جريدة الوطن:
2024-11-05@11:31:27 GMT

رأي الوطن : لماذا الحديث عن هدنة مؤقتة؟

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

بَيْنَما تتعالَى الأصوات المطالِبة بضرورة وقف العدوان الإرهابيِّ الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة؛ جرَّاء الوضع الإنسانيَّ المأساويَّ الَّذي يعيشه أبناء فلسطين في القِطاع المحاصَر، يخرج بعض المنخرطين في هذا العدوان ببعض الحديث عن إمكان التفاوض على هدنة جديدة عنوانها أيضًا «إنساني»، أظهرت السَّابقة الأولى لها أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ أراد مِنْها الاستفادة سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا واستخباراتيًّا.

وفي التقدير والتحليل لَنْ تخرجَ الهدنة «الإنسانيَّة» الجديدة إذا ما قُدِّر لها أنْ ترى النُّور عن سابقتها، لِتكُونَ فرصة أخرى للعدوِّ الصهيونيِّ وحلفائه لمزيدٍ من تجميع المعلومات الاستخباراتيَّة، وتمهيدًا لمعاودة العدوان، بالإضافة إلى دَوْر الهدنة المشبوهة في تخفيف الغضب الشَّعبيِّ الداخليِّ على الدوَل المؤيِّدة والمُسانِدة والدَّاعمة لكيان الاحتلال في عدوانه الإرهابيِّ، خوفًا من مواجهة انتكاسة انتخابيَّة في المستقبل القريب، بالإضافة إلى محاولة امتصاص الغضب الشَّعبيِّ العالَميِّ، وتقليل الخسائر الَّتي أصابت منتجات تلك الدوَل؛ جرَّاء حمَلات المقاطعة الَّتي لا تزال صامدةً نتيجة الأهوال الَّتي تُعرَض على الشَّاشات، وتوالي الأنباء الَّتي تؤكِّد الوضع الإنسانيَّ الكارثيَّ الَّذي يعيشه أبناء فلسطين. كما أن نتن ياهو يعلم أن مع أي وقف دائم للعدوان يعني انتهاءه ونفيه عن المشهد، ولكَيْ يتفادى هذه النِّهاية المزرية يصر على استمرار العدوان والإرهاب وجرائم الحرب.
وتأكيدًا للنيَّات الخبيثة، فقَدْ تجاهل المتحدِّثون عن تلك الهدنة المؤقَّتة المشبوهة دعوات المنظَّمات الدوليَّة الإغاثيَّة، والَّتي تدعو مرارًا وتكرارًا إلى وقف فوريٍّ ودائمٍ لإطلاق النَّار في غزَّة؛ بسبب الكارثة الإنسانيَّة غير المسبوقة في القِطاع الَّذي يشهد حرب إبادة جماعيَّة يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ، حيث باتَ الوضع في غزَّة ميؤوسًا مِنْه، ولا يُمكِن تحمُّل فكرة معاودة العدوان الصهيونيِّ مجدَّدًا. فغزَّة أضحتْ سجنًا كبيرًا يتعرَّض للقصف المستمرِّ لدرجة أنَّ رُبع المرضى الَّذين يُعالَجون في قِطاع غزَّة المنكوب هُمْ من الأطفال دُونَ الثانية عشرة، ونِصفُهم أقلُّ من (18) عامًا، وثلاثة أرباعهم من النِّساء والأطفال، ما يُفنِّد مزاعم كيان الاحتلال المارق عن استهداف المقاومين فقط، فالقصف في غزَّة لا يستهدف سوى المَدنيِّين، خصوصًا الأطفال والنِّساء.
إنَّ الردَّ على ما ترتكبه قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ من حرب إبادة جماعيَّة ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ، وفرضها دوَّامة محكمة من الموت على أكثر من مليونَيْ فلسطينيٍّ يعيشون في قِطاع غزَّة، يحتاج إلى وقف فوريٍّ يتبعه محاسبة على ما ارتكب من جرائم، فلا يكاد يمرُّ يوم واحد دُونَ أنْ يكشفَ الاحتلال عن حقيقته الإجراميَّة، من القتل الجماعيِّ بالقصفِ إلى جريمة التجويع والتعطيش والحرمان من أبسط الحقوق المَدَنيَّة الإنسانيَّة بما في ذلك عرقلة دخول المساعدات والاحتياجات الأساسيَّة إلى القِطاع، والَّذي يتمُّ أمام سمع وبصر المُجتمع الدوليِّ والدوَل الَّتي تدَّعي الحرص على الإنسانيَّة ومبادئها وقِيَمها الملزمة، والَّتي تكتفي بالحديث عن هدنة مؤقَّتة تخدم أهداف الاحتلال التدميريَّة.
ولا رَيْبَ أنَّ هذا الوضع الَّذي وصلنا إليه يحتاج صحوة ضمير عالَميَّة، فجرائم التطهير العِرقيِّ بأشكالها المختلفة والتهجير القسريِّ والعقوبات الجماعيَّة، وجرائم القتل خارج القانون، الَّتي شاهدناها ونشهدها في غزَّة بشكلٍ علنيٍّ وموثَّقٍ لا يحتاج إلى الكثير من التحقيق، بل يتطلب من جميع الجهات القانونيَّة الدوليَّة خصوصًا المحاكم الدوليَّة المختصَّة إصدار مذكّرات جلب واعتقال بحقِّ الصهاينة المسؤولين عن تلك الجرائم ومرتكبيها، وكذلك على الدوَل الَّتي توفِّر الحماية للكيان الصهيونيِّ وتدعمه بحجَّة «الدِّفاع عن النَّفْس» أنْ تراجعَ موقفها من منظور جرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانيَّة الَّتي ترتكبها باسم هذه الحجَّة الزَّائفة، وأنْ تعملَ سريعًا على إلزام الكيان الصهيونيِّ بوقفٍ فوريٍّ للعدوان، ثمَّ المسارعة بإجراءات المحاسبة، خصوصًا مع تواتر الشهادات من المنظَّمات الأُمميَّة الَّتي أكَّدت أنَّ الإفلات من العقاب سائدٌ بقوَّة في حرب قِطاع غزَّة، ودعوتها لإنشاء محكمة خاصَّة للمساءلة تكُونُ بداية للطريق الصحيح الَّذي سيحفظ الأمن والسِّلم والاستقرار العالَميَّ.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟

أعلن عدد من علماء الأمة أنهم في رباط علمي لدعم طوفان الأقصى بكل ما يحتاجه من خلال بيان "مشروعية المقاومة وبسط فقهه ونشر فتاواه بين الناس، ووجوب السعي لتحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والرد على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون".

وجاء إعلان العلماء استجابة لنداء (أبو عبيدة) الناطق العسكري باسم كتائب القسام في كلمته الأخيرة، بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى، والتي دعا فيها العلماء "إلى تجاوز مرحلة الإدانة اللفظية.. وبيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة، مضيفا في مخاطبته للعلماء "هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك ذات صباح"؟

من أبرز الهيئات التي وقعت على البيان هيئة علماء فلسطين، والهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، ورابطة علماء أريتريا، ومنتدى العلماء، ورابطة علماء السنة، وجمعية المعالي للعلوم والتربية بالجزائر، والهيئة العالمية لمناصرة فلسطين، ومن أبرز الشخصيات التي وقعت عليه: مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، والدكتور نواف تكروري، والدكتور محمد الصغير، والدكتور الحسن الكتاني، والدكتور وصفي عاشور، والدكتور عبد الحي يوسف..

وأكدّ الموقعون على البيان "أن سائر فلسطين من البحر إلى النهر أرض المسلمين جميعا، لا يجوز لأحد التفريط فيها ولا التنازل عن شبر منها والمسجد الأقصى المبارك بكل أجزائه ومساحته ومن فوقه ومن تحته حق خالص للمسلمين ليس لغيرهم أدنى حق فيه".

