في مواجهة الضغط المتزايد من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، زاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو معارضته لما يراه هؤلاء الحلفاء رؤية لمستقبل غزة: أي حكومة مؤقتة تشرف على السلطة الفلسطينية ودولة فلسطينية في نهاية المطاف تعيش إلى جانب إسرائيل.

قواعد الاشتباك هذه لا يتم احترامها أو تنفيذها من قبل القوات الموجودة على الأرض

وكتب ستيفن إيرلانغر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن نتانياهو الذي تحدث في مؤتمر صحافي بعد ساعات فقط من قتل الجيش الإسرائيلي 3 رهائن إسرائيليين كانوا يرفعون الراية البيضاء في غزة، مما تسبب بغضب في صفوف الإسرائيليين، بدا وكأنه يحاول تغيير الموضوع، من خلال مفاخرته بمنع قيام دولة فلسطينية في الماضي، وبأنه سيواصل فعل ذلك في المستقبل.

ويأمل نتانياهو في الاستمرار بالسلطة بعد الحرب، على رغم الغضب الشعبي من أن حماس جعلت من نفسها قوة عسكرية وغزت إسرائيل في عهده.

ومن أجل فعل ذلك، يخاطب الإسرائيليين بمن فيهم حزب الليكود بزعامته وشركاؤه في اليمين المتطرف، الذين يجادلون بأن حل الدولتين هو بمثابة وهم خطير.

Hostages Deaths Fuel Israelis’ Doubts About Netanyahu https://t.co/BdSbpnxqYU

— Steven Erlanger (@StevenErlanger) December 17, 2023


لكن مع استمرار الحرب من دون قرار، فإن أعداد القتلى تتصاعد، ولا يزال الكثير من الرهائن قيد الاحتجاز في غزة، بينما يزيد الحلفاء الغربيون من الانتقادات، وتبدو قبضة نتانياهو على السلطة أكثر اهتزازاً من أي يوم مضى. 
ومن شأن تصرفات الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا الرهائن، عوض إنقاذهم، أن تعطي زخماً أكبر لأولئك الذين يقولون إن الحملة العسكرية المكثفة، تعرض المحتجزين للخطر، فضلاً عن الإساءة إلى سمعة إسرائيل.
وقالت راز بن عامي التي أطلقتها حماس خلال الهدنة الأخيرة بين الجانبين، للمتظاهرين في تل أبيب مساء السبت: "توسلت إلى مجلس الوزراء، وحذرنا جميعاً من أن القتال قد يؤذي الرهائن".
وأضافت بن عامي، التي لا يزال زوجها أوهاد محتجزاً في غزة: "لسوء الحظ، كنت على حق".

 

As I told @NYT @StevenErlanger “Netanyahu has some real substantive differences with Biden, but he’s playing rampant politics in the midst of intensive fighting, and it’s shameless...” It still *should* be shockinghttps://t.co/zxYni7HXHZ
>>

— Natan Sachs (@natansachs) December 18, 2023


وحاول نتانياهو التصدي للدعوات المتزايدة من عائلات الرهائن، من أجل بذل جهد آخر لوقف إطلاق النار في غزة، من أجل إطلاق سراح 130 شخصاً أو نحو ذلك لا يزالون محتجزين لدى حماس وحلفائها.
وأكد نتانياهو في مؤتمره الصحافي أن "الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن، وأيضاً لتحقيق النصر.. لولا الضغط العسكري، لم نكن لنتمكن من إنشاء إتفاق يؤدي إلى إطلاق 110 رهائن، وفقط من خلال الضغط العسكري المستمر سنتمكن من إطلاق جميع رهائننا".
وعلى رغم هذا الخطاب، فإن نتانياهو يتعرض لانتقاد على نطاق واسع في إسرائيل لأنه استغرق وقتاً حتى يعرب عن أسفه لمقتل الرهائن الثلاث.

 

Father of Israeli hostage shot by IDF, to Netanyahu's government: "You murdered my son twice. You let Hamas take my son on Oct. 7, and you killed my son on Dec. 14." pic.twitter.com/rbBB2KnWRP

— Shibley Telhami (@ShibleyTelhami) December 19, 2023


وكتب ناحوم بارنيع، أحد المعلقين الأكثر احتراماً في إسرائيل، أن الوفيات لم تكن مجرد مأساة، بل "جريمة حرب"، لأن "القانون الدولي واضح جداً في شأن هذه القضية".

وقال إنه يجب على الإسرائيليين أن يكونوا أكثر صرامة على أنفسهم، وأضاف: "نحن في حالة حرب الآن، وقلوبنا مع الجنود، لكن لا شيء يتحقق من الحب الأعمى".

وتحدث الخبير العسكري الإسرائيلي في جامعة إسرائيل المفتوحة ياغيل ليفي، عن "فجوة حقيقية بين قواعد الاشتباك الرسمية والممارسة في ساحة المعركة".

وقال إنه نظراً للخوف والإرهاق "أنا متأكد تقريباً من أن قواعد الاشتباك هذه لا يتم احترامها أو تنفيذها من قبل القوات الموجودة على الأرض".

وقد انتقد الرئيس جو بايدن فعلاً "القصف العشوائي" الإسرائيلي على غزة، وهو ما ينفيه الإسرائيليون.

وقال مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز ناتان ساكس، والذي عاد لتوه من إسرائيل، إن نتانياهو يواجه أيضاً انتقادات بسبب ممارسة السياسة بشكل علني في خضم الحرب.

واعتبر ياغيل ليفي أن عمليات القتل جعلت المخاطر التي يتعرض لها الرهائن المتبقون "ملموسة جداً".

وقال إن هذا "أعطى دفعة لحركة تبادل الأسرى، ويمكن أن يدفع نتانياهو ووزراء آخرين إلى التفكير في دفع ثمن أعلى مقابل تبادل الأسرى".


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه

أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هناك مفاوضات مكثفة هذه الأيام لإعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في ظل تواصل الضغط الشعبي عليه، بإبرام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار الذي تنصله منه.

وأعلن مكتب نتنياهو وجود هذه المفاوضات، بعد وقت قصير من إعلان حركة حماس أنها تدرس مقترحا جديدا قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضح المكتب أن نتنياهو شرح مكالمات هاتفية مع أمهات ثلاثة الأسرى الإسرائيليين أن هناك العديد من "الجهود المبذولة لإعادة المختطفين، وأطلعهم على وجود مفاوضات مكثفة تجري في هذه الأيام".


وزعم نتنياهو "التزامه بإعادة جميع المختطفين، سواء الأحياء منهم أو من قتلوا"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول".

ويأتي حديث نتنياهو في وقت يشهد تصاعدا في الضغط الشعبي داخل "إسرائيل"، إذ انضم خلال الساعات الـ48 الأخيرة آلاف من جنود الاحتياط والمدنيين من مختلف القطاعات إلى حملة توقيعات تطالب الحكومة بإعادة الأسرى، حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ويذكر أنه في كانون الثاني/ يناير 2025 تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين "إسرائيل" وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد استئناف الحرب في آذار/ مارس الماضي.


وفي وقت سابق من مساء الاثنين، أعلنت حركة حماس، أنها تدرس مقترحا تسلمته من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان: "قيادة الحركة تدرس، بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء (مصر وقطر)، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه".

وأضافت: "نؤكد على موقفنا الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا".

وفي 1 آذار/ مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل" بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تبذل كل ما بوسعها من أجل عودة باقي الرهائن من غزة
  • إسرائيل تحول ثلث مساحة غزة إلى “منطقة عازلة”
  • إستشهاد 13 فلسطينيا .. والخارجية تدين اقتحام نتانياهو لشمال القطاع
  • شكوك حول قدرة الضربات العسكرية على تدمير برنامج إيران النووي
  • مئات الجنود الإسرائيليين يطالبون بوقف حرب غزة وإعادة الرهائن
  • ماكرون: يجب إنهاء محنة المدنيين في غزة
  • رسالة تحذير من عناصر في الكوماندوز الإسرائيلي إلى نتنياهو
  • "رسالة تحذير" من عناصر بالكوماندوز الإسرائيلي لنتنياهو
  • يشمل نزع سلاح غزة.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإسرائيلي الأخير بشأن الرهائن
  • نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه