دراسة بحثية عمانية تطرح أنموذجا لمعالجة أزمة المياه في البلدان القاحلة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
"عمان": تتصدر الدراسة البحثية "الاستدامة والمياه الافتراضية.. دروس من التاريخ" لكرسي اليونيسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى المقالات المنشورة في مجلة الجغرافيا والاستدامة Geography and Sustainability وهي إحدى المجلات المرموقة ضمن قائمة المجلات التي تديرها مؤسسة "Elsevier" واحدة من أكبر شركات النشر الأكاديمي في العالم التي تأسست قبل 143 عاما وتمتلك أكثر من 2800 مجلة تنشر حوالي 60 ألف مقال سنويا.
وترتبط الدراسة البحثية المنشورة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومنها قضايا المياه، وهو ما يساعد على معالجة بعض من أعظم التحديات في العالم، حيث يطرح رئيس الكرسي وهو عضو في أسرة اليونيسكو حلولا لمعالجة المشكلات التي يعاني منها العالم، ويضع حلولا مستدامة من خلال استكشاف التراث التاريخي للمجتمعات المحلية، وتم تصنيف البحث المنشور ضمن Q1 من البحوث المنشورة، وبمعامل تأثير 9.7، والبحث من إعداد الدكتور المكرم عبدالله بن سيف الغافري رئيس كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى، والدكتور ماجد لباف خانيكي، الباحث بكرسي الأفلاج، حيث يتناول البحث تاريخ وأهمية ما مثلته المياه الافتراضية، حيث أوضح الباحثان أن المياه الافتراضية كانت تاريخيا بمثابة استراتيجية تكيف مكنت بعض المناطق القاحلة من تطوير اقتصاد مزدهر دون الضغط على مواردها المائية الشحيحة.
وأوضح البحث الذي حظي بإشادة من مؤسسة "Elsevier" ومجموعة واسعة من الباحثين والمهتمين الدوليين أن المياه الافتراضية هي إجمالي كمية المياه التي يتم استهلاكها لإنتاج السلع والخدمات، وفي بعض المناطق القاحلة، تم تعويض النقص في الإيرادات الزراعية من خلال المزيد من الاستثمار في الصناعات المحلية التي تتمتع بقدرة دائمة على توظيف المزيد من العمال، فقد أدت عائدات الصناعات المحلية إلى استغناء السكان عن الزراعة المروية، حيث تم استيراد معظم المواد الخام والمواد الغذائية من مناطق أخرى، مما جلب كمية كبيرة من المياه الافتراضية، وهذه المياه الافتراضية لم تدعم سكان المنطقة فحسب، بل مهدت الطريق أيضًا لتطوير منظماتهم الاجتماعية والسياسية.
وقال الدكتور المكرم عبدالله بن سيف الغافري عضو مجلس الدولة رئيس كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: تخلص الدراسة إلى أن نموذجًا مشابهًا للمياه الافتراضية يمكن أن يعالج أزمة المياه المستمرة في العديد من البلدان القاحلة، حيث يتم استغلال احتياطيات المياه الجوفية بشكل مفرط، وتتعرض العديد من المراكز الريفية والحضرية لضغوط بيئية.
وأوضح أن التاريخ يحمل درسا عاجلا حول الاستدامة لسياستنا اليوم التي تلاحق بعناد الزراعة وغيرها من القطاعات ذات الطلب المرتفع على المياه في المناطق القاحلة التي تعتمد تطوراتها عادة على المياه الافتراضية.
ونوه بالدور الذي تقوم به جامعة نزوى ممثلة في كرسي اليونيسكو لدراسات الأفلاج من بحوث ودراسات في جوانب علمية عديدة ومختلفة، ومنها دراسات وبحوث الأفلاج التي تم الاشتغال عليها، وحظيت بدعم وترحيب المجتمع المحلي والدولي، حيث تتناول هذه الدراسات والبحث العديد من الجوانب التي قامت عليها الأفلاج العمانية، من حيث نشأتها ونهضتها والتحديات التي تواجهها.
