في تقرير على موقع بلومبيرغ الأمريكي، تحلل كاتبة المقال كيف كان باستطاعة حماس باستخدام مسّيرات بسيطة أن تُزعج الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك أسلحة فائقة التطور.

اعلان

قال موقع بلومبيرغ إن استخدام الطائرات التجارية دون طيار (المُسّيرات) والمجهزة بالقنابل قد كشف عن ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية. يضيف الموقع، أن على ما يبدو، فإن إطلاق الصواريخ من غزة لم يكن الأمر الذي أزعج الجنود على الحدود الجنوبية لإسرائيل في الـ 7 أكتوبر-تشرين الأول، بل كان ذلك "الطنين" غير المعتاد الذي لم يسمعوه من قبل.

وحسب الموقع، فإن أسطولا من الطائرات دون طيار المتاحة عبر الإنترنت مقابل مبالغ زهيدة ملأت السماء فوق السياج الحدودي الإسرائيلي، الذي تبلغ قيمته مليار دولار، وهي مجهزة لحمل المتفجرات وتدمير الكاميرات وأنظمة الاتصالات والبنادق التي يتم التحكم فيها عن بعد، مما مهد الطريق لعملية "طوفان الأقصى" غير المسبوقة.

حسب بلومبيرغ، تستخدم الجيوش المسيرات في النزاعات منذ أكثر من عقدين. وتفتخر إسرائيل لامتلاكها، حسب الموقع، أحد أكبر أسطول للطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط. واليوم، بدأ يظهر جيل جديد من الأنظمة "الرخيصة" والمتاحة تجارياً، مثل تلك التي استخدمتها حركة حماس في هجوم الـ7 أكتوبر-تشرين الأول، مما يشكل تحدياً لبعض القوى الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم.

تعتبر الحرب مع حماس بمثابة دعوة للاستيقاظ للجيوش من الدرجة الأولى بشأن إمكاناتها "الفتاكة" وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة "هيفن درون"، بنتسيون ليفينسون، الذي تزود شركته الجيش الإسرائيلي بطائرات بدون طيار ثقيلة، وطائرات بدون طيار تعمل بالهيدروجين، كما كتب موقع بلومبيرغ.

"أكاذيب هدفُها شيطنة المقاومة".. هكذا ردت حماس على اتهامها بارتكاب جرائم اغتصاب خلال طوفان الأقصىهل استعانت حركة حماس بجواسيس داخل إسرائيل لتنفيذ عملية طوفان الأقصى؟

وقال ليفينسون في حديثه لموقع بلومبيرغ: "لدينا هذه الطائرات الضخمة بدون طيار، ولدينا طائرات، وتقنيتنا أكثر تقدمًا بكثير ... ما فعلته هذه الحرب هو أننا أدركنا أن هذا يحدث في ساحتنا الخلفية، سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي".

يتابع موقع بلومبيرغ قائلا: "كشف استخدام حماس لطائرات تجارية بدون طيار لشن هجمات وهي الاستراتيجية التي استخدمتها أوكرانيا خلال الأيام الأولى للغزو الروسي، عن ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية والبرية، التي تفتخر بها إسرائيل. لقد طغت هذه التكتيكات على خصم أكثر تقدمًا بكثير، وكل ذلك بميزانية ضئيلة."

إطلاق صواريخ من غزة نحو جنوب إسرائيلAriel Schalit/Copyright 2023 The AP. All rights reserved

ويتابع الموقع، أن مع تعرض أنظمة المراقبة ذات التقنية العالية للخطر، اجتاح الآلاف من مقاتلي حماس الحدود عبر شاحنات وطائرات شراعية. وكان الهجوم على جنوب إسرائيل هو اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد، حيث قُتل حوالي 1200 شخص واحتجز نحو 200 رهينة. واستغرق الأمر أياماً حتى استعاد الجيش السيطرة الكاملة على المنطقة.

لدينا هذه الطائرات الضخمة بدون طيار، ولدينا طائرات، وتقنيتنا أكثر تقدمًا بكثير ... ما فعلته هذه الحرب هو أننا أدركنا أن هذا يحدث في ساحتنا الخلفية، سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي بنتسيون ليفينسون الرئيس التنفيذي لشركة "هيفن درون"

رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق لموقع بلومبيرغ على كيفية التصدي للطائرات بدون طيار أو فشل أنظمة الإنذار المبكر. وأوضح المتحدث: "ستتمّ دراسة أسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة" بعد الحرب.

يستخدم الجيش الإسرائيلي، حسب بلومبيرغ، أسطول طائرات دون طيار للمراقبة وقصف الأهداف. كما أنه يتجه بشكل متزايد إلى الطائرات دون طيار في حرب المدن في غزة لاستكشاف المباني ونزع فتيل المتفجرات قبل إرسال القوات، حسب أفيف شابيرا، الرئيس التنفيذي لشركة "إكستند"، التي توفر أنظمة تشغيل الطائرات دون طيار للجيشين الأمريكي والإسرائيلي.

طائرة بدون طيار تستخدمها القوات الإسرائيلية لإطلاق الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين خلال مظاهرة قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيلHatem Moussa/Copyright 2018 The AP. All rights reserved.

وكتب موقع بلومبيرغ: "قامت إسرائيل فعلًا بتحديث نظام القبة الحديدية الخاص بها، والذي يستخدم أجهزة اعتراضية للحماية من الصواريخ قصيرة المدى القادمة، لاستكشاف الطائرات بدون طيار الكبيرة، ولكن العديد من طائرات حماس بدون طيار لا تزال قادرة على التسلل عبره. ويختبر الجيش نظامًا يعتمد على الليزر مصممًا لاعتراض الصواريخ الأصغر حجمًا، والصواريخ قصيرة المدى، رغم أنه لن يكون جاهزًا قبل عام آخر على الأقل."

وتابع: "قامت بعض الشركات الناشئة الإسرائيلية والمتطوعين في مجال التكنولوجيا فعلًا بوضع دفاعات جديدة، حيث تتعرض قوات الجيش المشاركة في الغزو المستمر لغزة لهجمات متكررة بطائرات دون طيار. وقد أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها الجناح العسكري لحركة حماس منذ بداية الحرب والتي لم يتسن التحقق منها بشكل مستقل، طائرات دون طيار وهي تسقط قنابل يدوية على القوات الإسرائيلية وتلحق أضرارا بالمركبات المدرعة."

نيويورك تايمز: صواريخ القسام أصابت قاعدة إسرائيلية بداخلها صواريخ نووية في عملية طوفان الأقصىمعلومات جديدة تؤكد تقارير سابقة.. هل كانت إسرائيل على علم بعملية طوفان الأقصى؟

حسب موقع بلومبيرغ، حظي فريق من المتطوعين الذين يعملون بإحدى مكاتب "ويورك" بتل أبيب باهتمام الجيش، فنشأت مبادرة "الحرس التكنولوجي الإسرائيلي" من قبل مزوّد خدمة "ديسكورد" الذي تم نشأ في الـ8 أكتوبر-تشرين الأول من طرف عشرات الإسرائيليين العاملين في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الوافدين من "غوغل" ومقاول الدفاع رافائيل، وفقًا لمور رام أون، أحد مؤسسي المجموعة.

وتتابع كاتبة المقال في بلومبيرغ: "أحد أنظمتهم، الذي تم تطويره خلال أربعة أيام، ويخضع الآن للاختبار الميداني في قواعد الجيش، هو تطبيق يربط بين كاميرتي هاتف محمول وأنظمة صوتية لمسح السماء بحثًا عن طائرات من دون طيار ويستخدم غلافًا مطبوعًا ثلاثي الأبعاد يمكن تركيبه على المركبات، وتأمل المجموعة في طرح نظام التنبيه الرخيص بسرعة."

طائرة بدون طيار تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية من طراز هيرميس في قاعدة بالماخيم الجويةJACK GUEZ

لا تزال هجمات حماس بطائرات بدون طيار تشكل تهديدًا قويًا، وفقًا ليران عنتيبي، زميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي ومقره إسرائيل. وقال عنتيبي في حديثه لموقع بلومبيرغ: "إنها تمنحك القدرة على استخدام ذخيرة دقيقة أو موجهة، وهو أمر لم تكن تستطيع فعله إلا الدول المتقدمة جدًا حتى سنوات عديدة مضت. بعقل إجرامي ومعدات صغيرة، يمكنك القيام بأشياء فظيعة مثل الهجوم الأول لحماس".

حسب بلومبيرغ، طورت حماس هذه التكتيكات مع حليفتها إيران ومحمد الزواري، وهو مهندس تونسي قاد جهود الجماعة لتطوير المسيرات. واغتيل في عام 2016 في عملية قتل يلقي المسلحون باللوم فيها على المخابرات الإسرائيلية. تم تسمية نموذج من الطائرات دون طيار الهجومية باسمه وتم استخدام 35 منها في إطلاق الصواريخ.

يتابع موقع بلومبيرغ: "يبدو أن الصور التي نشرتها حماس والجيش الإسرائيلي تظهر طائرات بدون طيار جاهزة للاستخدام، بما في ذلك نماذج مشابهة لتلك التي صنعتها شركة "ديجاي" الصينية المخصصة للتصوير الجوي والتطبيقات الصناعية.

حسب بلومبيرغ، تمت دراسة ثلاث طائرات بدون طيار من طراز "ديجاي" في شركة "سينتريكس" وهي شركة ناشئة في تل أبيب تصمم أنظمة لمواجهة الطائرات بدون طيار، وهي إحدى أنواع الطائرات، التي كانت حماس تزودها بالمتفجرات.

ماهي مجموعة سايبر طوفان الأقصى وهل لها علاقة بإيران؟ يحيى السنوار.. رجل حماس العنيد الذي تلاعب بإسرائيل ووضع خطة خداع استراتيجية لـ"طوفان الأقصى"

ويتابع موقع بلومبيرغ: "كما أن فعالية برنامج الطائرات بدون طيار لحماس تؤدي إلى تفاقم المخاوف المتزايدة من أن الجهات الفاعلة غير الحكومية قد تطور أسلحة فتاكة باستخدام تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام لا يمكن تتبع مبيعاتها. وحتى عندما تنفق الجيوش مبالغ قياسية على التكنولوجيا المتطورة، فإن المعدات البسيطة يمكن أن تسمح للاعبين الهامشيين بتنسيق الهجمات المدمرة."

اعلان

لجأ العديد من الجنود في غزة، حسبر بلومبيرغ، إلى إطلاق النار على الطائرات دون طيار التي تتحرك ببطء في السماء. وقال الجيش الإسرائيلي عبر منشور على مدونة في نوفمبر/ تشرين الثاني إنه خصص نظام استهداف دقيق محمول باليد "سمارت شوتر" لجندي في كل وحدة مشاة لأول مرة. ومن الممكن تركيب النظام على بنادق هجومية ويُحسّن دقة الأهداف المتحركة مثل الطائرات بدون طيار أو المقاتلين الأعداء.

ويختم مقال باومبيرغ المقال: "كان لدى إسرائيل نظام واحد على الأقل على حدود غزة في الـ7 أكتوبر/ تشرين الأول مصمم خصيصًا لمواجهة الطائرات بدون طيار، لكن لم يبدأ تشغيله بعد وتم تحديد المراحل النهائية لاختباره بعد أيام قليلة من الهجوم المباغت، وفق شركة "سينتريكس"، التي طورته."

