الشارقة-الوطن:
عرض مستشفى أستر الشارقة مؤخراً حالة رائعة تسلط الضوء على نجاح عملية استئصال الرحم بالمنظار (جراحة ثقب المفتاح) من أجل علاج أورام ليفية متعددة لدى مريضة تبلغ من العمر 48 عاماً، وهي فيجايالاكشمي أجيت كومار. وقد أظهرت الحالة مزيجاً مثالياً من الرعاية الطبية المتقدمة والتقنيات الجراحية المبتكرة، وذلك بفضل خبرة الدكتور كرانتي لوهوكاري جاداف، أخصائي أمراض النساء والتوليد وجراحة المناظير في مستشفى أستر الشارقة، والدكتور سانديب جاناردان تاندل، أخصائي الجراحة العامة والمناظير في نفس المستشفى.


قامت فيجايالاكشمي أجيت كومار، وهي سيدة هندية بزيارة مستشفى أستر الشارقة في 7 سبتمبر 2023، وكانت تشكو من عسر الطمث الشديد وعدم الراحة في أسفل البطن بشكل مستمر لمدة أسبوعين. وعند الفحص، اكتشف الطبيب أن لديها رحماً كبيراً به أورام ليفية متعددة، يصل حجم بعضها إلى حجم الحمل (بعمر 18 إلى 20 أسبوعاً)، كما أكدت تقارير التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة وجود أورام ليفية متعددة، أكبرها يبلغ 7.5 سم × 6.9 سم من الخلف، بالإضافة إلى أورام ليفية أخرى تحت الأغشية المخاطية.
وقال د. كرانتي لوهوكاري جاداف، أخصائي أمراض النساء والتوليد وجراحة المناظير بمستشفى أستر الشارقة: “تؤكد حالة المريضة أهمية إجراء فحوصات نسائية منتظمة. وعلى الرغم من معاناتها من آلام شديدة لسنوات عديدة، إلا أن المريضة لم تطلب الرعاية الطبية لأكثر من عقد من الزمن، ولم يكن الأمر كذلك إلا وبعد الاستشارة اكتشفنا حجم الأورام الليفية المحيطة برحمها”.
وإدراكاً لخطورة الوضع، نصح الفريق الطبي بإجراء استئصال الرحم بالمنظار، وهو إجراء جراحي بسيط يهدف إلى إزالة الرحم وعنق الرحم. وقال د. سانديب جاناردان تاندل، أخصائي الجراحة العامة والمناظير في مستشفى أستر الشارقة: “بالنظر إلى رغبة المريضة في التعافي السريع وعمرها، يوصى بإجراء عملية استئصال الرحم بالمنظار كخيار العلاج المفضل. ويضمن هذا النهج شفاءً أسرع وتقليل الندبات مقارنة بالجراحة التقليدية”.
نجح الفريق الجراحي في إجراء عملية استئصال الرحم بالمنظار، حيث تمت إزالة عينة تزن 720 جراماً. وعلى الرغم من التحدي الذي تمثله الأورام الليفية الكبيرة ومساحة البطن المحدودة، فقد تم إجراء الجراحة بدقة، مما أدى إلى الحد من النزيف وبالتالي عدم الحاجة إلى نقل الدم. وكان تعافي المريضة سريعاً بشكل ملحوظ، حيث خرجت من المستشفى بعد 48 ساعة من المراقبة، وأشارت فحوصات المتابعة إلى أن الجرح سليم، واستأنفت المريضة عملها الروتيني خلال شهر، وعادت إلى عملها.
وصرح د. كرانتي لوهوكاري جاداف قائلاً: “لا توضح هذه الحالة فعالية الجراحة بالمنظار في إدارة الأورام الليفية الرحمية فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على أهمية التشخيص المبكر والتدخل في الوقت المناسب”.
وقالت المريضة السيدة فيجايالاكشمي أجيت كومار معربة عن فرحها العميق وامتنانها،: “لقد تم إجراء الجراحة بدقة وعناية، على الرغم من أنها صعبة بسبب حجم الأورام الليفية. وفي غضون 48 ساعة فقط، خرجت من المستشفى، وفي غضون شهر، استأنفت حياتي الطبيعية، بما في ذلك العمل، وكانت هذه التجربة بمثابة شهادة على أهمية التشخيص المبكر والتدخل الطبي في الوقت المناسب. وأود أن أؤكد على أهمية إجراء فحوصات نسائية منتظمة للنساء، حتى في حالة عدم وجود أعراض واضحة. لقد أحدث التزام مستشفى أستر الشارقة بالرعاية الصحية المتقدمة وفريقهم الطبي الماهر فرقاً كبيراً في حياتي، وأنا ممتنة لرعايتهم ودعمهم الاستثنائيين.”
تشمل النقاط الرئيسية في هذه الحالة تحديد الأعراض في الوقت المناسب، والتشخيص الدقيق عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، واستئصال الرحم بالمنظار بنجاح، والتعافي السريع للمريضة بعد العملية الجراحية. إنه بمثابة شهادة على التزام مستشفى أستر الشارقة بتقديم حلول الرعاية الصحية المتقدمة ويؤكد على أهمية الفحوصات النسائية المنتظمة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الأورام اللیفیة على أهمیة

إقرأ أيضاً:

مواقف مصر لا تخضع للمساومة

كتبت فى الأسبوع الماضى عن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، مقدرا الدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية فى وقف اطلاق النار، واستئناف تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى. واستعدت فى مقالى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى الواضحة والحاسمة خلال أول قمة عقدتها مصر لدعم الشعب الفلسطينى بعد العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة في أكتوبر 2023، والذى قال فيها «إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل أمر لن يحدث، وفى كافة الأحوال لن يحدث على حساب مصر».

وعلى الرغم من وضوح كلمات الرئيس، ودقة مفرداتها، وحسمها التام للموقف المصرى، وعلى الرغم من تكرار اعلان هذا الموقف فى مناسبات أخرى على عدة مستويات، فقد كان من الغريب أن يتصور الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب أن هناك مجالا لمساومات جديدة مع مصر، وكان من المُدهش أن يُكرر عرض فكرة إخلاء قطاع غزة من سكانها وترحيل بعضهم إلى مصر والأردن.

ويبدو أن الرجل لم يُدرك بعد أن مواقف الدول العظيمة لا تتبدل ولا تتغير، وأن قضية فلسطين على وجه الخصوص، هى قضية لها أولويتها فى الأمن القومى المصرى، وأن مصر، وقيمها وثوابتها ومكانتها تأبي التفريط فى حق الشعب الفلسطينى، أو الاتجار به.

من هنا، جاء الرد المصرى سريعا وحاسما فى بيان رسمى للخارجية المصرية ليؤكد أن «مصر تشدد على رفضها لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها».

ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولى إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، بما فى ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطنى، وفى سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967.

ولا شك أن ذلك الموقف يتسق مع التزام مصر التاريخى بمساندة حق الشعب الفلسطينى في استعادة أرضه السليبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما سبق وعبرت عنه قرارات الشرعية الدولية المتمثلة فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

فضلا عن اتفاقه مع الموقف الدولى المعلن مُنذ اتفاق أوسلو عام 1992، وما صاحب ذلك الاتفاق من طرح حل الدولتين كحل نهائى وعادل للقضية الفلسطينية، وهو ما حاز مساندة وتشجيع الولايات المتحدة لفترة طويلة انطلاقا من سعيها لإنهاء التوتر فى منطقة الشرق الأوسط والوصول إلى اتفاق تسوية.

ولا شك أن تغير موقف الإدارة الأمريكية بعد وصول ترامب إلى الحكم للمرة الأولى في 2018، ونكوصها عن تعهداتها السابقة بشأن طرح اتفاق عادل وشامل، يؤدى إلى اهتزاز كبير فى صورة الولايات المتحدة فى العالم ويسهم فى تراجع ثقة الشعوب فيها كدولة تقدم نفسها دائما باعتبارها دولة قيم الحريات وحقوق الإنسان والعدالة.

وكما قلنا مرارا، وكما عبرت مصر من خلال رسائل متعددة فإنها لا تخضع للمقايضة ولا تتقبل أن تمارس أى دولة فى العالم ضغوطا عليها لتغيير مواقفها المتسقة مع قيمها، ولا يمكن أن تحيد عن الحق، وهذا ما أكدت عليه القيادة السياسية بجرأة وثقة واصرار.

إن قضية فلسطين لا يُمكن شطبها بجرة قلم، ولا مجال لحل القضية بعيدا عن السلام. وهذا ما تؤمن به مصر قيادة وشعبا، وهو ما يمثل توافقا لدى الشعوب العربية والإسلامية.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

مقالات مشابهة

  • زيارة مسؤول أممي تكشف مخاوف السوريين من التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة
  • التضامن تنتهي من إجراء الاختبارات التحريرية لمشرفي حج الجمعيات الأهلية
  • ماهي زوائد القولون.. ومتى تكون خطيرة على الصحة؟
  • إجراء 3 عمليات جراحية كبرى بمركز أورام كفر الشيخ
  • متزلجان يتسببان في كارثة ثلجية بإيطاليا وينجوان بأعجوبة من الموت
  • استشاري يروي قصة مريضة عانت من تأخر الإنجاب لمدة 12 عامًا وحملت فجأةً .. فيديو
  • إحباط زواج طفلة تبلغ من العمر 15 عاما في سوهاج
  • كيف تحمي حملة "من بدري أمان" المصريين من 5 سرطانات قاتلة؟ .. استشاري أورام: الفحص لا يستغرق دقائق لكنه قد يُنقذ عمرًا بأكمله
  • لأول مرة.. تفتيت حصوات كلى باستخدام منظار مرن بمستشفى برج البرلس بكفر الشيخ
  • مواقف مصر لا تخضع للمساومة