نقابة البيجيدي ترفض عودة الأساتذة إلى الأقسام وتختار التصعيد في وجه الحكومة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أخبارنا المغربية- إلهام آيت الحاج
في الوقت الذي كانت كل المؤشرات تصب في اتجاه حدوث انفراج في الأزمة التي عصفت بقطاع التعليم العمومي منذ الخامس من أكتوبر الماضي، فاجأت الجامعة الوطنية لموظفي للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، التابعة لحزب العدالة والتنمية، الجميع باختيارها مواصلة التصعيد، عبر الدعوة إلى خوض إضراب جديد لأربعة أيام كاملة بدءا من الغد، لتنضم بذلك إلى بعض التنسيقيات التعليمية التي خالفت رأي التنسيق الوطني.
وجاء في البلاغ الصادر عن نقابة البيجيدي أن قرارها جاء “استمرارا في انحيازها المستمر للشغيلة التعليمية ومطالبها العادلة، ووعيا منها بدقة المرحلة والمنعرج الذي تعرفه المعركة البطولية التي خاضها رجال ونساء التعليم، إعلاء للمصلحة الفضلى للأسرة التعليمية”.
واعتبرت النقابة أنها “استجابت الجامعة لمختلف المبادرات المسؤولة، وحضرت اللقاء التواصلي مع الوزارة في أفق عقد لقاءات أخرى لمناقشة وإصلاح الاختلالات التي جاء بها النظام الاساسي"، متهمة وزارة بنموسى بأنها "تنصلت منه الوزارة ولم تلتزم بتعهداتها، ما يوحي بغموض موقفها وغياب حسن النية المطلوب”، خسب ذات البلاغ.
وطالبت نقابة العدالة والتنمية بضرورة سحب النظام الأساسي وإعادته للحوار من جديد "بدل الاكتفاء بتعديلات سطحية تعاكس التوجه العام لرجال والنساء التعليم”.
للإشارة فإن لجنة الحوار الحكومية توصلت اليوم إلى اتفاق حديد مع النقابات الأربع الأكثر تمثيلية، يقضي بإلغاء نظام التعاقد بشكل نهائي ودمج أطر الأكاديميات ضمن نفس النظام الذي يشمل باقي موزفي وزارة التربية الوطنية، بالإضافة إلى التوافق بخصوص ملفات فئوية أخرى.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر النظام السياسي في العراق من عودة ترامب
آخر تحديث: 12 نونبر 2024 - 9:40 صبقلم: سمير داود حنوش لم يكن غريبا على دولة مثل الولايات المتحدة أن يفرز نظامها رئيسا ضمن مقاسات دونالد ترامب، فالخطاب الذي يتحدث به ترامب ليس جديدا على ذهنية هذه الدولة، لكن الجديد في الأمر أن حديث ترامب تحول إلى مواثيق للسياسة الأميركية بعد أن كان مجرد شعارات في عهد الرئيس السابق جو بايدن.الحقيقة التي لا مناص منها أن العالم تحكمه القوة، وهي التي تحدد مصائر الشعوب. تسقط حكومات وتولد أخرى بسبب القوة والهيمنة وليس بغيرها. يُدرك الرئيس الجديد للولايات المتحدة أن القوة الاقتصادية هي التي تفرض سطوتها على الشعوب، وليس الجيوش المجهزة بأرقى أنواع التكنولوجيا. ولذلك شاهد العالم تجربة ترامب السابقة في حروبه الاقتصادية مع الصين عندما فرض حصارا تكنولوجيا ضد شركة هواوي الصينية.ليس مبالغة أن نتحدث عن كارثة اقتصادية ستصيب العراق فيما لو نفّذ ترامب وعده وأوقف الحروب، مما قد يجعل سعر برميل النفط ينخفض إلى ما دون الخمسين دولارا. وكيف ستفي الحكومة العراقية بالتزامها في توفير رواتب الموظفين والقطاع الخاص وفي تسيير أمور البلاد الاقتصادية التي تعيش على تصدير النفط وبيعه؟ ما يشغلنا من حديث ترامب هو كيف سيكون حال العراق من هذه السياسة؟ وما هو جديد ترامب للمنطقة التي يكون العراق ضمن مساحتها الجغرافية؟بداية، كل التوقعات تؤكد أن سياسة ترامب سوف تتغير من “التفاهمات” إلى مصطلح “القوة” في العراق. فالرئيس الجديد لا ينسى مذكرة إلقاء القبض التي أصدرها بحقه القضاء العراقي، ولن يخفى عليه الحديث الذي كان متداولا عن دعم أطراف عراقية للمنافس الديمقراطي في الانتخابات الأميركية. والأهم هو استعادة الدور الأميركي لقوته في العراق بعد أن هيمنت الفصائل المسلحة على القرار السياسي والاقتصادي للبلد. هل سيُفرض التطبيع على العراقيين مع إسرائيل كشرط لدعم النظام السياسي في بلدهم؟ ليس مستبعدا، بل كل الاحتمالات تشير إلى ذلك.لا ينقطع عن ألسنة العراقيين تداول السؤال التالي: هل يوافق ترامب على الانسحاب الأميركي الكامل من العراق وترك المجال مفتوحا لإيران في التمدد؟ لا يحتاج الجواب إلى متحذلق للإجابة بأنه من المستحيلات أن يسمح بذلك. لذلك سيكون من المبكّر الحديث عن مغادرة الجيش الأميركي الأراضي العراقية، بل قد يعمل العكس ويزيد من أعداد الجنود على الأراضي العراقية. من جانبها، تُدرك إيران أن ترامب لن يقدّم لها العراق على طبق من ذهب كما فعل سابقه بايدن في “المهادنة” مع إيران وفصائلها. وإن القادم أسوأ مع تأكيدات أميركية أن إيران حاولت اغتيال ترامب أثناء حملته الانتخابية، وحديث الإدارة الأميركية الحالية أن ذلك قد يدخل في خانة الأعمال الحربية. لذلك يتداول أن الجارة الشرقية طلبت من قادة الفصائل المسلحة مغادرة العراق خوفا من الانتقام الأميركي، وحاولت التعجيل من اختيار رئيس برلمان عراقي من الجبهة السنية المتحالفة مع طهران من أجل تأمين المزيد من القوانين التي تصب في صالح القوى المدعومة من خارج الحدود، مستغلة حالة الضعف التي مرت بها السياسة الأميركية في عهد الرئيس السابق بايدن. يُدرك ترامب أن القرار العراقي ليس مملوكا بيد الحكومة العراقية، بل بيد الفصائل المسلحة، خصوصا عندما سمعنا من يقول منهم إن قرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة، بل بيد الفصائل متى ما قررت ذلك.المشرعون الجمهوريون الذين تمكنوا من السيطرة على مجلس الشيوخ والنواب الأميركي بعد فوز مرشحهم ترامب لرئاسة البيت الأبيض، سيسعون إلى تشريع قوانين توقف تمويل رواتب الحشد الشعبي ومشاريع مرتبطة به مثل شركة “المهندس” عبر الفيدرالي الأميركي، بسبب استخدام هذه الأموال لتمويل جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وهو ما قد يسعى إليه ترامب في فترته القادمة. الطبقة السياسية في العراق تعلم أن قدوم ترامب إلى البيت الأبيض لا يبشر بخير بعد أن كان الوضع هادئا ومستسلما لإرادة الفصائل المسلحة في الوقت السابق. وتعلم جيدا أن ما بعد فترة ترامب ليس كما قبلها، خصوصا مع اقتراب قدوم سفيرة جديدة لأميركا إلى العراق بديلا عن ألينا رومانوسكي التي ستغادر قريبا.وكما هو مناخ العراق المتقلّب، سيكون الوضع السياسي في العراق متقلبا ومتغيرا في ظل متغيرات إقليمية تشبه لعبة الدومينو، يكون العراق ضمن إحدى أحجارها التي تتساقط بالتتابع، وهو ما قد يؤشر إلى بداية تختلف عما كانت عليه في السابق.