موقع 24:
2025-03-04@17:09:42 GMT

عمدة أوكرانيا السابق.. صديق للكرملين وعدو لكييف

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

عمدة أوكرانيا السابق.. صديق للكرملين وعدو لكييف

كان الروس بمثابة خلاص فولوديمير سالدو، حيث قضى الأوكراني الثري في الخمسينيات من عمره فترة في البرلمان الوطني، وفاز بـ 3 فترات كرئيس لبلدية مدينة خيرسون الجنوبية، ولكن مع بداية عام 2022 فتحت الشرطة قضية ضده بتهمة الأمر بالقتل المأجور.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن رئيس شرطة خيرسون في ذلك الوقت، الذي أصبح حاكم المدينة، أولكسندر بروكودين، قوله بعد أن فجر الروس مكتبه: "أردت سجنه".

Mr Fifty Percent: the former Ukraine mayor doing Putin’s work in Kherson https://t.co/Z1wpLrPgNF pic.twitter.com/W5o3V7di6E

— Guardian Weekly (@guardianweekly) December 19, 2023 خارج القانون

وذكرت الصحيفة، أن سالدو بعد أن أصبح خارج نطاق القانون الأوكراني، عاد مرة أخرى إلى كونه سياسياً قوياً، باعتباره الحاكم الذي اختاره فلاديمير بوتين للأراضي المحتلة التي تقع عبر النهر من خيرسون.

وكشف تحقيق للغارديان في نظام سالدو كيف يبدو أن الغزاة والمتعاونين معهم، تحت راية القومية الروسية، يستخدمون تكتيكات إرهابية لبناء امتداد لدولة العصابات التي بناها بوتين في الداخل على الأراضي الأوكرانية، حيث يزداد ثراء المقربين بينما يعاقب المعارضين.

ومع وصول خط المواجهة في الحرب إلى طريق مسدود ــ ومع مطالبة الغربيين من ذوي النفوذ أوكرانيا بتسليم الأراضي المحتلة لبوتين كثمن للسلام ــ فإن هذا النظام قد يُحكم على الملايين من الأوكرانيين بالعيش في ظله لسنوات.

نظام الخونة

وخوفاً من المحاسبة، قليل من يجرؤ على التحدث علانية عن الحياة في عهد سالدو، ويقول سيرهي خلان، مستشار خيرسون السابق الذي يعيش الآن في كييف: "إنه مثل نظام ستالين"، وأضاف "إذا جلسنا جميعاً نروي القصص، فسيتصل شخص ما بالروس ويخبرهم بذلك، إنه نظام الجواسيس".

وتصور رواية أحد الأشخاص في عمق خيرسون، صورة مماثلة للقمع الشديد.

ويقول يوري – وهو اسم مستعار – إن النظام يواصل تنفيذ عملية "التصفية" التي بدأت بعد الغزو.

وأضاف أن "هذا يتضمن عمليات تفتيش عند مفترق طرق النقل الرئيسية، ومداهمات مستمرة، وفحص للهواتف".

وحسب الصحيفة، فإن شبكات الهاتف الوحيدة المتاحة هي روسية معروفة بأنها مجهزة بأجهزة تسمح للسلطات بالتنصت، وأوضح يوري أن كثافة الاعتقالات انخفضت، لكن أجهزة الأمن الروسية تقوم في بعض الأحيان بتلفيق قضايا ضد الأوكرانيين.

بين الواقع والدعاية

وذكرت الصحيفة، قصة للجد المتقاعد سيرهي تسيجيبا، في الأسابيع الأولى للاحتلال، حيث انطلق سيراً على الأقدام من منزله في منطقة خيرسون الشرقية لتوصيل الإمدادات إلى البلدة التالية. 

وكان سيرهي وطنياً متحمساً، وعمل كصحافي ومستشار سياسي وخدم في الجيش الأوكراني، وعندما نزلت القوات الروسية، نشر تفاصيل تحركاتها على صفحته على فيس بوك، وقالت زوجته أولينا: "كان من المهم بالنسبة له أن يُبقي العالم على علم بما يحدث في هذا المكان الصغير".

ولم يعد سيرهي إلى المنزل وقتها، وعلمت أولينا أن الروس أوقفوه عند نقطة تفتيش، بدليل أنها وجدت كلبه مقيداً بالقرب من مبنى البلدية الذي كانوا يستخدمونه كمركز احتجاز.

وفي وقت لاحق، أُبلغت أولينا بأن زوجها نُقل إلى سجن في شبه جزيرة القرم، وحُكم عليه بالسجن 13 عاماً بتهمة التجسس.

في خيرسون.. روسيا تؤكد مقتل 95 عسكرياً أوكرانياً https://t.co/uHBsBbR0lJ

— 24.ae (@20fourMedia) December 17, 2023 الترحيب بالروس

ووفقاً لتقرير الغارديان، في السنوات التي سبقت الحرب، كانت مسيرة سالدو السياسية تتضاءل حتى بدون تحقيق الشرطة. وانتهت فترة ولايته في البرلمان عندما تمت الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014.

وفي عام 2016، تم نشر تسجيل على الإنترنت لسالدو وهو يناقش علاقته مع جهاز الأمن الروسي "FSB"، قال فيه: "الشيء الرئيسي هو تقديم معلومات حول ما يحدث على الأرض، وعن المشاعر العامة، وعن الاحتجاجات، وإذا قرروا دخول خيرسون، فهم يحتاجون إلى أشخاص موثوقين".

ومع بدء الحرب عاد سالدو إلى  الظهور لإلقاء خطاب، وكان محاطاً بالأعلام السوفييتية في تجمع صغير للترحيب بالروس.

وفي الشهر التالي، تم تعيينه حارساً لخيرسون.

وبدأ الروس في تنظيم نسخة محلية من جهاز الأمن الفيدرالي، حيث كان الجهاز الذي أطلق عليه اسم" GSB"، أو جهاز الأمن الحكومي، يتألف من كل من الروس والأوكرانيين ويرأسه رجل كان يعمل كرئيس للمخابرات الأوكرانية في نظام يانوكوفيتش الموالي لروسيا.

مكاسب مالية

ولعقود من الزمن، استغل الكرملين نقطة ضعف أوكرانيا وهي الفساد، ووجد الروس في سالدو، الذي أكسبته شهيته للفساد، شريكاً طبيعياً.

وحصل سالدو على مباركة الروس لكسب المال غير المشروع، وكان من بين المخططات التي يُزعم أنه أشرف عليها أكوام من العملة الأوكرانية التي تركت في خزائن بنوك خيرسون.

ويمتد الفساد في نظام سالدو إلى الأقبية التي يتم احتجاز المعتقلين فيها، وقام أندريه كوفالينكو هو المدعي العام المحلي، بتوثيق 19 ألف جريمة حرب في المنطقة منذ الغزو.

ولكن يبدو أن أكبر مصدر للأموال هو الحبوب، فأوكرانيا هي واحدة من أكبر المصدرين في العالم، ويبدو أن الملفات الجنائية الأوكرانية وشهادات الشهود وسجلات الشركات، تظهر روابط بين عقود توريد الحبوب التي وقعتها سلطات سالدو، ومشاريع السلع الروسية المرتبطة بالمصالح التجارية الشخصية لدائرة بوتين.

ملاحقة قضائية

وفي نهاية أغسطس (آب) الماضي، قام سالدو بزيارته الأخيرة إلى الكرملين ليطلعه على آخر المستجدات بشأن منطقة خيرسون الشرقية ــ التي أصبحت الآن مقاطعة روسية رسمياً بعد الاستفتاء.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أدانت محكمة أوكرانية سالدو غيابياً بتهمة الخيانة، والعقوبة بالسجن لـ 15 سنة.

لكنه الآن محمي بالقوات الروسية، وحتى العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة عليه يبدو أن تأثيرها ضئيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا خيرسون

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا والدرس الذي على العرب تعلمه قبل فوات الأوان

ليست السياسة إلا ترجمة لموازين القوى، ومن لا يملك القوة لا يملك القدرة على فرض موقف أو الحفاظ على تحالف؛ وليس هناك درس أشد وضوحا لهذا المبدأ من المشهد الذي جرى في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني زيلينسكي والأمريكي ترامب.. كانت وعود أمريكا ودعمها يتهاوى ويتكشف المشهد عن حقيقة طالما أنكرها البعض ممن راهن على الحماية الخارجية وهي أن المصالح هي القانون الأوحد في العلاقات الدولية خاصة في زمن تآكلت فيه القيم والمبادئ وعادت إلى المشهد بشكل واضح حقبة البقاء للأقوى.

ما حدث للرئيس الأوكراني هو استعراض أمام العالم لما يمكن أن يفعله الأقوى بالضعيف أو الذي يبدو ضعيفا، حتى لو بدا وكأنه حليف استراتيجي، ما دام لا يملك ورقة تفاوضية، يُمكن المساومة عليها. بدا وكأن زيلينسكي لم يكن رئيس دولة، بل متهم في قفص ترامب، مطالبا بإثبات ولائه وتقديم التنازلات المطلوبة.

لكن هذا المشهد رغم مرارته ورغم أنه النموذج الذي لا بد أن يقرأ وفقه المستقبل يستحق أن تستخلص منه الدروس والعبر وخاصة بالنسبة للعالم العربي.

إن الحقيقة التي باتت واضحة ولا جدال فيها أن السياسة الأمريكية، كما كشفتها هذه الواقعة، لم تعد تُدار وفق المبادئ التي روّجت لها طيلة عقود: الدفاع عن الديمقراطية، حماية الحلفاء، نصرة الشعوب المضطهدة، بل هي اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، صفقة تجارية بحتة، يُقدَّم فيها الدعم وفق معادلة حسابية واضحة: كم ستدفع؟ وماذا ستقدّم في المقابل؟

ليس هذا وليد اللحظة، لكنه بلغ حد الخروج عن الأعراف الدبلوماسية التي تحكم العلاقات الدولية، حيث جرى تسليع التحالفات علنا، دون مواربة أو تجميل. وحين ينظر العرب إلى ما جرى مع أوكرانيا، عليهم أن يتساءلوا، إذا كانت واشنطن قد تخلّت عن أوكرانيا، وهي في قلب المعركة، فكيف يمكن لدول أخرى أن تثق في التزاماتها؟ وإذا كانت المصالح الاقتصادية هي التي تحكم، فأين يقف العرب في هذه المعادلة؟

لا يبنى القرار السياسي الاستراتيجي على استشعار العاطفة أو على حسن الظن، فحين جرى توقيع اتفاقية سايكس بيكو، وحين قُسمت فلسطين، وحين سقطت بغداد، وحين تُركت ليبيا وسوريا لمصيرهما، كان الدرس ذاته يتكرر: من لا يملك قراره، لا يملك مصيره.

وأكبر خطأ تقع فيه الدول هو الاعتقاد بأن هناك «حليفا دائما»، بينما الحقيقة أن هناك فقط مصالح دائمة يتم الموازنة بين أفضلها كل حسب قيمته في لحظة الموازنة، ولذلك لا بد أن تعي الدول العربية أن المصالح الحيوية والاستراتيجية لا تُحمى بالوعود إنما بالقدرة الذاتية على فرض الإرادة.

ولذلك لا خيار أمام الدول العربية من أن يكون لديها أدوات القوة التي تتمثل بدءا في الشعور بالتكامل وحقيقة المصير المشترك ثم بالاقتصاد القوي المستقل فمن يعتمد على الآخرين في رزقه، لا يستطيع الاعتراض على شروطهم، وببناء تكنولوجيا متطورة في كل الجوانب بما في ذلك الجوانب العسكرية حتى تستطيع هذه الدول الدفاع عن نفسها دون وصاية أو حماية من أحد وبناء تحالفات قائمة على فكرة الندية وليس التبعية لأن الدول الكبرى تحترم من يفرض احترامه، لا من يستجديه. ثم إن على العالم العربي أن يعمل جادا على بناء وعي سياسي ووعي ثقافي وإرادة جماعية تنطلق من رؤية هذه الدول باعتبارها كيانا مترابط التاريخ وتحيط به الأخطار نفسها وينتظره نفس المستقبل.

وإذا كانت السياسة لا تعترف بالفراغ الذي إن لم تملأه أنت ملأه غيرك فإن على العالم العربي أن يدرك أمام كل هذه الأخطار التي تحيط به وهذه التجارب التي تقدم له بالمجان أن مكانه في الخارطة لا يحدد فقط بموقعه الجغرافي، بل بمدى قدرته على امتلاك قراره بعيدا عن حسابات الآخرين. وهذه لحظة مفصلية لا بد أن يعي فيها الجميع الدرس.

مقالات مشابهة

  • احتفالية بالبيت الروسي بالقاهرة بمناسبة عيد الدبلوماسية الروسية
  • عمدة سبتة يقول إن الشاحنات المغربية التي مرت بالجمارك التجارية تحمل أختاما "تشير إلى أن مدينته "جزء من إسبانيا"!
  • تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية
  • أوكرانيا والدرس الذي على العرب تعلمه قبل فوات الأوان
  • رئيس وزراء بريطانيا: فشل مقترح الهدنة في أوكرانيا ودعم غير مسبوق لكييف
  • أوكرانيا: القوات الروسية تقصف إقليم نيكوبول 17 مرة في يوم واحد
  • مسؤول روسي: الحكم على 20 مسلحا أوكرانيا في جرائم بمنطقة كورسك الروسية
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا
  • ما الذي ناقشه الدبلوماسيون الروس والأمريكيون في إسطنبول؟
  • أوكرانيا: القوات الروسية شنت هجومًا بصواريخ باليستية على أوديسا