يحظى التنوع البيولوجي باهتمام بالغ في دولة الإمارات، باعتباره أحد الركائز الأساسية في سياسة حماية البيئة واستدامتها، ولما يمثله من أهمية في المحافظة على البيئة الطبيعية المناسبة لتكاثر ونمو الحيوانات والنباتات.
وتمثل النباتات المحلية أحد مكونات التنوع البيولوجي للبيئة المحلية، لذا تولي دولة الإمارات أولوية قصوى لحماية هذه النباتات وزراعة العديد من أنواعها، إضافة إلى تعزيز الوعي لدى كافة فئات المجتمع بأهمية استدامة الغطاء النباتي، والمحافظة على النباتات المحلية في موائلها الطبيعية وتشجيع استخدامها في مشاريع التشجير.


وتعد النباتات المحلية في دولة الإمارات أحد أهم كنوز الطبيعة، نظراً لقدرتها على تحمل الظروف المناخية الصحراوية الحارة، حيث تتسم بخصائص فريدة تميزها عن باقي النباتات، إضافة إلى مقاومتها للأمراض والآفات الزراعية، ودورها في تعزيز الاستدامة في النظام البيئي الصحراوي.
وبناءً على المشروع الوطني للقائمة الحمراء، تم تقييم 598 نوعاً محلياً من النباتات المحلية الوعائية، 8% منها مهددة بخطر الانقراض ، وتحرص الجهات المعنية في الدولة على الاهتمام بهذه النباتات عبر برامج ومبادرات متنوعة لتعزيز حمايتها، إضافة إلى إجراء التجارب لإعادة استنباط الشتلات، واستخلاص البذور الملائمة للبيئة وتخزينها وعمل مراكز علمية متخصصة لإكثار البذور بالإضافة إلى إنشاء بنوك وراثية متخصصة في حفظ الأصول الوراثية، وتوفير المواد الوراثية والمعلومات اللازمة لبرامج التربية المختلفة، وتبادل المعلومات الخاصة بالمصادر الوراثية مع بنوك الجينات المحلية والدولية .
وتستعرض حملة “استدامة وطنية”، التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع عام الاستدامة، مبادرات دولة الإمارات في الحفاظ على النباتات المحلية، حيث خصصت الحملة محوراً خاصاً لـ”حماية البيئة” لتسليط الضوء على قصص النجاح الوطنية في مجال المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي.
وتهدف حملة “استدامة وطنية” إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً.
( تعزيز الوعي )
وقطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في مجال حماية الموائل والحفاظ على النباتات المحلية من خلال وضع حزمة من القوانين والتشريعات، أهمها القانون الاتحادي رقم (24) لسنة 1999م في شأن حماية البيئة وتنميتها وتعديلاتها، وقرار مجلس الوزراء رقم 18 لسنة 2018 بشأن زراعة النباتات المحلية والمحافظة على الطبيعة، بهدف تعزيز مشاركة مختلف فئات المجتمع في تحسين البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنمية الموائل الطبيعية للنباتات المحلية في الدولة.
وحظر القانون الاتحادي رقم (24) لسنة 1999، بشأن حماية البيئة وتنميتها قطع أو اقتلاع أو الإضرار بأنواع النباتات المحلية، ويسمح للسلطات المحلية بالتنسيق مع وزارة التغير المناخي والبيئة إصدار تراخيص فقط في بعض الحالات الاستثنائية، وهي قطع أو اقتلاع النباتات ومشتقاتها لاستعادة الأنواع المحمية أو لإعادة تأهيل بيئاتها وموائلها الطبيعية، أو حفظ مواردها الوراثية داخل مواقعها الطبيعية أو خارجها، أو لاستخدام تلك النباتات في أي أغراض أخرى لا تؤثر في استدامتها، كما يسمح للسلطات المحلية بإصدار رخص لنقل أنواع النباتات ومشتقاتها مع مراعاة وضعها في ظروف بيئية مشابهة لبيئتها الأصلية.
وعملت وزارة التغير المناخي والبيئة على تنفيذ مستهدفات قرار مجلس الوزراء رقم (18) لسنة 2018 بالتنسيق مع السلطات المختصة في إمارات الدولة كافة، لتحديد المناطق المستهدفة لزراعة النباتات المحلية وتحديد أنواع هذه النباتات المراد زراعتها، بما يتماشى مع طبيعة البيئات المختلفة للدولة وتحديد الشركاء والمشاتل الحكومية وغير الحكومية للحصول على البذور وشتلات النباتات المحلية والتنسيق معهم لوضع آلية لتيسير الحصول على البذور والشتلات لزراعتها من قبل أفراد المجتمع بطريقة نظامية، بالإضافة إلى تطوير آليات لتوزيع البذور مع وجود معلومات عن نوع النبات ووقت إنباته وإزهاره و البيئة المناسبة لزراعته.
وتنفيذاً لأهداف قرار مجلس الوزراء رقم (18) لسنة 2018 بشأن زراعة النباتات المحلية والمحافظة على الطبيعة، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة في عام 2019 مبادرة غِراس، والتي تتمثل في موقع إلكتروني مصغر يتضمن معلومات مفصلة عن النباتات المستهدف زراعتها وتنميتها.
ويتضمن الموقع المصغر غِراس المتوفر على الموقع الإلكتروني لوزارة التغير المناخي والبيئة، معلومات مفصلة وصوراً للنباتات المحلية تضم أسمائها العلمية والمحلية المتداولة، والوصف النباتي لها والذي يشمل أطوالها وألوانها، ومواسم زراعتها وازدهارها، إضافة إلى أماكن ومشاتل توزيع وبيع بذورها وشتلاتها على مستوى الدولة.
ويهدف إطلاق “غراس” إلى توفير قاعدة بيانات معرفية باللغتين العربية والإنجليزية للجمهور تساهم في زيادة وعيه بطبيعة النباتات المحلية المستهدف التوسع في زراعتها، إضافة إلى تعزيز مشاركة مختلف فئات المجتمع في تحسين البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتضم قائمة النباتات المحلية التي شملتها المبادرة 72 نوعاً، منها الغاف، السمر السنط، الحنة، السدر، النبق المرخ، العوسج، الرمث، القضب، العلقة، الفجيلة، الحردة، التين البري، النش، اليسر، الأراك، العثوت، الشنينة، الحرمل، القطف، العشرق، الخريزة.
( مبادرات متنوعة )
وتعمل وزارة التغير المناخي والبيئة على حماية النباتات المحلية عبر العديد من المبادرات مثل مبادرة نثر وزراعة بذور أشجار السمر والغاف، والتي تم عبرها نثر البذور من خلال تقنيات الطائرات من دون طيار في بعض المناطق المختارة على مستوى الدولة، وبرنامج إنتاج بذور شتلات القرم ورعايتها في مشتل الأبحاث، وتجهيزها وزراعتها بهدف إعادة تأهيل الموائل المتضررة، إلى جانب إنشاء مساحات جديدة من بيئة أشجار القرم في بعض المناطق الساحلية الأخرى.
وتولي الوزارة حماية أنواع النباتات المهددة بالانقراض أو المعرضة للخطر اهتماماً كبيراً، حيث تم إنشاء العديد من الغابات الاصطناعية وإضفاء الحماية على العديد من المناطق البرية بهدف المحافظة على التنوع النباتي.
كما يتم إحكام الرقابة من قبل السلطات المختصة على عمليات قطع الأشجار البرية، وعلى منافذ البيع والطرقات الخارجية المؤدية الى المناطق الجبلية والصحراوية، وتشديد العقوبات الخاصة بحق المخالفين، بالإضافة إلى توسيع رقعة مساحة المحميات النباتية الطبيعية وإعلان المناطق البرية ذات التنوع النباتي غير المعلنة كمحميات طبيعية، ووضع خطط لمشاريع التشجير ومكافحة التصحر وتعزيز إنشاء مشاتل متخصصة لإنتاج أشجار البيئة البرية المحلية، وزراعتها بالمحميات النباتية الطبيعية، وتشجيع الجمعيات التطوعية بتنظيم حملات تشجير دورية.
وتم إطلاق العديد من المبادرات للحفاظ على الأنواع النباتية الموجودة في دولة الإمارات، بما في ذلك تطوير وإنشاء بنوك الجينات للنباتات المحلية، ويُعد مركز المصادر الوراثية النباتية «بنك الجينات»، الذي تقوم هيئة البيئة – أبوظبي بإنشائه في مدينة العين، المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى توثيق المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوعها ودراسة الأنواع النباتية المهمة وحفظها من خلال استخدام نهج متكامل يتضمن طرق الحفظ الداخلية والخارجية لهذه الأنواع من النباتات للمحافظة على التنوع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات والمنطقة وإعادة استزراعها وإكثارها في الطبيعة وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض.
ويعتبر مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية في جامعة الإمارات، واحداً من المراكز البحثية العلمية النوعية في مجالات الهندسة الوراثية، المتعلقة بالإخصاب الجيني والتعديل الوراثي للنباتات على مستوى الوطن العربي.
كما يساهم بنك البذور في المؤسسة العامة لحديقة الحيوانات في العين في الحفاظ على النباتات المحلية في دولة الإمارات والتشجيع على زراعتها نظراً لاستهلاكها المحدود للمياه، إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي من النباتات عن طريق تلبية احتياجات المؤسسة لأغراض التطوير والتحسين بجانب استخدامها كمادة للتبادل مع المؤسسات الأخرى كالجامعات وحدائق النباتات الطبيعية.
( 436 نوعاً في أبوظبي )
ووفقاً لدراسات هيئة البيئة – أبوظبي يوجد في الإمارة 436 نوعاً من النباتات المحلية منها 432 نباتاً برياً و4 نباتات بحرية، وقد قامت الهيئة بتصنيف النباتات المحلية حسب درجة التهديد لها وذلك حسب معايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والتي خلصت إلى وجود 18 نوعاً من النبات البري تتعرض للتهديد بدرجات متفاوتة مما أدى إلى تناقصها الأمر الذي دفع الهيئة إلى البدء بإعداد خطط لصون تلك الأنواع وضمان استدامتها ومنها القفص والخنصور والنخيل القزم والغاف والسمر والسلم والأوركيد النادر وبعض أنواع السرخسيات.
ومن التجارب الناجحة لإكثار النباتات المحلية هي تجربة إكثار النخيل القزم التي يوجد منها في الحالة البرية في إمارة أبوظبي نبات واحد فقط في أحد الأودية المرتفعة في جبل حفيت، كما نجحت الهيئة في إكثار نبات الغضا في موائله الطبيعية وهو نبات بري موجود فقط في الدولة ضمن إمارة أبوظبي ويعاني من قلة وصعوبة التجدد الطبيعي ضمن بيئاته الطبيعية وصعوبة في الإكثار نظراً لصغر وندرة البذور وحيويتها المنخفضة.
كما أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي في عام 2020 مشروعاً لنثر ما يزيد على مليون بذرة لمجموعات مختارة من الأنواع النباتية البرية المحلية ضمن بعض الموائل الطبيعية بهدف تأهيلها وتعزيز الغطاء النباتي ودعم المخزون البذري في الأنواع المختلفة للتربة في إمارة أبوظبي.
وتتضمن الأنواع النباتية التي تم نثر بذورها: الغاف والسمر والغضا والرمث والحاذ والسبط وحب الريشة والمرخ والشوع وغيرها.
وتتبنى بلدية دبي هدفاً استراتيجياً خاصاً بالمحافظة على نباتات البيئة المحلية، كونها ثروة يجب المحافظة عليها للأجيال المقبلة، وتعمل المشاتل التابعة لبلدية دبي على إنتاج النباتات المحلية بصفة خاصة، لاستخدامها في مشاريع البستنة والتشجير، لتحقيق الاستدامة، خاصة أن هذه النباتات ملائمة للبيئة وتحقق أعلى معدلات النمو وتسهم في توفير كميات كبيرة من مياه الري، كونها ذات احتياجات مائية منخفضة جداً، مقارنة بنباتات الزينة الأخرى.
كما تحرص الجهات المعنية في الدولة على نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتحفيزهم على التوسع في زراعة النباتات المحلية، لما لها من أهمية بيئية واقتصادية وموروث بيئي، لذا تعمل هذه الجهات على توزيع بذور هذه النباتات على أفراد المجتمع في المنازل والمزارع والعزب لزيادة المسطحات الخضراء، وتعزيز استدامة موارد المياه.
( فوائد طبية وغذائية )
وكشفت دراسة علمية حديثة أجريت على عدد من النباتات البرية في دولة الإمارات عن فوائد طبية وغذائية توفرها تلك الأنواع ما يجعلها تمثل كنزاً طبيعياً يمكن الاستفادة منه في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية، كما أكدت الدراسة على دورها في تعزيز الاستدامة في النظام البيئي الصحراوي.
وركزت الدراسة – التي أعدها باحثون في المركز الدولي للزراعة الملحية “إكبا” – على مجموعة محددة من النباتات البرية التي تستخدم في النظم الطبية التقليدية والأدوية الشعبية، والتي توفر في ذات الوقت الغذاء والمأوى للعديد من الكائنات الحية.
وأظهرت الدراسة – التي نشرها بنك الأبحاث الطبية على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة ووقاية المجتمع – عن وجود نسب جيدة من الأحماض الدهنية الأساسية مثل حمض الأوليك وحمض ألفا لينوليك وحمض اللينولينيك في نباتات” الرمرام “و”القطف”، كما أظهرت هذه النباتات وجود نسبة عالية من العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والألياف، وكشفت الدراسات عن الفيتامينات السائدة في تلك النباتات كفيتامين (ب) المركب وفيتامين (سي).وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: وزارة التغیر المناخی والبیئة على النباتات المحلیة النباتات المحلیة فی التنوع البیولوجی فی دولة الإمارات المحافظة على حمایة البیئة هذه النباتات من النباتات على التنوع إضافة إلى فی الدولة العدید من

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة والأميرة عالية بنت الحسين ومحافظ الفيوم يناقشون مستجدات الاستثمار بالمحميات الطبيعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اجتماعاً مع الأميرة عالية بنت الحسين، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، عبر خاصية الفيديوكونفرانس، لاستعراض آخر مستجدات الإستثمار البيئي بالمحميات الطبيعية، والإعداد لتنفيذ مشروع الملاذ الآمن بالفيوم، وذلك بمشاركة الدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم، والدكتور أمير خليل ممثل مؤسسة four paws، ومعتمد مساعد وزيرة البيئة للتخطيط والاستثمار والدعم المؤسسي، والدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة، وياسمين سالم مساعد وزيرة البيئة للتنسيقات الحكومية، وممثلي مؤسسة المأوى للطبيعة والحياة البرية.  

تناول الاجتماع، مناقشة آخر التعديلات التي تم إضافتها على المشروع خلال الشهور الأخيرة، من حيث حجم استهلاك المياه المطلوب للمشروع ودراسة تقييم الأثر البيئي، وخطة الغطاء النباتي له، بالإضافة إلى دراسة الجدوي والنموذج المالي للمشروع.

وأوضح منسقو المشروع أن الخطة الرئيسية تتضمن الاحتياجات المائية للبحيرات الصناعية التي سيتم تنفيذها، وأيضاً احتياجات الزراعة والاستخدامات الاعتيادية، وعدد الأشجار التى سيتم زراعتها في المشروع خاصة في السنوات الثلاثة الأولى وكيفية تقليل استهلاك المياه، وإمكانية استخدام مياه الصرف الزراعي لأي توسعات مستقبلية، بما في ذلك خطة المرحلة الأولى على مساحة ألف هكتار بما تتضمنه من البنية التحتية ومواقع الحيوانات سواء المفترسة أو آكلة العشب، مع الاستفادة من التجربة الأردنية في هذا المجال.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، حرص مصر على تنفيذ هذا المشروع الذي بدأت فكرته منذ اكثر من عام، والذي يحقق نوع جديد من صون التنوع البيولوجي في مصر، ويحقق التضامن الاجتماعي وفرص عمل جديدة للمجتمع المحلي، وأيضاً يقدم نوعاً مختلفاً من السياحة البيئية، ليكون الملاذ الآمن مشروعاً متكاملاً يخدم أهداف الدولة المصرية في حماية الحيوانات المعرضة للمخاطر.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن المشروع يعد الأول من نوعه في دعم التعاون المصرى الأردني في مجال الاستثمار البيئي وحماية الطبيعة، ويأتي في إطار الجهود الحثيثة للنهوض بكافة الفرص الاستثمارية الواعدة على أرض محافظة الفيوم، وتوطيد أواصر التعاون المثمر بين جمهورية مصر العربية ودولة الأردن الشقيقة، في مجال حماية الطبيعة والاستثمار في المحميات.

وأشارت وزيرة البيئة، إلى ضرورة التأكد من وضوح وتكامل النموذج التمويلي للمشروع، خاصة بعد ما تم إنجازه في الجزء الفني للمشروع والخطة الرئيسية، وضرورة العمل الفترة القادمة على الانتهاء من الشق المالي للمشروع لنبدأ التنفيذ مع بداية ٢٠٢٥.

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، أن مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية المزمع تنفيذه على مساحة ألفي فدان بمحمية وادي الريان، سيسهم في تعزيز فرص التنمية الاقتصادية والسياحية على أرض المحافظة، والنهوض بالمجتمع المحلي، وتوفير فرص عمل لأبناء الفيوم.

وأضاف، أنه تم اتخاذ خطوات جادة في هذا الإطار، معرباً عن أهمية المشروع وتأثيره الاقتصادي التنموي، مؤكداً في الوقت ذاته استعداد المحافظة لتوفير سبل الدعم اللازم وتذليل كافة العقبات أمام تنفيذ المشروع.

وأشار الأنصاري، إلى أن مشروع الملاذ الآمن يمثل أحد أهم المشروعات الاستثمارية المتكاملة، لما يتميز به من موقع تاريخي، فضلاً عن قربه من العاصمة، الأمر الذي يعمل على خلق نوع جديد من السياحة بالمحافظة، وإضافة نقطة جذب سياحية لمصر عامة وللفيوم بصفة خاصة، في إطار رؤية الدولة لتحقيق أبعاد التنمية المستدامة، لافتاً إلى ضرورة استدامة المشروع، وإرسال الدراسة الاقتصادية الخاصة به والتي يجب أن يراعى فيها الحفاظ على الاستدامة والاستمرارية.  

وكشف المحافظ، عن وجود محطات معالجة ثنائية ضمن مشروعات الهيئة القومية للصرف الصحي التي تنفذ تحت مظلة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، لم يتم الإشارة إليها في دراسة الإتزان المائي للمشروع، والتي ستعمل بدورها على زيادة كمية المياه التي تصب في بحيرات الريان، وبالتالي توفير المياه اللازمة للمشروع دون التأثير على منسوب المياه بالبحيرتين.

ومن جانبها، أشادت الأميرة عاليا بنت الحسين، بالتعاون مع الجانب المصري في تنفيذ هذا المشروع الذي سيضع مصر على خارطة الطريق للريادة في التعامل مع الحيوانات المعرضة للخطر، معربة عن تطلعها لدراسة آليات تحقيق استدامة المشروع، وتحديد العوائد المتوقعة منه، ووضع رؤية واضحة حول تمويل المشروع واستدامته من خلال جذب مجموعة من الرعاة والمستثمرين للشراكة فى تنفيذ المشروع.

