الجزيرة:
2024-12-27@07:04:37 GMT

هل فشلت حكومة قيس سعيد في إدارة الأزمة الاقتصادية؟

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

هل فشلت حكومة قيس سعيد في إدارة الأزمة الاقتصادية؟

تونس– تشابك بالأيادي وتدافع شديد تشهده المحلات التجارية الكبرى، في مدينة ماجل بلعباس أحد مراكز الحكم المحلي بمحافظة القصرين وسط غربي تونس، للحصول على علبة حليب أو كيس من السكر، في حين تمتد طوابير طويلة، أمام المخابز التي تغلق أبوابها مبكرا جراء النقص الكبير في مادتي السميد والفرينة (الطحين).

هذه المشاهد، باتت اعتيادية في أغلب المحافظات التونسية، رغم رسائل الطمأنة التي ترسلها الحكومة بين الحين والآخر، بأن هناك مواد أساسية مستوردة ستصل إلى موانئ تونس، لكنها لم تأت بعد، مما يثير مخاوف بشكل مستمر لدى المواطنين من تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

انتقادات واسعة

لم يمنع البرد القارس أهالي المدينة الحدودية، من الانتظار منذ الساعات الأولى للصباح، أمام أحد المحلات حيث نشبت العديد من المشاجرات بين الطوابير الطويلة، أدت إلى إصابة عدد منهم بسبب الصراع على أولوية الحصول على كيس من السميد، وسط ردود فعل غاضبة حول قلة الكميات وندرتها.

تدافع شديد تشهده المحال التجارية الكبرى في مدينة ماجل بلعباس (الجزيرة)

ويشتكي المواطن الأربعيني رضا شعباني في حديثه للجزيرة نت من نقص بعض المواد وندرتها، قائلا "عليك أن تستيقظ  مبكرا وأن تكون في الصفوف الأمامية ومستعدا للهجوم للحصول على كيس من السكر، أو علبة حليب، المشهد هنا أشبه بحلبة للمصارعة"، ساخرا: "هذه تونس 2023″.

من جهتها، تقول أحلام حاجي إنها باتت تترك عملها، لتنتظر الساعات الطويلة، أمام أحد المحلات التجارية حتى وصول شاحنة في أي وقت، ووسط التدافع والتشابك قد تحصل في النهاية على علبة حليب أو قد لا تنال أي شيء، متسائلة:لا نعرف إلى متى ستستمر هذه المشقة والمعاناة اليومية؟".

هذا ويجمع أغلب المواطنين الذين تحدثنا إليهم، أن بعض الدكاكين تفرض مواد غذائية أخرى كشرط للحصول على أحد المواد الأساسية المفقودة كالسميد والفرينة والسكر والزيت النباتي، في حين يتعمد آخرون بيعها بضعف أسعارها، وذلك رغم الرقابة والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها السلطات التونسية.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أكدت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب، في تصريحات إعلامية، وجود انفلاتات في بعض حلقات توزيع السكر الموجّه للاستهلاك العائلي بسعر مدعم، يستفيد منه القطاع غير المنظم.

نقص المخزون

ولم تكن سنة 2023، أفضل من العامين السابقين، على مستوى فقدان السلع الاستهلاكية الأساسية من القهوة والسكر والحليب والسميد، والتي تفاقمت بعد وصول الرئيس الحالي قيس سعيد إلى كرسي قرطاج وإعلانه تدابير استثنائية وتغييره نظام الحكم، وترؤسه حكومة جديدة.

ويعتبر الخبير الاقتصادي آرام بالحاج أنّ الأزمة تتجاوز حدود اتهام لوبيات نافذة بتجويع التونسيين كما يعتقد الرئيس سعيّد، إلى عدم كفاءة الحكومات بعد الثورة في إيجاد رؤية اقتصادية واضحة، للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، خاصة التوتر المستمر بين روسيا وأوكرانيا.

طابور من المواطنين التونسيين لشراء الخبز أمام أحد المخابز في حي الخضراء في العاصمة (الجزيرة)

 

و يقول بلحاج إن هناك نقصا في المخزون الإستراتيجي في الحبوب لا يكفي سوى لمدة 3 أشهر على أقصى تقدير، مضيفا أن هذا النقص مرتبط بعدة عوامل خارجية، فضلا عن العوامل المالية وعدم قدرة الدولة التونسية على خلاص المزودين، وعدم قدرتها على تمويل الفلاحين.

من جهته، يقول الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي، في تصريح للجزيرة نت، إن نقص مادة الحليب كان بسبب عزوف الفلاحين عن تربية الأبقار، نظرا للتكلفة العالية لقيمة الأعلاف الموردة، خاصة في ظل تراجع قيمة الدينار التونسي أمام الدولار واليورو.

ويضيف أن المخزون الإستراتيجي قد تآكل، بسبب عجز الدولة التونسية على تعبئة مواردها الخارجية من العملة الصعبة، والذهاب في خيار تسديد ديونها الخارجية، مع تخفيضها توريد بعض المواد الأولية، وسحب الدولة السيولة من البنوك لتمويل اقتراضها الداخلي.

مخزون الحبوب

وفي السياق، يقول شكري رزقي نائب رئيس مكلف بالإنتاج الفلاحي باتحاد الفلاحين والصيد البحري (نقابة الفلاحين)، للجزيرة نت، إن سنة 2023/2022 هي الأسوأ تاريخيا في إنتاج الحبوب، حيث بلغ معدل الإنتاج (الحبوب) مليونين و900 ألف قنطار، اقتطع منها 900 ألف قنطار لاستعمالها بذورا عادية وممتازة، في حين تم توجيه ما تبقى للطحن.

ويضيف أن حجم المحاصيل من هذه المادة الغذائية لتغطية إجمالي حاجات البلاد الاستهلاكية يكفي لمدة 3 أشهر فقط، وهو ما يدفع البلاد لاستيراد المزيد من الحبوب من الأسواق الخارجية، مؤكدا أن إجمالي الحاجات الاستهلاكية للبلاد سنويا تبلغ حوالي 3 ملايين طن من الحبوب.

ويرى خبراء في الشأن الاقتصادي أن هذا الوضع سينعكس سلبا على الفاتورة الغذائية للبلاد التونسية، التي تعتبر أحد أكبر مستوردي الحبوب في شمال أفريقيا، حيث إن البدائل المتاحة ضيقة جدا، مع استمرار تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على تمويل بقيمة 1.9 مليون دولار.

و بحسب إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء من الربع الثالث لسنة 2023، فقد بلغ معدل التضخم 8.3%، فيما بلغت نسبة البطالة 15.8%.

فشل حكومي

ووسط هذا المشهد الضبابي يرى الخبير الاقتصادي آرام بالحاج، في حديثه للجزيرة نت، أن حكومة سعيد التي تقول كل مرة، إنها احتجزت أطنانا من السلع الاستهلاكية، مازالت غير قادرة على إنهاء التوتر والقلق في الشارع التونسي، محذرا من صعوبة الوضع الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.

ويرى بلحاج أن الأزمة المستمرة في نقص المواد الغذائية الأساسية دليل على فشل حكومة الرئيس سعيد في وضع حلول لمعالجة الأزمة الاقتصادية، مشيرا إلى أن كل مؤشرات الاحتكار وضعف الرقابة الاقتصادية تنبئ بانهيار اقتصادي وشيك.

ويؤكد بلحاج أنه لابد من رقمنة مسالك التوزيع الخاصة بالمواد المدعمة في أقرب وقت وفرض رقابة صارمة على منظومة إنتاج الحليب والعلف، وفرض عقوبات صارمة ضد المحتكرين.

ويرفض الرئيس التونسي قيس سعيد ما يسميها بـ"الإملاءات" خصوصا في ما يتعلق برفع الدعم عن بعض المواد الاستهلاكية الأساسية وإعادة هيكلة مؤسسات تابعة للدولة تواجه صعوبات، منتقدا البنوك الخاصة، التي اعتبر أنها تحقق أرباحا ضخمة، وعليها أن تساعد في إعادة بناء اقتصاد البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للحصول على للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

نجوم كبار وأرباح هزيلة.. 10 أفلام "فشلت" في 2024

رغم نجومها الكبار وقصصها المتنوعة بين الكوميديا والرومانسية والفانتازيا والأكشن، خالفت أفلام مصرية التوقعات خلال عام 2024، ولم تُحقق الإيرادات المطلوبة أو تُغطي تكاليف إنتاجها.

تنافس هذا العام، نجوم أمثال: خالد الصاوي، ويسرا، وباسم سمرة، ورانيا يوسف، وهنادي مهنا، ومي سليم، ويسرا اللوزي، وريهام عبدالغفور، وشيرين رضا، وهالة صدقي، وشريف منير، وخالد عبدالجليل، وآيتن عامر، ومحمود عبدالغني، وغادة عبدالرازق، وبيومي فؤاد، وأحمد آدم، ونسرين أمين، عبر أفلامهم إلا أنهم لم يكسروا حاجز المليون ونصف جنيه في شباك التذاكر.
ويرصد "24"، الأفلام الخاسرة التي لم تُحقق أرباحاً كبيرة خلال هذا العام.

دراكو رع

يتصدر فيلم دراكو رع، بطولة الثنائي شادي ألفونس وخالد منصور، قائمة الأفلام الخاسرة، فمنذ عرضه يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 2024، لم يحقق العمل سوى 290 ألف و663 جنيهاً مصرياً.

تدور أحداث العمل في إطار خيالي كوميدي حول الشقيقين أحمس ورمسيس، وهما من آخر مصاصي الدماء الذين نجوا من حرب خاسرة ضد البشر في العصور القديمة، حيث يقرران الاختباء لآلاف السنين حتى تضطرهم الظروف للظهور مجددًا.
العمل من إخراج كريم أبو زيد، وتأليف خالد منصور ومحمود الفار، وهو من بطولة شادي ألفونس، وخالد منصور، ويارا عزمي، وملك بدوي، وداليدا خليل، وهاني قنديل.

ليه تعيشها لوحدك

يأتي فيلم "ليه تعيشها لوحدك"، في المرتبة الثانية كأكثر الأفلام خسارة بتحقيق 407 ألف و414 جنيه فقط.

وفي إطار من الدراما، تدور الأحداث حول طبيب يسعى إلى الوقوف بجانب صديقه المصاب بالسرطان، فيمر الثنائي بالعديد من الأحداث والتجارب العصيبة، وتتوالى الأحداث.
الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ حسام الجوهري، وتأليف أحمد عبدالعزيز وفكرة أحمد البنداري، وهو من بطولة شريف منير، وخالد الصاوي، وسلمى أبو ضيف، ومحمد رضوان، وخالد عليش، ومؤمن نور.

الملكة

يحتل فيلم "الملكة"، المرتبة الثالثة في قائمة الأفلام الخاسرة بأرباح بلغت 455 ألف و749 جنيهاً.

عُرض العمل في 17 يناير (كانون الثاني) 2024، حيث يدور في إطار ﻛﻮﻣﻴﺪﻱ حول سيدة أعمال تدعى "ماجدة"، تتعرض للعديد من المضايقات، لكنها تنجو من محاولات أعدائها لإيذائها، وتستطيع الحصول على كامل حقها منهم.
العمل من إخراج سامح عبدالعزيز، وسيف الساحر، وهو من تأليف كلا من هشام هلال وأحمد رمزي، ومن بطولة هالة صدقي، ورانيا يوسف، وباسم سمرة، وكريم عفيفي، وشيرين رضا، ودينا.

درويلة

أما فيلم "درويلة"، فقد جاء رابعاً في قائمة الأفلام الخاسرة بمبلغ 581 ألف و375 جنيهاً.

ينتمي العمل لأفلام الحركة والتشويق والإثارة، وهو من بطولة: عمرو عبدالجليل، ومحمود عبد المغني، وأيتن عامر، وبمشاركة مجموعة مميزة من النجوم الشباب.
ورغم تكاليف الإنتاج الكبيرة المصروف على العمل وحملات الدعاية التي سبقته بأسابيع إلا أنه لم يحقق النجاح المنشود.

تاني تاني

ينضم فيلم "تاني تاني"، بطولة أحمد آدم وبيومي فؤاد وغادة عبدالرازق، لقائمة الأفلام الخاسرة، حيث يحتل المركز الخامس بتحقيق 585 ألف و771 جنيهاً إيرادات فقط.

عُرض العمل في 22 مايو (آيار) 2024، في إطار كوميدي، حول موظفة تعمل في بنك، وتجمعها علاقة صداقة مع رجلين مختلفين منذ الصغر، وتدور بينهم العديد من المواقف والمفارقات الكوميدية عندما يبدأ كلاهما التنافس من أجل الزواج منها.
العمل من إخراج شريف إسماعيل، وتأليف كلا من محمد نبوي وعلاء حسن، ويشارك في العمل أيضاً ثراء جبيل، ومحمود حافظ، وأمير صلاح.

وقت إضافي

بإيرادات بلغت 608 ألف و746 جنيهاً مصرياً، حل فيلم "وقت إضافي" في المرتبة السادسة من قائمة الأعمال الخاسرة.

عُرض العمل في 14 فبراير (شباط) 2024، ويدور العمل حول ثلاثة رجال محتالين يحلمون بتحقيق ثروة كبيرة بوقت قصير، فيجتمعون بإحدى المصحات العلاجية لتنفيذ مهمة اختطاف أحد الأشخاص على أمل جني أكبر قدر من المال من وراء ذلك.
العمل من إخراج أسامة عمر ومحمد رأفت، وتأليف رشاد رشدي وفكرة محمد الدياسطي، وهو بطولة خالد الصاوي، وعمرو عبدالجليل، ونسرين أمين، وباسم سمرة، وإبرام سمير، وعماد رشاد.

ليلة العيد

وفي المرتبة السابعة حل فيلم "ليلة العيد"، بإيرادات بلغت 635 ألف و933 جنيهاً مصرياً.

يدور العمل في إطار درامي، حول قضايا المرأة، من خلال مُعاناة عدة سيدات يعشن على جزيرة ما، وتتعرض السيدات لعدة مشاكل وأزمات بسبب عدم تفهم بعض الرجال لحقوقهن.
العمل من إخراج سامح عبدالعزيز، وﺗﺄﻟﻴﻒ أحمد عبدالله، وبطولة يسرا، ويسرا اللوزي، وريهام عبدالغفور، وعبير صبري، ونجلاء بدر، وهنادي مهنا.

بنقدر ظروفك

بلغت إيرادات فيلم "بنقدر ظروفك"، بطولة أحمد الفيشاوي، ومي سليم، ونسرين طافش، 705 آلاف جنيه و799 جنيهاً مصرياً، في المرتبة الثامنة.

في إطار من الكوميديا والرومانسية، يعيش "حسن" وملك في حارة فقيرة يتغذى أهلها على أرجل وهياكل الدجاج، حيث يتناول الفيلم قضية غلاء الأسعار واﻻحتكار وجشع التجار وما نتج عنه من صعوبات الحياة المعيشية.
العمل من إخراج أيمن مكرم، وتأليف سمير النيل، ويشارك في العمل بجانب الفيشاوي، محمود حافظ، ومحمد محمود، وعارفة عبد الرسول.

عادل مش عادل

أما فيلم "عادل مش عادل"، فقد اكتفى بتحقيق 801 ألف و589 جنيهاً مصرياً أرباح، ليحتل المرتبة التاسعة.

لم تكن هذه التجربة موفقة لأحمد الفيشاوي، على الرغم أن العمل ضم نجوم مميزين، على رأسهم: شيري عادل، ومحمود البزاوي، ومحمد رضوان.
تدور الأحداث في إطار كوميدي، حول المحامي الشاب "عادل الأمين"، الذي يعيش متخبطاً في حياته بسبب سوء حظه وانغماسه في شهادة الزور، ويستمر "عادل" في محاولة فهم المفاجآت والأحداث غير المفهومة التي تظهر في حياته.

عنب

فيلم "عنب"، حصد أرباح بلغت مليون و400 ألف جنيه، ليحتل المرتبة الأخيرة، من حيث الأقل خسارة.

يدور العمل حول شاب مليونير ومستهتر، ذهب قبل يومين من حفل زفافه للاحتفال مع خطيبته وصديقه وخطيبة صديقه، لكنه يستيقظ في اليوم التالي ليكتشف أنه تزوج من خطيبته ومن خطيبة صديقه، وأنه أيضًا تخلى عن ثروته لشخص غريب.
العمل من إخراج أحمد نور، وتأليف أحمد سالم، وسيناريو يوسف سالم، وبطولة أيتن عامر، وإسلام إبراهيم، ومحمود الليثي، ومحمد رضوان، ومحمود حافظ، ونور قدري.

مقالات مشابهة

  • نجوم كبار وأرباح هزيلة.. 10 أفلام "فشلت" في 2024
  • فرنسا: حكومةٌ تولد بعد طول مخاض ومأزقٌ سياسي ليس وليد الساعة فما هي أسباب الأزمة ومآلاتها؟
  • عضو بشباب الأعمال: الاستجابة لمطالب القطاع الخاص طوق نجاة لعبور الأزمة الاقتصادية
  • زهيو: مساءلة حكومة حماد أمام البرلمان ليست تمهيداً لإزاحتها
  • حكومة الوحدة: الدبيبة تابع تنفيذ مشروع الـ30 ألف وحدة سكنية
  • الحويج: نرفض وصفة صندوق النقد لحل الأزمة الاقتصادية 
  • وسط تصاعد الأزمة السياسية.. رئيس كوريا الجنوبية المعزول يرفض المثول أمام التحقيق مجددًا
  • تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
  • تقرير ديوان المحاسبة .. تجاوزات مالية وإدارية في إدارة سلطة العقبة الاقتصادية لعام 2021
  • الأزمة الاقتصادية تهدد موسم «برشلونة»