زراعة القمح تعتبر أحد التحديات الرئيسية، حيث نعتمد بشكل كبير على واردات القمح لتلبية احتياجاتنا الغذائية، لذلك تعمل الحكومة جاهدة لتعزيز زراعة القمح، لذلك تتخذ الحكومة المصرية عدة إجراءات وتنفذ مبادرات لتوسيع زراعة القمح، وذلك بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات .

 

الأمن الغذائي وزيادة الصادرات.

. توجيهات عاجلة من السيسي بشأن مشروع مستقبل مصر زراعة القمح وأسعاره.. قرارات مصيرية من الحكومة للقضاء على مخاوف تراجع الإمدادات

 

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن الدولة المصرية تعمل بشكل كبير ومن عدة سنوات علي زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح من خلال محورين رئيسين، المحور الأول هو التوسع الأفقي، الأمر الذي يتضح من المشروعات القومية الزراعية الكبرى في "توشكي الخير" و"الدلتا الجديدة" بما يتضمنه مشروع "مستقبل مصر" واستزراع شمال ووسط سيناء وشرق العوينات.

وأضاف صيام- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المحور الثاني وهو المحور التوسع الرأسي، ويعمل من خلال استنباط الأصناف عالية الإنتاجية والتي تتحمل الظروف البيئية وذلك من خلال المراكز البحثية وفي المقدمة مركز البحوث الزراعية، وأكد أن الحكومة تدعم الأبحاث الزراعية والتطوير التقني في مجال زراعة القمح، وتعمل على تحسين الأصناف الزراعية وتطوير تقنيات جديدة لزيادة إنتاجية المحاصيل وتحسين جودة القمح.

تشجيع الفلاحين على زراعة القمح

وأشار صيام إلى أن الحكومة تقدم الدعم والتمويل للمزارعين لتشجيعهم على زراعة القمح،  تشمل هذه الدعم توفير البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية عالية الجودة، بالإضافة إلى توفير القروض الزراعية بمعدلات فائدة منخفضة وبشروط ميسرة.  

وفي نفس السياق، بلغت قيمة الواردات المصرية من المواد الخام نحو 7.825 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من العام الجاري، مقارنة بنحو 9.496 مليار مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، بتراجع بلغت قيمته نحو 1.671 مليار دولار.

 

لتعزيز الاحتياطي| مصر تفاجئ الأسواق بصفقات قمح ضخمة بهذه الكميات زيادة سعر إردب القمح.. هدية حكومية للمزارعين واستيراد كميات جديدة

 

وفي سياق متصل، أضاف حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أنه يناشد مزارعي الأقماح الالتزام بمواعيد الزراعة المناسبة وعدم التبكير أو التأخير، موضحا أن المواعيد المناسبة لزراعة الاقماح في مصر تبدأ  من 15 نوفمبر إلي 10 ديسمبر من كل عام.

وأردف أبوصدام أن تأخير الزراعة عن هذه المواعيد يؤدي إلي تأثير سلبي من الصقيع مما يضعف النمو الخضري وقد يؤدي للإصابة بأمراض الصدأ بما يقلل الإنتاجية، كما أن التبكير في الزراعة يؤدي إلي قلة التفريع وصغر السنابل وتأثير سلبي لدرجة الحرارة المرتفعة يساعد في تبكير طرد السنابل  ويمنع اكتمال الإخصاب في السنابل بما يؤدي لقلة الإنتاجية.

ونصح نقيب الفلاحين، مزارعي الاقماح بالالتزام بمواعيد الزراعة المثلي والاعتدال في الري دون تغريق أو تعطيش مع الالتزام بالخريطة الصنفيه والزراعة بالتقاوي المعتمدة وبطرق الزراعة المناسبة مع مقاومة الحشائش والاعتدال في التسميد في الأوقات المناسبة بما يساهم في زيادة وحدة الإنتاجية من وحدة المساحة لتحقيق اعلي إنتاجيه واعلي عائد اقتصادي للمزارع.

وأكد أبو صدام أن استخدام نسب تقاوي مناسبة يزيد من الإنتاجية مع مراعاة تشغيل العمالة المدربة ذات الخبرة الزراعية العالية، وتوقع أن تصل متوسط إنتاجية الفدان إلي 20 إردبًا متوقعًا زراعة نحو 4 مليون فدان هذا الموسم بإنتاجية عامه تزيد عن 10 ملايين طن من الاقماح.

