هآرتس: قتل الجيش الإسرائيلي أسراه لدى حماس ثقافة عنف متجذرة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أعاد الكاتب الإسرائيلي المختص بشؤون الأمن والاستخبارات، يوسي ميلمان حادثة قتل الجيش الإسرائيلي 3 من محتجزيه "فروا من الأسر" في قطاع غزة إلى ما اعتاده هذا الجيش من ثقافة متجذرة وممارسات قتل وعنف على مدى عقود خلافا لتعليمات قواعد إطلاق النار.
وأوضح ميلمان -في تقرير بصحيفة هآرتس- أن تلك الممارسات تعود إلى ما يرافقها من "تستر" حيال التحقيقات وما سمّاه "العقاب المخفف"، وهو ما ينعكس على السلوك "العنيف" في أجزاء كثيرة من المجتمع الإسرائيلي، وفق قوله.
ويقول ميلمان إنه رغم اعتراف قيادة الجيش وعدم تقليلها من خطورة حادثة إطلاق النار التي أدت لمقتل المحتجزين الثلاثة وقبول رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تحمل المسؤولية وقوله "ممنوع إطلاق النار على من يرفع الراية البيضاء ويطلب الاستسلام"، فإن الواقع يظل مختلفا، حسب قوله.
كما استعرض الكاتب ما وصفه بـ"العقيدة العسكرية" التي أعيد صياغتها عام 2000، وتنص على أن "الجندي لن يستخدم سلاحه وقوته إلا لتنفيذ المهمة، فقط بالقدر المطلوب لذلك"، إلى جانب الاتفاقيات الدولية التي تحظر قتل أو إيذاء الأسرى والأبرياء، إلا أن الواقع مختلف -وفق الكاتب- فقد اعتاد الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار لسنوات على الفلسطينيين رجالا ونساء في الضفة خلافا لتلك التعليمات.
ويؤكد ميلمان أن المشكلة تكمن في أن معظم الحالات لم يعاقب من أطلق النار فيها أو قادته، ولم يبرر الفعل فحسب كما يرى، بل نسقوا روايات للحيلولة دون تنفيذ أوامر الشرطة العسكرية بفتح تحقيقات ضد "المشتبه بهم"، أو تلك التحقيقات "النادرة" التي تغلق بدعوى "عدم كفاية الأدلة".
وكان تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مقتل 3 أسرى إسرائيليين في غزة من قبل جنوده بالخطأ، كشف أن القتلى كانوا يلوّحون بالرايات البيضاء، وأن أحدهم كان يستنجد باللغة العبرية قائلا "أنقذونا".
قبل يومين من الحادثة، عثرت قوات الاحتلال على مبنى مكتوب عليه "أنقذوا 3 رهائن" باللغة العبرية على بعد مئات الأمتار من مكان الحادث، وفقا لما أوردته الصحافة الإسرائيلية.
وغادر المحتجزون الثلاثة مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي تتمركز فيه قوة من جيش الاحتلال، عندها شاهدهم جندي وهم يخرجون من المبنى دون قمصان ويحملون عصا بقطعة قماش بيضاء، فصاح برفاقه "إرهابيون" وبدأ بإطلاق النار تجاههم، فقتل اثنين على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى الذي خرج منه مرة أخرى، وفقا للإعلام الإسرائيلي.
وما إن سمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري، وهو برتبة رائد، الأوامر بوقف إطلاق النار، خرج الأسير الجريح مطمئنا من المبنى، لكن جنديا أطلق النار عليه وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.
وبعد قتل المحتجزين الثلاثة، راودت الشكوك جنود الاحتلال بشأن هوية القتلى فتم نقلهم لإسرائيل، وبعد فحص الجثث تبين أنهم أسرى لدى حماس في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء الإسرائيلي يجتمع للموافقة النهائية على اتفاق وقف إطلاق النار..مع حماس
حماس.. قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة الموافق 17 يناير، إن مجلس الوزراء سيجتمع لإعطاء الموافقة النهائية على اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وفي غزة نفسها، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها المكثفة، وقالت السلطات الفلسطينية في وقت متأخر من أمس الخميس إن 86 شخصا على الأقل قتلوا في اليوم التالي لإعلان الهدنة.
وفي ظل الانقسامات الواضحة بين الوزراء، أرجأت إسرائيل الاجتماعات التي كان من المقرر عقدها أمس عندما كان من المتوقع أن يصوت مجلس الوزراء على الاتفاق، وألقت باللوم على حماس في التأخير.
لكن في الساعات الأولى من صباح اليوم، قال مكتب نتنياهو إن الموافقة وشيكة، وعلق في بيانه:"أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من فريق التفاوض أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن".
وقالت إن مجلس الوزراء الأمني سيجتمع اليوم قبل اجتماع كامل لمجلس الوزراء في وقت لاحق للموافقة على الصفقة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان مجلس الوزراء بكامل هيئته سيجتمع اليوم الجمعة أو غدا السبت أو ما إذا كان سيكون هناك أي تأخير في بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن واشنطن تعتقد أن الاتفاق يمضي على المسار الصحيح، ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الصراع المستمر منذ 15 شهرا "في أقرب وقت ممكن في نهاية هذا الأسبوع".
وقال كيربي لشبكة "سي إن إن" يوم الخميس: "نحن لا نرى شيئا من شأنه أن ينبئنا بأن الأمر سوف يخرج عن مساره في هذه المرحلة".
وحثت مجموعة تمثل عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة، الذين من المقرر إطلاق سراح 33 منهم في المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع من الاتفاق، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التحرك للأمام بسرعة.
وقالت الجماعة في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس ونقله الإعلام الإسرائيلي "بالنسبة للرهائن الـ98 فإن كل ليلة هي ليلة أخرى من الكابوس المروع..لا تؤخروا عودتهم حتى لليلة واحدة أخرى".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق من أمس إن هناك حاجة إلى حل "النهاية العالقة" في المفاوضات.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الخلاف نشب حول هويات بعض السجناء الذين تريد حماس إطلاق سراحهم، مضيفاً أن مبعوثي الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب كانوا في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين يعملون على حل الخلاف.
وقال المسؤول الكبير في حركة حماس عزت الرشق إن الحركة لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار.
أما داخل غزة، فتحول الفرح بالهدنة إلى حزن وغضب بسبب القصف المكثف الذي أعقب إعلان وقف إطلاق النار يوم الأربعاء.
التصويت المتوقع
ولن يصبح قبول إسرائيل للصفقة رسميا إلا بعد إقرارها من قبل مجلس الوزراء الأمني والحكومة، ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء على توقيت ذلك.
وتوقع بعض المحللين السياسيين أن يتأخر بدء وقف إطلاق النار المقرر يوم الأحد إذا لم تنته إسرائيل من الموافقة عليه حتى يوم السبت.
وكان المتشددون في حكومة نتنياهو، الذين يقولون إن الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في القضاء على حماس ويجب ألا تنتهي حتى يتم ذلك، يأملون في وقف الاتفاق، ومع ذلك، كان من المتوقع أن يؤيد أغلبية الوزراء الاتفاق.
وفي القدس، تظاهر بعض الإسرائيليين في الشوارع حاملين توابيت وهمية احتجاجا على وقف إطلاق النار، وأغلقوا الطرق واشتبكوا مع الشرطة، وقام متظاهرون آخرون بإغلاق حركة المرور حتى فرقتهم قوات الأمن.
يذكر أنه تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء بعد وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة. وينص الاتفاق على وقف إطلاق نار مبدئي لمدة ستة أسابيع مع الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية.
وسيتم إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين احتجزتهم حماس بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والمرضى مقابل مئات السجناء الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل.
وهذا يمهد الطريق لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث نزح غالبية السكان، ويواجهون الجوع والمرض والبرد .
وإذا نجحت الهدنة، فإنها ستوقف القتال الذي دمر أجزاء كبيرة من غزة ذات الكثافة السكانية العالية، وأسفر عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص ، ونزوح اكثر من مليون من السكان الفلسطينيين.