في حين، أكد الدكتور أمير خليل ممثل مؤسسة four paws، على الخبرة الواسعة للمؤسسة في تنفيذ الملاذات الآمنة، حيث تعمل في ١٦ دولة وتدير ١١ ملاذ آمن في أنحاء العالم بميزانية سنوية تقدر بحوالى ١٢٠ مليون يورو، واعتزازه بالمشاركة في إنشاء ملاذ آمن لأول مرة في مصر، الذي سيغير النظرة حول التعامل مع الحيوانات في مصر مما يشكل عامل جذب للمزيد من السائحين، بالاستفادة من التجربة الأردنية، مشيراً إلى ما تم إنجازه في الخطة الرئيسية للمشروع حتى الآن، مشدداً على ضرورة تحقيق الاستدامة المالية لهذا المشروع لضمان نجاحه، خاصة أن التعامل مع الحيوانات يتطلب توفير التمويل اللازم لتلبية التكلفة.

جدير بالذكر أنه تم خلال العام الماضي توقيع بروتوكول تعاون رباعي بين محافظة الفيوم، ووزارة البيئة، ومؤسسة الأميرة عالية بنت الملك الحسين، ومؤسسة Four Paws العالمية، لتنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادي الريان" بمحافظة الفيوم، كأول تؤامة بين مصر والأردن بالمحميات الطبيعية بالفيوم، فى إطار خطط واستراتيجيات الدولة المصرية للتنمية، وتدعيم وتحفيز الفرص الاستثمارية في المجال البيئي وحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي وإيجاد شراكات مع كافة المؤسسات الوطنية والدولية الإقليمية، لاسيما مع الدول الشقيقة والقطاع الخاص، وأحد المشروعات الاستثمارية الخضراء الرائدة التى تدعم فرص التنمية السياحية بالمحافظة وتعمل على توفير فرص عمل وحماية البيئة، ويهدف إنشاء ملاذ آمن للحياة البرية في مصر بمحمية وادى الريان، على مساحة مقترحة 1000 فدان، توفير محمية للحياة البرية ومناطق تسييج كبيرة لأنواع مختلفة من الأحياء البرية من مصر ومنطقة الشرق الأوسط، مع مراعاة الحد من الأثر البيئي على أرض المحمية خلال تنفيذ الملاذ، وتنفيذ جميع أعمال التسييج والأسوار والممرات وحفر مين الري، والمرافق والمباني بما يتماشي وشروط المحميات الطبيعية، وكذا مراعاة توفير مسارات لذوى الاحتياجات الخاصة نظراً لطبيعة أرض المحمية.

مقالات مشابهة

  • «مصدر» تحرز تقدماً في تنفيذ خطط النمو لمحفظة مشاريعها العالمية
  • وزيرة البيئة تبحث دعم التنمية السياحية البيئية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء
  • "مصدر" الإماراتية تعزز ريادتها في مجال الطاقة المستدامة
  • “مصدر” تحرز تقدما في تنفيذ خطط النمو وزيادة القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها العالمية
  • هيئة البيئة – أبوظبي تنظِّم الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة
  • “البيئة” تؤكّد أهمية التوسّع في الزراعة العضوية بدون تربة للتغلب على التحديات البيئية ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي
  • مطارات دبي تعزز التزامها بالاستدامة البيئية وتوسع استخدام الطاقة الشمسية لخفض بصمتها الكربونية
  • تحويل المخلفات إلى كنوز.. دور الزراعة في الحفاظ على البيئة
  • دراسة: المناعة الطبيعية من الإنفلونزا تعزز فعالية اللقاحات المستقبلية
  • وزيرة البيئة والأميرة عالية بنت الحسين ومحافظ الفيوم يناقشون مستجدات الاستثمار بالمحميات الطبيعية