والتقى السفير خالد عارف سفير القاهرة في داكار، بوزير الزراعة والتجهيز الريفي السنغالي الجديد سامبا نديوبين كا، لمتابعة مشاريع التعاون المشترك وعلي رأسها زراعة القمح المصري في الموسم 2023 – 2024.

وقالت السفارة المصرية في السنغال، في بيان لها، إن اللقاء تناول توسيع مجالات التعاون إلي البحث العلمي وتطوير وبناء القدرات للباحثين والمزارعين في السنغال في إطار دعم مصر للسنغال لتحقيق سيادتها الغذائية.

ويشهد التعاون الزراعي بين مصر والسنغال، تطورا كبيرا خلال الآونة الأخيرة حيث أفاد وزير الزراعة والتجهيزات الريفية والسيادة الغذائية في السنغال علي نجويل ندياي، بأن مصر تخطط لتوريد 5 آلاف طن من القمح إلى السنغال خلال العام الحالي 2023، مضيفا في تصريحات خلال يونيو الماضي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بتوفير هذه الكمية من القمح وأخبره بذلك السفير المصري في السنغال.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القمح واردات القمح الامن الغذائي التغيرات المناخية مصر زراعة القمح فی السنغال

إقرأ أيضاً:

أفغانستان تستأصل الأفيون لصالح زراعات بديلة بمساعدة تركية

كابل- تواجه أفغانستان تحديًا كبيرًا لتقليص زراعة الأفيون التي تسهم بشكل رئيسي في اقتصاد البلاد، لكنها تساهم كذلك بشكل كبير في انتشار تجارة المخدرات المؤثرة على الأمن الإقليمي والدولي.

وبعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، أعلنت الحركة نيتها القضاء على زراعة الأفيون، لكن التقارير تشير إلى استمرار هذه الزراعة في بعض المناطق.

وفي هذا السياق، تأتي المبادرات الدولية، مثل تلك التي تطرحها تركيا، لتقديم دعم عملي للمزارعين الأفغان من خلال برامج الزراعة البديلة، في محاولة للحد من تأثير تجارة المخدرات.

واقع زراعة الأفيون في أفغانستان

قبل سيطرة طالبان في أغسطس/آب عام 2021، كانت أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم، حيث كانت تُزرع حوالي 250 ألف هكتار من الأراضي بهذه المخدرات.

وفقًا للأمم المتحدة، كان إنتاج الأفيون يشكل حوالي 80% من الإنتاج العالمي، حيث بلغ الإنتاج في عام 2020 حوالي 6400 طن.

وكانت تجارة الأفيون تُعد مصدر دخل رئيسيا للعديد من الأسر في أفغانستان، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها طالبان.

ما بعد سيطرة طالبان

بعد وصول طالبان إلى الحكم في أغسطس/آب 2021، تعهدت الحركة بالقضاء على زراعة الأفيون تمامًا، وأصدرت حظرًا على زراعته في المناطق التي تسيطر عليها، وعلى الرغم من اتخاذ الحكومة الأفغانية بعض الإجراءات مثل تدمير المحاصيل وحظر الزراعة في بعض المناطق، إلا أن الواقع يشير إلى تراجع طفيف فقط في المساحات المزروعة بالأفيون.

إعلان

وفي بداية تطبيق الحظر، تراجعت زراعة الأفيون بصورة ملحوظة، وتم تقليص المساحات المزروعة بشكل كبير.

وحسب تقارير الأمم المتحدة، تراجعت زراعة الأفيون بـ95% في عام 2023 مقارنة بعام 2022، لكنها عادت للانتعاش عام 2024 بنسبة 19%، حيث تمت زراعة حوالي 12 ألفا و800 هكتار، وهو ما يشير إلى تحول مراكز الإنتاج إلى مناطق مثل ولاية بدخشان في الشمال الشرقي.

هل نجحت الحكومة الأفغانية في القضاء على زراعة الأفيون؟

وفقًا للتقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ثمة تراجع طفيف في زراعة الأفيون بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20%.

ولا تزال ثمة تحديات كبيرة في تطبيق الحظر في المناطق النائية مثل قندهار وهلمند، حيث يظل الأفيون مصدر دخل رئيسيا للعديد من المزارعين الذين يعانون من صعوبة في العثور على بدائل اقتصادية لهذا النشاط الذي كان يشكل لهم مصدر رزقهم الأساسي.