وبينوا في بيانهم أنه "إذا هجم العدو على أرض إسلامية وكانت الحاجة إلى دفعه أكبر من قدرات أهلها منفردين فإن الجهاد يصير واجبا عينيا على أهلها وعلى من يليهم من المسلمين، حتى تتحقق القدرة ويُغلب المحتل، ويتأكد هذا على الداخل الفلسطيني ثم من يليهم من دول الجوار، بل لقد اتسعت دائرة الواجب في حالة فلسطين حتى شملت المسلمين جميعا فالجهاد في فلسطين جهاد دفع وهو واجب عيني بعد أن تيقنا أن الكفاية فيه لا تتحقق إلا بانخراط الأمة جمعاء في المعركة، وهي واجب على الحكام والمحكومين والجماعات والأفراد..".

وجاء في البيان "يجب على رؤساء الدول العربية والإسلامية كافة إعلان النفير وتحريك الجيوش لرد العدوان الصهيوني وتحرير المقدسات فإن لم يفعلوا فأقل الواجب دعم إخوانهم المسلمين في فلسطين بكل الوسائل، كما يجب عليهم مكافحة الوجود الصهيوني في فلسطين، وأهون ما في هذا السبيل وما لا يقبل دونه هو قطع العلاقات السياسية والاتفاقيات التجارية، وإلغاء معاهدات التطبيع المذلة التي أبرمت على خلاف رغبة الأمة ومصالحها..".


بيان علماء الطوفان قياماً بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة ـ هيئة علماء فلسطين

وعن المهمة التي سيقوم بها العلماء أعلن "العلماء أنهم في رباط علمي لدعم طوفان الأقصى بكل ما يحتاجه من خلال بيان مشروعية المقاومة وبسط فقهها، نشر فتاواها بين الناس، ووجوب السعي إلى تحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والرد على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون، وحثهم على دعم إخوانهم في الأرض المقدسة بل وتقدم صفوف المناصرة فلا قيمة لعلم لا يحمل صاحبه على النصرة التي تليق بالعلماء وتليق بمقام الطوفان".

ما أعلنه العلماء والهيئات العلمية والدعوية في بيانهم يستحث علماء الأمة ودعاتها في كل مكان لارتياد كل المجالات المتاحة عمليا للعمل من خلالها لنصرة غزة ومساندة مقاومتها، وهو ما يتطلب جهدا منظما وبرامج عملية مستدامة يجري تعميمها وتنفيذها في أوساط العلماء وطلبة العلم والدعاة.

في هذا الإطار قال الداعية والباحث الشرعي المغربي، أحد المشاركين والموقعين على البيان، حسن الكتاني "نحن في الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم استجبنا لنداء الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبي عبيدة، وأصدرنا ذلك البيان التاريخي الذي وقع عليه كبار علماء الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم شيخنا العلامة الصادق الغرياني، وكذلك شيخنا الشيخ محمد الحسن الددو، وغيرهم من علماء الأمة".

وأضاف "والمقصود من البيان أولا بيان الحكم الشرعي في الأحداث كلها، بداية من مقاومة العدو المحتل لفلسطين، مرورا بدعم مناصرتهم بسائر أشكال المناصرة، وذكر وبيان حال من يوالي أعداء الله وما إلى ذلك من الأمور، أما مجالات المناصرة فهي مفتوحة على مصراعيها، كل بجهوده وقدراته، فمن استطاع أن يعينهم بالكلمة التي تبين الحكم الشرعي فهذا واجبه، فسيوف العلماء هي أقلامهم وألسنتهم فهم حينما يتكلمون ويبينون فإنهم يقومون بعمل عظيم وكبير".

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "فعلى العلماء أن يتكلموا ويبينوا، وعليهم كذلك أن يتابعوا الأحداث وبيان الأحكام الشرعية لكل ما يحدث، ومن المتاح للعلماء حث عامة المسلمين على الإنفاق وجمع الأموال لدعم المقاومة والشعب الصابر الصامد المكلوم في غزة، فهذا أمر واجب على الأمة الإسلامية جمعيا، كل على قدر وسعه وطاقته، وليس من أعمال التطوع".


