسية لنتنياهو وحكومته من أحزاب اليمين المتطرف" منتقدا قرار الحكومة إخلاء السكان الإسرائيليين من البلدات الحدودية مع لبنان. وقال إن "القرار كان كارثيا، حيث تحول مع الوقت إلى أزمة إستراتيجية تثقل كاهل المؤسسة العسكرية وتتسبب بتآكل قوات الاحتياط وقدرات الجيش".
ثمن باهظ
وبدا المحلل العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، أكثر وضوحا في قراءته لتداعيات الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي بالجنود خلال المعارك البرية مع حزب الله جنوب لبنان، داعيا الحكومة إلى "استغلال الإنجازات التكتيكية" التي تحققت والتوجه إلى تسوية سياسية من موقف قوة.
وأوضح المحلل العسكري أن الكثير في إسرائيل، بما في ذلك الوزراء وكبار المسؤولين بالمؤسسة الأمنية، يعتقدون أنه لا يوجد لحكومة نتنياهو أي سبب لإطلاق طوق نجاة لحزب الله، وأنها يجب أن تستمر في الضغط العسكري، وإن كان محفوفا بالمشاكل، وعليه يمكن للجيش أن يواصل القتال في لبنان إلى الأبد، وسيكون لديه دائمًا أهداف متاحة.
وعلاوة على ذلك، يقول ليمور إن "استمرار القتال سيكون له ثمن باهظ من الضحايا، وسيزداد هذا الثمن خلال الشتاء، مما يعني أن الجيش سيغرق في الوحل اللبناني، كما سيكون له ثمن في مزيد من تآكل شرعية إسرائيل الدولية، وفي الاقتصاد، وفي تعميق العبء على قوات الاحتياط، وتأخير عودة سكان الشمال لمنازلهم".
وعلى أية حال، يضيف ليمور فإن "الجيش الإسرائيلي سيكمل المرحلة الأولى من المهمة الموكلة إليه في جنوب لبنان خلال نحو أسبوعين، مما يعني إنهاء العملية البرية، دون وقف إطلاق النار" مشيرا إلى أن نهاية الحرب في الشمال ستعيد إسرائيل أيضا إلى النقطة التي بدأ منها كل شيء، إلى قطاع غزة.
وبغض النظر عن هوية الإدارة الأميركية التي سيتم انتخابها هذا الأسبوع في واشنطن، يقول المحلل العسكري إن "إسرائيل لن تتمكن من التهرب لفترة طويلة من القرار المتعلق بمستقبل قطاع غزة، وخاصة قضية المختطفين الإسرائيليين".
النهاية بعيدة
وحول الجانب اللبناني، يقول محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية، جاكي حوكي "بدا واضحا أن حزب الله استعاد قدراته العسكرية والتنظيمية بعد الضربات التي تلقاها من إسرائيل التي تجد صعوبة في فرض التسوية التي تريدها على الحزب الذي صعد من هجماته على العمق الإسرائيلي، ويستعرض قوته وعضلاته ولا يستجيب لمطالب حكومة نتنياهو".
وخلافا للكثير من الإسرائيليين الذين يعتقدون أن حزب الله اقترب من الاستسلام، يقول حوكي إن نهاية الحرب في نظر حزب الله لا تزال بعيدة، هذا إن كانت ثمة نهاية أصلا. إذ يعتقد الحزب اللبناني أن إسرائيل تعتزم مواصلة القتال لعدة أشهر، بل وحتى الوصول إلى بيروت بعملية برية كما فعلت عام 1982.
وأشار حوكي أن حزب الله يتحضر لسيناريو إقدام الجيش الإسرائيلي على توغل بري بالعمق اللبناني، قائلا "صحيح أنهم يفقدون مقاتلين، لكن هذا هو سبب وجودهم، القتال والتضحية. وسينتظرون الجيش الإسرائيلي في بيروت، معقلهم، وهناك يأملون في تحقيق النصر. وإذا لم ينتصروا، فسيعلمون على الأقل أنهم لم يرفعوا الراية البيضاء".
وحيال التطورات الميدانية وفي ظل الارتفاع في أعداد الجنود القتلى بالمعارك مع عناصر حزب الله، يضيف حوكي "من الأفضل أن تستغل الحكومة الإنجازات لتكون رافعة لتسوية سياسية، وترتيبات تعود بالنفع على إسرائيل. وإذا ضيعت فرصة ذلك، فإن حزب الله سيستعيد كامل قدراته، ويعزز رغبته بالقتال، كما فعل بعد كل صراع في الماضي".