خسائر شركات الشحن البحري تتواصل.. تراجع بسهم زيم الإسرائيلية ومخاوف فقدان سفن
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
((عدن الغد )) خاص
قال خبراء، إن خسائر الشحن وارتفاع التأمين سيتواصل مع ارتفاع هجمات الحوثي على السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر، وخاصة بالنسبة لأصحاب السفن الإسرائيليين، الذين ارتفعت أسعار التأمين لهم أكثر، إذ بلغت نسبة 250%، كما أن بعض شركات التأمين ترفض تغطية تأمين السفن الإسرائيلية. وذلك وفقاً لما ذكره محرر التأمين في "لويدز إنتيلجينس"، ديفيد أوسلر، لقناة " في أيه" التلفزيونية في فيرجينيا مساء الأحد.
وكان سهم شركة زيم الإسرائيلية للشحن البحري خسر منذ بداية العام الجاري نحو 23% من قيمته السوقية وسط هجمات الحوثي على السفن العابرة على البحر الأحمر، حسب تقرير اليوم الاثنين بنشرة "غلوبس" في تل أبيب. وحتى الآن توقفت معظم شركات الشحن الكبرى عن الإبحار عبر البحر الأحمر.
في ذات الشأن، قالت وكالة "ستاندرد آند بورز" الأميركية في تقرير، عطلت هجمات الحوثي نحو 22% من سوق الشحن البحري العالمي، حيث أوقفت شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك التي تمثل 15% من سوق شحن الحاويات العالمية، جميع الرحلات المارة عبر باب المندب حتى إشعار آخر. كما أوقفت شركة "هاباغ لويد"، التي تسيطر على 7% من سوق الحاويات العالمية حركة المرور عبر البحر الأحمر، كما علقت شركة بريتش بتروليوم جميع شحناتها عبر باب المندب.
وتقول " غلوبس"، إن أربع من أكبر خمس شركات في العالم توقفت عن الابحار عبر البحر الأحمر.
وتنبع أهمية البحر الأحمر من موقعه الرابط بين حركة السفن بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، بين قناة السويس في نهايته الشمالية ومضيق باب المندب في الطرف الجنوبي المؤدي إلى خليج عدن. وبالتالي فإنه ممر مائي مزدحم بالسفن التي تعبر قناة السويس لجلب البضائع بين آسيا وأوروبا.
في هذا الصدد، قال جون ستيورات، كبير مديري البيئة والتجارة في الغرفة الدولية للشحن، التي تمثل 80% من الأسطول التجاري العالمي، إن كمية هائلة من إمدادات الطاقة الأوروبية، بما في ذلك النفط ووقود الديزل، تمر عبر هذا الممر المائي. وبالتالي فإن هجمات الحوثي سترفع أسعار السلع وتمثل أزمة بالنسبة للدول الأوروبية التي تقاتل من أجل خفض معدلات التضخم. كما تشحن السفن التجارية عبر البحر الأحمر،المنتجات الغذائية مثل زيت النخيل والحبوب، ومعظم المنتجات المصنعة في العالم.
من جانبه، قال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة "فيزل بروتكت ـVessel Protect"، التي تقيم مخاطر الحرب في البحر وتوفر التأمين بدعم من لويدز، إن الهجمات الأخيرة تظهر أن التهديد المتزايد للسفن في البحر الأحمر يمثل "عائقاً كبيراً" أمام الشحن التجاري في المنطقة. التي يشكل أعضاؤها أكبر سوق للتأمين في العالم.
في ذات الصدد، قال محرر التأمين في "لويدز إنتيلجينس"، ديفيد أوسلر، إن تكاليف التأمين تضاعفت بالنسبة لشركات الشحن التي تتحرك عبر البحر الأحمر، وهو ما يمكن أن يضيف مئات الآلاف من الدولارات إلى رحلة أغلى السفن. وأضاف أنه في حين، أن شركات الشحن تطبق ما يسمى برسوم مخاطر الحرب التي تتراوح بين 50 إلى 100 دولار لكل حاوية على العملاء الذين يجلبون كل شيء من الحبوب إلى النفط إلى المقتنيات من أمازون.
ويتوقع أوسلر أن تستمر تكاليف التأمين في الارتفاع، لكنه قال إن الوضع يجب أن يصبح أسوأ بكثير، في حال تطور الوضع إلى فقدان العديد من السفن في البحر الأحمر.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: عبر البحر الأحمر هجمات الحوثی شرکات الشحن
إقرأ أيضاً:
إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة
الجعدبي: أمريكا تعول على دور الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار على الكيان الصهيوني معهد واشنطن: الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ شركتا “تروك نت” و “بيور ترانس” الإسرائيلية الإماراتية اهم المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي لتفادي الحصار اليمني التأثير اليمني يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه
أكد خبراء اقتصاد أن شركات السلاح الأمريكية تأثرت بالفعل، وبشكل مباشر من تداعيات اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات القوات المسلحة اليمنية، وإعلان صنعاء عن فرض عقوبات على 15 شركة أسلحة أمريكية داعمة لإسرائيل في ارتكاب جرائم الإرهاب والإبادة ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء الفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي ساهم في الزيادات الكبيرة في أسعار الشحن والتي وصلت إلى ثلاثة أضعاف، مع التأخيرات الكبيرة في وصول الشحنات والتي بلغت في بعض الحالات إلى قرابة شهر.
وأكد الخبراء أن اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر، والتي اعترف البيت الأبيض بأنها أجبرت 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح، تسبب بتكاليف إضافية كبيرة، مع تأخيرات طويلة للبضائع، وإذا كان هذا التأثير يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه، وفقاً لتقرير جديد صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن سلسلة توريد قطاع الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة لن تكون خارج نطاق هذا التأثير، حيث تكامل تأثير الحرب التجارية والاضطراب المستمر لسلسلة التوريد الأمريكي بسبب عسكرة البحر الأحمر والعربي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية دعماً للكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني.
الثورة / أحمد المالكي
معهد واشنطن للدراسات في تقرير جديد له قال: إنه لا يمكن حماية كل شحنة بمرافقة مسلحة، وحتى السفن المصحوبة بحماية تتعرض لهجوم يمني أحيانًا في البحر الأحمر، وأن الطرق البديلة مثل رأس الرجاء الصالح تُكلّف أمريكا مليون دولار إضافي لكل شحنة، وتأخر الإمدادات العسكرية بسبب الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ.
وأكد معهد واشنطن للدراسات: أن استهداف اليمن للملاحة العسكرية يُجبر واشنطن على إعادة التفكير في استراتيجيات الانتشار السريع، حيث أصبحت خيارات النقل العسكري الأمريكي مُكلفة أو مُعرضة للخطر بسبب العمليات اليمنية، في حين يعتبر النقل الجوي بديل مُكلف ومحدود ولا يغني عن النقل البحري المُهدد بهجمات من اليمن.
وكشف المعهد في تقريره: أن شركتي “تروك نت الإسرائيلية” و”بيور ترانس” الإماراتية، تعتبران كناقل بري بين الإمارات و”إسرائيل” بقدرة استيعاب 350 شحنة يوميا.
وأن الشركتبن تعدان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي، ولفت إلى أن شبكة نقل تابعة للدفاع الأمريكية تقترح إنشاء 300 مركز لوجيستي لتنويع خيارات الشحن ومنها الرسو في ميناء جدة.
حالة ارباك
. الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي أكد في تصريح ل “الثورة” أن العدو الأمريكي والصهيوني، يعيشان حالة من الإرباك إزاء القرارات والخيارات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة في اليمن ضد قوى الطغيان والإجرام الصهيوني الأمريكي إسناداً لإخواننا المظلومين في غزة وفلسطين، مشيراً إلى أن لولايات المتحدة وحلفائها، تعتبر زيادة وقت العبور حول أفريقيا خيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، كون الطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك وفق ما يقول الأمريكان.
كما أوضح الجعدبي أن أمريكا تعول على الدور الذي تلعبه الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار اليمني على الكيان الصهيوني وتزويدهم بالحاويات والنفط، وأنه في ظل أزمة البحر الأحمر، هناك شركات سعودية تطلق خدمة الشحن الشمالي.
تهديد القدرات
وفي تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أشار المقدم جيمس شيبارد (القوات الجوية الأمريكية) وهو زميل عسكري في معهد واشنطن للفترة 2024 – 2025م، ومسؤول تنفيذي أول سابق لمدير أركان القوات الجوية في البنتاغون، وفي تحليل له أورده المعهد في التقرير إلى أن تعطيل ما وصفها ” بالقوات اليمنية المدعومة من إيران” لحركة الشحن في البحر الأحمر يهدد قدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها وتزويدها بالإمدادات بسرعة في الشرق الأوسط وخارجه، ولكن مزيجًا من الحلول اللوجستية والتدابير العسكرية والجهود الدبلوماسية قد يكون الحل.
وأورد التقرير بعض الأمثلة على سبيل المثال: إذا سلكت شحنة نفط من بحر العرب إلى روتردام طريق رأس الرجاء الصالح البديل، فستحتاج إلى ما يُقدر بخمسة عشر يومًا إضافيًا وما يصل إلى مليون دولار من الوقود الإضافي، لذا يُتوقع أن تعاني الشحنات اللوجستية في الاتجاه المعاكس من تأخيرات مماثلة، وحتى لو كانت شركات النقل التجارية مستعدة للمخاطرة بتجنب هذا التأخير بالعبور عبر البحر الأحمر، فإن تأمين مخاطر الحرب قد يرفع التكاليف بنحو 1 % من قيمة هيكل السفينة.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن زيادة وقت العبور حول أفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها سيجعل هذا الخيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، فالطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
بديل بري
وبحسب التقرير فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل، بالإضافة إلى باب المندب، قد يُسهم في تخفيف خطر “الحوثيين”، وتقترح شبكة عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي – مطارات وموانئ بحرية ومراكز برية – عبر شبه الجزيرة العربية لتنويع خيارات الشحن. على سبيل المثال، يُمكن لبعض السفن تجاوز المضيق والرسو في جدة؛ ومن ثم يُمكن نقل حمولتها جوًا أو برًا، وكما ذُكر سابقًا، تقع جدة ضمن نطاق نيران ” الحوثيين” وفقا للتقرير، لكن إدخال هذه الطرق البديلة وغيرها من الطرق سيُسبب معضلات استهداف للجماعة، ويُتيح مرونة أكبر في عملية صنع القرار الأمريكية، بهدف تعزيز السلامة العامة والمرونة.
وأشار التقرير إلى انه تم اختبار نظام النقل العابر للحدود (TAN) ولكنه لم يعمل بكامل طاقته، والخيار الآخر وفق التقرير هو الممر البري بين الإمارات وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا الإسرائيلي عبر الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ليصل إلى الخليج العربي متجنباً البحر الأحمر تمامًا. حيث تعمل شركتا نقل بالفعل على طول هذا الطريق، وهما شركة “تروك نت” الإسرائيلية وشركة “بيور ترانس” الإماراتية، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي. الممر مجهز حاليًا لاستيعاب ما يصل إلى 350 شاحنة يوميًا، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز شبكة “تان” العاملة بكامل طاقتها.