هنا في غزة، لا حماية دولية للصحفيين، لأن “المدلل غربياً” هو الجلاد الصهيوني، هنا قواعد السلامة المهنية مستحيلة، لأن المعني الغاصب الصهيوني، هنا الستر الواقية، والخوذ المحصّنة لا تفي بالغرض، لأن العدو يدمر بطائراته كل شيء بالمكان، ويبيد الحجر والشجر والإنسان.

أكبر “مجزرة في تاريخ الصحافة” العالمية، هو التوصيف الوحيد لاغتيال الكيان الإسرائيلي لنحو 100 صحفي حتى الآن خلال عدوانه على غزة، وبوقت قصير لا يتعدى الشهرين ونصف الشهر، وفي بقعة جغرافية ضيقة لا تكاد تعادل محافظة صغيرة في أي دولة.

استهدفهم بشكل متعمد وممنهج، ليس في الأماكن التي قصفها فحسب، وليس خلال تغطيتهم للعدوان فقط، بل لاحقهم حتى في أماكن عملهم، في مكاتبهم، في منازلهم، وفي كل مكان يشتبه بوجودهم به، بل أكثر من ذلك أرسل رسائل تهديد لهم بأنه سوف يقتل عائلاتهم ويدمّر بيوتهم، وفعلها مراراً.

لم يكتف العدو بملاحقتهم، والتضييق عليهم، بل قطع الاتصالات عنهم، وكل سبل الحياة، ولم يشهد التاريخ كياناً إرهابياً يرتكب مثل هذه المجازر البشعة، كما فعل الكيان الإسرائيلي في غزة، ولم يمر العالم بمشهد الصمت المطبق حيالها كما يمر اليوم، بقي متفرجاً، وكأن ما يجري في كوكب آخر.

لم تشهد الحروب والأزمات اغتيال هذا العدد الكبير من الصحفيين، بشكل متعمد ومبرمج، من دون أن يرف للعالم جفن، ومن دون أن يتحرك الاتحاد الدولي للصحفيين، أو النقابات الأخرى، أو المنظمات الحقوقية الدولية، بشكل فاعل لوضع حد لتلك الاغتيالات، بل اكتفت كالعادة بالإدانة والشجب والقلق، كما سبقها “بان كي مون” وغيره من أمناء الأمم المتحدة.

المثير للاشمئزاز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ترك الكثير من الصحفيين لساعات طويلة وهم ينزفون قبل استشهادهم، ومنع سيارات الإسعاف وطواقمها من الوصول إليهم، وهدد “الهلال الأحمر” وتوعده إن حاول الوصول إليهم لإنقاذهم، لأنه عدو يريد إرهاب الصحفيين قبل المواطنين الأبرياء، ويرغب بقتلهم كي يتوقفوا عن فضح جرائمه المروعة.

براهين وصور وفيديوهات لا حصر لها توثق كل هذه الاغتيالات والتصفيات، ولا حياة لمن تنادي، أدلة ومعلومات لا تحصى، والمؤسسات الدولية المعنية نائمة وصامتة صمت أهل القبور، بل تنافق علناً، وهي التي كانت للتو تدعي الدفاع عن الإعلاميين في أمكنة أخرى من العالم، وإذ بالـ “القط يبلع لسانها” هنا.

اليوم الغرب، مع ماكينته الإعلامية المضللة، متهم بجريمة أخرى وهي التغطية والتستر على جريمة “إسرائيل” في اغتيال الصحفيين، لا بل سعي تلك الماكينة إلى تبيض سمعة الاحتلال الإسرائيلي عبر تجاهلها رصد وتوثيق قتل العشرات من هؤلاء الصحفيين تحت حجج كاذبة وواهية.

أخيراً ما يثير الغضب أن كل المؤسسات الدولية الإعلامية والحقوقية اكتفت مواقفها الخجولة بالمطالبات بوقف الاغتيالات، ولم تتحرك قانونياً على الأرض لرفع الدعاوى أمام محاكم العالم لملاحقة جيش الاحتلال وأركان الإرهاب في ما يسمى “حكومة إسرائيل” ومحاسبتهم على  جرائمهم النكراء.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

قادة و أعضاء في السياسي الأعلى.. العدو الإسرائيلي سيرى ما يذهله بشكل أكبر في المستقبل

يمانيون – متابعات
أسدلت القوات المسلحة اليمنية مساء اليوم الاثنين الستار عن صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، الذي استهدف هدفًا عسكريًا في منطقة “يافا” بفلسطين المحتلة.

وأظهرت المشاهد المصورة لحظة إطلاق الصاروخ، والذي يعد إضافة نوعية للترسانة الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية، ودخوله إلى الخدمة سيغير مجرى المعادلة في الصراع مع الكيان الصهيوني الذي يشن عدواناً وحصاراً غاشماً على قطاع غزة منذ 12 شهراً.

ويتميز صاروخ “فلسطين 2” بمدى يصل إلى 2150 كم، ويعمل بالوقود الصلب، على مرحلتين، كما أنه يتمتع بتقنية التخفي، وسرعة تصل إلى 16 ماخ، مما يجعله قادرًا على تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك “القبة الحديدية”.

ويمتلك الصاروخ قدرة عالية على المناورة، مما يعزز من فعاليته في اختراق الدفاعات الجوية المعادية.

عمليات أرعبت العدو

ونفذت القوات المسلحة اليمنية في ذكرى المولد النبوي عملية عسكرية نوعية، استهدفت موقعاً عسكرياً قلب “يافا” المحتلة، التي يطلق عليها تسمية “تل أبيب”، وهي عملية فاجأت العدو الصهيوني، وأثارت الرعب لدى المغتصبين.

وأدخلت هذه العملية الفرحة إلى قلوب الشعب اليمني، الذي عبر عن مساندته للقيادة الثورية، ومباركته للعملية خلال فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف سواء في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء أو في عموم ساحات الجمهورية.

وأكد مدير مكتب السيد القائد سفر الصوفي أن هذا العملية هي فرحة إضافية إلى فرحة الشعب بذكرى مولد النبي -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- متسائلاً: كيف لا يفرح شعبنا عندما يرى الكيان الإسرائيلي مرعوباً، ويهرب إلى الملاجئ بعد هذه العملية.

ويوضح الصوفي أن أهمية العملية تتضح من خلال تجاوزها كل أنظمة الدفاع للعدو الصهيوني، مؤكداً أن هذا الفشل الكبير للعدو يضاف إلى اخفاقاته السابقة، مؤكداً استمرار اليمن في تقديم نماذج رائعة في نصرة الشعب الفلسطيني، وفي الدفاع عن أبناء غزة، والوقوف إلى جانبهم، بكل الوسائل الممكنة.

ويكرر التأكيد أن هذه العملية هي من الوسائل الممكنة التي نملكها، وأن العدو الإسرائيلي سيرى ما يذهله بشكل أكبر في المستقبل، مقابل هذه الجرائم التي يرتكبها.

من جانبه يصف عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي هذه العملية “بالبطولية”، مؤكداً أنها تمثل الفخر لكل الشعب اليمني.

وطالب الحوثي الأنظمة العربية باتخاذ خطوات جادة للوقوف مع إخواننا الفلسطينيين ومناصرتهم بطريقة عملية وفعلية أمام العدوان الصهيوني، لافتاً إلى أن اليمن لا يملك القوة الكبيرة التي تملكها الأنظمة العربية، إلا أن عملياتنا العسكرية أرعبت العدو، واستطاعت أن ترسل 2 مليون مستوطن إلى الملاجئ.

وأكد أن اليمن يساهم في مساندة الأشقاء الفلسطينيين بكل ما يستطيع، مشيراً إلى تأكيد السيد القائد بأنه لا يوجد لدينا سقفاً محدداً في عملياتنا المساندة لفلسطين ومواجهة العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني، موضحاً أن هذه العملية يمكن اعتبارها بارقة الأمل للأخوة الفلسطينيين، وأن اليمن سيستمر في عملياته، طالما استمر القتل والحصار على فلسطين المحتلة.

بدوره قال عضو المجلس السياسي الأعلى عبد العزيز بن حبتور إن العملية العسكرية، واستهداف “يافا” بصاروخ فلسطين 2 فرط الصوتي، هي واحدة من نتائج ووعد السيد القائد، عندما خاطب العدو الصهيوني بقوله:” على العدو الصهيوني أن يتوقع الكثير من العمليات العسكرية، تصل إليه من البر والجو والبحر”. لافتاً إلى أن تركيز السيد القائد على مسألة البر، وها هي اليوم تظهر بعملية اليوم الجريئة، والضخمة، التي أوقفت العدو الصهيوني على رجل واحدة كما يقولون.

وأكد بن حبتور أن هذا اليوم كانت بالنسبة لكل الأحرار في العالم الإسلامي، والأجنبي، والعربي، يوماً مشهوداً، ويوماً عظيماً، وكانت في يوم يحتفل فيه اليمنيون بمناسبتين عظيمتين، الأولى هي مناسبة المولد النبوي الشريف، والثانية هي العملية التي استهدفت عمق عاصمة العدو الصهيوني.

وأضاف أن هذه المناسبة تعطي الأمل لكل أحرار العالم، ولكل المقاومين الموجودين على الساحة، الذين أمنوا أن هذا الكيان مؤقت، ويحتاج فقط إلى من يقف في وجهه بقوة، وسيصل إلى الهدف المنشود.
——————————————————————————
-المسيرة / محمد حتروش، محمد الكامل

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: سنجتذب أكبر عدد من الشركات العالمية على مستوى العالم
  • نفوق أكبر قطة معمّرة في العالم
  • وفاة أكبر قطة معمرة في العالم (صور)
  • قادة و أعضاء في السياسي الأعلى.. العدو الإسرائيلي سيرى ما يذهله بشكل أكبر في المستقبل
  • وفاة أكبر قطة في العالم عن عمر 33 عاماً
  • «عمرها يعادل 152 سنة».. موت أكبر قطة معمرة في العالم
  • وفاة أكبر قطة معمرة في العالم
  • “المقاولون العرب” في المركز الـ91 ضمن أكبر شركات العالم
  • 42 عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا
  • 16 أيلول 1982- قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مجزرة (صبرا وشاتيلا) في لبنان