                                                 حسن الكتاني داعية وباحث شرعي مغربي

وعن أهمية تنظيم تلك الجهود والأعمال في إطار برامج عملية منظمة ومستدامة لفت الكتاني إلى أن "واجب العلماء في الدرجة الأولى هي بيان الأحكام الشرعية وتوضيحها، وليسوا كلهم ممن يمكنهم أن يباشروا الأعمال التنفيذية، أما كيفية تنظيم ذلك وتطبيقه عمليا فهو من واجب أبناء الأمة الإسلامية جميعهم بمشاركة من يقدر على ذلك من العلماء، والتحريض الدائم عليه".

وتابع "كل بلد لها وضعها وظروفها وأهلها أدرى بكيفية القيام بذلك وتنفيذه، فكل من يريد ويعزم على نصرة غزة ومقاومتها وأهلها فهو يعرف الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه، المهم أن توضع تلك التوجهات موضع التنفيذ حسب الممكن والمقدور عليه".

من جهته قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أحمد الزرقان "للعلماء دور كبير في نصرة المقاومة في فلسطين عامة، وغزة خاصة، فالعلماء الصادقون المخلصون العاملون هم محل ثقة الناس في فتاويهم وآرائهم السياسية، وهي محط اهتمامهم بالالتزام بمضمونها".

وتابع في تصريحاته لـ"عربي21": "من واجب العلماء حثُّ عامة المسلمين على المساهمة في نصيبهم من المقاومة بالمال على أنه ليس تبرعا أو صدقة أو هبة، بل هو واجب شرعي على من لا يستطيع المقاومة الفعلية فلا بد أن يقاوم بماله".

وأردف الزرقان "على العلماء أن يحثوا الناس ويحرضوهم على المشاركة في الفعاليات المساندة للمقاومة وحاضنتها الشعبية، حتى يشعروا أن وراءهم أمة تقف من خلفهم، ولو فتحت الحدود وأُزيلت الحواجز لكانوا معهم في الخنادق، وميادين الجهاد" على حد قوله.


                              أحمد الزرقان قيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن

ونبَّه على أهمية دور العلماء في "الدعم المعنوي بكل أشكاله من محاضرات ودروس وندوات وفيديوهات ومقالات تصب في دعم المجاهدين وتحث الناس على جميع أنواع الدعم، وتقوم برفع معنويات المقاومين وحثهم على الصبر والمصابرة، ومتابعة الجهاد بكل قوة وقدرة لتحقيق إما النصر أو الشهادة".

وأكدّ على أن من واجب العلماء "فضح العملاء والمطبعين والمساندين للعدو سواء ماديا أو معنويا، وكشف مخططاتهم الخبيثة في الوقوف مع العدو، والتحذير كذلك من الإعلام المتصهين الذي يشوه صورة المجاهدين، ويسوق رواية العدو الصهيوني".

وأنهى كلامه بالإشارة إلى ضرورة قيام العلماء "بمباركة كل عمل في العالم العربي والإسلامي يدعم المقاومة في غزة ويساندها، ويخفف عنهم في معركتهم مع العدو الصهيوني، ويرفع معنوياتهم للاستمرار بهذا الجهاد المبارك المجيد".

مقالات مشابهة

  • الآلاف يواصلون التظاهر في مدن أمريكية تنديدا باستمرار العدوان الصهيوني على غزة
  • لماذا لعن الله قوما تحكمهم امرأة؟.. الحديث صحيح والإفتاء توضح قصته ومقصده
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 43,374 شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 43,341 شهيدا و102,105 مصابا
  • لماذا الدوحة وليست سقطرى!!
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان الصهيوني على فلسطين
  • الهيئة العامة للآثار تستنكر العدوان الصهيوني الممنهج على الآثار في لبنان وغزة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة الى 43314 شهيدا و102019 مصابا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 43314 شهيداً و102019 مصاباً