عميد المعهد التقني التجاري لـ عدن الغد: نسعى جاهدين إلى فتح تخصصات جديدة لتواكب التطورات التنموية في قطاع الأعمال التجارية والإدارية

(عدن الغد)خاص.

 يضطلع التعليم التقني التجاري بدور كبير في إعداد كوادر وطنية متميزة بتفكير مبتكر تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع وتلبي احتياجات سوق العمل من الكفاءات التقنية المتخصصة، ويعمل التعليم التقني على مد جسور التعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من خلال تبني البحوث العلمية والمشاريع الطلابية، ويحرص على تخريج رواد أعمال متمكنين وقادرين على إدارة مشاريعهم الخاصة عوضًا عن أن يكونوا باحثين عن عمل.

ولمواكبة التطورات والمستجدات في التقنيات الحديثة من الكوادر الوطنية المؤهلة تقنيًا، فقد ارتأينا في موقع (عدن الغد) أن نستضيف عميد المعهد التجاري التقني الدكتورة شادن يسلم بازهير الذي تحدثت عن دور المعهد والإنجازات التي تحققت له وقضايا أخرى فماذا قالت، نتابع ذلك من خلال الحوار الآتي:

  حاورها / عبدالعزيز بامحسون

·     في البدء ممكن أن تعطي القارئ الكريم نبذة عن المعهد والبدايات الأولى له؟

حقيقة إن حكومة بلادنا تولي اهتمامًا كبيرًا بمسألة التعليم الفني والتدريب المهني من خلال افتتاح العديد من المعاهد الفنية والمهنية في عموم محافظات الجمهورية وذلك من أجل تخريج كوادر متوسطة ومهنية تساهم بدورها المناط بها في تطوير مجتمعنا وازدهاره، كما يمثل التعليم الفني والتدريب المهني أهمية كبيرة في الدفع بعجلة البناء التنموي للأمم والشعوب خاصة في البلدان النامية باعتباره عماد التنمية والسبيل الأمثل للقضاء على البطالة بين أوساط الشباب.

  والمعهد التقني التجاري إحدى المؤسسات العلمية والتربوية التي تم انشاؤها في الفترة الأخيرة في محافظة حضرموت من أجل تخريج الكوادر المهنية والتقنية في مجال المحاسبة والسكرتارية والتخصصات التابعة لها، والذي يسعى المعهد أن يكون من المعاهد الرائدة والمتميزة في تقديم خدمات التعليم الفني والتدريب المهني التجاري من خلال جودة مخرجاته والسعي المستمر لتحقيق التميز من خلال تطبيق نظم الجودة الشاملة والتنمية المستمرة للقوى البشرية.

 أما متى تأسس المعهد فنقول إنه في يناير 1982م فقد تأسس المعهد تحت مسمى (المعهد التجاري) على أن شاملًا لثلاث محافظات حينها وهي (حضرموت ـــ شبوة ـــ المهرة) بنسب مختلفة تحددها وزارة التخطيط بالتنسيق مع وزار ة التربية والتعليم الذي كان المعهد يتبع الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة حضرموت (وقتئذاك)ماليًا وإداريًا.

    حيث بدأ أول عام دراسي فيه في العام 1982/1983م، حيث شهد الالتحاق في ذلك العام أعداد متواضعة وخاصة من الفتيات الذي بلغ عددهنّ (3) فتيات فقط والتي تم استقطابهن بصفة شخصية.