ويتابع الموقع، إنه يمكن للنظام اكتشاف الطائرات بدون طيار والسيطرة عليها من على بعد عدة كيلومترات، وإعادة توجيهها بعيدًا عن أهدافها. وقال روتم إيبلباوم، نائب رئيس "سينتريكس"، إنه يتم نشره الآن على المركبات العسكرية الإسرائيلية، على طول الحدود وبالقرب من الأصول الاستراتيجية. وأضاف إيبلباوم في حديثه مع بلومبيرغ: "لقد توقفنا لمدة أسبوع ... كان من الممكن أن يغير قواعد اللعبة".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد انتقادات دولية..الجيش الإسرائيلي ينفي شن قصف عشوائي على قطاع غزة الحرب في غزة تدخل يومها الـ74: قصف مكثف على جنوب القطاع شاهد: يمتد على مسافة 4 كيلومترات وعمق 50 مترا.. الجيش الإسرائيلي يدّعي اكتشاف أكبر نفق لحماس في غزة قصف إسرائيل الطائرات الصغيرة بدون طيار قطاع غزة طوفان الأقصى نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية اعلانالاكثر قراءة سيارة تابعة لموكب بايدن تتعرض لحادث اصطدام وتستنفر رجال الخدمة السرية تغطية مستمرة| واشنطن تواصل دعم وتسليح إسرائيل ومجلس الأمن يؤجل جلسة التصويت على وقف الحرب في غزة التفافا على حصار الحوثيين.. جسر بري من الإمارات لنقل البضائع إلى إسرائيل عبر السعودية والأردن شاهد: يمتد على مسافة 4 كيلومترات وعمق 50 مترا.. الجيش الإسرائيلي يدّعي اكتشاف أكبر نفق لحماس في غزة للمرة الأولى منذ عشر سنوات.. انتخابات مجالس المحافظات في العراق اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب في غزة تدخل يومها الـ74: قصف مكثف على جنوب القطاع يعرض الآن Next بعد انتقادات دولية..الجيش الإسرائيلي ينفي شن قصف عشوائي على قطاع غزة يعرض الآن Next سجن كأنه غوانتانامو.. فلسطينيون أطلقت إسرائيل سراحهم يصفون ظروف احتجازهم "عذبونا بالكهرباء" يعرض الآن Next الزعيم كيم جونغ أون كان حاضرا خلال إطلاق "هواسونغ-18" وأشرف بنفسه على التجربة الصاروخية يعرض الآن Next بعد نشره فيديو عن غزة..النيابة الفرنسية تطالب بسجن الجزائري عطال 10 أشهر ودفع غرامة 45 ألف يورو

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة قصف حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا قطاع غزة أسلحة كوارث طبيعية الاتحاد الأوروبي كرة القدم Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل غزة قصف حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: قصف إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى إسرائيل غزة قصف حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا قطاع غزة أسلحة كوارث طبيعية الاتحاد الأوروبي كرة القدم إسرائيل غزة قصف حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا الطائرات بدون طیار الطائرات دون طیار الجیش الإسرائیلی طائرات بدون طیار طائرات دون طیار طوفان الأقصى یعرض الآن Next تشرین الأول حرکة حماس قطاع غزة فی غزة نظام ا

إقرأ أيضاً:

الحضور الفاعل للدفاعات الجوية اليمنية يسلط الضوء على المزيد من دلائل الفشل الأمريكي

يمانيون../
لا يزال الارتفاع المتسارع في حصيلة طائرات (إم كيو-9) الأمريكية التي يتم إسقاطها في اليمن، يشكل مأزقاً كبيراً للجيش الأمريكي وللبيت الأبيض، حيثُ لا يبدو أن سياسة التكتم تجدي نفعاً في إخفاء الأرقام، أو حتى في التخفيف من وقع ما تمثله من سقوط مدوٍ وتأريخي لسلاح يجمع الكثيرين أنه من أفخر وأحدث التقنيات العسكرية الأمريكية.

هذا الأمر الذي يعزز الاعتقاد بأن لجوء واشنطن إلى القاذفات الشبحية كان اضطرارياً؛ بسبب القلق من مخاوف الدفاع الجوي، إلى جانب الحاجة إلى تعويض فشل حاملات الطائرات.

وعلى الرغم من التكتم الرسمي الذي يواصل البنتاغون الالتزام به مضطرًا لتجنب الإحراج والفضيحة الذي تشكلها عمليات الإسقاط المتكرر لطائرات (إم كيو-9)؛ فقد نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في إدارة ترامب اعترافهم بارتفاع حصيلة هذه الطائرات التي تم إسقاطها في اليمن إلى سبع منذ مارس الماضي، وهي حصيلة قريبة من العدد الفعلي (8 طائرات).

وفيما يترك البنتاغون وسائل الإعلام الأمريكية تؤدي مهمة إحصاء خسائره، بدون أن يقدم أي توضيح، فإن هذه الوسائل لا تنفك عن طرح الأسئلة المتزايدة والبحث عن إجاباتها قدر الإمكان؛ الأمر الذي يؤدي إلى تسليط المزيد من الضوء بشكل مستمر على جوانب إضافية من جوانب الفشل الذي لا يريد البيت الأبيض الاعتراف به بشكل صريح.

وفي هذا السياق، نشر موقع “ذا وور زون” الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، الثلاثاء، تقريرًا مطولاً عن التطور المتزايد في ترسانة الدفاع الجوي اليمنية، والذي يظهره النجاح الكبير في اصطياد طائرات (إم كيو-9)، وما يمثله ذلك من تهديد مقلق للولايات المتحدة خصوصاً في ظل غموض الترسانة اليمنية.

وأكّد الموقع أن القوات المسلحة اليمنية “أثبتت امتلاكها ترسانة دفاع جوي تشكل تهديدات حقيقية، كما يتضح من العدد المتزايد من عمليات إسقاط طائرات أمريكية بدون طيار من طراز (إم كيو-9)” مشيرًا إلى أنه برغم ذلك “لا تزال العديد من التفاصيل حول حجم ونطاق قدرات الدفاع الجوي هذه غامضة للغاية”.

وأوضح الموقع أن الجهات المسؤولة عن طائرات (إم كيو-9) “المفقودة” في اليمن، هي كلّ من سلاح الجو الأمريكي، وسلاح مشاة البحرية الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية.

وأشار إلى أن “حجم الخسائر من طائرات (إم كيو-9) منذ أكتوبر 2023، يثير تساؤلاتٍ أكبر حول استمرار الاعتماد على هذا الطائرات، لا سيَّما في المعارك المستقبلية عالية المستوى التي تشهد تهديداتٍ جويةً أكثر كثافة”.

وأضاف: “أن خسارة العشرات من طائرات (إم كيو-9) تُكلّف الولايات المتحدة خسائر مالية كبيرة، حيثُ يُقدّر متوسط ​​سعر الواحدة منها بحوالي 30 مليون دولار، وهو سعر لا يشمل تكلفة أي أسلحة أو أنظمة أخرى قد تحملها والتي لا تُعدّ جزءًا من التكوين الأساسي”.

وأكّد التقرير أنه “سيكون للخسارة المستمرة لهذه الطائرات تأثيرٌ عملياتيٌّ، لأنَّ أي حملة جوية مستمرة ضد اليمن تتطلب مراقبةً مستمرةً”.

تطور وغموض ترسانة الدفاع الجوي اليمنية:

وبشأن تطور القدرات اليمنية وغموض تفاصيلها نقل الموقع عن مسؤول دفاعي كبير قوله في وقت سباق بشأن المواجهة مع اليمن: “لقد فوجئنا في بعض الأحيان ببعض الأشياء التي نراهم يفعلونها، وهذا يجعلنا نخدش رؤوسنا قليلاً.. إنهم مبتكرون للغاية، وهناك الكثير مما لا نعرفه عنهم”.

واستعرض الموقع بعض المنظومات الدفاعية التي كشفت عنها القوات المسلحة في مناسبات سابقة، مشيرًا إلى أن بعضها تم تطويره بشكل فعال من صواريخ (جو – جو) لكنه أوضح أن “التفاصيل المتعلقة بمخزون صواريخ أرض -جو في اليمن لا تزال محدودة”.

وأشار الموقع إلى أن القوات المسلحة اليمنية ربما تمتلك رادارات متطورة، لافتاً إلى أنه كانت هناك نقاشات في الماضي حول ما إذا كان اليمن يمتلك أيضاً “وسائل بديلة لرصد وتتبع الطائرات المعادية، مثل أجهزة استشعار الترددات الراديوية السلبية التي قد تكون قادرة على العمل كرادارات افتراضية”.

وأوضح الموقع أن الرادارات التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية يمكنها “رصد وفك تشفير الموقع الجغرافي الدقيق والارتفاع والمسار والاتجاه والسرعة والهوية، ورمز النداء لجميع الطائرات المعادية ضمن دائرة نصف قطرها يزيد عن 250 كيلومترًا [155 ميلًا]”.

قدرة عالية على التخفي والمناورة:

وبالإضافة إلى ذلك، أوضح التقرير أنه يمكن للصواريخ الدفاعية اليمنية تنفيذ “هجمات انبثاقية خطيرة” يصعب رصدها، وذلك بواسطة “أنظمة سلبية لتتبع أي هدف ثم إطلاق صاروخ في الاتجاه الصحيح؛ بدون أن يتم تفعيل نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء أو الرادار للصاروخ إلا عند اقترابه من الهدف”.

ونقل التقرير عن مايكل نايتس، المحلل البارز في معهد واشنطن قوله: إن القوات المسلحة اليمنية “تستخدم أنظمة كهروضوئية سلبية تمامًا، من الصعب رصدها لأنها لا تحمل أي بصمة قبل إطلاقها”.

