ماذا دار في المحادثات الأمريكية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يقول المسؤولون الأمريكيون إن إدارة بايدن تقترح على السلطة الفلسطينية إعادة تفعيل أفراد قواتها الأمنية في غزة، لإعداد قوة أمنية وشرطية محلية تدير القطاع بعد الصراع الدائر.
سوليفان لم يطرح فكرة إعادة تفعيل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية
وأفاد موقع "أكسيوس" أن هذه الخطوة جزءاً من هدف الإدارة الأمريكية المعلن، وهو "إعادة إحياء السلطة الفلسطينية الضعيفة عديمة الشعبية، حتى تتمكن مرة أخرى من لعب دور في حكم قطاع غزة في الأشهر المقبلة".
وكان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، التقى يوم الجمعة في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبحث معه كيف يمكن إشراك السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد انتهاء الحرب.
The idea that you can "reactivate" thousands of idle PA security personnel, after nearly two decades, and have them take over security in a ruined Gaza—this sounds less like viable policy and more like the premise of an awful buddy-cop movie https://t.co/jkUr3ycIyA
— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) December 17, 2023
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في إحاطة للصحفيين: "تحدثا بكل تأكيد عن غزة فيما بعد الصراع ومسائل الحكم وعن إحياء وإنعاش السلطة الفلسطينية بحيث تكون مسؤولة ومساءلة عن كيفية إدارة مستقبل الشعب الفلسطيني".
وقال كيربي إن سوليفان وعباس ناقشا الخطوات اللازمة حتى تصبح السلطة الفلسطينية "أكثر مصداقية وأكثر صدقاً وأكثر مساءلة".
خلف الكواليس
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إدارة بايدن تريد من عباس البالغ من العمر 87 سنة، إجراء إصلاحات واسعة النطاق، بما في ذلك ضخ "دماء جديدة" في قيادة السلطة الفلسطينية، وهذا هو عام عباس الثامن عشر في ولاية مدتها 4 سنوات، حيث يواصل تأجيل الانتخابات.
وشجعت الإدارة عباس ومساعديه على إسناد مناصب صنع القرار إلى أشخاص أصغر سنّاً ذوي قدرات عالية ويتمتعون بمصداقية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ويحظون باحترام وثقة المجتمع الدولي، حسبما قال مصدر مطلع على هذه القضية لموقع "أكسيوس".
الصورة من قريب
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إحدى القضايا التي نوقشت في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولي إدارة بايدن ومساعدي عباس هي كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تلعب دوراً في قوة أمنية في غزة فيما بعد حماس.
ويؤكد مسؤولو إدارة بايدن أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي قامت بتدريبها الولايات المتحدة، تتمتع بالفعالية ومنعت شن هجمات ضد إسرائيل.
While Netanyahu still opposes any role for the Palestinian Authority in post-war Gaza, the Biden administration is discussing with the PA re-activating members of its security forces in Gaza to prepare a local force for after the war. My story on @axioshttps://t.co/s505lJjfCW
— Barak Ravid (@BarakRavid) December 17, 2023
وناقشت الإدارة الأمريكية مع السلطة الفلسطينية إعادة تفعيل بعض أفراد قواتها الأمنية الذين يعيشون في غزة، وكانوا في الخدمة الفعلية حتى استولت حماس على القطاع في 2007.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى في مؤتمر صحفي قبل اجتماع سوليفان مع عباس: "هناك عدد من سكان غزة كانوا فيما مضى جزءاً من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وربما يكون هؤلاء قادرين على العمل كنواة لقوة مستقبلية ... في الأشهر العديدة التي تلي الحملة العسكرية الشاملة ... لكنني أود التأكيد على أن هذه فكرة واحدة من أفكار كثيرة".
في الأيام الأخيرة، تواصلت السلطة الفلسطينية مع بعض الأشخاص الذين ما زالوا في سن يؤهلهم للخدمة، لمعرفة ما إذا كانوا مهتمين بالعودة إلى العمل، حسبما نقل الموقع الأمريكي عن مصدر مطلع لم يسمه.