دور الحكومة الأفغانية

رغم الحظر الذي فرضته، فقد واجهت الحكومة الأفغانية صعوبات في تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الأفيون كمصدر دخل.

وتزعم  بعض التقارير أن بعض أفراد الحركة قد يكونون متورطين في تجارة الأفيون بشكل غير رسمي، ما يعقد جهود مكافحة زراعته، يضاف إلى ذلك أن عدم توفر برامج دعم كافية للمزارعين قد جعل من الصعب الانتقال إلى زراعات بديلة.

جهود دولية

تواصل الأمم المتحدة ووكالة مكافحة المخدرات الأميركية تقديم الدعم لمكافحة المخدرات في أفغانستان، بجانب برامج تركية تهدف إلى دعم المزارعين للتوجه نحو  الزراعة البديلة مثل توزيع البذور المعدلة والمعدات الزراعية في مناطق كولاية لوغر.

وتُعد هذه المبادرات جزءًا من جهود دولية تسعى إلى توفير بدائل اقتصادية للمزارعين بهدف تقليص الاعتماد على الأفيون.

المبادرة التركية للزراعة البديلة

في إطار مساعداتها المستمرة لأفغانستان، قدمت تركيا دعمًا مستمر للمزارعين من خلال برامج الزراعة البديلة، التي تهدف إلى تشجيع المزارعين على زراعة محاصيل مفيدة بدلاً من الأفيون.

وفي ولاية لوكر جنوب شرق العاصمة الأفغانية كابول، تم تنظيم برنامج بهدف توزيع البذور المعدلة والمواد الكيميائية الزراعية بالتعاون مع وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) ومنظمة التعاون الإسلامي.

إعلان

وأشار نائب سفير تركيا في كابل، بلال أمره بيرال إلى أن تركيا ستواصل تقديم الدعم الإنساني والتنموي لأفغانستان.

بدوره، قال نائب وزير الزراعة والري والثروة الحيوانية الأفغاني، أعظم الدين عثماني، إن العمل جار على ميكنة القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع إنشاء 700 سد مائي صغير لتحسين إدارة المياه في البلاد.

وفي حديثه للجزيرة نت، قدم أعظم الدين عثماني، تفاصيل إضافية حول الجهود المبذولة في قطاع الزراعة وتحديات الزراعة البديلة في أفغانستان، مؤكدًا أهمية الشراكة مع تركيا والمنظمات الدولية في هذه المجالات.

وقال عثماني "تعتبر الزراعة البديلة جزءًا أساسيًا من خطتنا لمكافحة زراعة الأفيون في أفغانستان. نحن نعمل في وزارة الزراعة على تنويع المحاصيل الزراعية لدعم المزارعين الذين كانوا يعتمدون في السابق على الأفيون كمصدر رئيسي للدخل. نحن نشهد تقدمًا جيدًا في بعض المناطق، لكن الأمر يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين".

وأضاف أن الوزارة تعمل حاليًا على تنفيذ خطة خمسية تشمل مشاريع الزراعة البديلة التي تهدف إلى تحسين القدرة الإنتاجية الزراعية في البلاد.

وتابع عثماني "إحدى أكبر التحديات التي نواجهها هي التحول من زراعة الأفيون إلى زراعة محاصيل بديلة. يعتمد العديد من المزارعين على الأفيون كدخل رئيسي لهم، وبالتالي يحتاجون إلى دعم مكثف للانتقال إلى محاصيل أخرى. لذلك، نحن نعمل على تقديم التدريب التقني والمساعدة الفنية لضمان نجاح هذه التحولات".

وأشار إلى أن برنامج الزراعة البديلة يتضمن دعمًا في شكل بذور محاصيل بديلة مثل القمح والشعير والذرة، فضلا عن المعدات الزراعية التي تساعد المزارعين على تحسين إنتاجهم.

تحديات لمواجهة زراعة الأفيون

وتحدث عثماني عن التحديات المناخية التي تواجهها أفغانستان في ما يتعلق بإدارة الموارد المائية، موضحًا أن نقص المياه يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن الغذائي.

إعلان

وقال "نحن ندرك تمامًا أن إدارة المياه تعتبر من أكبر التحديات التي نواجهها، وهذا هو السبب في أننا بدأنا في بناء السدود الصغيرة وتوسيع استخدام تقنيات الري الحديثة لتحسين إدارة الموارد المائية".

وأكد عثماني أن الحكومة الأفغانية تعمل على شراكات استراتيجية مع دول مانحة مثل تركيا، بهدف تحقيق الأمن الغذائي في البلاد على المدى الطويل.

وقال "نعلم أن النجاح في القضاء على زراعة الأفيون يتطلب جهدًا مشتركًا من الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي. ومن خلال هذه الشراكات، نأمل أن نتمكن من تقديم فرص بديلة مستدامة للمزارعين، ما يساعد على تقليل تجارة المخدرات وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة".

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن الوزارة تعمل على تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في الزراعة البديلة، مؤكدًا أن ثمة حاجة لتطوير السوق المحلي والمحافظة على الموارد الطبيعية في الوقت ذاته.

وأضاف "نسعى لبناء اقتصاد أفغاني مستدام بعيدًا عن تجارة المخدرات، من خلال تطوير القطاع الزراعي وزيادة القدرة التنافسية للمزارعين الأفغان في الأسواق العالمية".

وكشف عن ضبط أكثر من ألف كيلوغرام من المواد المخدرة في بدخشان شمالي أفغانستان في عملية خاصة نفذتها قوات إدارة مكافحة المخدرات في هذه الولاية.

من جانبه، قال قائد الشرطة في ولاية بدخشان، عزيز الله عمر، "تمكنا من اعتقال مُهربين للمخدرات ومعهم 1100 كيلوغرام من الأفيون أثناء عملية نقلها من منطقة أرغو".

وأشار مدير إدارة مكافحة المخدرات في قيادة شرطة ولاية بدخشان، شفيق الله حفيظي إلى أن إدارة مكافحة المخدرات في الأسبوع قبل الماضي تمكنت من إلقاء القبض على 11 شخصًا من مهربي المخدرات وتجارها، وتم تسليمهم للقانون.

وفي السياق، طالب عدد من المتعاطين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات علاج الإدمان الحكومة الأفغانية بالتصدي لزراعة المخدرات وتهريبها.

إعلان

وقال أبو بكر عظيمي، أحد المدمنين "على الحكومة أن تتخذ إجراءات قوية ضد مهربي المخدرات، لأنهم المصدر الرئيسي للفساد. كلما انتشرت تجارة الأفيون، زادت معها ظواهر العنف والجريمة، التي لا تؤثر فقط على المدمنين ولكن على المجتمع ككل. إنه من الضروري أن يكون هناك إجراءات صارمة ضد هؤلاء المهربين".

وقال أحمد خان، مدمن آخر "يجب أن تتخذ الحكومة قرارًا حاسمًا لاستئصال زراعة الأفيون من الأرض. هذا هو الحل الوحيد للحد من المخدرات في أفغانستان. نحن، كمدمنين، نعلم تمامًا كم من المعاناة نعيشها بسبب هذا المرض، وما نحتاجه هو بيئة خالية من هذه المواد السامة كي نتمكن من التعافي وبناء حياة جديدة".

مقالات مشابهة

  • الزراعة تواصل توعية المزراعين ومتابعة المحاصيل الاستراتيجية في الدقهلية
  • بدء حصاد محصول القمح في مديرية خب والشعف
  • الوعي: جهود الدولة لتمكين القطاع الزراعي بارقة أمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • أفغانستان تستأصل الأفيون لصالح زراعات بديلة بمساعدة تركية
  • البيئة والزراعة تبحثان الاستفادة من المخلفات الزراعية لتصنيع الأعلاف والأسمدة
  • وزيرا الزراعة والبيئة يبحثان الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية في تصنيع الأعلاف والأسمدة العضوية
  • 45 مليون طن.. الزراعة: المخلفات الزراعية تقلل فاتورة استيراد الأعلاف من الخارج
  • الزراعة تدعو المزارعين لحماية أشجارهم من مرض سل الزيتون
  • المملكة تحقق الاكتفاء الذاتي من البطيخ بنسبة (98%)
  • البطيخ يزيّن موائد رمضان بإنتاج يتجاوز (613) ألف طن ونسبة الاكتفاء الذاتي (98%)