رسالة إلى رابطة مجالس الشيوخ والشورى بشأن الأوضاع في فلسطين
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
فيما يلي نص الرسالة:
يتقدم إليكم مجلس الشورى في الجمهورية اليمنية بالشكر والتقدير لما تبذلونه من جهود في سبيل تعزيز التعاون بين الدول العربية والأفريقية في مختلف المجالات الإنسانية، والعمل على المساهمة في تحقيق الأمن والسلام في أفريقيا والعالم العربي.
وإننا إذ نشيد بجهودكم الرامية لتحقيق الغايات التي تأسست من أجلها الرابطة، ومساعيكم الحميدة التي تبذلونها عبر الأنشطة المختلفة لتعزيز العمل المشترك بين المجالس، نخاطبكم من عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء العروبة والتاريخ والمدد، بكل قيم وروابط العروبة والإسلام والمصير المشترك والأخّوة التي تجمعنا في كيان وروح واحد، لاستعراض آخر مستجدات الأحداث وتطوراتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وموقف اليمن الواضح والمبدئي من العدوان على غزة والخيارات التي اتخذتها القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في نصرة المستضعفين في فلسطين ومساندتهم في مواجهة الصلف الصهيوني الأمريكي.
فلا يخفى عليكم ما يرتكبه كيان العدو الصهيوني على مدى 73 يوماً من مجازر وحشية وإبادة جماعية بحق النساء والأطفال والمدنيين النازحين فـي المستشفيات والمدارس ودُور العبادة والتنكيل بالأسرى والمعتقلين، على مرأى ومسمع من العالم أجمع في مخالفة صارخة للشرائع السماوية والقوانين الوضعية والقيم الإنسانية، وإرهاب منظم يرتكبه الكيان الصهيوني، مستخدما كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، موغلاً في القتل والدمار مرتكباً إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية.
لقد عمد الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة وبدعم مباشر من أمريكا والصهيونية العالمية ودول الغرب إلى عزل الشعب الفلسطيني عن محيطة العربي وتركه في ساحة المواجهة وحيداً دون معين فـي مسعى منه لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس زمانياً ومكانياً، ودون إسناد من بعض الأنظمة العربية لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وفك الحصار عن غزة، سوى بيانات التنديد والشجب التي لم يُعرها الكيان الغاصب أي أهمية.
إن موقف الجمهورية اليمنية جاء انطلاقا من الواجب الديني والإنساني والعروبي والقومي والإنساني تجاه القضية المحورية والأساسية للأمة جميعاً فلسطين، ونؤكد من خلالكم لأعضاء الرابطة الموقرة وللعالم أجمع أن القيادة اليمنية وقواتها المسلحة لم تتخذ هذه الخيارات من أجل تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر كما تحاول أبواق العدو ومن يدور في فلكه الترويج له، وإنما هذا الإجراء يقتصر على سفن الكيان الصهيوني والسفن المتجهة إلى موانئه لتزويده بالبضائع والإمدادات المختلفة في الوقت الذي يعاني الشعب الفلسطيني من انعدام تام لأبسط مقومات الحياة الإنسانية.
وننوه في هذا السياق أن الجمهورية اليمنية لم تتخذ هذا الإجراء في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب أثناء العدوان السعودي الأمريكي والحصار الجائر على شعبنا منذ نحو تسع سنوات رغم ما كان يمكن أن يحققه هذا الإجراء للشعب اليمني من تغيير في معادلة الصراع إلا أن القيادة رأت ضرورة اتخاذ هذا الإجراء نصرة للمظلومين في غزة في هذا الوقت العصيب الذي تُرك فيه للأسف الشعب الفلسطيني يواجه الصلف الصهيوني وإجرامه الوحشي الذي أباد أسر بأكملها.
ونستنكر بشدة ازدواجية المعايير الدولية وموقف أمريكا وعدد من الدول الغربية وإعلانها تشكيل ما يسمى بالقوى الدولية في البحر الأحمر دون أي مسوغ قانوني، وهو ما يؤكد انحياز أمريكا في مساندة الكيان الصهيوني ليرتكب المزيد من جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في ذات الوقت الذي لا ترى فيه حقاً للشعوب العربية والإسلامية تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ورفع الظلم الواقع عليه، وتعد هذه الخطوة الأمريكية تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلـى تهديد الملاحة فـي البحر الأحمر.
وبناءً على ما تقدم، نجدد لكم ولكل العالم تأكيد الجمهورية اليمنية وحرصها على أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر والمياه الإقليمية، وأن عمليات القوات المسلحة اليمنية ستتوقف فور فك الحصار على غزة وانتهاء العدوان عليها.
ونأمل منكم التكرم بالاطلاع والتحرك بشكل عاجل والدعوة لعقد مؤتمر دولي على مستوى الدول الأعضاء للوقوف أمام استمرار التصعيد الخطير الذي يقوم به الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والخروج بمقررات تسهم في الضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتحرك العاجل لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني وإيقاف العدوان الصهيوني وإنهاء الاحتلال وسرعة إدخال المواد الإنسانية من الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الجمهوریة الیمنیة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی فی البحر الأحمر هذا الإجراء
إقرأ أيضاً:
للمرة الرابعة عشرة (فلسطين 2) يدك عمق الكيان.. أزمة إسرائيلية في مواجهة اليمن
يمانيون ـ تقرير | علي الدرواني
مع وصول صواريخ (فلسطين 2) البالستية الفرط صوتية اليمنية إلى “تل أبيب” يافا المحتلة، تتحطم نظرية الأمن الصهيونية المبنية على القبة الحديدة والدفاعات الجوية متعددة الطبقات في مواجهة الصواريخ اليمنية، لاسيما الفرط صوتية منها، والتي وصلت حتى كتابتة هذه السطور إلى 14 صاروخا، من (نوع فلسطين 2) بميزته الفريدة الفرط صوتية، التي افتتحها صاروخ حاطم.
منذ الخامس عشر من سبتمبر واصلت القوات المسلحة اليمنية قصفها المطرد على أهداف حساسة وحيوية لكيان العدو، بينها قاعدة نيفاتيم التي استهدفت مرتين بصواريخ فلسطين2، ومطار بن غوريون الذي قصف مع عودة المجرم نتنياهو من واشنطن، وفي الأسبوع الماضي جاء قصف مقر وزارة حرب العدو ضمن أهداف أخرى وسط الكيان، ليكون صاروخ السبت أبرز تلك الصواريخ.
من ادعاء الاعتراض إلى الاعتراف بالفشل
طوال الفترة الماضية يحاول العدو الإسرائيلي التقليل من الصواريخ اليمنية ومفاعيلها على الأرض، وإن كان يعترف بوصولها، إلا أنه يدعي اعتراضها خارج الغلاف الجوي أحيانا، ويذهب لتفسير الانفجارات والأضرار الناتجة في المنشآت الصهيونية على أنها بسبب الصواريخ الاعتراضية، لكنه لا يستطيع أن يقدم أي تفسير على التخبط والتناقض بين الادعاءات وما توثقه كاميرات المستوطنين.
كان أول صاروخ فرط صوتي (فلسطين 2) عشية 12 من ربيع الأول، مع احتفالات اليمن بالمولد النبوي الشريف (15 سبتمبر). حينها قال جيش العدو إنه جرت عدةُ محاولات اعتراض من منظومتي حيتس والقبة الحديدية، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى إطلاق أكثر من عشرين صاروخا اعتراضيا، كلها كانت فاشلة في اعتراضه، في حين أضافت صحيفة يديعوت أحرنوت أن الصاروخ اليمني لم يتم اكتشافه إلا في مرحلة متأخرة للغاية، مؤكدة أن الصاروخ يتمتع بأنظمة ذكية تجعل من اعتراضه عملية صعبة للغاية، وقالت هآرتس: إن تحقيقا للقوات الجوية الإسرائيلية وجد أن الاعتراض كان جزئيا، حيث ادعت أن أحد الصواريخ ضرب الصاروخ اليمني لكنه فشل في تدميره.
استمرت مثل هذه الادعاءات مع كل صاروخ تقريبا (اعتراض او اعتراض جزئي) الى ان اتى صاروخ السبت وكشف ما تبقى من عورة الطبقات الدفاعية الصهيونية، حتى صفارات الإنذار لم تنطلق إلا في الوقت الضائع، وتناقل الإعلام الصهيوني شهادات مستوطنين أنهم سمعوا انفجار الصاروخ قبل صفارات الإنذار، والأحسن حالا منهم قال إنه سمع في الطوابق العليا لكن الوقت لم يسعفه للهروب الى الملاجئ قبل انفجار الصاروخ.
الشيء المهم هنا -بخصوص محاولات الاعتراض- أنه تم تفعيل منظومة “حيتس”، وأطلقت صاروخا واحدا للاعتراض، وأطلقت القبة الحديدة صاروخين، لتصبح ثلاثة صواريخ فقط، مقارنة بأكثر من عشرين صاروخا حاولت اعتراض أول بالستي فرط صوتي من نوع فلسطين2.
ومثلما وصل صاروخ الخميس، إلى منطقة “رامات غان” في “تل أبيب”، وتسبب بتدمير عدة منشآت في المنطقة، فقد وصل صاروخ السبت أيضا محدثا دمارا واسعا وحفرة بعمق عدة امتار، حسب الإعلام العبري، ادعى العدو في الأولى أنه نفذ “اعتراضا جزئيا” للصاروخ في محاولة للتخفيف من وقع فشل عملية الاعتراض، لكن هذه المحاولة لم تعد مجدية بالنسبة لصاروخ السبت، بعد أن “أثار الدمار الواسع العديد من التساؤلات حول مفهوم (الاعتراض الجزئي)”. حسب يديعوت أحرنوت.
وأخيرا يتم الاعتراف بالفشل وعدم تمكن الدفاعات الجوية الصهيونية من اعتراض هذا النوع من الصواريخ المتطورة.
“يديعوت أحرنوت” العبرية قالت إن هذه الضربة أثبتت وجود ثغرة خطيرة في الدفاعات الإسرائيلية، ووضعت احتمالا يفيد أن التطور الأكثر تعقيدا في هذا النوع من الصواريخ هو السبب في فشل اعتراضها.
أزمة الكيان فاقد الشيء لا يعطيه
نقلت هيئة الإذاعة الصهيونية أن الكيان بصدد الاستعداد لتنفيذ عدوان جيد على اليمن، لكن هذه المرة مع مشاركة دول أخرى يرجح، الأمر الذي يعكس عجز الكيان عن تحقيق أهدافه وردعه تجاه صنعاء دون مساعدة دولة أخرى، وهذا جانب من الأزمة التي يعاني منها الكيان، إلى جانب أزمة المسافة الطويلة، ونقص المعلومات الاستخباراتية حول اليمن، وهي نفسها الأزمة التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية، وبناءً عليه فإن الاستعانة الصهيونية بواشنطن ربما لن توفر لها ما يحقق أهدافها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
الليلة الماضية نفذت القوات الأمريكية غارات عدوانية على صنعاء مدعية أنها استهدفت مخازن أسلحة ومنشأة قيادية، ولم تمر ساعات حتى اعترفت بسقوط طائرة حديثة في البحر الاحمر، مدعية أنها بنيران صديقة، لم تنطلِ تلك الادعاءات على أحد، أسوشيتد برس علقت مستنكرة: “لم يتضح على الفور كيف يمكن لـ Gettysburg أن تخطئ في اعتبار طائرة F/A-18 طائرة أو صاروخاً للعدو، خاصة وأن السفن في مجموعة قتالية تظل متصلة بالرادار والاتصالات اللاسلكية”. وسخر محلل شؤون الأمن القومي في مجلة ناشيونال انترست (براندون ويشيرت) على صفحته في اكس قائلا: “نيران صديقة؟! لقد وصلنا حقا إلى مستوى متدنٍ للغاية كقوة عظمى مزعومة عندما تكون هذه أفضل وأقرب قصة تصديقا للتغطية على حقيقة أن “الحوثيين” ربما أسقطوا إحدى طائراتنا”.