ورفض المسؤولون الفلسطينيون التعليق. في حين يعترف مسؤولو إدارة بايدن بأنه سيكون من الصعب المضيّ قُدماً في استئناف دور السلطة الفلسطينية في غزة دون موافقة إسرائيل.
معارضة إسرائيلية
وتعارض الحكومة الإسرائيلية حالياً أي عودة للسلطة الفلسطينية إلى غزة، وقد حوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه القضية إلى حملة سياسية داخلية مع تزايد احتمالات إجراء انتخابات مبكرة.
وقال نتانياهو يوم السبت: "حتى هذه اللحظة، ترفض القيادة العليا للسلطة الفلسطينية ببساطة إدانة مجزرة 7 أكتوبر، بل إن بعضهم يمتدحها علانية، فهل سيسيطرون على غزة "في اليوم التالي"؟ ألم نتعلّم أي شيء؟ بصفتي رئيس وزراء إسرائيل، لن أسمح بحدوث ذلك".
وأضاف أنه لا يريد "ترسيخ الأوهام بين أصدقاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة"، وشدد على أنه بعد القضاء على حماس، "سيكون قطاع غزة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية".
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير/ إن سوليفان لم يطرح فكرة إعادة تفعيل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية خلال محادثاته في إسرائيل الخميس الماضي.
ويعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تساهم في منع الهجمات في الضفة الغربية، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أنهم فقدوا السيطرة في أجزاء من الضفة الغربية.
خلفية عامة
يشار أنه قبل سيطرة حماس على غزة، كانت هناك قوة أمنية فلسطينية مؤلفة من 18 ألف فرد في الخدمة الفعلية في غزة، وواصلت السلطة الفلسطينية دفع رواتبهم بعد عام 2007 على الرغم من أنهم لم يكونوا يعملون.
ومنذ عودة نتانياهو إلى السلطة في عام 2009، عمل بشكل منهجي على إضعاف السلطة الفلسطينية وتزعم سياسة توسيع هوّة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة فيما عززت حماس قبضتها على القطاع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة إعادة تفعیل إدارة بایدن فی غزة غزة فی
إقرأ أيضاً:
من مخيم إلى مخيم.. السلطة الفلسطينية تعتزم إنشاء مراكز إيواء لنازحي الضفة
أعلنت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنّ: "وزارة الأشغال العامة والإسكان طرحت عطاءات لإقامة مراكز إيواء مؤقته للنازحين من مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم"، التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفها منذ ما يناهز ثلاثة أشهر.
وأبرزت الحكومة، عبر بيان لها، عقب اجتماعها الأسبوعي في رام الله، أنه: "في سياق جهود معالجة ملف الإيواء المؤقت وتحسين ظروف العائلات النازحة، طرحت وزارة الأشغال العامة عطاء إقامة مركزي إيواء في منطقة إكتابا بطولكرم، ووادي برقين بجنين".
"ذلك يستهدف توفير سكن مؤقت كريم للعائلات النازحة التي لا يتوفر لها إيواء مؤقت حاليا، فيما يستمر العمل على تهيئة أراض جديدة لتوسعة رقعة الإيواء المؤقت، وكذلك تجنيد المخصصات اللازمة لتنفيذ خطط إعادة الإعمار" وفقا للبيان نفسه.
وأردفت بأنّها: "وجّهت مختلف جهات الاختصاص برفع الجاهزية، للتعامل مع مختلف السيناريوهات للفترة القادمة، خصوصا في ظل استمرار العدوان الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الثاني والتسعين على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم السادس والثمانين".
وأضافت: "العملية العسكرية في المخيمات قد شملت تهجيرا قسريا للسكان وتدميرا واسعا للبنية التحتية والاستيلاء على المنازل ضمن نمط متكرر من الاستهداف المنهجي للمدن والمخيمات الفلسطينية".
مجاعة في غزة وقصف المخيمات pic.twitter.com/jjfPPy4Up7 — Rashid_Almethen (@rashidalmethen) April 20, 2025 ????#بالفيديو ||
لحظة قصف اسرائيلي بالصواريخ الامريكية على المخيمات في غزة. pic.twitter.com/6m0AdjywSA — غدير العراقي (@hsnalmyahy181) April 15, 2025
إلى ذلك، دعت الحكومة الفلسطينية، الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل لضمان حماية السكان المدنيين، ووقف الانتهاكات المستمرة التي تمثل خرقا واضحا لأحكام القانون الدولي الإنساني.
أيضا، دعا البيان نفسه، إلى ما وصفه بـ"ضرورة تسريع العمل بالقرار الحكومي لتوفير الإيواء المؤقت والكريم للعائلات النازحة في شمال الضفة الغربية والتي تزيد عن ستة آلاف عائلة".
وأكد أنّْ: "الايواء يكون عبر الأدوات المختلفة سواء من خلال مراكز الإيواء أو صيانة البيوت المتضررة جزئيا وتوفير بدل الإيجار لما أمكن من العائلات التي تمثل حالات إنسانية بالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، مع التأكيد على تكثيف العمل لتوفير مصادر تمويل إضافية".
وفي السياق ذاته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان، عاهد بسيسو، إنّ: "العملية العسكرية الإسرائيلية في المخيمات الفلسطينية، أدّت إلى تدمير عدد كبير من المباني منها نحو 50 بالمئة تدميرها تدميرا كليا و30 بالمئة تدميرا جزئيا و20 بالمئسة تدميرا طفيفا".
وأضاف بسيسو، عبر مقابلة له مع وكالة "رويترز" أنّه: "تم ترشيح أراض حكومية وأراض وقفية لإقامة تحتوي على بيوت جاهزة. المركز لا يتعدى 50 وحدة سكنية بحيث أن الهدف ألا نخلق مخيمات ثابتة".
وأوضح أنّ: "هذه المخيمات مؤقتة؛ سوف تكون الأولوية للإيواء في هذه المراكز لإخواننا النازحين الذي دمرت منازلهم داخل المخيم بالكامل"، مبرزا: "تصنيع البيوت الجاهزة سوف يكون محليا. هناك عدة مصانع قادرة على إنشاء تلك البيوت، وهذا جزء دفع العملية الاقتصادية ومحاولة خلق فرص عمل لورشاتنا داخل الضفة الغربية".
وفي سياق متصل، جدّد مجلس الوزراء الفلسطيني، لمطالبته لمختلف الجهات الدولية، بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل: فتح المعابر مع قطاع غزة وإدخال شحنات الدواء والغذاء، خاصة في خضمّ النقص الحاد في احتياجات المواطنين، ونفاد ما تبقى من مخزونات المؤسسات الإغاثية واتساع رقعة الجوع، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات القصف والقتل اليومية، وآخرها استهداف وتدمير الآليات والمعدات المستخدمة في رفع الأنقاض، الأمر الذي سيفاقم معاناة الشعب في القطاع.
تجدر الإشارة إلى أنّ آلاف السكان في المخيمات الثلاثة، كانوا قد نزحوا نحو أماكن متعددة في مدينتي طولكرم وجنين والقرى والمجاورة وعدد من مراكز الايواء، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، حيث لم يرحم لا بشرا ولا حجرا.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مجازرها الهوجاء بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، فيما عمدت طائراته الحربية إلى استهداف ما تبقى من آليات ثقيلة لدى البلديات، كما شنّت قصفا عنيفا على خانيونس المتواجدة بجنوب القطاع، ما تسبّب في استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.
أيضا، اشتعلت النيران في جرافات ومعدات ثقيلة تعود إلى مواطنين شرقي مجمع السرايا، وسط قطاع غزة، وذلك عقب أن استهدفها الاحتلال الإسرائيلي، كما تكرّر الأمر نفسه في استهداف مجمع للمعدات الثقيلة التابعة لبلدية جباليا.