«السعودية» تُطلق مبادرة دولية لمناقشة التحديات العالمية التي تواجه مستقبل تنمية القدرات البشرية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يعيش العالم اليوم في حالة تطور دائم وفرص عديدة، ومع ذلك فإن بيئات العمل على مستوى العالم أضحت تنافسية للغاية، فالبقاء في صدارة المنافسة بالنسبة للدول أو حتى للشركات، يحتاج إلى التركيز على تطوير مهارات الأصول من الأفراد، وتنمية قدراتهم، وهي عملية يمكن للمنظمات عبرها زيادة إمكانات موظفيها إلى الحد الأقصى، ومساعدتهم على الوصول إلى أعلى مستوى من الأداء، من خلال التشجيع على الإبداع والابتكار وفقًا لمهارات القرن الواحد والعشرين.
تسارع الأحداث وتزامنها أحدث جملة متغيرات في الاقتصادات ككل وعلى مستوى أسواق العمل بشكلٍ خاص. فالثورة الصناعية الرابعة، والاستثمار المتزايد في حلول وخدمات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى استبعاد 83 مليون وظيفة بحلول العام 2027 بحسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2023م، لكنه أيضاً سوف يستحدث 69 مليون وظيفة جديدة، لكن السؤال المطروح: هل لدى الدول الكفاءات والمهارات المؤهلة لشغل هذه الملايين من الوظائف الجديدة؟ فبحسب الدراسات، فإنَّ 6 من كل 10 موظفين بحاجة للتدريب قبل حلول العام 2027، و44 % من المهارات تحتاج إلى تطوير وإعادة تأهيل، مع زيادة الطلب على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة.
إنَّ تحقيق تنمية بشرية فعّالة وذات أثر يتطلب تخطيط متعدد الأبعاد يأخذ بالحسبان الرؤية التنموية لبلدٍ ما بالتوازي مع الواقع المحلي والعالمي المرتبط بالقدرات البشرية المتاحة وسبل تطويرها، وبالطبع يضاف إلى ذلك المتغيرات المتسارعة في سوق العمل في عصر الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي. وفي وقتٍ أصبح فيه العالم أقرب إلى بعضه البعض أكثر من أي وقتٍ مضى، فإنَّ التحديات أيضاً أصبحت واحدة؛ اقتصادية كانت أو اجتماعية وحتى صحية على النحو الذي شهدناه مع جائحة -كوفيد19-. لذا فإنَّ التعاون الدولي أصبح مطلباً ملحاً وبشدّة، لتطوير سياسات مشتركة تنتج حلولاً مبتكرة.
ومن هذا المنطلق، تستضيف المملكة العربية السعودية مؤتمر مبادرة القدرات البشرية، الذي ينظمه برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج رؤية السعودية 2030، لإطلاق مبادرة دولية لمناقشة التحديات العالمية التي تواجه مستقبل تنمية القدرات البشرية.
المواجهة المشتركة بالطبع فإنَّ تجربة المملكة في تنمية القدرات البشرية هي بحد ذاتها فصل من بين العديد من فصول أفضل قصة نجاح وطن في القرن الـ21. فالمملكة، وضمن رؤية السعودية 2030، أولت هذا الموضوع أهمية كبرى، من خلال برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج الرؤية، والهادف إلى تعزيز تنافسية المواطن عالمياً بناء على تنمية قدراته وضمان جاهزيته في جميع مراحل حياته المهنية من خلال الاستثمار في المواهب والكفاءات الوطنية، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وتعزيز ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتطوير وإعادة تأهيل المهارات، إضافةً إلى ترسيخ القيم وتعزيزها، للوصول إلى اقتصادٍ مزدهر تقوده قدرات وطنية ذات كفاءة عالية.
ومن خلال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية، وهو الأول من نوعه عالمياً، سوف تجمع المملكة صنّاع السياسات وقادة الفكر والمستثمرين وروّاد الأعمال لتوحيد الجهود بهدف إيجاد حلول فعَّالة للتحديات العالمية على مستوى الموارد البشرية، واستعراض قصص نجاح ملهمة، وتعظيم الأثر من خلال مناقشة أفضل الممارسات العالمية في تنمية القدرات البشرية.
الاستعداد للمستقبل ينطلق مؤتمر مبادرة القدرات البشرية بشعاره «الاستعداد للمستقبل» من تحديات الألفية وكذلك من أهداف التنمية المستدامة، مستهدفاً تعزيز الجاهزية للمستقبل وفرصة العمل مع الشركاء الدوليين، لمواجهة التحديات وتبادل الخبرات والممارسات الإقليمية العالمية الناجحة في هذا المسار، لتتوحد فيه الرؤى والتصورات. وسيجمع المؤتمر، الذي تستضيفه مدينة الرياض خلال الفترة ما بين 29 – 28 فبراير المقبل، أكثر من 150 متحدثاً عالمياً من صنّاع السياسات، وروّاد الأعمال، والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث والابتكار، والقطاع غير الربحي والمؤسسات الاجتماعية، بالإضافة إلى نخبةٍ من القادة المؤثرين من أكثر من 50 دولة حول العالم، لمناقشة أوجه التعاون في تنمية القدرات البشرية على الصعيدين المحلي والدولي، ولتبادل الخبرات ومناقشة الأفكار الطموحة التي تعزز من جاهزية القدرات البشرية لمواكبة التغيرات المتسارعة في العالم.
سيناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسة هي: التحديات التي تواجه منظومة القدرات البشرية في ظل المتغيرات العالمية، والتباحث حول صياغة السياسات وعقد الشراكات والاستثمارات بين مختلف القطاعات محلياً وعالمياً، وأهم المهارات التي يتطلبها مستقبل سوق العمل العالمي. وإضافةً إلى ذلك، سيعمل المؤتمر على مد جسور التعاون والتركيز على التوجهات العالمية المؤثرة في مجال تنمية القدرات البشرية، كالاقتصاد القائم على المعرفة والمهارات، والتقنية والابتكار، وتنمية القوى العاملة، وصياغة السياسات التحويلية.
ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بإطارٍ عام يتم تطويره لاحقاً لتشكيل أجندة عالمية مستدامة تبتكر حلولاً للقدرات البشرية من كافة الفئات العمرية، ولإحداث تحوّلات جذرية تستشرف المستقبل وتسهم في بناء مستقبلٍ واعد. كما سيقدم عدداً من التوصيات ورؤية تشاركية جديدة لمستقبل تنمية القدرات البشرية، ويطرح حلولاً مباشرة حول كيفية تشكيل الاتجاهات الديموغرافية والتكنولوجية لمستقبل العمل والمهارات والتعليم.
لا شك في أن العنصر البشري هو في طليعة أولويات المؤتمرـ الذي سيشكل خطوةً إضافية ضمن مسيرة المملكة لترسيخ القيم وتطوير المهارات وتنمية المعارف التي يتطلّبها سوق العمل الحالي والمستقبلي محلياً وعالمياً، في مواءمةٍ مع رؤية السعودية 2030 التي تلتزم بتمكين القدرات البشرية، لتطلق العنان لإمكانياتهم وتحقق طموحاتهم.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی تنمیة القدرات البشریة على مستوى سوق العمل من خلال
إقرأ أيضاً:
صندوق تنمية الموارد البشرية يحصل على الاعتراف الدولي بالتميز المؤسسي مستوى “4 نجوم” من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة
المناطق_واس
حصل صندوق تنمية الموارد البشرية على الاعتراف الدولي بالتميز المؤسسي مستوى “4 نجوم” من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة EFQM ليصبح أول جهة تحقق هذا المستوى من الاعتراف من بين الصناديق والبنوك التنموية العاملة تحت مظلة صندوق التنمية الوطني، وثاني جهة في المملكة تحقق مستوى 4 نجوم في نموذج EFQM 2025 المحدث.
أخبار قد تهمك صندوق تنمية الموارد البشرية و NHC يوقعان مذكرة تعاون لتعزيز التوطين وتمكين الكوادر الوطنية 18 ديسمبر 2024 - 11:33 صباحًا صندوق تنمية الموارد البشرية يدعم تدريب وتوظيف الكوادر الوطنية في تقديم خدمات الكهرباء 16 ديسمبر 2024 - 3:04 مساءً
وأوضح المدير العام للصندوق تركي الجعويني، أن هذا المنجز يؤكّد التزام صندوق تنمية الموارد البشرية، بتطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية في الجودة والتميز المؤسسي، من أجل تعزيز كفاءة الأداء وتحقيق نتائج مستدامة تسهم في تحقيق مستهدفات الصندوق في بناء قوى عاملة وطنية مستدامة في المملكة العربية السعودية، وبما يتوافق مع رؤية 2030.
وأشار إلى أن هذا الاعتراف الدولي، يؤكّد تميز الصندوق في تطوير العمليات التشغيلية وبناء القدرات، من خلال تبني سياسات وإجراءات ذات معايير عالمية ومتوافقة مع أسس التحسين المستمر وأنظمة الجودة، وبما يسهم في تنفيذ الأعمال بكفاءة وفعالية، وتحقيق مستهدفات الصندوق الإستراتيجية، وركائزه في تحقيق التميز المؤسسي، وتلبية تطلعات ورضا المستفيدين من خدمات ومنتجات الصندوق.
وكان فريق المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة EFQM، قد أشاد بما يمتلكه الصندوق من قيادات ملهمة، تسعى لتحقيق رؤيته الإستراتيجية، وتعزيز الثقافة المؤسسية، وامتلاكه لنظام تشغيلي مميز، وإستراتيجية تحوّل رقمي فعّالة أسهمت في زيادة فعالية العمل وتحسين أسلوب تقديم الخدمات والمنتجات، وكذلك تبني الصندوق وتطبيقه عددًا من ضوابط وأدوات تمكين الحوكمة، لضمان فعالية وكفاءة العمليات الإدارية والمالية، والالتزام بالأنظمة واللوائح والقرارات.
ومرت رحلة التميز المؤسسي في الصندوق، بعدة مراحل من التطوير والتحسين لسياسات وإجراءات العمل، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية، من خلال تطبيق أنظمة الجودة واتباع أفضل الممارسات والمعايير، والتي أسهمت في تحقيق عدد من الاعتمادات الدولية ومنها ISO 9001،ISO 22301،ISO 45001،ISO 20000،ISO 27001،ISO 44001،ISO 30401،ISO 10015،ISO 10001،ISO 10002،ISO 10003،ISO 10004،ISO 21502، بالإضافة لتحقيقه عددًا من الجوائز المحلية والعالمية في مختلف المجالات ومنها تجربة العميل، المسؤولية الاجتماعية، ومراكز الاتصال ومعالجة شكاوى العملاء، وإدارة البيانات.
يُشار إلى أن المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة EFQM) ) هي مؤسسة غير ربحية تأسست عام 1989م، وتعد المرجع الأبرز عالميًا لنماذج التميز المؤسسي.
كما يعتمد نموذج التميز الأوروبي EFQM 2025 على تقييم المنظمات من خلال سبعة معايير رئيسية وهي: الغاية والرؤية الإستراتيجية، الثقافة المؤسسية والقيادة، إشراك المعنيين، بناء قيمة مستدامة، قيادة الأداء والتحوّل، انطباعات المعنيين، ومعيار الأداء الإستراتيجي والتشغيلي ويُسهم تطبيق النموذج في تحسين بيئة العمل وزيادة إنتاجية العاملين من خلال تشخيص وتحديد فرص التحسين، لتنفيذ الإجراءات التصحيحية ذات الصلة ومعالجتها للارتقاء بمستوى الأداء الإستراتيجي والتشغيلي.