·      منذ أن توليتي قيادة إدارة المعهد، ما هي الإنجازات التي تم تحقيقها؟

حقيقة منذ أن توليتُ إدارة المعهد بدأنا أولاً بتصليح البنية التعليمية للمعهد والعمل على إصلاح كل مانستطيع إصلاحه ليظهر المعهد بالشكل اللائق، حيث اهتمامينا بالمعلم كونه حجر الأساس في العملية التعليمية والأساس الأول في تخريج كوكبة من العمالة المتوسطة حيث حاولنا توفير كل مانستطيع من أدوات تساعده في الرقي بالعملية التعليمية، ومن الانجازات كذلك عملنا جاهدين على إعادة شبكة الانترنت للمعهد كونها كانت مقطوعة منذ فترة طويلة واستطعنا والحمد لله من إعادتها وبذلك استطاع الطلاب الآن التطبيق والبحث بشكل عملي، وإعادة تجهيز قاعتين تدريبيتين إحداها للمناسبات والأخرى للتدريب بالمعهد، وإعادة تفعيل وحدة ضمان الجودة بالمعهد التي بدورها تتابع كل التفاصيل وتراقب مدخلات ومخرجات التعليم بالمعهد مع عمل المعالجات المناسبة ليظهر هذا التعليم بالشكل المناسب الذي يلبي احتياجات المجتمع، إضافة إلى اعطاء الصلاحيات الكاملة لكل الإدارات المعنية في القيام بواجباتها والابتكار والتميز والثقة والتشجيع والتحفيز وتطبيق اللوائح والقوانين.

·      حدثينا عن مكونات المعهد، والتخصصات والأقسام الموجودة فيه، وعدد الشعب الدراسية في المديريات، مدة الدراسة، وعدد الطلاب والطالبات للعام الدراسي الحالي؟

     هناك مستويان بالمعهد (تقني ومهني) والذي يشمل تخصصات مختلفة، حيث يشمل المستوى التقني (ما بعد الثانوية العامة) على تخصصات: محاسبة، إدارة مكاتب، تسويق، علوم مالية ومصرفيه، إحصاء ومعلوماتية، ونظم معلومات إدارية.

  أما المستوى المهني :( بعد إتمام مرحلة التعليم الأساسي) فيشمل: محاسبة محوسبة – إدارة مكاتب، تسويق وفن البيع، وحاسوب عام.

     ومدة الدراسة بعد الثانوية سنتان، وثلاث سنوات للثانوية المهنية.

  كما بلغ عدد الطلاب المتقدمين خلال العام الدراسي الحالي 2022م / 2023م للمعهد (406) تم قبول منهم (336)، منهم في المستوي التقني ما بعد الثانوية العامة (306) طالب وطالبة، منهم (232) طالب و (74) طالبة.

فيما بلغ عدد الطلاب في المستوى المهني بعد اكمال مرحلة التعليم الأساسي (63) طالب.

أما الشعب الدراسية في المديريات فتم افتتاح شعب التعليم الفني للمعهد التقني التجاري بمديرية غيل باوزير للمستوى التقني ومديرية الشحر للمستوى المهني في العام الدراسي 2017/2018م، ومديرية الديس الشرقية للمستوى التقني في العام الدراسي 2018/2019م.

·     ما هي البرامج الذي تقومون بها خلال العام الدراسي؟

برنامج الدبلوم التقني والثانوية المهنية، وعدد من البرامج التي تسعى إليها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني عبر المعاهد الأخرى بمشاركة عدة جهات من القطاعين العام والخاص لإجراء مسوحات ميدانية تسهم في التعرف على متطلبات سوق العمل من التخصصات المختلفة وتساعد في طرح برامج جديدة تلبي هذه الاحتياجات.

·      كيف يلبي المعهد احتياجات سوق العمل من خريجي المعهد؟

لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة لتخريج خريجين يمتلكون كل المهارات اللازمة النظرية والعملية للاندماج في سوق العمل ،ونحن في صدد ربطهم بسوق العمل وبالجهات ذات العلاقة  لتطبيق كل ما تعلموه داخل قاعات الدراسة  ، حيث يعمل المعهد على تخريج عمالة متوسطة تلبي احتياجات السوق المحلية بتخصصات فريدة من نوعها.

·      كم عدد الدفع المتخرجة من المعهد إلى العام الماضي؟

  منذ العام الدراسي 1983/1984م هناك العديد من الدفع التي تخرجت من المعهد، ففي قسم التعليم المهني تخصص محاسبة وإدارة مكاتب فبلغت عدد الدفع المتخرجة منه (39) دفعة، وفي قسم التعليم التقني تخصص محاسبة وإدارة مكاتب وتسويق (19) دفعة، وتخصص نظم معلومات وترجمة (دفعتان)، ومالية مصرفية، إحصاء ومعلوماتية (ثلاث دفع).

