لدى إسرائيل ثلاثة سيناريوهات ستحدد ردود أفعال قطر عليها وضع العلاقة بين الدوحة وحركة "حماس" وتأثيرها على الدبلوماسية القطرية والمكانة الدولية، وفقا لحسين إبيش في تقرير بـ"معهد دول الخليج العربية في واشنطن" (AGSIW) ترجمه "الخليج الجديد".

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني، قتلت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نحو 1140 إسرائيليا وأسرت قرابة 240 بادلت حوالي 110 منهم مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة إنسانية بوساطة قطرية مصرية أمريكية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الاثنين 19 ألفا و453 شهيدا، و52 ألفا و268 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

وبالنسبة للسيناريو الأول، قال إبيش إن "الحكومة الإسرائيلية تعهدت باغتيال جميع كبار قادة حماس، وخاصة أولئك الموجودين في قطر وتركيا ولبنان".

وتابع أن "إسرائيل تراجعت بالفعل بشكل كبير عن هدف الحرب الأصلي المتمثل في ضرورة تدمير حماس بالكامل، وقد كان هدفا مستحيلا؛ فحماس علامة سياسية وفكرة وليست قائمة من الأفراد يمكن قتلهم وبنية تحتية ومعدات يمكن تدميرها".

ولفت إلى أنه "لدى إسرائيل تاريخ طويل في اغتيال القادة والكوادر الفلسطينية في جميع أنحاء العالم (...) وفي عام 2010، في دولة خليجية صديقة نسبيا (الإمارات)، اغتال عملاء "الموساد" محمود المبحوح، رئيس الشؤون اللوجستية ومشتريات الأسلحة في حماس، خلال وجوده في فندق بدبي".

إبيش قال إنه "إذا قرر الإسرائيليون تنفيذ حملة الاغتيال، فمن المرجح أن تتلقى قطر نوعا من التحذير يتيح لها إبعاد الشخصيات المستهدفة.. ومن الممكن أن يلجأ أعضاء المكتب السياسي لحماس إلى سوريا مرة أخرى، أو إلى لبنان أو إيران".

واستدرك: "لكن يمكن لإسرائيل أن تبدأ ببساطة في اغتيال هذه الشخصيات دون سابق إنذار، أو قد تسعى قطر إلى حمايتهم بدلا من إبعادهم.. وفي الحالتين، قد يؤدي هذا إلى أزمة خطيرة في العلاقة التي كانت ودية نسبيا بين إسرائيل وقطر".

ورأى أنه "إذا قررت إسرائيل اللجوء مرة أخرى إلى حملة اغتيالات دولية، فسيتعين على قطر إما تغيير سياساتها تجاه حماس، وهو رفضته حتى الآن، أو المخاطرة بإشعال أزمة كبيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة وحتى دول أخرى خليجية معادية لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي لحماس".

وتقول قطر إنها وافقت على فتح مكتب سياسي لـ"حماس" في الدوحة عام 2012 بعد أن طلبت الولايات المتحدة إيجاد قناة لتواصل غير مباشر مع الحركة، وتشدد الدوحة على أن وجود هذا المكتب لا يعني أنها تؤيد "حماس".

اقرأ أيضاً

شراء الهدوء.. كيف استغلت حماس خطة نتنياهو؟ وما علاقة قطر؟

وضع مستمر

والسيناريو الثاني، بحسب إبيش، هو أنه "بما أن قطر أثبتت فائدتها، وأن هذه الفائدة تتوقف على وجود قادة حماس المنفيين في الدوحة، فقد تقرر إسرائيل أن شخصيات المكتب السياسي في المنفى لم تكن مدبرا مباشرا لهجمات 7 أكتوبر، وبالتالي لا يتعين قتلهم".

وأضاف أن "واشنطن ضد تضغط أيضا على الإسرائيليين حتى لا يثيروا أزمة إضافية مع قطر، التي توفر للجيش الأمريكي مرافق حيوية".

و"إذا خلصت إسرائيل إلى أن حماس مصابة بالشلل الشديد في غزة لدرجة أنها أصبحت غير قادرة على أداء وظيفتها، مع القبض على قيادتها المحلية أو قتلهم بالكامل تقريبا، فقد تعتبر شخصيات المكتب السياسي في قطر كيانات غير موجودة نسبيا، والذراع الدبلوماسي لعدو غير فعال"، كما زاد إبيش.

واستطرد أنه "إذا اعتبرت إسرائيل أن حماس قد دُمرت بالقدر الكافي في غزة، فربما تستنتج أن اغتيال قادة الحركة غير الفعّالين لا يستحق الثمن الاستراتيجي والدبلوماسي والسياسي".

اقرأ أيضاً

رئيس الشاباك: إسرائيل ستلاحق حماس في قطر ولبنان وتركيا 

قيادة بديلة

أما السيناريو الثالث، كما تابع إبيش، "فيمكن أن ينشأ إذا قررت إسرائيل، من أجل صياغة ترتيبات حكم قابلة للتطبيق لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، العمل مع قطر والولايات المتحدة لاستخدام قادة المكتب السياسي في الدوحة لضمان قبول حماس لقيادة فلسطينية بديلة في غزة".

وشدد على أنه "إذا كان للنظام الجديد أن يعمل بفعالية، فلا بد من وجود موافقة ضمنية من حماس عليه، وإلا سيكون هناك حمام دم، إذ سيهاجم الرافضون، بقيادة حماس"، النظام الجديد، الذي يعتبرونه وكيلا للاحتلال الإسرائيلي".

ومنذ اندلاع الحرب، أكدت "حماس" مرارا أن "أي رهان على ترتيبات في غزة أو القضية الفلسطينية عموما بدون حماس وبقية الفصائل هي وهم وسراب".

وذهب إبيش إلى أنه "إذا تم القبض على قيادة حماس في غزة أو القضاء عليهم، فمن الممكن إعادة القادة السابقين في قطر إلى السلطة داخل الحركة، ما سيسهل على قطر قيادة وتمويل الاستقرار وإعادة الإعمار في غزة من خلال إدارة فلسطينية بديلة".

واعتبر أنه "إذ تحقق السيناريو الثالث، فستكون قطر قادرة مرة أخرى على استثمار علاقتها الوثيقة مع حماس لتحقيق نصر دبلوماسي واستراتيجي كبير، وإلا فإنها تخاطر بمواجهة كبرى مع إسرائيل والولايات المتحدة، ما لم تغير سياساتها تجاه حماس".

اقرأ أيضاً

ليس هناك سبب لإغلاقه.. قطر: مكتب حماس في الدوحة سيبقى مفتوحا

المصدر | حسين إبيش/ معهد دول الخليج العربية في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: المکتب السیاسی فی الدوحة حماس فی فی غزة فی قطر

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد

الجديد برس|

أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأربعاء، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي تسرع في إعلان مقتل قادة بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” دون التأكد.

وقالت الصحيفة العبرية، “إسرائيل” قد تشهد ظهور مزيد من قادة حماس الذين اعتقدت أن الجيش قتلهم خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

ونقلت عن مصادر أمنية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بأنه أخطأ حينما أعلن عن مقتل بعض القادة العسكريين لحركة حماس دون التأكد الكامل من ذلك.

وأوضحت أن الاستخبارات العسكرية للاحتلال “أمان” تعجلت في إصدار بيانات حول اغتيال قادة في “حماس” دون التحقق من صحة المعلومات الاستخباراتية.

وذكر الصحيفة أن أحد أبرز الأمثلة على هذه الأخطاء هو ظهور قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسام، هيثم الحواجري، الذي شارك في عملية تسليم المختطف الإسرائيلي كيث سيغال خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتله سابقًا.

كما لفتت الصحيفة إلى ظهور حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون في “حماس”، خلال جنازة في شمال قطاع غزة، رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتله في مايو / أيار الماضي في جباليا شمالي القطاع.

ووفق الصحيفة العبرية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” قد اعترفا بالخطأ، حيث أوضحا أن الإعلان الذي أصدراه بشأن هيثم الحواجري قبل عدة أشهر كان مبنيا على معلومات استخباراتية تبين الآن أنها خاطئة.

وبيَّنت الصحيفة العبرية أن جيش الاحتلال أعلن خلال الحرب القضاء على أكثر من 100 من كبار القادة في “حماس”، من صفوف قادة السرايا والكتائب والألوية.

واستدركت بالقول: “من الممكن أن نشهد في المستقبل ظهور المزيد من قادة حماس الذين ظننا أننا قضينا عليهم فجأة”.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه لا يزال لدى حركة حماس قادة عسكريين كبار في مختلف أنحاء قطاع غزة يلعبون دورا مركزيا ورئيسا في إعادة بناء المنظومة العسكرية للحركة التي لا تزال تسيطر على غزة.

وفي الأيام الأخيرة تكاثرت الشكوك بشأن مصداقية بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط بخصوص خسائر حماس، بل وحتى خسائر الجيش نفسه.

ففي 2 فبراير/ شباط الجاري، كشف رئيس الأركان الاحتلال الإسرائيلي المعين إيال زامير عن حصيلة خسائر جديدة، تختلف عن معطيات جيش الاحتلال المعلنة لخسائر جنوده في حرب الإبادة بغزة.

حيث قال إن عدد أفراد “العائلات الثكلى” في إسرائيل جراء حرب الإبادة على قطاع غزة بلغ 5942 فردا، في حين تجاوز عدد المصابين 15 ألف جندي.

بينما يظهر الموقع الإلكتروني جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عدد قتلاه منذ بداية حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 844 ضابطا وجنديا بينهم 405 منذ بدء الاجتياح البري لغزة.

ويوضح أن عدد مصابيه يبلغ 5696 ضابطا وجنديا بينهم 2572 منذ بدء الاجتياح البري لغزة.

ويرى مراقبون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إخفاء الحصيلة الحقيقة لخسائره البشرية والمادية، عبر سياسة رقابة صارمة تفرض تعتيما إعلاميا، لعدم التأثير على معنويات المجتمع.

وفي 19 يناير /كانون الماضي، بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، ويتكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت جيش الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث عن عرض لإنهاء حرب غزة مقابل ابعاد قادة حماس
  • أيرلندا تُوبخ قادة إسرائيل بسبب غزة: كفاكم إزعاجاً
  • «بوليتيكو» الأمريكية: سيناريوهات الحكم المحتملة بين بقاء حماس والعودة إلى السلطة الفلسطينية
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد
  • بعد ظهور قائد "الشاطئ".. اعترافات إسرائيلية بشأن قادة حماس "الذين قتلتهم" بغزة
  • فضائح أمنية تطال إسرائيل.. قادة زعمت قتلهم ظهروا أحياء!
  • صحف عبرية: إسرائيل قد تطلب مغادرة قادة "حماس" من قطاع غزة
  • إسرائيل وعقدة اليوم التالي في غزة: أربع سيناريوهات لحكم محتمل للقطاع
  • صحيفة تتحدث عن 4 سيناريوهات إسرائيلية لمن يحكم غزة في اليوم التالي للحرب
  • إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة