عقب فوز السيسي بالانتخابات واشنطن بوست تحذر: مصر على حافة الهاوية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، "إن إعادة انتخاب عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة تستمر 6 سنوات هي الجزء السهل بالنسبة له لكن مصر على حافة الهاوية".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن "نتيجة الانتخابات كانت محددة سلفا، لكن أنصار السيسي اعتبروها تفويضا واضحا لست سنوات أخرى من الحكم بقبضة حديدية، حتى بينما تواجه البلاد اقتصادا منهارا وحربا مشتعلة في الجوار".
وأردفت، "أعلن مسؤولو الانتخابات يوم الاثنين حصول السيسي، الجنرال السابق الذي صعد إلى السلطة بعد انقلاب عام 2013، على نحو 90 بالمئة من الأصوات، فيما حصلت حفنة من المرشحين غير المعروفين الذين خاضوا الانتخابات ضده، ولم يشكل أي منهم تحديا ذا مصداقية، على حوالي 10 بالمئة من الأصوات مجتمعين".
ووفقا لهيئة الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة أعلى بقليل مما كانت عليه في عامي 2014 و2018، إذ سجلت أقل من 67 بالمئة.
وأوضحت كاتبة التقرير كلير باركر، أن "السيسي حكم فترتين مدة كل منهما أربع سنوات، ومهد لتعديل دستوري عام 2019 الطريق أمامه للبقاء في منصبه حتى عام 2030، لكنه يرأس دولة مثقلة بالديون ومتعثرة اقتصاديا وتعيش بجوار صراع وحشي دون نهاية سهلة في الأفق".
وبينت، أن "المنافس الجدي الوحيد للسيسي، كان البرلماني السابق أحمد الطنطاوي، الذي لم يتمكن من جمع التوكيلات اللازمة لخوض الانتخابات، بعد منع أنصاره من عمل توكيلات".
وأشارت "إلى اعتقال ومضايقة أفراد أسرة الطنطاوي وموظفي حملته الانتخابية، كما وجهت إليه الشهر الماضي اتهامات وصفتها جماعات حقوق الإنسان بأنها ذات دوافع سياسية".
وبينما وصف العديد من المصريين خارج مراكز الاقتراع التصويت بأنه "واجب وطني"، فضل كثيرون البقاء في منازلهم، مستاءين من تراجع مستويات المعيشة وشعورهم بالعجز عن إحداث تغيير، وفقا للصحيفة.
وتابعت، "في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، وهو حي منخفض الدخل يضم أزقة غير معبدة، اتكأ شاب (20 عاما) عاطل عن العمل على جدار، وقال إنه لا هو ولا أصدقاءه يعتزمون التصويت".
وأوضح الشاب الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته حرصا على أمنه، " أن السيسي دمر البلاد تماما، وجعل الأمور صعبة للغاية.. مَن يذهبون للتصويت يذهبون للحصول على المال".
وشاهد مراسلو الصحيفة، مجموعة من النساء يتجمعن حول رجل داخل أحد مراكز الاقتراع بوسط القاهرة ويسألن عن كيفية استرداد قسائمهن (أموال مقابل التصويت).
فيما قالت معلمة (40 عاما) في حلوان، إحدى الضواحي الجنوبية للقاهرة، إنها لم ترغب في التصويت، لكن صاحبة عملها أجبرت المعلمين في مدرستها العامة على ركوب الحافلات للذهاب إلى مراكز الاقتراع.
وأضافت أنه بعد أن أدلت بصوتها، أعطاهم مسؤولون محليون 200 جنيه، بينما مَن رفضوا التصويت قيل لهم إنه سيتم إبلاغ الإدارة التعليمية عنهم، وحرمانهم من الإجازة مدفوعة الأجر وخصم أجر ثلاثة أيام.
في المقابل، اعتبرت نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن نسبة المشاركة المرتفعة هذه المرة تعكس على ما يبدو "مخاوف المصريين وغضب الشباب تجاه المجتمع الدولي" بسبب الحرب المدمرة على غزة والمخاوف من تهجير سكانها إلى سيناء المصرية.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بأنه لا توجد أدلة عن دفع مال أو سلع مقابل التصويت وأن أي ممارسة تعتبر جريمة حسب القانون المصري.
بدوره ذكر حازم بدوي، من لجنة الانتخابات الوطنية "لا توجد انتهاكات في العملية الانتخابية".
وفي السيدة زينب قال عادل توفيق إن حرب غزة عززت الرأي بأن القائد العسكري هو الأفضل للبلد"، مبينا أن "شعبية السيسي تأثرت بسبب زيادة الأسعار ولكنها عادت بعد غزة".
وظلت فكرة الأمن والاستقرار أساسا لحكم السيسي ومنذ انقلابه عام 2013 ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وقامر السيسي أن السكان والقوى الأجنبية لن تتحرك طالما ظلت مصر هادئة حتى في ظل القمع وسجن المعارضين ونفي دعاة حقوق الإنسان والحد من مساحة الحرية وحتى إدارة الإقتصاد بطريقة سيئة. وأعادت غزة الفكرة إلى الأمام وعززت من شعبيته.
وتابعت، أن هناك أزمة الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على الاستيراد والسياحة ولكنه في أدنى حالاته.
واقترضت الحكومة بشكل ضخم لتمويل مشاريعها العملاقة واستفاد الجيش من المشاريع في ظل السيسي. وتكلف العاصمة الإدارية 58 مليار دولار.
ويقول السكان إن شبكة الشوارع خففت من الاختناقات في القاهرة لكن الدين الخارجي تضاعف إلى 165 مليار دولار، وتواجه مصر في العام الماضي دفع 42 مليار دولار للمقرضين، وربما كانت الدولة الثانية في العالم والتي تتخلف عن سداد الديون وبعد أوكرانيا حسب بلومبيرغ.
ويقول تيموتي كالداس، الخبير في معهد التحرير بواشنطن "من الناحية الأساسية، فقد كانت كل رئاسة السيسي سلسلة من الأزمات الاقتصادية المستشرية، وليس فقط المعاناة الاقتصادية ولكن الإهانة" و "في الوقت الذي يحدث فيه كل هذا، يراقب المصريون النظام وهو يثري نفسه".
ووسط تراجع العملة يخزن المصريون الدولار أو يبيعونه في السوق السوداء، وتضاعفت أسعار السلع، ومع وجود برنامج لمساعدة الفقراء إلا أن الطبقة المتوسطة تأثرت. وفي محادثات الناس في القاهرة والبرامج الحوارية فسعر البصل وأزمة السكر هي حديث الناس.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السيسي مصر الانتخابات سيناء الديون الأزمات مصر السيسي ديون انتخابات سيناء صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بكين تحذر واشنطن من التدخل في شؤون هونغ كونغ عقب تصريح أمريكي
الثورة نت/..
وجّهت الصين اليوم الجمعة، تحذيراً صارماً للولايات المتحدة بشأن التدخّل في شؤونها الداخلية، بعد أن اعتبرت واشنطن تخصيص هونغ كونغ مكافآت مالية، مقابل معلومات تساعد في القبض على ناشطين معارضين يقيمون في الخارج “نوعاً من القمع العابر للحدود”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي: “الصين غير راضية بتاتاً عن الموقف الأمريكي وتعارضه بقوة”.. مضيفة: “شؤون هونغ كونغ هي شؤون صينية داخلية صرفة، ونحن لا نسمح بأيّ تدخّل من جانب أيّ قوى خارجية”.
وجاء هذا التحذير بعد أن ندّدت الولايات المتحدة يوم أمس الخميس بما وصفته بـ”قمع عابر للحدود يهدّد السيادة الأمريكية”، وذلك تعليقاً على إعلان سلطات هونغ كونغ عن مكافآت مالية تصل إلى 130 ألف دولار أمريكي لكلّ من يقدّم معلومات تساعد في اعتقال ستة ناشطين يقيمون في المنفى.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان له: إن “ما رصدته هونغ كونغ من مكافآت مالية بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته عليها بكين يمثّل شكلاً من أشكال القمع العابر للحدود الوطنية، ويهدّد سيادة الولايات المتحدة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف ميلر: “نرفض جهود حكومة هونغ كونغ لترهيب وإسكات الأفراد الذين يختارون جعل الولايات المتحدة وطنهم”.. مُشدّداً على أن “هذه الإجراءات تظهر تجاهل سلطات هونغ كونغ للمعايير الدولية وحقوق حرية التعبير والتجمّع السلمي”.
وفي السابق، أعلنت شرطة هونغ كونغ عن مكافآت مالية مشابهة في يوليو وديسمبر من العام الماضي، ويبدو أن السلطات تعتزم أيضاً إلغاء جوازات سفر سبعة ناشطين آخرين سبق وأن رصدت مكافآت مالية بحقهم، بمن فيهم النائبان السابقان تيد هوي ودينيس كوك.