وحقيقة نحن نفتخر بعدد من خريجي المعهد الذين اليوم يتبوأؤن مناصب إدارية مرموقة في عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة.

·     ماذا عن جانب التدريب والتأهيل للكادر التدريسي بالمعهد؟

طبعًا هو من أهم أولوياتنا الحالية في تدريب الكادر التدريسي بالمعهد ورفع مستواه علميًا وعمليًا من خلال التدريب المستمر.

·      اعتقد أن المعهد يجمع بين التدريس في التعليم النظامي والتعليم المستمر (الدورات التدريبية القصيرة)، ما هي رؤيتكم إلى قدرة إدارتكم إلى عملية الجمع والتوفيق بين إدارة هذين النوعين من التدريب في آن واحد؟

    أكيد طبعا فكلاهما يكمل الآخر، لذلك فنحن في إدارتنا نعمل جاهدين على عمل تكامل بين هذين النوعين من التعليم.

·      هل لدى إدارة المعهد نية إلى فتح أقسام وتخصصات جديدة خلال السنوات القليلة القادمة سواء في الجانب التجاري أو التقني؟

   بإذن الله نسعى جاهدين إلى فتح تخصصات جديدة بعد دراستها دراسة جيدة بحيث تعمل إضافة جديدة لسوق العمل، مواكبة للتطورات التنموية في قطاعات الأعمال التجارية والإدارية والاقتصادية في القطاعين العام والخاص، الأمر الذي سيسهم في تشكيل الإطار القانوني لتنظيم التعليم الفني والتدريب المهني بمختلف مساراته ومستوياته المهنية في هذه المراكز بما يتناسب مع المستجدات التكنولوجية في سوق العمل.

* هل لديكم خطط مستقبلية أخرى؟

نعم، فإن إدارة مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بحضرموت الساحل ممثلة المدير العام الدكتور سالم صلاح باجابر تعمل بخطوات مدروسة وفق استراتيجيات معدة مسبقا في النهوض بهذا النوع من التعليم، وهناك علاقة تكاملية بيننا وبين المكتب من أجل دراسة وتنفيذ خططنا القادمة بإذن الله تعالى.

·     للمعهد شراكات مع مؤسسات حكومية وخاصة، وإقامة معارض، ممكن تحدثينا عنها بإيجاز؟

صحيح؛ للمعهد شراكات مختلفة مع بعض المؤسسات الحكومية والخاصة على سبيل المثال للالحصر: مجمع حضرموت الصناعي، مصنع تعليب الأسماك (الغويزي)، شركة المحضار للتجارة، شركة ناتكو، البنك المركزي اليمني، البنوك التجارية والإسلامية المختلفة، ومعهد توب آرب، ومؤسسة الأفق للكمبيوتر واللغات.

  كما ينظم المعهد التقني التجاري بين فترات وأخرى معارض تجارية وتسويقية مختلفة والتي نالت استحسان الحضور.

·      ما هي أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجهكم في أداء سير عملكم منذ أن توليتي مهمة إدارة المعهد؟

   لكل عمل صعوبات ومن أبرزها:

ــ عدم توفر الكوادر التدريبية المتخصصة في بعض التخصصات الجديدة كإدارة الفنادق والإدارة السياحية.

ــ قلة التجهيزات.

ــ ضعف التدريب والتأهيل للكادر التدريسي والإداري بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.

- قلة المخصصات المالية للموازنة التشغيلية بالمعهد.

ــ عزوف بعض الطلاب عن الدراسة بالمعهد بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبناء المجتمع وارتفاع الأسعار والمواصلات.

·     كلمة أخيرة ترغبين قولها؟

  في ختام حديثي أحب أن اشكر محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، والمدير العام لمكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بساحل حضرموت الدكتور سالم صلاح باجابر على جهودهما المبذولة في الرقي بالمعهد بشكل خاص وبالتعليم الفني والتدريب المهني بشكل عام، كما أوكد مجددًا إلى أهمية هذا النوع من التعليم الذي يحتاجه سوق العمل وكافة مؤسسات الدولة، وأشكر الداعمين لنا من الجهات التي تحتضن طلابنا أثناء تدريبهم العملي.

المصدر: عدن الغد