وأشار الموقع إلى أن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية صرحت في يوليو 2024، بأن القوات المسلحة اليمنية استخدمت صواريخ من نوع (صقر) مزودة بباحثين سلبيين يعملان بالأشعة تحت الحمراء؛ من أجل مهاجمة الطائرات بدون طيار الأمريكية.

ونقل الموقع عن بهنام بن طالبلو -الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، قوله: إن “هذه الصواريخ كان لها تأثير كبير ضد الأنظمة الأمريكية غير المأهولة على مدى عام ونصف، ومن المرجح أن تواصل لعب دور رئيسي في تحميل الولايات المتحدة المزيد من التكاليف”.

وأشار التقرير إلى أنه “كانت هناك أدلة سابقة على أن اليمنيين ضربوا طائرات حربية سعودية وإماراتية بصواريخ مزودة بباحث الأشعة تحت الحمراء السلبي”.

وأضاف: “بغض النظر عن أجهزة الاستشعار المستخدمة لتحديد الأهداف وتوجيهها، فإن استخدام الأنظمة المتنقلة، وخاصةً تلك التي تتمتع بقدرة إطلاق نار سريعة، يزيد من التهديدات التي تشكلها قدرات الدفاع الجوي اليمنية”.

ونقل التقرير عن رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، الفريق جيفري كروس، قوله خلال جلسة استماع في مارس الماضي، إن القوات المسلحة اليمنية استخدمت أنظمة صواريخ (أرض-جو) متنقلة ضد الطائرات الأمريكية.

وأوضح الموقع أن هذه الأنظمة “تجعل التهديد يتفاقم؛ بسبب قدرتها على الظهور فجأة وتشغيل راداراتها لفترة وجيزة نسبياً وإطلاق النار، ثم الاختفاء، وبالتالي يصعب جدًّا العثور عليها واستهدافها، فضلًا عن صعوبة التنبؤ بمواقعها المحتملة لاتخاذ إجراءات مضادة أو التخطيط لتجنبها”.

قاذفات (بي -2) بين الاستعراض والمخاوف:

وعلى عكس الدعاية التي روجتها إدارة ترامب بشأن استقدام قاذفات (بي -2) الشبحية، كاستعراض للقوة، أوضح تقرير موقع “ذا وور زون” أن اللجوء إلى هذه الطائرات ربما جاء بسبب المخاوف من التهديد الكبير الذي تشكله الدفاعات الجوية اليمنية على الطائرات الأخرى.

وقال التقرير: إن غموض وتطور الدفاعات الجوية اليمنية “يثير المزيد من الأسئلة حول ما إذا كان استخدام الجيش الأمريكي لطائرات (بي-2) ومجموعة متزايدة من أنواع الذخائر البعيدة المدى لاستهدف اليمن، كان مدفوعاً إلى حدّ كبير بمخاوف الدفاع الجوي أكثر مما تم الاعتراف به علناً”.

وأضاف: “من المهم تذكر أن التخفي لا يعني عدم التعرّض للخطر أو عدم القدرة على الاختراق”.

وخلص التقرير إلى أن القوات المسلحة اليمنية “أثبتت أن لديها ما يكفي من قدرات الدفاع الجوي لتعريض الطائرات العسكرية الأمريكية لخطر حقيقي، وهو ما يبدو أنه يدفع إلى زيادة استخدام الذخائر البعيدة وغيرها من القرارات المرتبطة بالمخاطر”.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • الجيش الروسي يسقط 7 طائرات أوكرانية مسيّرة فوق القرم وبيلجورود
  • الحضور الفاعل للدفاعات الجوية اليمنية يسلط الضوء على المزيد من دلائل الفشل الأمريكي
  • كمين مُحكم.. حدث أمني صعب للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.. تفاصيل
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات "حادثة 19 مارس"
  • كمين مُحكم.. حدث أمني صعب للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات "حادثة 19 مارس"
  • الجيش الإسرائيلي يضع 4 سيناريوهات لحرب غزة
  • في قاع المحيط: سيارة غامضة داخل حاملة طائرات شهيرة غارقة منذ 80 عاما! (صور)
  • «الإسكان الميسر»: وحدات سكنية منخفضة التكلفة تتميز بجودة التصميم والبناء
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت