سلطنة عُمان ودولة الكويت، قلبان في جسم واحد، نتشارك الأفراح والأحزان، ويوحدنا المصاب برحيل المغفور له صاحب السُّمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الَّذي انتقل إلى جوار ربه يوم السبت الماضي بعد مَسيرة اتَّسمت بالوفاء والحكمة، وحفلت بالهدوء والعطاء داخليًّا والاتِّزان في السِّياسة مع الخارج.
رحل الرجُل البار بوطنه وشَعبه، وصاحب الأخلاق الرفيعة المؤمن الزاهد الكريم بأعماله الكبيرة في المناصب الَّتي تولَّاها، والَّتي ستبقى حاضرة لأجيال وأجيال قادمة.


كان ـ رحمه الله ـ من الشخصيَّات الكويتيَّة الَّتي لها دَوْر فاعل في نهضة الكويت، رغم حكمه لفترة قصيرة، ولكن كان الأثر الكبير من خلال مناصبه الَّتي تقلَّدها ونجح في قيادة دفَّتها، إلى أن أصبحَ أميرًا لنَحْوِ ثلاث سنوات.
رحل أمير التواضع والتسامح، صاحب القلب الطيِّب، عرفَه أهل الكويت، بالصِّفات الحميدة، وصاحب الأيادي الكريمة الوفيَّة، رجُل زرع المَحبَّة مع الصغير والكبير.
لذا سيكتب التاريخ عن سِيرته العطرة بحروف من نور لنزاهته، ومخافة الله، الَّتي كانت تتجلَّى في ملازمته للمسجد وقراءة القرآن والحرص على أداء الصلوات والفروض في مسجده «بلال بن رباح» الَّذي يحرص دومًا على الاهتمام به وزيارته والقيام فيه، لِتكُونَ جنازته من هذا المسجد الَّذي تعلَّق فيه إلى يوم وفاته.
ترجَّل فارس التسامح والعفو والصبر والحكمة والزَّاهد في دنياه، والَّذي أسهَم في الوساطة الخليجيَّة الَّتي انتهت بلمِّ الشَّمل الخليجي في عهده، وأيضًا دعمه للقضيَّة الفلسطينيَّة، كما له الكثير من الإصلاحات الداخليَّة في الكويت الشقيقة.
نعم، الكويت حزينة على رحيل أميرها، وكم هي ذكرى عطرة أن تكُونَ آخر مراسيمه الأميريَّة العفو عن شَعبه، من خلال طيِّ ملف المصالحة الوطنيَّة والعفو عن عشرات المعارضين السِّياسيِّين الَّتي طالت العشرات من المعارضين والنشطاء في سبيل تحقيق مصالحة وطنيَّة شاملة في الكويت تضمنت عودة العديد من المعارضين الَّذين كانوا خارج الكويت لسنوات.
واليوم ونحن إذ نودِّع صاحب القلب الطيِّب، نضرع إلى المولى عزَّ وجلَّ أن يتقبَّلَه قَبولًا حسنًا، ويتغمَّدَه بواسع رحمته وغفرانه، كما أنَّنا نتقدم إلى سُموِّ الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وأُسرة الصباح الكرام، وعموم أبناء الشَّعب الكويتي بتعازينا القلبيَّة، داعين المولى عزَّ وجلَّ أن يسكنَه فسيح جنَّاته مع الأنبياء والشهداء والصالحين. عظَّم الله أجركم يا أهل الكويت في فقيدنا جميعًا، ونسأل الله تعالى أن يديمَ على الكويت نعمة الأمن والأمان.
ونسأل الله التوفيق والسَّداد إلى خلَفِه لِمَا فيه مصلحة الكويت وشَعبها الكريم الوفيِّ، وأن يسدِّدَ الله خطاه ويوفِّقَه في مهامه الجليلة ويكُونَ خير خلفٍ لخير سلف. ونأمل لوليِّ العهد الجديد بعد اختياره وتنصيبه في قادم الأيَّام، أن يكُونَ عضيدًا وأمينًا للأمير وللكويت وشَعبها.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يصل إلى الكويت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصل الرئيس السيسي قبل قليل إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس في الكويت بشقيقه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

وتأتي الزيارة في إطار العلاقات الأخوية الطيبة التي تجمع الرئيس السيسي بشقيقه أمير الكويت وفي إطار تبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

مقالات مشابهة

  • سرب من الطائرات الحربية الكويتية يرافق طائرة الرئيس السيسي أثناء مغادرته الكويت «فيديو»
  • أمير البلاد في مقدمة مودعيه..الرئيس السيسي يغادر الكويت
  • اليوم.. مباحثات مصرية كويتية لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات
  • حاكم الشارقة: اشتراطات استلام المنزل الحكومي تؤمّن للزوجة الاستقرار (فيديو)
  • حاكم الشارقة: اشتراطات استلام المنزل الحكومي تؤمّن للزوجة الاستقرار
  • 12 صورة ترصد وصول الرئيس السيسي الكويت.. والشيخ مشعل في مقدمة مستقبليه
  • أمير الكويت يستقبل الرئيس السيسي بالمطار الأميري
  • مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي بالكويت
  • الرئيس السيسي يصل إلى الكويت
  • الرئيس السيسي يزور الكويت اليوم