أكد رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا، أن تكريم ليونيل ميسي اللاعب الذي حطم كل الأرقام القياسية في تاريخ البارسا، سيتم حينما يريد النجم الأرجنتيني وعائلته.
وصرح لابورتا: "نحن منفتحون على القيام بذلك حينما يريدون. ميسي هو أفضل لاعب في التاريخ، ولأننا نحترمه ومعجبون به، فهو بالطبع يستحق التقدير في برشلونة".
ولعب ميسي أكبر عدد من المباريات (778) وسجل أكبر عدد من الأهداف (672) في تاريخ برشلونة، كما صنع أكبر عدد من الأهداف (305) وفاز بأكبر عدد من الألقاب (35) بقميص الفريق الكتالوني.
وأوضح لابورتا أنه كان هناك حديث عن تكريم ميسي، عندما أثيرت الصيف الماضي إمكانية عودة صاحب القميص "رقم 10" إلى برشلونة، ولكن عندما لم يحدث ذلك "سقط الأمر قليلاً في غياهب النسيان".
وتابع: "في النهاية، لم يحدث ذلك، لأن ما قاله لنا كان منطقياً تماماً، أنه بسبب الضغط الذي تعرض له في باريس، فضل الذهاب إلى إنتر ميامي، لأن ذلك سيمنحه بعض الاستقرار.. إنه قرار نحترمه".
ومع ذلك، اعتبر رئيس النادي الكتالوني التكريم أمراً مفروغاً منه، على الرغم من أنه لم يتمكن من تحديد موعد: "لا أعرف ما إذا كان ذلك سيحدث عندما نعود إلى سبوتيفاي كامب نو في أواخر عام 2024، أو عندما سيتم الانتهاء من بناء الملعب بالكامل بحلول يوليو (تموز) 2026".
فحين سيجري إعادة افتتاحه سيتسع ملعب الكامب نو لـ 70 ألف متفرج، ولكن عند الانتهاء من أعمال الإنشاء ستصل طاقته الاستيعابية إلى 105 آلاف مقعد، وهو ما من شأنه أن يلائم تكريماً لأفضل لاعب كرة قدم لعب للنادي الكتالوني على مدار تاريخه.
وأضاف لابورتا: "سيكون هناك وقت للحديث عن ذلك"، لكنه استبعد أن يلعب ميسي مرة أخرى مباراة رسمية مع برشلونة على سبيل الإعارة من إنتر ميامي، قائلاً: "تنتشر أخبار من جميع الأنواع، لكنني أعتقد أن هذا غير مسموح به حتى من جانب ط
'فيفا'".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ليونيل ميسي برشلونة عدد من
إقرأ أيضاً:
عندما نتنفس الحرية في لحظة بيضاء او داكنة.
بقلم : د. مظهر محمد صالح ..
انتهت الحرب قبل اكثر من عشرين عاماً والبلاد كانت تتخبط على حصاد يابس ولا مفر من اعلان الحرية ، ولكن كل منا وقتها كان يبحث عن ركن يتنفس فيه حريته التي كبحت تحت ويلات الحصار ودخان الحرب ، وظل البلاء يتقلب بين ظهرانينا ونحن على شفا حفرة مهلكة من الفناء.
وفي خضم البحث عن الامل لم اكن مصدقا وانا اتلقى بضعة كلمات تقول لي اذهب ايها الرجل إلى الجزائر البريطانية غدا لاتمام مهمتك الوظيفية لبضعة ايام ، واترك خلفك حديث الاتربة والدخان واثار المدرعات الثقيلة ، والفوضى العسكرية الضارية التي تجوب البلاد والخوف من المجهول وغادرهم فوراً ، لنتساعد سراعاً على النهوض ببلادنا .
حينها قلْب الرجل من بين يديه القرار ، وعيناه السوداويتان تخترقان وجهي، كأنهما مرآتان تعكسان أسراراً دفينة. ففي تلك النظرة، انكشفت أشياء لم تُقال، وكأنّ العالم بأسره توقف ليستمع إلى الصمت الذي يفيض بالكلام.…ثم قال بهدوء وتصميم لا مفر من حسم الموقف فوراً ، انا اعمل من اجل خير بلادي و لنخرج مجتمعين من محنة الحرب بأقل الخسائر.
شعرنا يومها جميعاً باننا مطالبون ان نغادر من فورنا تبلدنا وخيبات املنا بسبب الاحتلال ، وان نعمل بحياة متجددة بعد ان غدت جامدة متبدده عاطلة من تألقها المعهود.
انه صيف منتصف العام 2003 ، حيث غادرت فندقي عصراً لحظة وصولي العاصمة البريطانية ،قبل ان اباشر مهمة فحص العملة الوطنية الجديدة ، عملة ما بعد الحرب التي كانت تطبع في تلك البلاد ، وسرت في وسط شارع يسمى فكتوريا ستريت ربما تعود بعض عماراته وابنيته الى عهد الملكة فكتوريا وانا هائم بهدوء لم اعهده لسنوات طويلة كي تتلقفني دار لبيع الكتب … هنا انتابني شعور لحظي بأنني (اتنفس حرية) لم اعهدها من قبل فاستنشقت في تلك اللحظات حرية ممزوجة بالاوكسجين الخالي من اتربة الاحتلال والدخان كي اقتني لي كتاب في علم الاقتصاد ، وتذكرت وعيني تقع على اسم عالمة الاقتصاد جوان روبنسون (Joan Robinson)
التي كتبت في الحرية الاقتصادية بالمعنى الاجتماعي في العام 1971 بكتابها هرطقات اقتصادية Economic Heresies .اذ كانت روبنسون الاقتصادية البريطانية البارزة من قادة مدرسة كمبردج قد عُرفت بمساهماتها المهمة في علم الاقتصاد ،رغم أنها لم تكن مرتبطة مباشرة بمفهوم “الحرية الاقتصادية” كما هو متداول في الأدبيات الاقتصادية الكلاسيكية، إلا أن أعمالها سلطت الضوء على قضايا أساسية تتعلق بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الدخل والقدرة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
كما كانت روبنسون من أبرز المؤيدين والمطورين لنظرية جون مينارد كينز، حيث دعمت فكرة تدخل الدولة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتقليل البطالة ، اذ يعارض هذا الموقف الفكرة التقليدية للحرية الاقتصادية التي تعتمد على الحد الأدنى من التدخل الحكومي.
فجوان روبنسون لم تكن تدافع عن “الحرية الاقتصادية” بالمعنى الليبرالي الكلاسيكي، بل كانت ترى أن العدالة الاجتماعية والاقتصادية جزء لا يتجزأ من أي نقاش حول الحرية في الاقتصاد. اذ لا تزال اعمالها مصدر إلهام للنقاشات في تحقيق التوازن بين الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
وهنا عرفتُ ان عالمة الاقتصاد جوان روبنسون الكنزية الاصيلة قد وفرت لي عاصفة خالية من كل شي الا (الحرية كي اتنفسها) بعد انقطاع طويل.
وفي خريف عام لاحق من خلال عملي الاقتصادي، سرت باتجاه لا على التعيين في العاصمة واشنطن وانا اعبر احد الجسور على الطرق السريعة ،صادفني رجلاً يقاربني في العمر ذو سحنة داكنة ونظرة ساخنة تغشاها كآبة افترش فيها الارض ، وغابت الحرية عن انفاسه وطلب دولاراً واحداً لا اكثر ،فمنحته من فوري وقلت في سري لينضم هذا الرجل الفقير الاسود الى فقراء بلادي ممن اكتووا بحصار ظالم اطلق عليه بالحرب الخرساء، هنا تبسم الرجل وهو يقرأ في عيني شيئا جميلا ينتظر خطواتي التي سارت بلا هواده لتدخلني بعد دقائق في حي قديم من احياء العاصمة واشنطن القديمة يسمى جورج تاون ، دون ان اعرف ذلك الحي الجميل من قبل … فبين زحام السائحين وجمال المعروضات وهدوء الحياة ، توقفت دقيقة على الرصيف الايمن ثم (تنفست شيئا من الحرية )بعد ان جاد الزمان بالرؤية وانا اتقلب في عالم جديد وارجلي تسير بتلقائية لم اعهدها من قبل، متوجهة الى دار كتب عملاقة ، اسمها بارنز آند نوبل” (Barnes & Noble) وهي واحدة من أكبر سلاسل المكتبات في الولايات المتحدة الأمريكية وأشهرها. تأسست في عام 1886، وتشتهر بتوفير مجموعة واسعة من الكتب والمنتجات المتعلقة بالثقافة والأدب.
تسلقت من فوري الطابق الثالث وأدهشني سيل الاصدارات في علم الاقتصاد والادارة .
ثم لامست بعدها كتب الفلسفة التي تبحث عن (اوكسجين الحرية) وتجسد امامي سيل من الكتاب والفلاسفة .فقلت في سري نعم، انها الحرية كانت دائمًا ومازالت موضوعًا رئيسًا في كتابات العديد من الفلاسفة والأدباء، لكن فكرة “تنفس الحرية” كحالة وجودية أو بديل عن الاحتياجات الأساسية قد نوقشت بشكل رمزي ومجازي في عدد من اعمال ممن كتبوا عن الحرية منهم :جان بول سارتر: فيلسوف الوجودية الفرنسي الذي ركز على الحرية كجوهر الوجود الإنساني في كتابه “الوجود والعدم” (Being and Nothingness) اذ يرى أن الإنسان “محكوم بالحرية”، وأن الاختيار هو جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان.
و كذلك هنري ديفيد ثورو: في كتابه “والدن” (Walden) حيث كتب عن التحرر من قيود الحياة المادية والتوجه نحو بساطة الحياة الطبيعية، وهو ما يمكن أن يُفسر على أنه (تنفس للحرية ) بعيدًا عن التعقيدات والقيود الاجتماعية.
ورينيه ديكارت: فيلسوف العقلانية الذي اعتبر الحرية نوعًا من التحرر العقلي. اذ يمكن رؤية أفكاره عن الشك والتحرر الفكري كأساس (لتنفس الحرية الفكرية).
اما ألبير كامو: في كتاباته مثل “أسطورة سيزيف” يوم تناول كامو الحرية من زاوية الوعي بالعبثية. وهو يرى أن الحرية الحقيقية تأتي من مواجهة العبث وقبول الحياة كما هي.
في حين ذهب جبران خليل جبران: في كتاب “النبي”، متحدثاً عن الحرية كجزء من الروح الإنسانية، حيث قال: “أنتم أحرار عندما تكون إرادتكم هي التي تتولى قيادتكم “.
وهنا انتهت متعة الحرية في رحلة متعاقبة وانا مازلت اعيش وجدانها واسترخائها ، ليستمر الحال لاقل من
عقد من الزمن ، حيث تكاثرت المسؤوليات وتكاثر الخونه الاصدقاء وهم يسحبون بساط الحرية من تحت ارجلي ليضيقوا انفاسي الى مربع المجهول كما يحاصر الايمان وحملة حريته في ظلام المعبد ، فلم اجد نفسي الا انا قد غادرت همومي عاشقا (لأنفاس الحرية )للمرة الثالثة ولكن خلف القضبان.
وتذكرت من فوري فيكتور إميل فرانكل ، وهو طبيب أعصاب وطبيب نفسي نمساوي جسد في كتابه “الإنسان يبحث عن معنى” (Man’s Search for Meaning) حيث يتحدث فرانكل عن تجربة الحرية الداخلية حتى في أكثر الظروف قمعًا، مثل معسكرات الاعتقال النازية وغيرها.
وهو يرى أن الإنسان دائماً يمتلك حرية اختيار مواقفه الداخلية رغم القيود الخارجية.
وهنا استنشقت الحرية في يوم داكن من خلف القضبان لاشفي غليل ذلك الصديق الخائن .
واخيرا ، فبين شارع فكتوريا في لندن وشارع جورج تاون في واشنطن العاصمة وشارع 52 في بغداد ، مجالاً حيويا وأحداً سواء اكان أبيضا ام اسود فقد (تنفست فيهم الحرية جميعا ) خلال عقد من الزمن.
فمثلما غادرتني الحرب واجواء الاحتلال كي اتنفس حرية، غادرتني مكائد الاصدقاء الخونة وثقل المسؤولية ، كي ارمي جسدي باثقاله في زاوية مظلمة (متنفسا الحرية) للمرة الثالثة ولكن من خلف القضبان هذه المرة ، و
امام عيني نيلسون مانديلا ومذكراته تجول في خاطري وعنوانها : مسار طويل نحو الحرية
Long Walk to Freedom 1994 يوم عبر عن لحظات التحرر الروحي رغم سنوات السجن الطويلة التي تنفس فيها مانديلا الحرية الداكنة قبل ان يتنفسها جميع الاحرار في العالم وهي بيضاء.
ختاماً ، يقول الاديب والكاتب الروسي الكبير ديستوفسكي (انه لم يبق في الذاكرة سوى ما نريد نسيانه….!! )حقا ما نريد نسيانه…!! ونحن نتنفس الحرية .
د.مظهر محمد صالح