وأوضح الأهداف الرئيسية التي قام عليها البحث وهي أهداف التنمية المستدامة التي تعد واحدة من أهم الوثائق الدولية، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 2015م كدعوة عالمية للقضاء على الفقر، وحماية الكوكب، وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والرخاء بحلول عام 2030م، حيث تحتوي هذه الوثيقة على 17 هدفا (أهداف التنمية المستدامة) تؤكد على حقيقة أن إجراء واحد يتم اتخاذه في مجال ما سيؤثر على مجالات أخرى، وأن التنمية لا ينبغي أن تؤدي إلى خلل في توازن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بعد افتتاح شي ميناء في البيرو.. واشنطن تحذر من الاستثمارات الصينية
دعت الولايات المتحدة، أمس الخميس، بلدان أمريكا اللاتينية لتوخي الحذر من الاستثمارات الصينية تزامناً مع تدشين الرئيس الصيني شي جين بينغ ميناءً رئيسياً في البيرو.
ويفتتح شي الذي يزور البيرو إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن في إطار قمة أبيك، أول ميناء بتمويل صيني في أمريكا الجنوبية، وهو مجمّع بكلفة 3.5مليارات دولار في تشانساي شمال ليما مصمم ليكون مركزاً تجارياً إقليمياً.
وقال وكيل وزير الخارجية الأمريكية لشؤون أمريكا اللاتينية براين نيكولز: "نعتقد أنه من الضروري أن تضمن البلدان عبر نصف الكرة الأرضية بأن أنشطة جمهورية الصين الشعبية تحترم القوانين المحلية وتحافظ على حماية حقوق الإنسان والبيئة".
وفي إشارة إلى العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة والبيرو، قال نيكولز: "سنركّز على بناء هذه العلاقات وضمان أن البيروفيين يفهمون تعقيدات التعامل مع بعض المستثمرين الآخرين فيما يمضون قدماً في ذلك".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة قدمت حديثاً الدعم للبيرو، بما في ذلك التبرّع بقطارات لمدينة ليما والتنسيق في مجال الفضاء بقيادة ناسا والتبرع بـ9 مروحيات من طراز "بلاك هوك" لمساعدة الشرطة على التعامل مع الجريمة العابرة للحدود.
US urges vigilance on Chinese investment as Xi opens Peru port https://t.co/uKyKVl4Ewp
— The Straits Times (@straits_times) November 15, 2024وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا دان كريتنبرينك: إن الولايات المتحدة تأتي بـ"أجندة إيجابية" ولا تسعى لإجبار البلدان على الاختيار بين القوى المتنافسة.
وأفاد الصحافيين "نريد التأكد من أن البلدان لديها إمكانية الاختيار وبأنها قادرة على القيام بخياراتها بحرية ومن دون إكراه".
واعتبرت الولايات المتحدة على مدى قرنين أمريكا اللاتينية ضمن دائرة اهتمامها لكنها واجهت منافسة متزايدة حول العالم، خصوصاً في الجانب الاقتصادي، من قبل الصين.
Chinese President Xi Jinping inaugurates a massive deep-water port in Peru, a $1.3 billion investment by Beijing as it seeks to expand trade and influence on South America https://t.co/bN7PzVexQ4 pic.twitter.com/SpqZezdYhW
— Reuters (@Reuters) November 15, 2024ويشير صانعو السياسات في الولايات المتحدة عادة إلى الديون المرتبطة بالمشاريع الصينية واعتماد الصين على عمالها في المشاريع الكبرى.
ومن شأن الميناء أن يسمح لبلدان أمريكا الجنوبية بتجاوز الموانئ في المكسيك والولايات المتحدة لدى التعامل تجارياً مع آسيا.
ومن المقرر أن يجتمع شي السبت في ليما مع بايدن في آخر لقاء على الأرجح بينهما قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.